عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

توارثتُ حُبَّكَ عبرَ الدموع فأودعتُه في حنايا الضلوع

مقتطفات من القصيدة العينية للشاعر السيد مـحمد رضا القزويني

توارثتُ حُبَّكَ عبرَ الدموع

فأودعتُه في حنايا الضلوع

وما أنْ ذكرتُكَ بالوجدِ إلاَّ

وحرَّم ذِكرُك طيبَ الهجوم

فيا من ورِثتَ كيان الرسو

ل وسرَّ البتول وحبَّ الجموع

وأشرقتَ نوراً بعمقِ الزما

ن فهامَ الزّمانُ بذاك الطلوع

وألفاكَ طِفلاً بحجرِ النبيّ

فبأهى السماءَ بذاك الرضيع

يُحيط بجنبيهِ أهلُ الكساءِ

وكلٌّ يقبّلُهُ في خشوع

فهاجَ الملائكُ في بَهجة

وطافوا من العرش طوف الخضوع

وجبريلُ يهبط بالبُشريات

وفطرسُ يسأله عن شفيع

فناداه دونكَ مهدَ الحسين

تَنَلْ عنده بانفراجٍ سريع

فيا أيها المهد ماذا حويتَ

فأمَّلَهُ كلُّ قلب مروع

لقد عرفتكَ مَلاكُ السما

وما سوف تلقى بُعيد الشفيع

فقلبُ النبي سعيدٌ به

وبالحسن السبطِ زهيرِ الربيع

فنادى النبي وسمع الزما

ن يصيحُ له بين تلك الجموع

(إمامان قاما هما في الخطوب

وإن قعدا) عند أمرٍ فضيع

فيا من حملتَ جمالَ النبيِّ

وهيبةَ حيدرةٍ في الطلوع

ومنْ فاطم كلَّ معنى الجلالِ

وسراً تكامَنَ بين الضلوع

تقاسمتَ والمُجتبى في الحياة

دَورَيْن فازدهرا في الربوع

فذاك أتم له حجة

بصُلعٍ أميَّةَ غير خَنوع

بأن معاويةَ لم يُرِدْ

لهذي الرسالة غير النزوع

سوى أن يُحكَّمَ فوق الرقابِ

وإن فاضَ أنهارها بالنجيع

فيجتثَّ ما قد بناه الرسول

ويُرغمَ أصحابَهُ بالخضوع

فلما تراءى لدى المسلمين

وبانت جرائمهم للجميع

وإن يزيداً تولّى الزِمامَ

يُحيط به كل وغدٍ ضليع

نهضتَ على قِلَّةِ الناصرين

لتنقِذَ ديناً هوى للهجوع

وقدَّمت لله أبهى الوجوه

من الغرر الزهِر غيرَ جزوع

من الصَّحب لا مثلهم في الصحاب

عهدنا لموسى ولا في اليسوع

ولا عرفَ الدهرُ من عصبة

تسارع للموت سيرَ الولوع

وأبناك كلّ عَلٍ أشوسٍ

أطل عليهم كزهر طليع

فقدَّمتَهم كرماً للإله

ولم تُبقِ حتى دماء الرضيع

تراموا حواليك شُمَّ الأنوف

من كل أزهرَ شهمٍ صريع

فشيَّدتَ صرحك ترقى به

إلى العرش في خير سد منيع

فيا من أُصيبت به أمةٌ

بما لم تُصبه بأمرٍ فجيع

فقد قطَّعوا فيك قلبَ النبي

وداسوا لفاطمَ خيرَ الضلوع

وأنت تصارعُ حرَّ الظّما

وسيفاً علاك لوغد وضيع

سألتُ الملاكَ ملاكَ السماءِ

من الوافدين لمهد الرضيع

فهلاّ عرفتِ الحسيَن الذبيحَ

على الأرض ظلَّ برأس قطيع

ووعد الإله لآت لنا

ومهديُّنا عازم للطلوع

وثاراتنُا من دماء الحسين

وكلِّ شهيد بقتل فجيع

هنالك حيث يعود الحسين

يفوح لنا مثل زهر الربيع


0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) في الشعر العربي
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
قصيدة تلقى قبل اذان الصبح في حضرة الامام الحسين ...
كربلا لا زلت كربا وبلا
عليّ الأكبر فتى كربلاء
أَلا نُوحُوا وضجُّوا بالبُكاءِ
أبيات مختارة في رثاء الامام الحسين عليه السلام
أُمّاه.. يا فاطمة الزهراء
شعر الإمام الحسن ( عليه السلام )
أشعار حول حمزة بن عبدالمطلب

 
user comment