ثبوت ولادته في روايات متواترة :
السؤال : دخلت بعض المنتديات ، ووجدت بعض هذه الشبهات ، فهل من إجابة وبالدليل ؟ كيف نثبت وجود المهديّ (عليه السلام) ، وأنّه مولود ، وليس كما يعتقد أهل السنّة أنّه سيولد ؟
|
الصفحة 288 |
|
الجواب : ولادته (عليه السلام) ثبتت في روايات الشيعة متواتراً ، والتواتر حجّة على الجميع ، وكذلك حديث : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " دليل على وجود الإمام المهديّ في زماننا ، وهذا الحديث رواه الشيعة والسنّة (1) .
وكذلك حديث الثقلين : " إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " (2) ، وعدم افتراقهما يقتضي وجود إمام من العترة .
( محمّد سلمان . ... . ... )
السؤال : لديّ أسئلة حول موضوع المهديّ المنتظر ـ جعلنا الله تعالى من أنصاره ـ اطلب منكم الجواب . لقائل منكر المهديّ أن يقول :
1ـ إنّ التاريخ ينقل لنا روايتين : الأُولى التي ينقلها جميع المؤرّخين ـ حتّى الشيعة الإمامية الاثني عشرية ـ : إنّ الإمام الحسن العسكريّ لم يدعّ وجود ولد لديه في حياته القصيرة ، ولم يشاهد أحد ذلك ، وأنّه أوصى عند وفاته بأمواله إلى أُمّه، ولم يوص إلى أحد من بعده ، ولذلك فقد ذهب اتباعه إلى القول بإمامة أخيه جعفر بن علي الهادي ، وتفرّقوا عدّة فرق .
وهناك رواية أُخرى نقلها بعض أصحاب العسكريّ ، تقول : إنّ لديه ولد مستور ، وهو الإمام من بعده ، وأنّه المهديّ المنتظر ، وقد برّر ذلك البعض كتمان هذا الأمر المهمّ بسبب الخوف والتقية ، ولكنّه لم يستطع تقديم أية أدلّة على صحّة دعواه .
2ـ الإيمان بوجود الإمام الثاني عشر الغائب ، ليس من صلب المذهب الشيعيّ الجعفريّ ، وقد حدث بعد وفاة الإمام العسكريّ ، وبني الإيمان به على أساس الظنّ والتخمين ، والافتراض الفلسفيّ ، وليس على أدلّة تاريخية علمية يقينية أو شرعية ، وإن ترك تراث أهل البيت (عليهم السلام) نقاط إيجابية كثيرة ، يمكن للمسلمين جميعاً ـ وليس الشيعة فقط ـ الاستفادة منها ، كروح
____________
1- الرسائل العشر : 317 ، الإمامة والتبصرة : 152 ، كمال الدين وتمام النعمة : 409 ، العمدة : 471 ، تفسير أبي حمزة الثماليّ : 80 ، إعلام الورى 2 / 253 ، كشف الغمّة 3 / 335 ، ينابيع المودّة 3 / 372 .
2- مسند أحمد 5 / 182 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 196 ، مسند ابن الجعد : 397 ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : 108 ، ما روى في الحوض والكوثر : 88 ، كتاب السنّة : 337 و 629 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 45 و 130 ، مسند أبي يعلى 2 / 297 و 303 و 376 ، المعجم الصغير 1 / 131 ، المعجم الأوسط 3 / 373 ، المعجم الكبير 3 / 65 و 5 / 154 و 166 و 170 ، نظم درر السمطين : 231 ، الجامع الصغير 1 / 402 ، العهود المحمدية : 635 ، كنز العمّال 5 / 290 و 13 / 104 و 14 / 435 ، دفع شبه التشبيه : 103 ، شواهد التنزيل 2 / 42، تفسير القرآن العظيم 4 / 123 ، الطبقات الكبرى 2 / 194 ، علل الدارقطنيّ 6 / 236 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 220 و 54 / 92 ، سير أعلام النبلاء 9 / 365 ، أنساب الأشراف : 111 ، البداية والنهاية 5 / 228 و 7 / 386 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 و 12 / 232 ، ينابيع المودّة 1 / 74 و 97 و 100 و 113 و 119 و 123 و 132 و 345 و 350 و 360 و 2 / 90 و 112 و 269 و 273 و 403 و 437 و 3 / 65 و 141 و 294 ، لسان العرب 4 / 538 .
|
الصفحة 289 |
|
التضحية والشهادة في سبيل الله ، والتواضع والزهد في الدنيا .
الجواب : إنّ هذه التوهّمات قد أُثيرت من قبل جهات لمقاصد خاصّة ، وخلاصة الجواب كما يلي : إنّ الرواية التي يتشبّث البعض بها لنفي ولادة المهديّ (عليه السلام) (1) لم تتمّ سنداً ومدلولاً ، فإمّا السند ، فإنّ الراوي لها هو أحمد بن عبيد الله بن خاقان ، الذي صرّحت الرواية نفسها بشدّة نصبه .
وقال الشيخ المفيد (قدس سره) عنه : " وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت (عليهم السلام) " (2) .
وأمّا من حيث الدلالة ففيها : أوّلاً : إنّ عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود.
وثانياً : أنّ عقيدة الشيعة الإمامية حالياً بالإطباق هي : ولادة المهديّ (عليه السلام) قبل استشهاد والده (عليه السلام) بسنين ، وهذا لا يتّفق مع مفاد الرواية ، حتّى لو كان تبيّن الحمل المشار إليه في الرواية صحيحاً ، إذ لا علاقة له بولادة المهديّ (عليه السلام) .
وأمّا إثبات ولادته (عليه السلام) فإنّ الروايات الصحيحة تدلّ بوضوح بأنّ الإمام العسكريّ (عليه السلام) قد صرّح بوجود ولده (3) ، وصرّحت العلوية الطاهرة حكيمة ـ عمّة الإمام العسكريّ (عليه السلام) ـ بمشاهدة ولادة الإمام الحجّة (عليه السلام) ليلة مولده (4) .
وقد وردت النصوص الجلية عن المعصومين (عليهم السلام) بولادته فيما بعد ، كابنٍ للعسكريّ (عليه السلام) (5) .
هذا ، وقد اعترف جمع من علماء السنّة أيضاً بهذا الأمر (6) .
كما أنّ هناك مطلب علميّ نشير إليه وهو : إنّ الخبر بولادة المهديّ (عليه السلام) من الأخبار المتواترة ، والخبر إذا وصل إلى حدّ التواتر فلا نقاش في السند .
وممّا ذكرنا يظهر : إنّ الاعتقاد والالتزام بولادة الحجّة بن الإمام العسكريّ (عليهما السلام) ممّا لامحيص عنه ، لاعتماده على أدلّة واضحة ، ونصوص صريحة ، وهو محض الإيمان .
____________
1- الكافي 1 / 503 .
2- الإرشاد 2 / 321 .
3- الكافي 1 / 328 .
4- المصدر السابق 1 / 331 .
5- كمال الدين وتمام النعمة : 252 ، الغيبة للنعمانيّ : 12 .
6- ينابيع المودّة 3 / 345 ، مطالب السؤول 2 / 153 ، الفصول المهمّة : 292 ، وفيات الأعيان 4 / 31 ، تذكرة الخواص : 325 ، العبر في خبر من غبر 1 / 381 .
|
الصفحة 290 |
|
( علوية الموسويّ . عمان . ... )
السؤال : هناك أدعية مخصوصة لرؤية الإمام المهديّ (عليه السلام) ، كما أنّ هناك أدعية لكي يكون الإنسان من أنصاره (عليه السلام) .
ولكن النساء ليس لهن دور ، بل أنّ معظم الخطباء والعلماء لا يذكرون دور النساء ، وأنا لا اعتقد أن لنا أهمّية ، لذا فالدعاء لطلب أن نكون من أنصار الإمام ليس له أهمّية ، والله أعلم .
الجواب : قد ذكر العلاّمة العيّاشي (قدس سره) ـ المتوفّى 320 هـ ـ في تفسيره رواية عن جابر الجعفيّ ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ، يذكر فيها وصف الإمام المهديّ (عليه السلام) وأصحابه ، إلى أن يقول : " إنّا نشهد وكلّ مسلم اليوم أنّا قد ظلمنا ، وطردنا ، وبغى علينا ، وأُخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا ، ألا أنّا نستنصر الله اليوم وكلّ مسلم ، ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، فيهم خمسون امرأة ، يجتمعون بمكّة على غير ميعاد ... " (1) .
فهذه الرواية تنصّ على أنّ للإمام المهديّ (عليه السلام) أكثر من 300 من الأنصار عند قيامه (عليه السلام) ، فيهم خمسون امرأة .
وهذه الرواية تبيّن الدور الهام الذي تتمتّع به المرأة عند قيام الإمام (عليه السلام) ، كما يتّضح من هذه الرواية أهمّية الدعاء للمرأة في أن تكون من أصحابه (عليه السلام) .
وأخيراً : نسأل المولى عزّ وجلّ أن يجعلنا وإيّاكم من أنصار وليّه الحجّة ابن الحسن (عليهما السلام) .
( رؤوف . السعودية . 27 سنة . طالب )
السؤال : هل خروج الإمام المهديّ (عليه السلام) نعمة أم نقمة ؟ هل سيقتل ويسفك الدماء ؟ أم هو كجدّه نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله) ؟
الجواب : إنّ ظهوره (عليه السلام) رحمة ونقمة ، كما كان جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين دعوته المباركة ، فهي رحمة للمؤمنين إذ عرّفهم الإسلام ، ودخلوا به ، وأنقذهم من الشرك والضلال .
____________
1- تفسير العيّاشيّ 1 / 65 .
|
الصفحة 291 |
|
وهو في نفس الوقت نقمة على الكافرين والمشركين من قريش ، الذين قتلهم الله ، وانتقم منهم على يده (صلى الله عليه وآله) ، أمثال أبي جهل وعتبة ، وعمرو بن عبد ودّ من طواغيت الجاهلية ، فانتقم الله منهم بنبيّه ، فهل هذا إلاّ نصر إلهيّ ، وفتح مبين ؟
كذلك هو قيام القائم وظهوره الشريف ، فهو نقمة على الكافرين والمنافقين ، إذ سينتقم الله به من عتاة الجبّارين بسيف الحقّ القويم ، وهو مصداق قوله تعالى : { فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } (1) .
وفي نفس الوقت فهو رحمة للمؤمنين .
وقولك : سيسفك الدماء ! فإنّه (عليه السلام) لا يسفك إلاّ دماء الظالمين الجبّارين ، فهل لدماء هؤلاء حرمة ؟ هل الذين قتلوا الأبرياء ، وأذاقوا الناس وبال الظلم ، وهتكوا الأعراض ، هل لدمائهم حرمة ؟ فلا تقل : إنّه سيسفك الدماء ، بل قل: إنّه سيثأر لله وللمظلومين ، والمحرومين والمستضعفين .
علماً إنّه (عليه السلام) ـ في بعض الموارد ـ قد يعفو لمصلحة هو يراها (عليه السلام) إلاّ أنّه لا يفرّط في حقوق الله تعالى ، وفي مظلومية المظلومين .
( أحمد جعفر . البحرين . 19 سنة . طالب جامعة )