حياته الاجتماعية
أنجب الإمام الحسن عليه السلام خمسة عشر ولداً، سبعة منهم من ثلاث نساء، هنّ: أم بشير بنت أبي مسعود بن عقبة الخزرجية، وخولة بنت منظور الفزارية، وأمّ اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمي. والباقي من أ ُمهات أولاد ثلاث أو أربع.
وأما ما اشتهر على الألسن من أنّ الحسن عليه السلام قد تزوج نساء كثيرة قد وصل عددها إلى ثلاثمائة، وأنّه مزواج مطلاق، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد حذّر الناس من على منبر الكوفة من تزويجة فهي دعايات أ ُموية غرضها الحطّ من شخصية الإمام الحسن عليه السلام وإظهاره بمظهر الرجل الشهواني الذي لا يهمّه من أمر الدين والأ ُمّة إلاّ التلذّذ بالنساء، وقد اتسعت هذه الدعايات في العصور اللاحقة كسياسة تبريرية لما كان يمارسه خلفاء السوء من تجميع النساء بأعداد غفيره للشهوات البهيمية.
وهذه الدعايات لا تصمد أمام النقاش العلمي للأسباب التالية:
انّ أصل القصّة – الزواج بثلاثمائة – قد نقلها أبو طالب المكي في كتابه "قوت القلوب" ثم أخذها الآخرون منه، وهو رجل صوفي من أهل السنـّة.
انّ الحسن عليه السلام لم يرزق إلاّ خمسة عشراً ولداً طيلة حياته التي استمرت خمسين عاماً تقريباً، ولو كان قد تزوج بمثل هذا أو نصفه أو ربعه أو عشره لكان قد أنجب من الأولاد بالمئات.
3-إن التاريخ لم يحتفظ لنا إلاّ باسماء هذه النساء الثلاثة فقط، ولو كان الحسن عليه السلام مطلاقا ً وأنّه طلّق أكثر من سبعين امرأة لذكر ذلك، لأنّه محلّ افتخار وتباه عند المسلمين أن يتزوّج منهم الحسن سبط رسول الله (ص).
4-انّ الأخبار قد تضاربت في عدد النساء التي تزوجها أو طلّقها الحسن عليه السلام، ولو كانت حقّاً لما اختلفت هذا الاختلاف الشديد. "وأولاده الذكور هم: زيد، والحسن، وعمرو، والقاسم، وعبد الله، وعبد الرحمن، والحسين، وطلحة" [1] وذهب ابن شهر اشوب في المناقب إلى أن أولاده أربعة عشر منهم عشر ذكرا ً [2].
[1] انظر بحار الأنار 44: 163/ 1 نقلاًعن الشيخ المفيد في الارشاد.
[2] انظر بحار الأنوار 44: 168/ 4.