عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

المقامُ الثّاني : في آداب السّرداب الطّاهر وصفة زيارة حجّة الله على العباد

المقامُ الثّاني : في آداب السّرداب الطّاهر وصفة زيارة حجّة الله على العباد
 
 
 
 

 المقامُ الثّاني : في آداب السّرداب الطّاهر وصفة زيارة حجّة الله على العباد وبقيّة الله في البلاد الامام المهدي الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله عليه وعلى آبائه .
وعلينا أن نصدّر المقصد بالتّنبيه على أمر تحدّثنا عنه في كتاب الهدية نقلاً عن كتاب التحيّة وهو انّ هذا السّرداب الطّاهر هو قسم من دارهما (عليهما السلام)، وقبلما يشيد هذا البناء الحديث (الصّحن والحرم والقبّة) كان المدخل الى السّرداب خلف القبر عند مرقد السّيدة نرجس (نرجس خاتون) ولعلّه الان واقع في الرّواق ، فكان ينحدر الى مسلك مظلم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة، والسّرداب في عصرنا الحاضر مزخرف بالمرايا وله في جانب القبلة نافذة الى صحن العسكريّين (عليهما السلام)، وموضع الباب السّابق معلّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشاني ، فكانت الزّيارات وغيرها لهؤلاء الائمة الثّلاث تؤدّي كلّها من حرم واحد ولذلك نجد الشهيد الاول في المزار يعقب زيارة العسكريّين (عليهما السلام) بزيارة السّرداب ثمّ يذكر زيارة السّيدة نرجس، ومنذ مائة وبضعة سنين تأهّب للبناء المؤيّد المُسدّد احمد خان الدّنبلي وافرز بما أنفقه من المبلغ الخطير صحن الامامين (عليهما السلام) كما هو الان، وشيّد الرّوضة والرّواق والقبّة الشّامخة واسّس للسّرداب الطّاهر الصّحن الخاص والايوان والمدخل والدّهليز، كما شيّد للنّساء سرداباً خاصّاً كما هو قائم الان، فطمست معالم ما كان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحى جميع آثاره ، فزال بذلك مورد بعض الاداب المأثورة، ولكن أصل السّرداب الشّريف وهو موضِع جملة من الزّيارات باق لم يتغيّر ، وأمّا الاستئذان لدخول السّرداب فلم يسقط بانسداد المدخل السّابق فلكلّ زيارة استئذان كما دلّ عليه الاستقراء ، ونجد العلماء كذلك يصرحون بلزوم الاستئذان تأدّباً للدّخول من أيّ باب اعتيد الدّخول منه الى حرم امام من الائمة (عليهم السلام) . والان نبدأ في صفة الزّيارة .
اعلم انّ الاستئذان الخاص المأثور لدخول السّرداب هو الزّيارة الاتية التي مفتتحها اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وتنتهي بالاستئذان ويُزار بها على باب السّرداب قبل النّزول اليه .
وقد أورد السّيد ابن طاوُس (رحمه الله) استئذاناً آخر يقرب من الاستئذان العام الاوّل الذي أوردناه في الفصل الثّاني من باب الزّيارات وأورد العلامة المجلسي (رحمه الله) استئذاناً آخر حكاه عن نسخة قديمة وأوّلها اَللّـهُمَّ اِنَّ هـذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها وهو ما عقّبنا به الاستئذان العامّ المذكور ، فارجع اليه واستأذن به ثمّ انزل الى السّرداب وزره (عليه السلام) بما روي عنه نفسه الشّريفة كما عن الشّيخ الجليل احمد بن أبي طالب الطّبرسي في كتاب الاحتجاج انّه خرج من النّاحية المقدّسة الى محمّد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا لاَِمْرِهِ تَعْقِلُونَ وَلا مِنْ اَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِي النُّذُرِ (عن قوم لايؤمنون) اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ، اذا أردتم التّوجه بنا الى الله تعالى والينا فتقولوا كما قال الله تعالى :
سَلامٌ عَلى آلِ يس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ وَرَبّانِيَ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَليلَ اِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللهِ وَتَرْجُمانَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَاَطْرافِ نَهارِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللهِ الَّذي اَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذي ضَمِنَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذوُب، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقوُمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصْبِحُ وَتُمْسي، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ اِذا يَغْشى وَالنَّهارِ اِذا تَجَلّى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْمَأمُونِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلام اُشْهِدُكَ يا مَوْلاىَ اَنّى اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسوُلُهُ لا حَبيبَ اِلا هُوَ وَاَهْلُهُ، وَاُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ اَنَّ عَلِيّاً اَميرَ الْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍّ حُجَّتُهُ، وَموُسَى بْنَ جَعْفَر حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ موُسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ، اَنْتُمُ الاَْوَّلُ وَالاْخِرُ وَاَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فيها يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً ايمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ اَوْ كَسَبَتْ في ايمانِها خَيْراً، وَاَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَاَنَّ ناكِراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعَثَ حَقٌّ، وَاَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعيدَ بِهِما حَّق، يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ وَسَعِدَ مَنْ اَطاعَكُمْ، فَاَشْهَدْ عَلى ما اَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَاَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَريٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالْحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما اَسْخَطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما اَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِاَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَبِكُمْ يا مَوْلايَ اَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتى خالِصَةٌ لَكُمْ آمينَ آمينَ .
الدّعآء عقيب هذا القول :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَاَنْ تَمْلاََ قَلْبى نُورَ الْيَقينِ وَصَدْري نوُرَ الاْيمانِ وَفِكْري نُورَ النِّيّاتِ، وَعَزْمي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِساني نُورَ الصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعي نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِ لُِمحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ حَتّى اَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ فَتُغَشّيَنى رَحْمَتَكَ يا وَلِىُّ يا حَميدُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد حُجَّتِكَ في اَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ، وَالدّاعي اِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثّائِرِ بِاَمْرِكَ، وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ وَبَوارِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ، وَمُنيرِ الْحَقِّ، وَالنّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التّآمَّةِ في اَرْضِكَ، الْمُرْتَقِبِ الْخآئِفِ وَالْوَلِيِّ النّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الْهُدى وَنُورِ اَبْصارِ الْوَرى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى، وَمُجَلِّي الْعَمَى الَّذي يَمْلاَُ الاَْرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ اَوْلِيائِكَ الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَاَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَاَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اَللّـهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ وَانْصُرْ بِهِ اَوْلِياءِكَ وَاَوْلِياءِهِ وَشيعَتَهُ وَاَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اَللّـهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شَمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ اَنْ يوُصَلَ اِلَيْهِ بِسُوء وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ، وَآلِ رَسوُلِكَ وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ قاصِميهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلاَْ بِهِ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَاَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ، وَاَرِني في آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ ما يَأمُلُونَ وَفي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

زيارة أخرى منقولة عن الكتب المعتبرة

زيارة أخرى منقولة عن الكتب المعتبرة
قِف على باب حرمه الشريف وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفةَ اللهِ وَخَلَيفةَ آبائِهِ الْمَهْدِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الاَْوْصِياءِ الْماضينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ اَسْرارِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ مِنَ الصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الاَْنْوارِ الزّاهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الاَْعْلامِ الْباهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْعِتْرَةِ الطّاهِرَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْعُلُومِ النَّبَوِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ الَّذي لا يُؤْتى اِلّا مِنْهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبيلَ اللهِ الَّذي مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي لا يُطْفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ الَّتي لا تَخْفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى مَنْ فِي الاَْرْضِ وَالسَّمآءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ اللهُ، وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتي اَنْتَ اَهْلُها وَفَوْقُها، اَشْهَدُ اَنَّكَ الْحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ، وَاَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْغالِبُونَ وَاَوْلِياءَكَ هُمُ الْفائِزُونَ وَاَعْداءَكَ هُمُ الْخاسِرُونَ، وَاَنَّكَ خازِنُ كُلِّ عِلْم، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْق، وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ، وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِل، رَضيتُكَ يا مَوْلايَ اِماماً وَهادِياً وَوَلِيّاً وَمُرْشِداً، لا اَبْتَغي بِكَ بَدَلاً وَلا اَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، اَشْهَدُ اَنَّكَ الْحَقُّ الثّابِتُ الَّذي لا عَيْبَ فيهِ، وَاَنَّ وَعْدَ اللهِ فيكَ حَقٌّ لا اَرْتابُ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الاَْمَدِ، وَلا اَتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لاَِيّامِكَ، وَاَنْتَ الشّافِعُ الَّذي لا تُنازَعُ، و الْوَلِيُّ الَّذى لا تُدافَعُ، ذَخَرَكَ اللهُ لِنُصْرَةِ الدّينِ وَاِعْزازِ الْمُؤْمِنينَ، وَالاْنْتِقامِ مِنَ الْجاحِدينَ الْمارِقينَ، اَشْهَدُ اَنَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الاَْعْمالُ، وَتُزَكَّى الاَْفْعالُ، وَتُضاعَفُ الْحَسَناتُ، وَتُمْحَى السَّيِّئاتُ، فَمَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِاِمامَتِكَ قُبِلَتْ اَعْمالُهُ وَصُدِّقَتْ اَقْوالُهُ وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ كَبَّهُ اللهُ عَلى مَنْخَرِهِ فِي النّارِ، وَلَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ عَمَلاً وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً، اُشْهِدُ اللهَ و اُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَاُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ بِهذا، ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ وَسِرُّهُ كَعَلانِيَتِهِ، وَاَنْتَ الشّاهِدُ عَلى ذلِكَ، وَهُوَ عَهْدي اِلَيْكَ وَميثاقي لَدَيْكَ، اِذْ اَنْتَ نِظامُ الدّينِ، وَيَعْسُوبُ الْمُتَّقينَ، وَعِزُّ الْمُوَحِّدينَ، وَبِذلِكَ اَمَرَني رَبُّ الْعالَمينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ، وَتَمادَتِ الاَْعْمارُ، لَمْ اَزْدَدْ فيكَ اِلّا يَقيناً وَلَكَ اِلّا حُبّاً، وَعَلَيْكَ اِلّا مُتَّكَلاً وَمُعْتَمَداً، وَلِظُهُورِكَ اِلّا مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِرَاً، وَلِجِهادي بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَرَقِّباً، فَاَبْذُلُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَاَهْلي وَجَميعَ ما خَوَّلَني رَبّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ اَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، مَوْلايَ فَاِنْ اَدْرَكْتُ اَيّامَكَ الزّاهِرَةَ وَاَعْلامَكَ الْباهِرَةَ فَها اَنـَا ذا عَبْدُكَ الْمُتَصَرِّفُ بَيْنَ اَمْرِكَ وَنَهْيِكَ، اَرْجُو بِهِ الشَهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالْفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلايَ فَاِنْ اَدْرَكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَاِنّي اَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِابائِكَ الطّاهِرينَ اِلَى اللهِ تَعالى وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَ لي كَرَّةً في ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً في اَيّامِكَ، لاَِبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادي وَاَشْفِيَ مِنْ اَعْدآئِكَ فُؤادي، مَوْلايَ وَقَفْتُ في زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الْخاطِئينَ النّادِمينَ الْخائِفينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَقَدِ اتَّكَلْتُ عَلى شَفاعَتِكَ، وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبي، وَسَتْرَ عُيُوبي، وَمَغْفِرَةَ زَلَلي، فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يا مَوْلايَ عِنْدَ تَحْقيقِ اَمَلِهِ وَاسْأَلِ اللهَ غُفْرانَ زَلَلِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ، وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ، وَتَبَرَّأَ مِنْ اَعْدائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ ما وَعَدْتَهُ، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ كَلِمَتَهُ، وَاَعْلِ دَعْوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَظْهِرْ كَلِمَتَكَ التّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ في اَرْضِكَ الْخآئِفَ الْمُتَرَقِّبَ، اَللّـهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاًيَسيراً، اَللّـهُمَّ وَاَعِزَّ بِهِ الدّينَ بَعْدَ الْخُمُولِ، وَاَطْلِعْ بِهِ الْحَقَّ بَعْدَ الاُْفُولِ، وَاَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الْغُمَّةَ، اَللّـهُمَّ وَآمِنْ بِهِ الْبِلادَ، وَاهْدِ بِهِ الْعِبادَ، اَللّـهُمَّ امْلاَْ بِهِ الاَْرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوراً اِنَّكَ سَميعٌ مُجيبٌ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اْئْذَنْ لِوَلِيِّكَ في الدُّخُولِ اِلى حَرَمِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطّاهِرينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ماسكاً جانب الباب بيدك ثمّ تنحنح كالمُستأذن وقُل : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وانزل بسكينة وحضور قلب وصلّ ركعتين في عرصة السّرداب وقُل :
اللهُ اَكْبَرُ اللهُ اَكْبَرُ اللهُ اَكْبَرُ، لا اِلـهَ اِلّا اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَعَرَّفَنا اَوْلِياءَهُ وَاَعْداءَهُ وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ اَئِمَّتِنا، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدينَ النّاصِبينَ، وَلا مِنَ الْغُلاةِ الْمُفَوِّضينَ، وَلا مِنَ الْمُرْتابينَ الْمُقَصِّرينَ، اَلسَّلامُ عَلى وَلِىِّ اللهِ وَابْنِ اَوْلِيآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْمُدَّخَرِ لِكَرامَةِ اَوْلِياءِ اللهِ وَبَوارِ اَعْداءِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّورِ الَّذي اَرادَ اَهْلُ الْكُفْرِ اِطْفاءَهُ فَاَبَى اللهُ اِلّا اَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ، وَاَيَّدَهُ بِالْحَياةِ حَتّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الْحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، اَشْهَدُ اَنَّ الله اصْطَفاكَ صَغيراً وَاَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبيراً، وَاَنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ حَتّى تُبْطِلَ الْجِبْتَ وَالطّاغُوتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى خُدّامِهِ وَاَعْوانِهِ عَلى غَيْبَتِهِ وَنَأيِهِ وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلاً حَريزاً، وَاشْدُدِ اَللّـهُمَّ وَطْأَتَكَ عَلى مُعانِديه، وَاحْرُس مَوالِيَهُ وَزائِريهِ، اَللّـهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلاحي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَاِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَ لِقائِهِ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً وَاَقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَليقَتِكَ رَغْماً، فَابْعَثْني عِنْدَ خُرُوجِهِ ظـاهِراً مِنْ حُفْرَتي مُؤْتَزِراً كَفَني حَتّى اُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ في الصَّفِّ الَّذي اَثْنَيْتَ عَلى اَهْلِهِ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «كَاَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ» اَللّـهُمَّ طالَ الاْنْتِظارُ وَشَمِتَ مِنَّا الْفُجّارُ، وَصَعُبَ عَلَيْنَا الاِْنْتِصارُ، اَللّـهُمَّ اَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ الْمَيْمُونِ في حَياتِنا وَبَعْدَ اْلَمنُونِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَدينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ اَلْبُقْعَةِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ في وُصْلَتِكَ الْخُلاّنَ، وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الاَْوْطانَ، وَاَخْفَيْتُ اَمْري عَنْ اَهْلِ الْبُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّي اِلى آبآئِكَ وَمَوالِيَّ في حُسْنِ التَّوْفيقِ لي وِاِسْباغِ النِّعْمَةِ عَلِىَّ، وَسَوْقِ الاِْحْسانِ اِلَىَّ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَصْحابِ الْحَقِّ وَقادَةِ الْخَلْقِ، وَاْسْتَجِبْ مِنّي ما دَعَوْتُكَ، وَاَعْطِني ما لَمْ اَنْطِقْ بِهِ في دُعآئي مِنْ صَلاحِ ديني وَدُنْيايَ، اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ وَصَلِّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ .
ثمّ ادخل الصّفة فصلّ ركعتين وقُل :
اَللّـهُمَّ عَبْدُكَ الزّائِرُ في فِناءِ وَلِيِّكَ الْمَزُورِ الَّذي فَرَضْتَ طـاعَتَهُ عَلَى الْعَبيدِ وَالاَْحْرارِ، وَاَنْقَذْتَ بِهِ اَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النّارِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعآء مُسْتَجاب مِنْ مُصَدِّق بِوَلِيِّكَ غَيْرِمُرْتاب،اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ، وَلا تَقْطَعْ اَثَري مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ اَبيهِ وَجَدِّهِ، اَللّـهُمَّ اَخْلِفْ عَلَيَّ نَفَقَتي وَانْفَعْني بِما رَزَقْتَني في دُنْيايَ وَآخِرَتي لي ولاِِخْواني وَاَبَوَيَّ وَجَميعِ عِتْرَتي، اَسْتَودِعُكَ اللهَ اَيُّهَا الاِْمامُ الَّذي يَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَيَهْلِكُ عَلى يَدَيْهِ الْكافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ، يا مَوْلايَ يَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جِئْتُكَ زآئِراً لَكَ وَلاَِبيكَ وَجَدِّكَ، مُتَيَقِّناً الْفَوْزَ بِكُمْ، مُعْتَقِداً اِمامَتَكُمْ، اَللّـهُمَّ اَكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لي عِنْدَكَ في عِلّيّينَ، وَبَلِّغْني بَلاغَ الصّالِحينَ، وَانْفَعْني بِحُبِّهِمْ يا رَبَّ الْعالَمينَ .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
في مكارم اخلاقه ونبذة من فضائله ومناقبه عليه ...
أحراز مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
من حكم وأقوال الإمام الهادي عليه السلام
المقامُ الثّاني : في آداب السّرداب الطّاهر وصفة ...
فضائل الإمام الحسين عليه السلام في كتب السنه
يا ليتَنا كنّا مَعكم
العلامات التي تسبق مباشرة ظهور الإمام المهدي
دورة كاملة من السير العبودي الى ربه
قدمت وعفوك عن مقدمي

 
user comment