5-إنسانية النظرية المهدوية ودولة العدل الإلهي
نحن أتباع أهل البيت علهم السلام نعتقد بأننا نعيش في ظل وبركة الوجوده الغيبي للإمام المنتظر عجل الله فرجه هو إمامنا الثاني عشر وهو إمام زماننا الذي بدون الإيمان به والاعتقاد بوجوده وانتظار فرجه تبطل الأعمال.
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم . { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }.
وقال جل ذكره: { الم 1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ... }.
قال صلى الله عليه واله وسلم: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ) ( أو لم يبايع إمام زمانه ).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " ابشروا بالمهدي " – قالها ثلاثا – يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملأ قلوب عباده عبادة ويسعهم عدله.
نعم أيها الأحبة عندما يخرج الإمام ودققوا في كلمة يخرج حيث أنه لم تأتي أي رواية لا عند العامة ولا عند أتباع أهل البيت تذكر أنه يولد.. نعم يخرج الإمام ليملأها قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا. إن مفهوم الخروج عندنا هو للأسف مفهوم محدود يحتاج إلى تعميق وتوسيع البحث وتثقيف المجتمع ثقافة واقعية حقيقية علمية بالعقيدة بالمهدي المنتظر وشخصه ودوره وحركته في غيبته وبعد ظهوره عجل الله فرجه الشريف من حيث أن مفهومنا لكيفية بسط السلطة للأمام وكيفية نشر القسط والعدل في الأرض يكاد يكون ضيق. نعم يخرج الإمام ليبسط القسط والعدل. يخرج بسيفه الذي هو رمز للسلاح الذي لا نعلم نحن ماهيته وكيفيته ليقتل الظلمة والمفسدون في الأرض والمبدعين في دين الله والمنحرفين والمبدلين والمغيرين وشياطين الأرض من أعداء الله والإنسانية. نعم الإمام إنما يخرج ليبسط في أرض الله وبين خلقه النظام والدستور الإلهي من قوانين اجتماعية واقتصاديه وسياسيه وحقوقية وذلك من خلال التعاليم والقوانين والوصايا والأحكام والحقوق التي دعا إليها الأنبياء والأوصياء ومن خلال سيرة الرسول الأكرم ورسالته العالمية التي هي رحمة للعالمين وعلى نهج وخط وعلم الأئمة الأطهار. هو عجل الله فرجه استمرارية لهذا النظام الذي وضع أسسه الرسول والأئمة عليهم السلام من خلال التعاليم السماوية فالمعصوم لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى والإمام يجسد بخروجه هذا النهج الأصيل وعلى سبيل المثال لا الحصر ينهج ويعمل لبناء النظام الإسلامي بعهد أمير المؤمنين لمالك الأشتر وما يحتويه هذا العهد من كل ما يحتاج إليه الحاكم العادل ليعمل بحكم الله في رعيته ويبني عليه دولته الكاملة بجميع شؤونها السياسية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية وبسط العدل الإلهي بين الناس, نعم مبناه في ذلك كتاب الله والسيرة النبوية وحركة وسيرة آبائه المعصومين عليهم أفضل الصلاة. وكذلك على سبيل المثال يعمل برسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام.
ومن الأنظمة والدول العاملة على خط الإمام ونهجه ومن خلال المرجعية المباركة لمرشد الثورة في إيران الإسلام والتي تكاد تكون الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تقف بقوة وصلابة ثابتة والممهدة لدولة الإمام بكل أركانها وشؤونها. هي دولة قائمه على الإسلام المعادي لأعداء الانسانية ولذلك هي بحاجة إلى جميع مقومات الدولة القوية بكل أركانها المتماسكة المبنية على أسس متينة وقويه وثابتة وصلبه لتقف بوجه الاستكبار العالمي والمفسدين في الأرض فالإعداد يجب أن يكون في كل الأمور التي تحتاج اليها الدولة القوية القادرة الباسطة سلطتها وعلى جميع المستويات والخطوط العلمية والإنسانية. السياسية والاقتصادية والاجتماعي والعسكرية وكذلك هي الجمهورية.
إن الإمام عند ظهوره يخرج من خلال نظام وخطة الهية موضوعة ومنسقة ومناسبة للقائد العالم والقادر والقوي والعادل المبسوط اليد والسلطان على كل هذا الوجود بجميع مكوناته فله الولاية المطلقة من الله عز وجل والذي يعمل بين العباد بأمر الله وبحكمه وشريعته. ضمن خطة سياسية واجتماعية وعسكرية تناسب الواقع المعاصر لزمن ظهوره المبارك ولذلك فإن دولة الإمام المهدي المنتظر يجب أن تكون دوله متكاملة عظيمه في كل مكوناتها ومقوماتها السياسيه والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبشرية فكما أنه هناك مفسدون وشياطين وسلطة سياسية تدير الفساد والفتن في الأرض كذلك هنالك مصلحون وممهدون صابرون ينتظرون ظهور إمامهم وقائدهم ومخلصهم ليفتدوه بأرواحهم وكل ما لديهم وهم في زمن الظهور كثيرون يملئون الأرض منتظرين النداء من السماء ليجيبوا داعية الله بنصرة ولي أمرهم وإمامهم وبالإعداد السليم والقوي والقدر. { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } فالقوة في كل شئ. ومن الأمثلة التي نعيشها في الإعداد الصحيح للوقوف في وجه شياطين الأرض ومفسدوها ومحركو الفتن فيها هو حزب الله الذي وبإعداده السياسي والاجتماعي وتثقيفه لكوادره الثقافة الاسلامية الصحيحة ومن خلال نظامه وإيمانه وصبره واحتسابه إلى الله ومبايعته لإمام العصر وإخلاصه في السير على نهجه ونهج أبائه وأجداده الأطهار. استطاع أن يحقق ما لم تحققه شعوب ودول وجيوش وسلاح وقدرات وخطط. نعم هكذا يجب أن يكون الإعداد. فمثلا الأنظمة الوضعية لا تقوم إلا من خلال نظام ودستور وبرامج وخطط مفصلة ومدروسة من خبراء ومشرعين ومنظرين فكيف بمن يمثل بخروجه النظام الإلهي فهو الخليفة المطلق لخالق هذا الكون بكل آياته العظيمة ومخلوقاته العجيبة. كل شئ خلقه الله جعل له نظام يحفظ بقائه ووجوده ودوره فإذا زال هذا النظام أو اختل زال هذا المخلوق أو اختل توازنه فالإنسان مثلا مخلوق من جسد وروح ونظام ( العقل ) فإذا اختل هذا النظام أو تعطل عمله بقي هذا الإنسان من غير نظام جسد وروح فانظر إلى هذا الإنسان بهذه الحالة كيف يعيش. وهكذا كل شئ في هذا الكون له نظام يحفظه من الاختلال أو الزوال وكل ذلك موكل به الإمام وله الولاية عليه من الله.
الإمام المنتظر خليفة الله في أرضه وعلى جميع خلقه فلا بد للبشرية المؤمنة الصابرة المجاهدة والمعدة والمنتظرة والعاملة وعلى يدي المنتظر عليه السلام أن تذوق نعمة وحلاوة صبرها على طاعة الله والإخلاص لدين الله والعمل على نهج وسبيل صاحب الزمان ومن كل ذلك نصل إلى أن النظرية المهدوية هي حاجه وجوديه ومصيريه للأمم. هي الصلة بين الخالق والمخلوق هي نظرية أممية عالمية هكذا يجب أن نعلمها ويعلمها العالم هي مفتاح كل النظريات الوجودية الانسانية هي خلاص الانسانية من الفكر المشوه ألا إنساني هي السبيل الوحيد للوصول إلى الله وتحقيق مشيئة السماء هي دعوة للحرية وإرساء الحقوق والتساوي والإخاء والمحبة وبناء المجتمع المتكامل لتخليص المستضعفين من المفسدين في الأرض.
نعم النظرية المهدوية هي الحاجة الكلية للإنسانية والأمل الأوحد في الإيمان بالمخلص.
من كل ذلك نستنتج أنه علينا أن نعمل ونجتهد ونعد القوة بكل مقومات المجتمع المتكامل السليم الممهد لظهور الحجة المنتظر بالعمل والتعلم والجهاد والدعوة إلى الله ونسير بنهجه ونعيش في رحاب وجوده ونقتبس من نفحات هديه لأنفسنا وأرواحنا وعقولنا وقلوبنا القوة والعزيمة والصبر والطاعة والإخلاص لنقف في وجه الشيطان الأكبر والمفسدون في الأرض ولنكون من الممهدين للمهدي عجل الله فرجه الشريف راجين من الله العلي القدير أن لا يحرمنا رؤية نور وجه إمامنا وأن يمتعنا بالنظر إليه وان يجعلنا وإياكم من أعوانه وخدامه والمستشهدين بين يديه انه سميع مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين .