الإمام الصادق (ع)
بقلم: الأستاذ برهان البخاري
تعليق: الدكتور عبدالجبار شرارة
ناشر: مؤسسة الإمام علي (ع)
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
بدعوة الكريمة من مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث في قم المقدسة استضيف الأستاذ الباحث الموسوعي برهان بخاري، وكانت تلك مناسبة طيبة اطلع فيها الأستاذ الضيف على الأعمال العلمية والنشاطات المتنوعة لمؤسسة آل البيت (ع) ولبعض المؤسسات والمراكز العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفعالياتها الجادة في خدمة التراث الإسلامي. وقد أكبر الأستاذ (البخاري) تلك الأنشطة والفعاليات وأشاد بالدور الحضاري المتميز الذي تنهض به الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مختلف الأصعدة.
ولقد انتهزت مؤسسة الإمام علي (ع) فرصة وجود الأستاذ الزائر وأطلعته على أنشطتها في خدمة الفكر الإسلامي الأصيل، كما أطلع الأستاذ البخاري المؤسسة والمراكز الأخري على فعالياته المتنوعة وأعماله الموسوعية الكبيرة، وكان من جملة ذلك مقالاته الصحفية التي تحمل إثارات عملية جادة تسلط الضوء على بعض الحقائق الخافية، فاختارت مؤسسة الإمام علي (ع) مقاله العلمي الممتع والجاد (الصادق) ؛ لما تضمنه من إفادات علمية هامة، ثم قام الدكتور شرارة بالتعليق على هذا المقال المهم وتوثيقه. نشرته صحيفة تشرين الدمشقية في عددها (6420) بتاريخ 7/1/996.
ويسر مؤسسة الإمام علي (ع) أن تقدمه إلى قرائها الأعزاء بغية تعميم الثقافة الرصينة وإشاعة الحوار العلمي الجاد. ومن الله التوفيق.
مؤسسة الإمام علي (ع)
الباحث الموسوعي السوري
برهان بخاري في سطور
تنويه:ليس أصعب من كتابة تعريف لشخص ما يتصف بالموسوعية ، فقد تكون جميع بداياته لا علاقة لها بما يمثله من فعاليات حقيقية.
ولد الباحث برهان بخاري في دمشق عام 1941، وساهم في جميع الأحداث السياسية والفكرية التي عصفت بالمنطقة، ويمكن تقسيم نشاطاته قبل عام 1979 إلى قسمين رئيسيين :
القسم الأول: ويتعلق بالتعليم ، فلقد ابتكر عدداً من الوسائل التعليمية لطلاب المدارس، ثم قام بتنفيذ مشروعه الخاص بمحو الأمية للكبار، وأعدّ بعد ذلك مناهجه لتعليم اللغة العربية للأجانب، وتعليم اللغات الأجنبية للعرب، ووضع عدداً كبيراً من الكتب والأبحاث في هذا الميدان .
القسم الثاني: وله علاقة بالفكر والأدب حيث مارس كتابة المقالة الصحفية والنقد الأدبي والقصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح، وكتب للصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح.
وفي عام 1979 دعي إلى طشقند عاصمة أوزبكستان للاشتراك في العيد الألفي لابن سينا، و کانت هذه الدعوة وراء دخوله الواسع الي عالم الأكاديمية، حيث ترجم لأوّل مرة قطعاً أدبية من الأوزبكية الى العربية مباشرة – كانت الترجمة قبل ذلك تمرّ عبر اللغة الروسية – ثم وضع الأسس العلمية لأوّل معجم أوزبكي عربي وعربي – أوزبكي، وكتب عدداً ضخماَ من الدراسات حول بنيوية اللغة الأوزبكية وعلاقتها التاريخية مع اللغة العربية، ونال عدداَ من شهادات التقدير والألقاب الأكاديمية.
ولقد تعززت جهوده الأكاديمية باستضافة جامعة الكويت له كأستاذ زائر عام 1983، حيث ساهم في تطوير بحث حول الصوتيات العربية بما يعرف بالكلام المركب صناعياً والكومبيوتر، ولقد مهدت الأبحاث الطريق له لانتقاله إلى العالمية حيث قام بتصميم جهاز كومبيوتر قادر على تنضيد جميع أبجديات العالم والتعامل معها، ولقد قامت بتنفيذه شركة ((مونوتايب)) البريطانية، حيث عرف عالمياً بلوحة مفاتيح البخاري.
ولقد أمضى الباحث البخاري ثلاث سنوات في أوربا من عام 1984 إلى 1986 في مراكزها العلمية وجامعاتها، وشارك في عدد من المؤتمرات والمعارض الدولية الخاصة بالترجمة الآلية، ووضع أسس نظريته الخاصة بالترجمة الآلية، والتي عرفت فيما بعد بنظرية اللغة العليا (السوبرا لنغوا) والقادر على الترجمة الفورية إلى جميع لغات العالم دفعة واحدة.
وبعد عام 1986 عاد إلى دمشق واعتكف لإنجاز مشروعه الضخم المعروف بإعادة بناء التراث العربي والإسلامي على الكومبيوتر، والذي يتألف بشكل أساسي من عشر موسوعات، أهمها موسوعة الحديث النبوي الشريف والتي يربو عدد أجزائها على مائة جزء، قام بطباعة الجزء الأول منها والباقي قيد النشر، ولقد قام بشرح مشروعه في عدد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية باللغة العربية والإنكليزية .
وفي تشرين الأول عام 1995 بدأ بكتابة سلسلة مقالاته في صحيفة ((تشرين)) الدمشقية واسعة الإنتشار صباح كل أحد، ولقد أثارت مقالاته ضجة واسعة في جميع الأوساط السورية والدولية، نظراً للجرأة الفكرية والعلمية ولعمق التحليل المدعم بالبيانات الأكاديمية التي اتصفت بها.
وقد حملت تلك المقالات عناوين صارخة مثل: لماذا نعيد كتابة التاريخ – مؤرخ دمشق الكبير ليس مؤرخاً – الديمقراطية ورقعة الهوامش – القفز في الماء البارد – هل نحالف الشيطان – رسالة مفتوحة إلى بل كلينتون ... وغيرها.
ويعتبر مقال ((الصادق)) من أهم وأجرأ المقالات التي كتبها متجاهلاً جميع الحساسيات المذهبية والطائفية ، حيث أظهر فيه عملية التزوير والتعتيم التي تجري على تراثنا.
ونظراً للأهمية الاستثنائية ، ولكثافة المعلومات التي ساقها الباحث البخاري، رأت مؤسسة الإمام علي (ع) اعادت طباعته موشحاً بتوثيق المعلومات الواردة فيها.
الصادق
بعد نشر مقالي حول موسوعة القرآن الكريم وترجمته تلقيت عشرات الهواتف يطلب أصحابها التوسع في الموضوع نظراً لأهمية وخطورته ، لكنني كنت قد آليت على نفسي ألا أعود إلى أي موضوع مرة أخرى، كي لا أغرق في دوامة الفكرة الواحدة ، خاصة وان سلم الأولويات مزدحم بالمواضيع.
لكن بعد مقالي الأخير لاحظت أن النبرة على الهاتف قد اختلفت ، وان مدة المكالمات قد طالت. وأن الأسئلة كانت تستوضح بإلحاح شديد، في محاولة للتأكد من صحة المعلومات.
ونظراً لحساسية الموضوع الفائقة، وبما أن غياب المعلومات أو اضطرابها قد أدى إلى تشوهات فكرية، والتي أدّت بدورها إلى تشوهات نفسية. وبما أن معظم مواقفنا موروثة أصلاً، ولا يصمد بعضها أمام الوقائع الثابتة . رأيت أن أقوم ببعض الإضاءات الضرورية حول ((إعادة كتابة التاريخ)).
وبدأت أتساءل: هل ذهبت بعيداً كما قال بعض الأصدقاء؟ وهل مسست بعض الخطوط الحمراء ؟ وهل دخلت فعلاً منطقة ((التابو)) (المحرمات)؟ وبعد طول تفكير شعرت أن الأمر طبيعي، لكنه كان خارجاً عما ألفناه وتعودنا عليه.
لعل من أكبر أخطائنا الشائعة إعطاء مصطلح ((تابو)) أبعاداً غير حقيقية، فهذا المصطلح محدد حصراً بالتحرز من استخدام بعض المفردات الحساسة فقط، وليس له أن يمتد ليشمل موضوعاً بأكمله، فثمة بعض المفردات ((الجنسية)) مثلاً يشملها ((التابو)) لكن موضوع ((الجنس)) لا يمكن أن يتحول هو نفسه إلى ((تابو)) ، وإلا لما ورد ذكره في العديد من الأبواب الفقهية والمواطن المتفرقة في المراجع الدينية ، الأمر الذي تؤكده قاعدة ((لا حياء في الدين )).
وعليه لا شيء يمنع من تناول بعض المواضيع الهامة، حتى لو اتصفت بالحساسية المفرطة، طالما أن هذا التناول يلتزم حدود الموضوعية، ويتصف بكونه موثقاً وهادفاً، فليس للتابو أن يلقي بظلاله على الفكر ، وماذا يعني لو اكتشفنا اخيراً أن بعض الحقائق تخالف ما هو ثابت في أذهاننا؟
المعنى الدلالي الشائع لمصطلح ((سنة)) هو المذهب المعروف(1) ، لكن المعنى الدلالي الأهم والأوسع هو جملة الروايات التي نقلت حديث الرسول (ص)، أو وصفت فعله وسلوكه، والتي تهدف بمجموعها إلى وضع منظومة تكفل الاقتداء به(2) ، وانطلاقاً من هذه الدلالة فان الغالبية العظمى من المسلمين على اختلاف مذاهبهم هم ((سنة))(3) بمعنى الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة التي ما زالت موزعة على عدد ضخم من المصادر، والتي نسعى إلى وضعها ضمن موسوعة شاملة، مستخلصة من تقاطعات بين مليون رواية من التراث الإسلامي بمختلف مذاهبه، الأمر الذي يفسر تكرار عبارات مثل ((مخالف للسنة)) أو ((موافق للسنة)) في التراث الحديثي الشيعي(4) ، والذي يعني طبعاً السنّة النبوية عموماً، وليس المذهب المعروف.
ومن الوقت الذي كتب فيه عمر بن عبدالعزيز الذي حكم بين (99-101) إلى أبي بكر بن حزم (؟؟ - 120): ((أنظر ما كان من حديث الرسول (ص) فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء))(5) ، بدأ التدوين الفعلي الرسمي للسنّة النبوية على يد مجموعة من العلماء من أقدمهم ابن شهاب الزهري (58-124)، الأمر الذي لا يعني طبعاً عدم وجود محاولات متفرقة بدأت من أيام الرسول (ص)(6) .
إن أهم ما تميز به القرن الثاني للهجرة هو نشوء المذاهب الفقهية، حيث ظهرت مجموعة من الفقهاء أبرزهم حسب تسلسل تاريخ الوفاة: جعفر الصادق (80- 148)، أبو حنيفة (80-150)، الأوزاعي (88-157)، الليث بن سعد (94-175)، مالك (93 – 179)، الشافعي (150- 204) ، أحمد بن حنبل (164-241).
لقد أسس كل واحد من هؤلاء الفقهاء السبعة مذهباً خاصاً به، واستمرت هذه المذاهب حتى يومنا هذا ، عدا مذهبي (الأوزاعي والليث بن سعد).
ومن بين هؤلاء الفقهاء السبعة برز الإمام الصادق (ع) علامة فارقة من حيث الترتيب الزمني وتأثيره على الذين جاؤوا بعده، والأهم من ذلك تفرده كسليل لآل البيت النبوة وفقيههم المتميز(7) ، وليس لهذا الحيز أن يفي ولو بجزء بسيط من مناقب ((الصادق))، فلقد وضعت فيه مؤلفات عديدة(8) ، وشهد له العدو قبل الصديق، يكفي أن أبا جعفر المنصور الذي بطش بالطالبيين بطشة لم يجاره بها أحد كان يجله ويهابه ويحسب له ألف حساب(9) .
إنّ أهم ما تميز به ((الصادق)) في نظري هو عمق النظرة وشموليتها، فلقد أدرك بفهمه العميق الأثر الخطير للتطاحن حول الحكم على الدين نفسه، واستوعب تجربة جدّه الإمام علي (ع)، وعرف الدور الخطير الذي لعبته سنوات الحكم (36-40) ، وما جرى فيها من حروب (الجمل – صفين – الخوارج)(10) .
وكيف أوقفت مسيرة التأسيس المحكم للفقه، الذي كان شغله الشاغل قبل الحكم، ولهذا نراه يسارع إلى إعلان نظريته حول التفريق بين الإمامة السياسية والإمامة الدينية(11) ، ولهذا السبب أيضاً لم تفلح جميع المحاولات التي جرت من قبل المعارضة لإغرائه باستلام السلطة السياسية(12) ، الأمر الذي أربك أبا جعفر المنصور نفسه.
كانت غيرته على الدين واضحة، ووقوفه ضد الوضاعين والغلاة معروفة(13) ، ومجابهته للتطرف أثبتها أكثر من موقف ، منها دفاعه عن صلة القربى، فأُمّه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأُمّها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، ولذلك كان يدافع عن أبي بكر قائلاً: إنّه جدّي ولقد ولدني مرتين(14) .
ولا أدل على مكانة ((الصادق)) عند بقية المذاهب وعند ((السنّة)) بخاصة من عدد المصادر التي ترجمت له أو أوردت طرفاً من أخباره(15) والتي بلغت 64 أربعة وستين مصدراً (سنيّاً) حسب إحصاءاتنا. ولقد تتلمذ على يديه عدد من كبار العلماء على رأسهم الإمامان (أبو حنيفة ومالك)(16) ، وتورد معظم المصادر مدى إعجاب أبي حنيفة بالصادق، وكيف أن الناس افتتنوا بعلمه، وكيف انه أجاب عن أربعين مسألة شائكة كان قد أعدها أبو حنيفة بأمر من أبي جعفر المنصور، وتبتدىء القصة بـ ((ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد)) ، وتنتهي بـ ((أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس))(17) .
ويفرد ((الذهبي)) أحد أهم أعمدة السنّة في الجزء السادس من كتابه ((سير أعلام النبلاء)) 16 صفحة (255 – 270) للصادق، مورداً قصة أبي حنيفة وغيرها من مناقب ، بادئاً ترجمته على الشكل التالي: ((جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد أبي عبدالله ريحانة النبي (ص) وسبطه ومحبوبه الحسين الإمام الصادق... شيخ بني هاشم أبو عبدالله القرشي، الهاشمي، النبوي، أحد الاعلام)).
أعرف ان هذه المعلومات ستكون مثار دهشة القارىء ، فلطالما تساءلت شخصياً لماذا يجري مثل هذا النوع من ((التعتيم))(18) على تراثنا ، إلى أن تبين لي أننا نسقط كثيراً من حاضرنا على الماضي، ونقوم بنوع من التزوير التاريخي بابراز أشياء وإخفاء أشياء، وأننا خاضعون إلى نوع من ((الكانتونات))(19) المذهبية والسياسية، تجعلنا نقول: فلان ((لنا)) وفلان ((لهم))، وأن الجزئيات مازالت هي التي تحكم الكليات(20) .
من المعروف أن المسلمين مهما اختلفوا فهم مجمعون على المكانة الخاصة لـ ((آل البيت))(21) ، تشهد على ذلك الصلوات الإبراهيمية في كل صلاة ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم))(22) . وإنّ المتحدرين من النسب الشريف لهم مكانة خاصة(23) عند مختلف المذاهب ، وحتى عند الخلفاء العثمانيين، وأن مقام ((السيدة زينب)) في دمشق هو مقام لجميع المذاهب، وكذلك هو الأمر بالنسبة لمقام الحسين الشهيد والسيدة زينب في مصر، وأن القسم المعروف ((وحياة سيدنا الحسين)) هو قسم شعبي شائع عند ((السنّة)) ، لكن فترة شاذة مريضة اشتد فيها الصراع على الحكم هي التي مازالت تحكمنا، ومازلنا ((مضرسين جميعاً بحصرمها)).
نخرج من هذا كلّه أن ((الصادق)) يمكن أن يشكل أحد أهم نقاط الارتكاز بالنسبة لأي تقارب إسلامي – إسلامي. فمن الثابت أنه يشكل نقطة التقاء لا خلاف عليها بالنسبة لجميع المذاهب والفرق التي نشأت بعد وفاته، أما فيما يخص مكانته الفقهية فيكفي القول إن الأحاديث المسندة اليه وحده حسب إحصاءاتنا تشكل 64% من التراث الإمامي الاثني عشري(24) .
فهل نبقى محكومين بـ ((التواريخ)) المختلفة التي كتبت لمصالح شتى، والتي لم تنظر إلى ((التاريخ)) كوحدة عضوية لها مالها وعليها ما عليها، وهل نواجه إسرائيل – المعروفة بمواقفها تجاه المسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي – ونحن مختلفون حول الجهر أو عدم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم(25) ، وحول رفع اليدين في الصلاة أو سدلهما، وحول مسح القدمين أو غسلهما ؟(26)
صحيح أن وراء كل من هذه الخلافات إشكالات تاريخية معقدة، لكن ألم يحن الوقت لإعادة النظر بها دفعة واحدة، ضمن منظور جديد له علاقة بالواقع الراهن وتحدياته؟
وإذا كنا أوجدنا أسساً للحوار مع بقية الديانات(27) أفلا نستطيع أن نوجد أسساً لحوار جاد وفعال بين المذاهب داخل الدين الواحد(28) ؟ أم أن هذا الأمر مازال ضمن حدود منطقة التابو؟
_____________________
(1)أي أهل السنّة.
(2)السنّة: هي ما صدر عن النبي من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو هي – كما عند الإمامية: ((ما صدر عن المعصوم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ...)) راجع: الاصول العامة للفقه المقارن / للعلامة محمد تقي الحكيم: 122 طبعة بيروت.
(3)راجع : الشيعة هم أهل السنّة / للدكتور محمد التيجاني.
(4)راجع أصول الكافي / للشيخ الكليني / 1:-55-57 المطبعة الاسلامية – طهران / 1388 الاخذ بالسنّة وشواهد الكتاب، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (ع) قال: كلّ من تعدى السنّة ردّ إلى السنّة.
وعلق المجلسي قائلاً: أي يجب العلماء اظهار بدعته ونهيه عن تلك البدعة لينتهى عنها ويعمل بما يوافق السنة.
(5)علوم الحديث ومصطلحه / للدكتور صبحي الصالح 36: مطبعة جامعة دمشق 1959 م .
(6)المصدر السابق ص 14-15، وراجع: تدوين السنّة الشريفة للسيد محمد رضا الجلالي / نشر مكتب الاعلام الاسلامي / قم 1413 هـ فيه تحقيقات مهمة حول تدوين الحديث.
(7)راجع: الامام الصادق (ع) للمستشار عبدالحليم الجندي / نشر المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية / القاهرة 1977 م .
(8)الإمام الصادق ملهم الكيمياء ، الدكتور محمد الهاشمي، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة / أسد حيدر، وراجع الامام الصادق / عبدالحليم الجندي / المصدر السابق.
(9)258. راجع سير أعلام النبلاء 6 /
(10)راجع: الارشاد / للشيخ المفيد / ترجمة أمير المؤمنين، راجع: تاريخ الطبري / حوادث سنة 36-41 هـ.
(11)لم تكن للامام نظرية في التفريق بین الامامة السياسية والامامة الدينية وانما كان هناك دور للامام الصادق أدّاه بأمانة لتحقيق الهدف الاشمل في حماية الفكر الاسلامي وشريعة جده رسول الله (ص) ، راجع: أهل البيت وحدة هدف وتعدد أدوار / للامام الشهيد الصدر (رض) / دار التعارف بيروت، وراجع: نشأة التشيع والشيعة / للامام الشهيد الصدر (رض) تحقيق الدكتور عبدالجبار شرارة فقد عالج مسألة الامامة السياسية والدينية معالجة شافية.
(12)راجع: تاريخ اليعقوبي: 2: 349. فقد ذكر أنّ أبا سلمة دبّر أن يصير الأمر إلى وُلد علي بن أبي طالب، فكتب إلى جعفر بن محمد كتاباً مع رسولٍ له، فأرسل إليه ، لستُ بصاحبكم...)).
(13)راجع: رجال الكشي ص 290 طبعة طهران 1348 ما روي في محمد بن أبي زينب اسمه مقلاص بن الخطاب ويُكنى أبا الخطاب، وهو من الغلاة. وراجع البحار / للعلامة المجلسي 25/261 (باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليهم) طبعة طهران / المكتبة الاسلامية 1388 هـ.
(14)راجع:تهذيب التهذيب / لابن حجر / 2: 88 طبعة دار الفكر.
(15)راجع: تهذيب الكمال 5/74. قال المحقق في الهامش (3): اخباره كثيرة ومناقبه جمة، وله ترجمة في تاريخ يحيى برواية الدوري 2/87، وبرواية الدارمي، رقم 207، وتاريخ خليفة 424، وطبقات خليفة 269 ، والعلل لاحمد: 1/308، وتاريخ البخاري الكبير 2/ الترجمة: 2183، وتاريخه الصغير 2/73، 91 ، والكنى لمسلم، الورقة: 61، وثقات العجلي، الورقة: 8، والمعارف لابن قتيبة: 175، 215، والمعرفة ليعقوب : 1/133، 190، 2/187، 269، 649، 672، 745، 826، 3/264، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 233، 258، 297، 587 ، 588 ، 627 ، وأخبار القضاة لوكيع: 2 /62 ، والجرح والتعديل: 2/ الترجمة 1987، وثقات ابن حبان، الورقة 69، ومشاهير علماء الامصار، رقم 997 ، والكامل لابن عدي: 1/ الورقة: 206 ، وثقات ابن شاهين، الورقة: 11، وتسمية من اخرجهم الامامان، الورقة 14، وجمهرة ابن حزم 59، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة: 27، وحلية الأولياء 3/ 192 ، وموضح أوهام الجمع 2/18، والسابق واللاحق: 161 والجمع لابن القيسراني: 1/ الترجمة 271، وصفة الصفوة : 2 / 94، ومعجم البلدان : 1/ 255، 435، 942، 3/205، 861، 4/279، والكامل لابن الاثير: 5/209، 243، 524، 544، 553، 589 ، ووفيات الاعيان : 1/327 – 328 ، والفخري في الآداب السلطانية 154-164، وتاريخ الاسلامي للذهبي: 6/45-48، وسير أعلام النبلاء : 6/255-270، وتذكرة الحفاظ: 1/166، والعبر: 1/209، والتذهيب 1/ الورقة 109 -110 ، والكاشف 1/186، والميزان1/ 414-415 ، والمغني 1 / 1156، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 8، ورجال صحيح مسلم له، الورقة: 62، واكمال مغلطاي: 2 / الورقة 85-86، والوافي بالوفيات: 11/126-129، مرآة الجنان: 1/304، وبغية الاريب، الورقة: 72 وغاية النهاية لابن الجزري: 1/ 196، ونهاية الغاية ، الورقة 37-38 ، ونهاية السول، الورقة : 52 ، والنجوم الزاهرة: 2/8، وتهذيب ابن حجر: 2/103 – 104، وخلاص الخزرجي: 1/ الترجمة 1048، وشذرات الذهب : 1/220 وألفت فيه وفي فقهه الكتب المفردة، سير أعلام النبلاء 6/258.
(16)راجع الصواعق المحرقة/ لابن حجر الهيتمي / ص 201-202 خرّج أحاديثه وعلق عليه عبدالوهاب عبداللطيف / نشر شركة الطباعة الفنية المتحدة القاهرة / ط 2 1965 م.
قال في ترجمة الامام جعفر الصادق ... نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الكبار كيحيي بن سعيد، وابن جريج والسفيانين ومالك وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني، وراجع نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار / للشبلنجي / ص 294-295 منشورات الشريف الرضي. وراجع تهذيب التهذيب 2: ص 89 / مطبعة دار الفكر: ... في ترجمة جعفر بن محمد الصادق... وقال مالك: اختلفتُ اليه زماناً فما كنتُ أراه إلّا على ثلاث خصال: إما مصلٍ، وإمّا صائم وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته يحدّث إلّا على طهارة.
(17)سير أعلام النبلاء 6/257 ، وقد جاء في ص 258 عن ((ابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم، حدثني ابراهيم بن محمد الرمّاني أبو نجيح، سمعت حسن بن زياد، سمعتُ أبا حنيفة، سُئلَ : من أفقه من رأيت؟ قال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيِّيء له من مسائلك الصعاب. فهيأت مسألة. ثم أتيت أبا جعفر ، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بَصرتُ بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر، فسلمتُ وأذن لي، فجلست. ثم التفتَ إلى جعفر، فقال: يا أبا عبدالله، تعرف هذا؟ قال: نعم. هذا أبو حنيفة. ثم أتبعها: قد أتانا. ثم قال: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك نسأل أبا عبدالله فابتدأت اسأله. فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة یقولون کذا و کذاو نحن نقول کذا و کذافربما تابعنا وربما تابع اهل المدینة ، وربما خالفنا جميعاً، حتى اَتيتُ على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة. ثم قال أبو حنيفة: أليس قد رَوينا أن أعلمَ الناس أعلمهم باختلاف الناس))؟! وقد وردت هذه القصة في الكامل في الضعفاء / لابن عدي، وتهذيب التهذيب / لابن حجر العسقلاني وغيرهما.
(18)التعتيم: من العتمة أول الليل، والمقصود اخفاء الحقائق . فلقد كانت هناك محاولات دائبة على طول التاريخ لاخفاء وطمس فضائل أهل البيت (ع) ودورهم الريادي في الحفاظ على شريعة جدهم المصطفى (ص) وفي انقاذ أُمة الاسلام في المحن والمنعطفات التاريخية الحاسمة ، وقد جرى على هذا المنوال وسارَ على هذا النهج علماء وفقهاء الإمامية ونذكر هنا طرفاً مما ذكره أعلام السنّة تأكيداً على أحقية أهل البيت وعظيم قدرهم وجلالة منزلتهم، فقد جاء في سير أعلام النبلاء 13/120-121. قال ((فمولانا الإمام علي : من الخُلفاء الراشدين، المشهود لهم بالجنة (رض) نُحبّه أشدَّ الحبّ، وابناه الحسن والحسين: فَسِبطا رسول الله (ص) – وسيّدا شباب أهل الجنّة، وزين العابدين ، كبيرُ القدرِ، من سادة العلماء العاملين يَصلُح، وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر: سيّدٌ ، امامٌ، فقيهٌ، يَصلح للخلافة. وكذا ولده جعفر الصادق : كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالامر من أبي جعفر المنصور. وكان ولده موسى: كبير القدر، جيّد العلم، أولى بالخلافة من هارون، وابنه علي بن موسى الرضا : كبيرُ الشأن، لهُ علمٌ وبيانٌ، ووقعٌ في النُفوس، صيّره المأمونُ وليّ عهده لجلالته، فتوفي سنة ثلاث ومئتين، وابنه محمد الجواد: من سادة قومه، وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريفٌ جليل. وكذلك ابنهُ الحسن بن علي العسكري. رحمهم الله تعالى)). وراجع أيضاً: الصواعق المحرقة / ص 175 قال ابن حجر: (وأخرج أبو سعيد في شرف النبوة وابن المثنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)) فمن آذا أحداً من ولدها فقد تعرض لهذا الخطر العظيم لانّه أغضبها ومن أحبهم فقد تعرض لرضاها...)
وراجع ما أورده ابن حجر في الفصل الثالث من صواعقه في الاحاديث الواردة في أهل البيت من ص 190 إلى ص 200 وراجع أيضاً من أورده من كرامات الأئمة من أهل البيت (ع) بدءاً من الامام علي إلى الحسن العسكري أبو محمد ثم ذكر أخيراً الامام المهدي مترجماً له بقوله : (أبا القاسم محمد الحجة وعمره عن وفاة ابيه خمسين سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر) الصواعق المحرقة 208.
(19)الكانتون: ويقصد به أن تكون كل مدينة دول قائمة بذاتها وفيه اشارة إلى تحول كل مذهب أو طائفة إلى كيان مستقل.
(20)نعم يفترض أن هناك مساحات مشتركة ، في العقيدة والفقه والتاريخ، فأٌصول الدين واحدة، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي الحد الفاصل بين الايمان والكفر، وان المسلمين جميعاً كلهم من أهل لا إله إلا الله، وكل المسلمين يؤمنون بنبوة نبينا محمد (ص)، ويؤمنون بالمعاد، وبأن الجنة حق والنار حق وعذاب القبر حق والصراط حق، وكلهم يؤمنون بالكتاب المنزل على رسول الله (ص) ، وانه هو القرآن الذي بين أيديهم لم يزد فيه حرف ولم ينقض منه حرف وأنه المصدر الأول للحكم الشرعي، تتلوه السنة المطهرة، والمسلمون كلهم يتجهون إلى الكعبة في صلاتهم اليومية ويحجون إلى البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان المبارك ويؤدون الزكاة وهذه هي الأركان التي بني عليها الاسلام. راجع: الفصول المهمة في تأليف الأمة / للعلامة المصلح السيد عبدالحسين شرف الدين.
(21)راجع: الشرف المؤبد/ للنبهاني، راجع احياء الميت / للسيوطي ط طهران.
(22)راجع صحيح البخاري / باب الصلاة على النبي (ص) 8/95 طبعة دار احياء التراث العربي. عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عُجرة، فقال: ألا أُهدي لك هدية، إنّ النبي خرج علينا، فقلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على آل ابراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل ابراهيم إنّك حميد مجيد.
ونقل الشيخ منصور علي ناصف نصّ هذا الحديث في التاج الجامع للاصول من أحاديث الرسول 144:5 ، وعقّب عليه بقوله: رواه الأربعة.
(23)راجع ما كتبه ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة بدءاً من تفسيره لقوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى...) فذكر في الآية مقاصد أربعة وحشّد من الروايات الصحيحة في حبّ آل محمد وفي التحذير من بغضهم، وقد حقق الدكتور محمد بيومي مهران في كتابه الإمامة وأهل البيت ج 1، المراد بأهل البيت وتعيينهم ، كما أورد صاحب الكشاف في تفسير الآية (آية المودة) تحقيقاً طريفاً مهماً فليراجع مع ما أورده الفخر الرازي في تفسير الآية نفسها.
وفي هذه المصادر بيان وترجيح لكون المراد بأهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين تحديداً دون سواهم .
(24)راجع: وسائل الشيعة/ للحرّ العاملي، ثلاثون مجلداً، الطبعة المحققة/ مؤسسة آل البيت/ قم. فأكثر ما ورد فيها عن أبي عبد الله الصادق (ع).
(25) مسألة فرعية اجتهادية – راجع فيها: تفسير الفخر الرازي / المجلد الأول.
(26)راجع: ضوء النبي / للسيد علي الشهرستاني/ ففيه تحقيق مهم وموضوعي حول كيفية وضوء النبي (ص) من كتب الفريقين السنة والشيعة/ طبعة بيروت 1994 م، راجع تفسير ابن كثير 25:2 ، وما بعدها طبعة دار المعرفة بيروت، راجع مجمع البيان / الطبرسي 207:3 طبعة دار احياء التراث العربي بيروت.
(27)نعم فهناك مؤتمرات دورية تعقد تحت عنوان الحوار الاسلامي المسيحي/ وكان آخرها قد عُقد في القاهرة في صيف هذا العام 1996.
(28)كانت هناك خطوات جادة في هذا المجال أبرزها دار التقريب التي اسست في القاهرة وحظيت بدعم العلماء الأعلام والمراجع الكبار ومنهم الامام البروجردي (قدس سره) وشيخ الجامع الأزهر (رض) وصدر عنها مجلة رسالة الاسلام في 15 مجلداً. وبعد نجاح ثورة الاسلامية في ايران دعا الامام الراحل الخميني (رض) إلى الواحدة والاتحاد والتقارب بين المسلمين واصدر النداءات تلو النداءات، ووجّة رسائل إلى حجاج بيت الله الحرام في هذا الشأن، ثم تبنى بعده ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي ((دام ظله)) هذه الدعوة، وأُنشأ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية برعايته ودعمه مباشرةً، وقد تمّ تسع مؤتمرات عالمية كانت منبراً حرّاً للتقريب ، وصدرت مجلة رسالة التقريب عن هذا المجمع، كما أُسس مركز الدراسات والبحوث في قم المقدسة الذي أُخذ على عاتقه نشر وطبع البحوث والدراسات التقريبية وعقد الندوات والحوارات العلمية من أجل تعميم ثقافة الوحدة والتقريب.