عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

السؤال : لدي استفسارات مهمّة أرجو أن تجيبوا عليها إجابة واضحة شافية .

هم مسلمون :

السؤال : لدي استفسارات مهمّة أرجو أن تجيبوا عليها إجابة واضحة شافية .

أوّلاً : أخبرنا الشريف عمر بن محمّد بن حمزة العلوي الزيدي ، ... وأبو غالب سعيد بن محمّد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله


الصفحة 448


محمّد ابن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي قال : أخبرنا زيد بن جعفر بن محمّد ابن حاجب قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن الحسين بن هارون قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الحسني قال : حدّثنا محمّد بن مروان الغزال قال : حدّثنا عامر بن كثير السراج ، عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له بمكّة ، أو بمنى : يا بن رسول الله ما أكثر الحاجّ ؟

قال : " ما أقلّ الحاجّ ، ما يغفر إلاّ لك ولأصحابك ، ولا يتقبّل إلاّ منك ومن أصحابك " (1) .

السؤال : هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف ؟

وهل ما جاء فيه ينطبق فقط على الزمن الذي كان فيه الإمام أبو جعفر (عليه السلام)؟ أم أنّه كذلك لا يقبل الحجّ حتّى في زماننا هذا إلاّ من الشيعة الإمامية ؟ وما قول العلماء المعاصرين في هذه المسألة ؟

ثانياً : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري الحسيني قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجار الطبري الفقيه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال : حدّثنا داهر بن محمّد بن يحيى الأحمري قال : حدّثنا المنذر بن الزبير ، عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " لا تضادّوا بعلي أحداً فتكفروا ، ولا تفضّلوا عليه أحداً فترتدّوا " (2) .

السؤال : عن صحّة هذا الحديث أيضاً ؟ وما المقصود بـ " لا تضادّوا " ؟ وإذا كان صحيحاً ، هل يعني هذا أنّ العامّة من أهل السنّة حين يفضّلون الشيخين على علي أنّهم مرتدّون ؟ وهل يعني الارتداد هنا عن الإسلام ؟ أي أنّهم كفّار وغير مسلمين مهما فعلوا ؟

أرجو أن يكون الجواب مدعماً كذلك بقول العلماء المعاصرين .

الجواب : إنّ الحديث الأوّل ليس نقي السند بالشكل الذي يؤخذ به ، ففيه من المهملين والمجهولين ، أو غير الموثقين بحيث لا يمكن الاعتماد عليه ، والأمر فيه موكول إلى علم الرجال .

____________

1- بشارة المصطفى : 123 .

2- الأمالي للشيخ الطوسيّ : 153 .


الصفحة 449


ثمّ مع غضّ النظر عن السند فالرواية في مجال بيان شرطية موضوع الولاية في قبول الأعمال ، وقد وردت أحاديث كثيرة تصرّح بأنّ الفاقد للولاية ومنكرها لا يقبل الله عزّ وجلّ منه أعماله يوم القيامة ، وإن صلّى وصام وحجّ و.. ، فالولاية شرط في صحّة العمل .

نعم ، ينبغي أن نتعامل مع غيرنا بالظواهر ، فنحكم بإسلام كلّ من اعتقد بأُصول الدين ، وعمل بالأركان ، حتّى وإن كان اعتقادنا بأنّ منكر الولاية سوف تذهب أعماله هباءً يوم القيامة .

والحديث الثاني يشتمل على رواة مجهولين أو مهملين وضعفاء ، فلا يمكن الركون إليه ، ولا تتمّ به الحجّة .

ثمّ على فرض حجّية السند لا أشكال في جانب دلالته ، إذ إنّ الكفر والارتداد المذكورين هنا بمعنى الانحراف ، والعدول عن الخطّ المستقيم الذي رسمه النبيّ (صلى الله عليه وآله) للأُمّة .

وعليه ، فلا سبيل لتكفير الآخرين ، بمعنى الحكم عليهم بخروجهم عن الإسلام ، وإن كان المنكر لإمامة علي (عليه السلام) سيحاسب على عقيدته ـ إن لم يكن مستضعفاً ـ .

وهذا هو رأي علماء الشيعة ، حيث يفتون بإسلام أهل السنّة ، وإن كانوا يرونهم منحرفين عن خطّ الإمامة والولاية .

( عبد الله . ... . ... )

إطلاق مصطلح أهل السنّة والجماعة :

السؤال : من الذي أطلق مصطلح أهل السنّة والجماعة ؟

الجواب : قال الدكتور التيجاني السماوي في كتابه : " لقد بحثت في التاريخ فلم أجد إلاّ أنّهم اتفقوا على تسمية العامّ الذي استولى فيه معاوية على الحكم بعام الجماعة ، وذلك أنّ الأُمّة انقسمت بعد مقتل عثمان إلى قسمين : شيعة علي ،


الصفحة 450


وأتباع معاوية .

ولما استشهد الإمام علي (عليه السلام) ، واستولى معاوية على الحكم بعد الصلح ، الذي أبرمه مع الإمام الحسن (عليه السلام) ، وأصبح معاوية أمير المؤمنين ، سمّي ذلك العام بعامّ الجماعة .

إذاً ، فالتسمية بأهل السنّة والجماعة دالّة على اتباع سنّة معاوية ، والاجتماع عليه ، وليست تعني اتباع سنّة رسول الله ، فالأئمّة من ذرّيته وأهل بيته أدرى وأعلم بسنّة جدّهم من الطلقاء ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وأهل مكّة أدرى بشعابها ، ولكننا خالفنا الأئمّة الاثني عشر الذين نصّ عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، واتبعنا أعداءهم .

ورغم اعترافنا بالحديث الذي ذكر فيه رسول الله اثني عشر خليفة كلّهم من قريش ، إلاّ أنّنا نتوقّف دائماً عند الخلفاء الأربعة ، ولعلّ معاوية الذي سمّانا بأهل السنّة والجماعة ، كان يقصد الاجتماع على السنّة التي سنّها في سبّ علي ، وأهل البيت التي استمرت ستين عاماً ، ولم يقدر على إزالتها إلاّ عمر بن عبد العزيز ، وقد يحدّثنا بعض المؤرّخين : أنّ الأمويّين تآمروا على قتل عمر بن عبد العزيز ـ وهو منهم ـ لأنّه أمات السنّة ، وهي لعن علي بن أبي طالب " (1) .

( أبو الزين . الأردن . ... )

ليسوا أولاد بغايا :

السؤال : ورد عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له : إنّ بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفنا ؟ ... ثمّ قال : " والله يا أبا حمزة إنّ الناس كلّهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا " (2) .

ونورد سؤالاً كما يقول صديقي الأشعري : لو أنّ رجلاً من أبوين سنّيين أصبح شيعياً ، فهل يكون أبواه أولاد زنا ؟ ولو أنجب الشيعيّ ولداً ، وأصبح الولد سنّياً ، فهل يكون أبوه بغياً مع تشيّعه ؟ وهل يصدّق مسلم يعظّم آل

____________

1- ثمّ اهتديت : 203 .

2- الكافي 8 / 285 .


الصفحة 451


البيت الأطهار صدور مثل هذا عنهم ؟ حاشاهم الله ، فما قولكم .

الجواب : بالنسبة للرواية ، فيجب البحث فيها سنداً ودلالةً .

أمّا السند ، فيشتمل على مهملين أو غير موثّقين كعلي بن العباس ، وحسن ابن عبد الرحمن ، فلا حجّية له حتّى يبحث عنه .

وأمّا الدلالة ، فلا ينبغي التأمّل في معنى الرواية ، بعد ما عرفنا أنّ لكلّ قوم نكاحاً معترفاً به شرعاً بإجماع المسلمين ، فهل يعقل أن لا يعترف بصحّة عقد المسلم السنّي مثلاً ؟!

( نبيل . الجزائر . ... )

يعيشون مع الشيعة بأمن وسلام :

السؤال : هل يعتبر أهل السنّة أعداء للشيعة الإمامية ، ولماذا ؟

الجواب : مَن قال لكم بأنّ أهل السنّة هم أعداء للشيعة ؟! كلّ من قال لك هذا فهو كاذب ، نعم توجد بينهم بعض الاختلافات في المسائل العقائدية والفقهية ، ولكن هذه الاختلافات لم تفسد للودّ قضية ، فتشاهد الشيعة وأهل السنّة يعيشون بأمن وسلام في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي ـ كلبنان وإيران والعراق ـ .

وإنّما الذي يعدّ عدوّاً للشيعة والسنّة هم الوهّابيون ، الذين يشعلون نيران الفتنة بين الحين والآخر ، وليس هدفهم ضرب التشيّع فحسب ، بل ضرب المسلمين بجميع مذاهبهم ، وذلك لأنّهم يذهبون إلى أنّ أكثر المسلمين باختلاف مذاهبهم هم مشركون .

( محمّد . الكويت . ... )

السبب من مخالفتهم لولاية علي :

السؤال : ما هو السبب في مخالفة جمهور المسلمين لنصوص وتعاليم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : لا عجب في ذلك ، لمن طالع التاريخ الإسلامي ، ولاحظ سيرة


الصفحة 452


المسلمين ، بل سيرة الصحابة المقرّبين ، وموافقهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، على الرغم من تأكيد القرآن الكريم على لزوم الطاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والانصياع له .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } (1) .

نجد موارد مخالفات الصحابة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته كثيرة ، نذكر منها :

1ـ مخالفتهم لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله) في معركة أُحد ، حيث نصّب خمسين رجلاً على جبل ، وأمرهم بعدم النزول ، ولكن حينما صارت كفّة الحرب لصالح المسلمين ترك هؤلاء مكانهم طمعاً في الغنيمة ، فكانت النتيجة أن يستغلّ العدوّ هذا الفجوة ، ويكسر بجيش المسلمين .

2ـ مخالفتهم في صلح الحديبية ، حيث اعترضوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما أمضى بنود الصلح ، وكان من جملتهم عمر بن الخطّاب ، حيث اعتبر الصلح دنية في الدين (2) .

3ـ تخلّفهم عن جيش أُسامة بن زيد ، بعدما أمرهم (صلى الله عليه وآله) بالالتحاق به ، ولعن من تخلّف عنه (3) .

4ـ مخالفتهم في إحضار القرطاس والدواة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما أمرهم أن يأتوه بهما ، ليكتب لهم كتاباً لا يضلّوا بعده أبداً ، فقال عمر : حسبنا كتاب الله ، إنّ النبيّ قد غلب عليه الوجع ، فخرج ابن عباس يقول : " إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين كتابه " (4) .

إذاً ، فلا عجب لمن خالف في ذلك وأمثاله أن يخالف فيما سواه إذا تعارض مع مصالحه ، وبالخصوص في مسألة الولاية والحكم لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، بعدما أوصى بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الغدير وغيره .

( علي . لبنان . 25 سنة . إجازة في الحقوق )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

من هو شيخ الأنبياء ومن هو سيد البطحاء وشيخ ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هي فلسفة الحجاب ؟ ولماذا هو واجب في ...
السؤال : هل يدخلون الجنّة أهل السنّة ?
السؤال : هل الإمامة مذكورة في القرآن ؟ وهل هي ...
سؤال: لماذا يستخدم القرآن الكريم في بعض الآيات ...
السؤال: هل يعتبر المأمون العباسيّ من الشيعة أم لا ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...
هل نزل القرآن على سبعة أحرف؟!!
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...

 
user comment