إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علّم ابنته فاطمة (عليها السلام) أذكاراً، تقولها عند النوم وفي دبر كُلّ صلاة، واشتهرت بتسبيح فاطمة (عليها السلام).
قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رواه الإمامية وغيرهم من أنّ أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت، وقد جاء سبيّ إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قلت لها: (هلاً أتيت أباك تسأليه خادماً يكفيك مشقة خدمة البيت)؟
فأتت النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا عنده جماعة، فانصرفت، وعلم أبوها أنّها جاءت لأمر أهمها، فغدا إلى دارها صباحا، وسألها (عليهما السلام)لمَ جاءت له، فاستحت أن تذكر له، فقلت له:( أنت تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس.
وقد أثر ذلك عليها، فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا؟
قالت: بلى يا رسول الله، فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كُلّ صلاة).
قال المرحوم الشيخ البهائي في (مفتاح الفلاح): إعلم أنّ المشهور استحباب تسبيح الزهراء في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخر عند النوم.
وقال صاحب الوسائل: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث نافلة شهر رمضان قال: (سبح تسبيح فاطمة (عليها السلام)، وهو (الله أكبر) أربعاً وثلاثين مرة، و (سبحان الله) ثلاثاً وثلاثين مرة و (الحمد لله) ثلاثاً وثلاثين مرة. فو الله لو كان شيء أفضل منه لعلمه (صلى الله عليه وآله وسلم) إياها). وهو في كُلّ يوم في دبر كُلّ صلاة أحبّ إلى الصادق (عليه السلام) من صلاة ألف ركعة في كُلّ يوم، ولم يلزمه عبد فشقي، ولذا يؤمر الصبيان به كما يؤمرون بالصلاة إذ هو وإن كان مائة باللسان إلاّ أنّه ألف في الميزان، وطارد للشيطان، ومرضى الرحمن، ويدفع الثقل الذي الآذان، وما قاله عبد قبل أن يثني رجله من المكتوبة إلاّ غفر له الله، وأوجب الله له الجنة، خصوصا الغداة، وخصوصا إذا أتبعه بلا إله إلا الله، واستغفر بعده، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيراً، ويستحقّ ذكر الله تعالى له كما وعد بقوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ).