4ـ حديث الأئمة الأثنى عشر:
روى البخاري في الصحيح كتاب الأحكام عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال كلّهم من قريش.
وروى مسلم في الصحيح كتاب الإمارة باب أن الناس تبع لقريش عن جابر بن سمرة، قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة خفيت عليّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال: كلّهم من قريش)(5).
وروى مسلم في الصحيح كتاب الإمارة باب أن الناس تبع لقريش عن جابر بن سمرة، يقول: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش).(6)
وروى أيضاً مسلم في الصحيح في نفس الكتاب ونفس الباب عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي، فسمعته يقول: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنى عشر خليفة، ثم تكلّم بكلام خفي عليّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش)(7).
وروى الترمذي في السنن كتاب الفتن باب ما جاء في الخلفاء عن جابر بن سمرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يكون من بعدي إثنا عشر أميراً) ثم عقّب على ذلك بقوله، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح(8).
وروى أبو داود في السنن عن جابر بن سمرة قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى إثني عشر خليفة، فكبّر النّاس، وضجّوا، ثم قال كلمة خفيت عليّ، قلت لأبي: يا أبه ما قال؟ قال: كلّهم من قريش)(9).
وروى الحاكم في المستدرك في كتاب معرفة الصحابة عن جابر قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمّة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر خليفة).
وروى أحمد بن حنبل في المسند هذا الحديث عن جابر من أربع وثلاثين طريقاً (ج5/ ص 86 و87 و89 و90 و92 و93 و94 و95 و96 و97 و98 و99 و100 و101 و106 و107 و108).
وروى أبو عوانة هذا الحديث في مسنده 4/ 396 و398 و399.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/248، والطبراني في المعجم الكبير 94 و97، والمناوي في كنوز الحقائق 208، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 61، والعسقلاني في فتح الباري 13/ 179، والبخاري في التاريخ الكبير 2/158، والخطيب في تاريخ بغداد 14/ 353، والعيني في شرح البخاري 24/281، والحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل 1/455، والقسطلاني في إرشاد الساري 10/328، وغيرهم من المحدّثين والحفّاظ.
ولدينا مجموعة من النقاط في هذا الحديث:
1ـ لا إشكال في أن حديث الإثنى عشر خليفة قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد رواها الفريقان بطرق كثيرة، ويكفي أن البخاري ومسلم من السنّة والكليني والصدوق من الشيعة من رواة هذا الحديث.
2ـ والأحاديث ظاهرة في أن الأمراء المذكورين في هذه الرواية أمراء الحق، ولا يكونون من أئمة الظلم والجور من أمثال معاوية ويزيد والوليد والمتوكّل وأضرابهم من حكّام الظلم والجور.
3ـ وأن عدّتهم اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل.
يقول تعالى: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً) المائدة/ 12.
4ـ ولا يخلو منهم زمان.
ولا نعرف لهذه الأحاديث بمجموعها تطبيقاً قط غير الأئمة الاثنى عشر المعروفين عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية، وآخرهم المهدي المنتظر عليه السلام وهو الإمام الثاني عشر.