عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

خصائص دولة المهدي (ع) المرتقبة

خصائص دولة المهدي (ع) المرتقبة

ان دولة المهدي المرتقبة لا تعني ان الاسلام سوف يبقى معطلا حتى تقام دولته عند ظهور المهدي ، بل تعني قيام دولة خاصة كان نموذجها المصغر هو دولة وملك سليمان فقد كان ملكه مؤيدا بقوى الجن والريح والحيوان فضلا عن مؤمني الانس وتزيد على دولة سلميان بان دولة المهدي تعم الارض كلها ولا توجد دولة بعدها وتتصل بعهد القيامة الصغرى ثم تختم الحياة على الارض وق اشار القرآن الى هذه القيامة الصغرى في اخر الزمان بقوله :

(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) النمل/82-88

قوله تعالى : (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم)ْ : أي جاء الوقت المحدد والحدث الموعود .

قوله تعالى : (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) : والدابة كل ماش على الارض كما في قوله تعالى ((مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ٍ (56)) هود/56 وهي هنا انسان ميت يحييه الله تعالى بقرينة قوله تعالى اخرجنا من الارض وقوله تكلمهم ، والحاجة الى هذه الاية هي ان الناس بعد ظهور المهدي والمسيح قد يبقى الكثير منهم على ما الفه من دين او مذهب ابائه كما اخبر القرآن عن الناس في زمن الانبياء :

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)) المائدة/104 .

قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) : أي نحشر من كل امة جماعة ممن يكذب باياتنا .

قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) . اشارة الى الحشر الاكبر والقيامة الكبرى .

ان القيامة الصغرى التي اشارت اليها الايات تقوم على فكرة عدم الاكتفاء باقامة دولة العدل المطلق وان ينعم كل انسان وكل فئة بالامان والعدل والكفاية الاقتصادية والاجتماعية في ظلها كهدف يستوعب حركة للمهدي والمسيح المرتقبة ، بل هناك هدف اخر وهو الحوار بين الاديان والمذاهب ومحاكمتها على اساس وسائل الاثبات الواقعية والتاريخية التي تستدعي احياء شهودها ورجالها التاريخيين الذين كانوا طرفا اساسا في تلك المذاهب او الافكار وقد ادخر الله تعالى رسوله عيسى ليقوم بمهمة احياء هؤلاء الشهود التاريخيين بين يدي الحاكم الاعلي المهدي من ال محمد (ص) .

ومن الطريف ان البعض يستنكر على الشيعة قولهم بهذه القيامة الصغرى والتي تسمى بالرجعة وهو يعتقد ان عيسى بن مريم سوف يعود مرة ثانية الى الحياة الدنيا ويقتدي بامام المسلمين انذاك كما في رواية البخاري (كيف بكم اذا نزل عيسى بن مريم وامامكم منكم) . الا يسائل هذا البعض نفسه كيف سوف يعرف الناس ان هذا الشخص هو عيسى اذا لم يمارس احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص ، ثم ان عيسى عليه السلام حين يحيي الموتى هل يتصور البعض انه سيحيي انسانا مات لتوِّه ثم يعيش ساعة باحياء عيسى له ثم يموت بعدها ، ام ان الاكثر تاثيرا والابلغ في الا مر هو ان يحيي عيسى (ع) شخصا ميتا مضت عليه قرون ويعيش بعد احيائه سنوات عديدة ، والابلغ منه حين يحيي شخصا كعلي بن ابي طالب مثلا الذي اختلف المسلمون على موقعه بعد الرسول بين قائل هو كالرسول في موقعه الرسالي والسياسي الا انه لا نبي بعد الرسول وانه لا تجوز مخالفته كما لا تجوز مخالفة الرسول وانه كتب عن النبي (ص) كتبا توارثها الائمة من ولده من بعده ووصلت الى المهدي (ع) وبين منكر لذلك كله ليجعل منه الشخص الرابع في الفضل بل لا يعد له بعضهم فضلا بعد ابي بكر وعمر (1) .

ان المهدي (ع) يخرج للناس الصحيفة الجامعة التي كتبها علي على الجلد بخط يده واملاء النبي وتوارثها الائمة بنص الهي من النبي على واحد واحد منهم ونشروا ما فيها وكتب الشيعة عن ائمتهم السنة النبوية بهذا الطريق الوثائقي الفريد ، حيث معصوم يكتب عن النبي ثم يروي المعصوم بنفسه من تلك الوثيقة كما في قول الامام الصادق (ع) (انا لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ولكنها اثار من رسول الله (ص) اصل علم نتوارثها كابرا عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم)(2) . غير ان البعض قد يبقى على ما عنده لما الفه عن ابائه وهنا من اجل توفير حجة حسية تقطع العذر يكون احياء صاحب الكتاب ليكتب بيده وليعرف انه الذي كتب وليحدثهم عن مجريات الامور كما شاهدها وجرت ، وهكذا حين يقول عيسى للمسيحيين ان المسيحية التي بايديكم هي لم تكن مني بل من بولس مثلا ، ويحيي له بولس ليحدثهم كيف حرف رسالة المسيح من رسالة جاءت تبشر بمحمد واهل بيته الى رسالة تجعل من المسيح خاتم الرسل بل تجعه ثالث ثلاثة .

ويتضح من ذلك ان دولة المهدي ليست لاقامة العدل المطلق في المجتمع البشري حسب بل للانتقال به الى الوحدة الفكرية والمذهبية القائمة على اساس الوثائق التاريخية الصحيحة وهي بذلك تمثل خاتمة المطاف لحركة الانبياء والرسل جميعا وانتصار العقل والعلم والتوحيد على الجهل والخرافة والشرك .

______________________

(1) روى البخاري في صحيحه قا ل : حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبى بكر احدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم (صحيح البخاري ج4/203طبعة دار الفكر بيروت .

(2) بصائر الدرجات 299 .

 

 

مشروع انتظار
القائد الموعود عند اليهود و المسيحيين

على الرغم من العداوة التاريخية الشديدة بين اليهود والنصارى وذلك بسبب دعوى اليهود انهم قتلوا عيسى بن مريم ، وتصديق النصارى بذلك فانهم التقوا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلادي على العقيدة بانتظار المسيح ودعم مشروع سياسي يقوم على تلك العقيدة وهو مشروع قيام اسرائيل بصفتها مقدمة لظهور المسيح ومن ثم جندت مئات الكنائس والجمعيات المسيحية في امريكا واوربا تدعو لدعم دولة اسرائيل بعد قيامها بتلك الصفة (1) .

ففي 1980 تم اعلان تأسيس منظمة في القدس المحتلة باسم (السفارة المسيحية الدولية في القدس) وقد اختصر مؤسسها اهدافها بقوله :

(اننا صهاينة اكثر من الاسرائيليين انفسهم ، وان القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله وان الله قد اعطى هذه الارض لاسرائيل الى الابد) .

ويرى اعضاء هذه السفارة :

(انه اذا لم تبق اسرائيل فانه لا مكان للمسيح عند مجيئه الثاني) .

وبدأت السفارة فور تأسيسها بالاحتفال الدولي السنوي بالعيد اليهودي المسيحي عيد العريش فحضره اكثر من الف رجل دين مسيحي وفي عام 1982 حضره ثلاثة آلاف رجل دين مسيحي .

وصارت السفارة المسيحية الدولية احدى المنظمات الرئيسية التي تدعى لجلسات الاستماع امام لجان الكونغرس الامريكي عند طرح قضايا الصراع العربي الاسرائيلي وبخاصة مسألة القدس .

وفي سنة 1985 اعلنت القيادات الصهيونية المسيحية في مؤتمرها المنعقد في بال في سويسرا قولهم :

(نحن الوفود المجتمعين هنا من دول مختلفة وممثلي كنائس متنوعة ، وفي نفس هذه القاعة الصغيرة والتي اجتمع فيها منذ 88 عاماً الدكتور تيودور هرتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الاول والذي وضع اللبنة الاولى لاعادة ميلاد دولة اسرائيل جئنا معا للصلاة ولإرضاء الرب ، ولكي نعبر عن شغفنا العظيم باسرائيل (الشعب والارض والعقيدة) ولكي نعبر عن التضامن معها وتأييدنا لها)(2) .

وقد تأسست في اميركا كنيسة باسم الكنيسة التدبيرية (Indespensationalism) بلغ عدد اتباعها نحو ستين مليون شخص تؤمن هذه الكنيسة بان للعودة الثانية للمسيح شروطا منها قيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم فيها .

وقد كان من اتباع هذه الكنيسة (جورج بوش) و (ريغان) رئيسا الولايات المتحدة السابقان

وفي تشرين الاول عام 1983 قال (ريغان) امام لجنة العلاقات العامة الامريكية الاسرائيلية :

(انني اتساءل هل اننا نحن الجيل الذي سيشهد معركة (هرمجيدون) . ان النبوءات في العهد القديم تصف تماما الوقت الذي نحن فيه)(3) .

وقول (ريغان) هذا يستند الى كتاب (كوكب الارض العظيم الراحل) (THE late gread planet Erth) تأليف هال ليندسي (Hal lindsey) نشره لاول مرة عام 1970 وباع منه اكثر من (15) مليون نسخة يركز فيه على ان اهم اشارة لنهاية التاريخ وعودة المسيح الثانية هي عودة اليهود الى ارض اسرائيل بعد الاف السنين كما اشار فيه الى ان الاتحاد السوفيتي هو ياجوج الذي يتعاون معه العرب وحلفاؤهم لمهاجمة اسرائيل ويؤكد على ان قوة اسرائيل العسكرية ، ستنتصر على قوى الشر تمهيدا للقدوم الثاني للمسيح المنقذ بعد معركة (هرمجيدون) (الموقع الذي ستجرى فيه المعركة الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر في سهل المجدل في فلسطين)(4) .

______________________

(1) انظر كتاب البعد الديني في السياسة الآميريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي / يوسف الحسن / رسالة دكتوراه .

(2) انظر مقال : الصهيونية المسيحية في اميركا حسني حداد مجلة شؤون فلسطينية العدوان 92-93 10/9/1990 .

(3) انظر مقال : الخليج : في الطريق الى هرمجيدون . محمد اسماك جريدة السفير 0/9/1990 .

(4) مقال حسني حداد السابق .

 

 

مشروع الحوار بين المسلمين
حول المهدي الموعود

في ضوء القدر المشترك بين التصورين الشيعي والسني حول الاطروحة الالهية في اخر الزمان الذي يتمثل بان القائد الموعود هو المهدي من ذرية النبي من ذرية فاطمة وان الامة الاسلامية هي مادة الانطلاق وان القرآن والسنة هي المنهج فان امام السنة والشيعة مشروعين للحوار هما :

اولا : مشروع الحوار الشيعي السني بهدف بناء القاعدة الصلبة للوحدة الاسلامية التي تقوم على وحدة القبلة ووحدة الكتاب وخاتمية النبي ووحدة المستقبل المشرق بظهور المهدي من ال محمد (ص) ثم دراسة المسائل المختلف عليها بروح المحبة والاخوة ومنهج البحث العلمي ولعل من اخطر المسائل التي تواجه المسلمين جميعا هي مسالة الضوابط الموضوعية التي تشخص المهدي الموعود وبخاصة وان تجربتين سياستين كبيرتين قد حصلتا تحت هذا العنوان وهما تجربة المهدي الاسماعيلي في القرن الثالث والرابع الهجري والمهدي السوداني في القرن الثالث عشر الهجري .

ثانيا : مشروع الحوار الاسلامي المسيحي .

 

مشروع الحوار الاسلامي المسيحي

هناك دائرة واسعة من التصورات الدينية يشترك فيها المسيحيون والمسلمون سواء فيما يتعلق بالله تعالى او النبوة او الخاتمة السعيدة على الارض ودور المسيح في صناعة هذه الخاتمة وهذه التصورات المشتركة يجهلها الكثير من الشعوب المسيحية والاسلامية ، ونشرها بينهم يقلل من الفجوة الكبيرة التي فصلت بينهم والعواطف السلبية التي تكونت بفعل ظروف استثنائية وسياسات خاطئة مارستها دول الطرفين تاريخيا واذا ما ردمت تلك الفجوة ومحيت تلك النظرة العدائية وحلت محلها نظرة التقدير والاحترام المتبادل امكن عند ذاك بحث المسائل المختلف عليها بروح المحبة والاحترام والمسالة ليست صعبة ولا مستحيلة ، اذ ان ما بين المسلمين والمسيحيين لم يكن ليرقى الى مستوى العداوة التاريخية التي حكمت العلاقة التاريخية بين المسيحيين واليهود حيث ان اليهود لا يعترفون بالمسيح عيسى بن مريم بل ينعتونه وامه بنعوت قبيحة ثم هم يعترفون انه قتلوه وقد صدقهم المسيحيون بذلك ومع ذلك فان جهود اليهود الصهيونيين قد اثمرت نتيجة ايجابية وصار المعسكر المسيحي حليفا قويا لاسرائيل بل وجد ملا يين المسيحيين مؤيدين لا سرائيل اكثر من قسم من اليهود انفسهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إضاءاتٌ هادية من كلمات الإمام الباقر عليه ...
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الثاني
أدب الحوار.. عند الإمام الرِّضا عليه السلام
متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما
عيد الغدير الأغر
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
الوقفة الثانية سند هذا الحديث
على هدى كربلاء:
مآثرُ الشرف.. في حياة خديجة عليها السّلام
مناجاة الامام الصادق عليه السلام

 
user comment