ولد السید الحمزة سلام الله عليه سنة 101هجرية وکانت وفاته سنة 202 هجرية.هناك ذكرى سنوية للوفاة تكون في آخر شهر ذي الحجة والشخص الذي أوضح مكان وجود القبر الشريف هو آية الله المرحوم السيد مهدي القزويني (رض).
مثلت عترة رسول الله (ص) العدل بالنسبة للقرآن الکریم و بلغت مراحل الکمال فاحبتها الأمة وقدّمت من أجلها النفس والمال. ولم یحدّ هذا بآل محمد (ص) وحسب بل إستمرّ ذلک الی ذویهم وذراریهم. فأکرمهم خیار الأمة و وقّروهم وبذلوا من أجلهم الغالي والنفیس لأنهم أدرکو أنّ آل البیت وجلّ ذویهم و ذراریهم کانوا یقدمون الناس علی أنفسهم في العطاء والإیثار، ولم یکن لهم هدف سوی إسعاد هذه الأمة في الدنیا والآخرة.لقد أحبّ الناس آل محمد و علي (ع) لأنهم ضحّوا بانفسهم في سبیل احیاء هذه الأمة ولو اردنا الإشارة الی مصادیق التضحیة في سبیل إعلاء کلمة الحق و الحقیقة وإحیاء الأمة لوجدنا أبالفضل العباس (ع) نموذجا رائدا في العطاء و التضحیة بل شهیدا یغبط من قبل خیار الشهداء کما ورد في روایة الإمام زین العابدین (ع): "إنّ لعمي العباس درجة في الجنة یغبطها جمیع الشهداء".ومن جملة أبناء هذه الرجل العظیم السید الحمزة (ع) الذي کان عظیما في مکانته وخلقه وتقواه فأحبّّه الناس خصوصا بعد أن بدت منه الکرامات والبرکات وصار مهوی للقوب.وبنوا له مقاما شامخا لیکون منتجعا للروح وصرحا لبناء الإنسان المؤمن. وقد تضاعف هذا الجوّ الإیماني بعد سقوط الطاغیة حیث اهتمت المرجعیة الدینیة و الحکومة العراقیة بالمزارات و عملت علی إحیائها وتحویلها الی مدارس للوعي القرآني و الدیني.ومن جملة هذه المقامات کما ذکرنا، مقام السیّد الحمزة. وللتعرف علی شخصیّّة الحمزة ومکانته ومرقده، إلتقینا في مبنی المجمع العالمي الأخ الأستاذ منعم حسین الشمري الذي اجاب علی أسئلتنا برحابة صدر وأغنانا بمعلوماته الوفیرة .والیکم تفاصیل هذا اللقاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
سرنا في هذا اللقاء وفي هذا المكان حيث المجمع العالمي لأهل البيت سلام الله عليهم من موقع أبنا وکالة أنباء من مجمع العالمي لأهل البیت سلام الله علیهم أن نرحب بالأخ السيد "منعم سلمان حسين" الأمين الخاص لمزار الحمزة الغربي ونتمنى له في هذا المكان أقامة طيبة. في البداية يا حبذا لو تعرف لنا تعريفاً ذاتياً بنفسك:
الاستاذ منعم سلمان: بسم الله الرحمن الرحيم صلِ اللهم على محمد آله الطيبين الطاهرين.
منعم سلمان حسين الشمري الأمين الخاص لمزار الإمام الحمزة الغربي.
الحمزة الغربي (علیه السلام) هو الحمزة ابن القاسم ابن علي ابن الحمزة ابن الحسن ابن عبيد الله ابن العباس سلام الله عليه.
لا يخفى عليكم من هو العباس سلام الله عليه، وماهو مقامه. ولقد كآفأ الله سبحانه وتعالى العباس (علیه السلام) بهذه الذرية الطيبة ومن هذه الذرية، الحمزة سلام الله عليه. والحمزة (علیه السلام) من علماء الحديث ومن علماء الإجازة يعرف في التاريخ "بأبي يعلي" من طبقة الشيخ الكليني وطبقة الشيخ الكفعمي وله مؤلفات كثيرة منها فيمن كتب عن جعفر ابن محمد الصادق (علیه السلام)، وكتاب الصلاة وكتاب الزكاة وكتب أخرى كثيرة، المكان أو البقعة الجغرافية التي دفن الإمام سلام الله عليه فيها تقع في حافظة بابل في ناحية المدحتية من أعمال قرية المزيدية السابقة (القرية المزيدية عبارة عن إمارة بني مزيد أحدى الإمارات المزيدية الشيعية التي جمع شمل الشيعة فيها) منطقة الهاشمية هي منطقة نشأة بني هاشم أو سكن بني هاشم ومنها انطلقت الدولة العباسية فهذه المنطقة ضمّت كثير من المراقد منهم القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر (علیه السلام)،السيد أحمد الحارث ابن الإمام موسى بن جعفر (علیه السلام)،سيف الدين ابن الإمام موسى بن جعفر (علیه السلام)، الحسن ابن عبيد الله ابن العباس سلام الله عليه الظاهر والمظهر من أولاد الإمام الكاظم سلام الله عليه،عون ابن الإمام علي ابن أسماء بنت عميس وكثير من المقامات أو المزارات المشرفة موجودة في المدينة.
مراسل ابنا: حسب متابعاتکم لحیاة السيد الحمزة (علیه السلام) هل كانت بداية حياته في نفس هذا المكان أو أنه هاجر إلى المكان الذي دفن فیه؟
الاستاذ منعم سلمان: لا توجد روايات دقيقة تتحدث عن ذلک، نعم هناک روایات تقول بأنه تحول من منطقة البصرة إلى منطقة الإمارة المزيدية وعاش في هذا المكان ودفن فيه.
مراسل ابنا: هل هذا يعني أن بداية ولادته كان في هذا المكان؟
الاستاذ منعم سلمان: يقال بأنه التجأ إلى هذا المكان.
مراسل ابنا: وهل هناک سبب للجوئه الی هذا المکان؟
منعم سلمان حسين: التجأ من البطش العباسي.
مراسل ابنا: حبذا لوذکرتم نبذة عن تاريخ المقام وكيف بني المقام ومن الذي ساهم في بناء و إستهارية هذا المقام؟
منعم سلمان حسين: ولد السید الحمزة سلام الله عليه سنة 101هجرية وکانت وفاته سنة 202 هجرية.هناك ذكرى سنوية للوفاة تكون في آخر شهر ذي الحجة والشخص الذي أوضح مكان وجود القبر الشريف هو آية الله المرحوم السيد مهدي القزويني (رضوان الله عليه)
فقد نقل أن سماحة السيد مهدي القزویني (رضوان الله عليه)کان يقوم بزيارة إلى منطقة الهاشميّات في القرية المزيدية، لکنه يعرض عن زيارة الإمام لأن النسب الذي كان ینقل هو: الحمزة ابن الإمام موسى بن جعفر (علیه السلام) لأنه یعتقد أنّ مكان دفن الإمام الحمزة ابن الإمام موسى بن جعفر في الري جنب السید عبدالعظيم [الحسني] فکان یدعی كثيراً إلى زيارة المزار الشريف لكنه لم يزره وکان يقول:(أنا لا أزور من لا أعرف).
في إحدى زيارته خرج السيد مهدي القزويني لتفحّص الفجر فأتاه شخص بزي علوي من أهالي المدينة فقال له:سيد لم لا تزور الحمزة. فقال السیّد: (أنا لا أزور من لا اعرف). فقال له السید: زره فإن الحمزة ابن القاسم ابن علي ابن الحمزة ابن الحسن ابن عبيد الله ابن العباس (علیه السلام) وإذا أحببت أن تتأكد من هذه المعلومات راجع كتب التاريخ وأعطاه جملة من كتب الحديث فأجابه السیّد القزویني: إن شاء الله. وبعد أن صلى السيد صلاة الفجر رجع إلى كتبه ورأى أن هذه المعلومات دقيقه،جهز نفسه للسفر إلى مدينة النجف أو كربلاء فرأى ذلك الشخص الأعرابي أو السيد العلوي في المدينة فقال له: سيدنا أنا تأكدت من هذه المعلومات فمعلوماتك كانت دقيقة. من أين أخذت هذه المعلومات فحلف له السيد العلوي بأنه لم يبت أصلاً في تلك الليلة في تلک المدينة فأستدلّ السيد مهدي القزويني علی أن الشخص الذي رآه هو من بركات الوجود المقدس للإمام الحجة (عج) فقال: الآن حقّت زيارته علينا فزار المكان الشريف وغيّر الاسم إلى الاسم الصحيح وهو الحمزة من ذرية العباس (علیه السلام) وقال: الآن وجبت زيارته علينا.
أبنا: هذا في أيّ سنة تقريباً؟
منعم سلمان حسين: هذا تقريباً في سنة 1700 يقول كانت المدينة أو المنطقة مشهورة بالتسنّن لكن بعد هذه البركات للسيد وإيضاح المزار الشريف تحولت إلى منطقة موالية لأهل البيت (علیهم السلام).يذكر آية الله السيد حسين بحر العلوم (رضوان الله عليه) كنا نذهب زيارة إلى النجف الأشرف فنتشرف بالسلام على السيد وكان يقول سلموا لنا على عمنا "أبى يعلى" ويقول والله إنّ الدعاء لمستجاب تحت قبة الأمام الحمزة كما هو مستجاب تحت قبة الحسين (علیه السلام) في ليالي الجمعة. وكان يوصي بالاهتمام بالمزار وأعمال المزار وخدمات المزار، ويذكر التاريخ بأنه لما إشتد الطلب العباسي في بداية الغيبة الصغرى على أهل بيت النبوة (علیهم السلام) التجأت نرجس أم الإمام الحجة إلى بيت عبد الله عم الإمام حمزة في منطقة المزيدية وهذا يكشف عن الدور الكبير لهذه العائلة الكريمة الشريفة في هذا المجال.
ابنا: الی أيّ زمان یعود البناء الذي هو علیه الآن؟
منعم سلمان حسين: أول بناء المزار الشريف كان عبارة عن غرفة يقال بأنها من الآجر الذي نقل من خرائب نيل اي من خرائب بابل على ظهور الإبل. وهذه کانت العمارة الأولى. وأحدث العمارات التي بنيت في 1932. عندما بناها الشيخ عباس الجريان. ثم البناء الثاني في 1936 وکان أيضاً تكملة بسيطة أو جزئية، العمارة الرئيسية هي في 1973 عندما التجأ رئيس النظام السابق أحمد حسن البكر الذي أصيب بمرض خبيث (مرض السرطان) إلى هذا السيد الطاهر ومنّ الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء ببركة الحمزة (سلام الله عليه) فقام أحمد حسن البكر بهدّ المدينة او المنازل المجاورة للمزار وبنى هذا البناء الموجود حالياً.
مراسل ابنا: ذکرت أن أول ما أنشا عليه غرفة من الآجر، هل تعلمون تاریخ أوّل بناء ؟
منعم سلمان حسين: كلا لم تحضرني هكذا بداية .
مراسل ابنا: بعد أن سقط نظام البعث وأصبحت المزارات محطّ اهتمامات خاصة وتحولت المزارات من كونها مزارات يقصدها الناس للزيارة فقط إلى أماكن لإرشاد الناس وإلى هدایتهم و إلى إيصال معارف أهل البيت (سلام الله عليهم) فما هو دور المقام وما هي الآليات المتّبعة في أرشاد الناس وهدايتهم؟
منعم سلمان حسين: بعد أن منّ الله سبحانه وتعالى علينا بالخلاص من الطاغية توجهت عناية الدولة العراقية الحديثة الفتية للاهتمام بهذا المزار الشريف وكانت أول الخطوات الصحيحة هي إقامة الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة فبدأت تهتم بصورة سريعة ومضطردة بالمزارات، ولكن لا يخفى على حضرتكم بأنه يوجد في العراق مئات المزارات منها معروفة ومنها غير معروفة ومنها صحيحة النسب ومنها غير صحيحة، فيوجد اهتمام ولكن حجم المسؤولية كبيرة والتداعيات الأمنية التي كانت تعمل كان يوجد فيها الأعمال نوعاً ما سببت تأخيرا في عمل المزارات ولكن المزار الآن هو عبارة عن مكان إشعاع فكري فعل المدينة والخطباء أصبحوا يتوافدون من أنحاء العراق والعالم بحيث أصبحت حركة فكرية فتأسست مكتبة عامة في المزار الشريف وکذا مركز مبيعات ثقافي. برامجنا التي نعمل الآن بمشیئة الله علی تحقیقها بعد إتمام هذا الأمر كثيرة منها الانفتاح على المزارات، والقيام بنهضة حقيقية ث