عربي
Thursday 25th of July 2024
0
نفر 0

والخادم في مال سيده راع، ومسؤول عن رعيته، قال: وحسبت أن قال:

والخادم في مال سيده راع، ومسؤول عن رعيته، قال: وحسبت أن قال:

والرجل راع في مال أبيه (1).

وأخرج الترمذي من حديث عمرو بن مرة الجهني قال لمعاوية: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من إمام يغلق بابه، دون ذوي الحاجات والمسكنة، إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته، فجعل معاوية رجلاً على مصالح الناس (2).

وروى البخاري في صحيحه (باب من استرعى رعية فلم ينصح) بسنده عن الحسن أن عبيد الله بن زياد، عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه. فقال له معقل: إني محدثك حديثاً، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم تحطها بنصيحة، إلا لم يجد رائحة الجنة (3).

وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة (4).

____________

(1) صحيح البخاري 4 / 6، وانظر روايات أخرى للحديث الشريف (صحيح البخاري 7 / 34، 9 / 77).

(2) صحيح الترمذي 6 / 73.

(3) صحيح البخاري 9 / 80 (دار الجيل - بيروت).

(4) صحيح البخاري 9 / 79.


الصفحة 124


ثامناً: ألقاب الإمام أو الخليفة

يقول ابن خلدون (1) (732 - 808 هـ‍/ 332 - 1406 م) في مقدمته المشهورة: إن منصب الخلافة أو الإمامة، إنما هو نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين، وسياسة الدنيا به، ومن ثم فهي تسمى خلافة وإمامة، والقائم به خليفة وإماماً، فأما تسميته إماماً فتشبيهاً بإمام الصلاة في اتباعه والاقتداء به، ولهذا يقال الإمامة الكبرى.

وأما تسميته خليفة فلكونه يخلف النبي صلى الله عليه وسلم، في أمته، فيقال خليفة، بإطلاق، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واختلف في تسميته خليفة الله فأجازه بعضهم، اقتباساً من الخلافة التي للآدميين في قول الله تعالى: * (إني جاعل في الأرض خليفة) * (2)، وقول الله تعالى: * (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) * (3).

على أن الجمهور قد منع ذلك، لأن معنى الآية ليس عليه، وقد نهى أبو بكر الصديق عنه، لما دعي به، وقال: لست خليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الاستخلاف إنما هو في حق الغائب، وأما الحاضر فلا (4).

____________

(1) مقدمة ابن خلدون ص 191 - 192 (دار القلم - بيروت 1981).

(2) سورة البقرة: آية 30.

(3) سورة الأنعام: آية 165.

(4) مقدمة ابن خلدون ص 191.


الصفحة 125


ويقول الماوردي: ويسمى خليفة لأنه خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أمته، فيجوز أن يقال يا خليفة رسول الله، وعلى الإطلاق، فيقال الخليفة.

واختلفوا: هل يجوز أن يقال: يا خليفة الله؟ فجوزه البعض، لقيامه بحقوقه في خلقه، ولقول الله تعالى: * (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات) *.

وامتنع الجمهور من جواز ذلك، ونسبوا قائله إلى الفجور، وقالوا:

يستخلف من يغيب أو يموت، والله - سبحانه وتعالى - لا يغيب ولا يموت، وقد قيل لأبي بكر الصديق، رضي الله عنه: يا خليفة الله فقال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

ومع ذلك فلقد روى أبو داود في سننه بسنده عن شريك عن سليمان الأعمش، قال: جمعت مع الحجاج فخطب، فذكر حديث أبي بكر بن عياش، قال فيها: فاسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيه عبد الملك بن مروان - وساق الحديث (2).

غير أن كلام الحجاج الثقفي ليس بحجة، حتى أنه - في نفس الصفحة - إنما يفضل خليفة المرء على رسوله، روى أبو داود في سننه بسنده عن المغيرة عن الربيع بن خالد الضبي قال: سمعت الحجاج يخطب، فقال في خطبته:

رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه، أم خليفته في أهله، فقلت في نفسي: لله على ألا أصلي خلفك صلاة أبداً، وإن وجدت قوماً يجاهدونك، لأجاهدنك معهم - زاد إسحاق في حديثه، قال: فقال في الجماجم حتى قتل (3).

____________

(1) الماوردي: الأحكام السلطانية ص 15.

(2) سنن أبي داود 2 / 514 (ط الحلبي - القاهرة 1371 هـ‍/ 1952).

(3) سنن أبي داود 2 / 514.


الصفحة 126


وعلى أية حال، فلقد حمل الخلفاء - أو الأئمة - الألقاب التالية:

1 - الخليفة:

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أول الخلفاء الراشدين، قد لقب بلقب خليفة رسول الله، إذ كان يقوم مقام الرسول في حكم الدولة الإسلامية، والمحافظة على الدين - وكان عمر - في بدء خلافته - يلقب بلقب خليفة رسول الله.

روى البلاذري (أحمد بن يحيى بن جابر - المتوفى 279 هـ‍/ 892 م) أن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف بباب النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الصلاة يا رسول الله.

فلما ولي أبو بكر (11 - 13 هـ‍/ 632 - 634 م) كان المؤذن يقف بالباب، ويقول: السلام عليك يا خليفة رسول الله، ورحمة الله وبركاته، حي على الصلاة، حي على الفلاح، الصلاة يا خليفة رسول الله.

. من خلافة عمر بن الخطاب (13 - 23 هـ‍/ 644 م)، كان المؤذن يردد هذه الكلمات، مبتدئاً بقوله: السلام عليك يا خليفة رسول الله (1).

والخليفة - كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (661 - 728 هـ‍/ 1263 - 1328 م) - هو من كان خلفاً عن غيره (فعلية بمعنى فاعلة)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أنت الصاحب في الفسر، والخليفة في الأهل، وقال صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا (2).

وفي القرآن * (سيقول المخلفون من الأعراب) * (3) و * (فرح المخلفون

____________

(1) حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي 1 / 438 - 439 - القاهرة 1964).

(2) ابن تيمية: مجموع فتاوي شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 35 / 43 (الرياض 1386 هـ‍).

(3) سورة الفتح: آية 11.


الصفحة 127


بمقعدهم خلاف رسول الله) * (1). هذا وقد ظن بعض الغالطين - كابن العربي - أن الخليفة هو الخليفة عن الله، مثل نائب الله، وزعموا أن هذا بمعنى أن يكون الإنسان مستخلفاً، وربما فسروا تعليم آدم الأسماء كلها التي جمع معانيها الإنسان، ويفسرون خلف آدم على صورته بهذا المعنى أيضاً، وقد أخذوا من الفلاسفة قولهم: الإنسان هو العالم الصغير، وهذا قريب، وضموا إليه:

أن الله هو العالم الكبير، بناء على أصلهم الكفري في وحدة الوجود، وأن الله هو عين وجود المخلوقات، فالإنسان من بين المظاهر، هو الخليفة الجامع الأسماء والصفات (2).

ثم يقول ابن تيمية: والله لا يجوز له خليفة، ولهذا لما قالوا لأبي بكر:

يا خليفة الله، قال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبي ذلك، بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا.

وبدهي أن ذلك لأن الله تعالى، حي، شهيد، مهيمن، قيوم، رقيب، حفيظ، غني عن العالمين، ليس له شريك ولا ظهير، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه.

والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلف، بموت أو غيبة، ويكون لحاجة المستخلف إلى الاستخلاف، وسمى خليفة، لأنه خلف عن الغزو، وهو قائم خلفه، وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى، وهو منزه عنها، فإنه حي قيوم، شهيد، لا يموت ولا يغيب، وهو غني يرزق ولا يرزق، يرزق عباده وينصر هم ويهديهم ويعافيهم، بما خلقه من الأسباب التي هي من خلقه، والتي هي مفتقرة إليه، كافتقار المسببات إلى أسبابها، فالله هو الغني الحميد له منا في

____________

(1) سورة التوبة: آية 81.

(2) ابن تيمية: الفتاوي 35 / 42 - 44 (الرياض 1386 هـ‍).

 


الصفحة 128


السماوات وما في الأرض وما بينهما (1)، * (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن) * (2)، * (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) * (3)، ولا يجوز أن يكون أحد خلف منه، ولا يقوم مقامه، لأنه لا سمي له، ولا كفء له فمن جعل له خليفة، فهو مشرك به.

وأما الحديث النبوي الشريف السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل ضعيف وملهوف، وهذا صحيح، فإن الظل مفتقر إلى آو، وهو رفيق له، مطابق له نوعاً من المطابقة، والآوي إلى الظل المكتنف بالظل صاحب الظل، فالسلطان عبد الله، مخلوق، مفتقر إليه، لا يستغني عنه طرفة عين، وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد والصمدية التي بها قوام الخلق، ما يشبه أن يكون لله في الأرض، وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه وعباده، فإذا صلح ذو السلطان، صلحت أمور الناس، وإذا فسد فسدت بحسب فساده، ولا تفسد من كل وجه، بل لا بد من مصالح، إذ هو ظل الله، لكن الظل تازة يكون كاملاً مانعاً من جميع الأذى، وتازة لا يمنع إلا بعض الأذى، وأما إذا عدم الظل فسد الأمر، كعدم سر الربوبية التي بها قيام الأمة الإنسانية، والله تعالى أعلم (4).

2 - أمير المؤمنين:

كان هذا اللقب هو اللقب التالي للخليفة، ذلك أن عمر بن الخطاب - منعاً لتكرار لفظ خليفة بالنسبة إلى من يتولى أمور المسلمين من الخلفاء - أمر أن يستبدل لفظ خليفة رسول الله بعبارة أو لقب أمير المؤمنين.

روي أن المغيرة بن شعبة قال لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يا

____________

(1) الفتاوي 35 / 45.

(2) سورة الرحمن: آية 29.

(3) سورة الزخرف: آية 84.

(4) فتاوي ابن تيمية 35 / 45 - 46.


الصفحة 129


خليفة الله، فقال عمر: ذاك نبي الله داود (1)، قال: يا خليفة رسول الله، قال:

ذاك صاحبكم المفقود (أي أبو بكر)، قال: يا خليفة خليفة رسول الله، قال: ذاك أمر يطول، قال: يا عمر، قال: لا تبخس مقامي شرفه، أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فقال المغيرة: يا المؤمنين (2).

وروى ابن الأثير في أسد الغاية: بسنده عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أبي خيثة، عن جدته الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول - وكان عمر، إذا دخل السوق أتاها، قال: سألتها من أول من كتب عمر أمير المؤمنين؟ قالت: كتب عمر إلى عامله على العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن أمر الناس، قال: فبعث إليه بعدي بن حاتم، ولبيد بن ربيعة، فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد، فاستقبلا عمر وبن العاص، فقالا: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وهو الأمير، ونحن المؤمنون، فانطلقت حتى دخلت على عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، فقال: لتخرجن مما قلت، أو لأفعلن، قلت: يا أمير المؤمنين، بعث عامل العراقيين بعدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم استقبلاني فقالا: إستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، هو الأمير، ونحن المؤمنون.

وكان قبل ذلك يكتب من عمر خليفة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجرى الكتاب من عمر أمير المؤمنين، من ذلك اليوم.

وقيل: إن عمر قال: إن أبا بكر كان يقال له: يا خليفة رسول الله، ويقال لي يا خليفة، خليفة رسول الله، وهذا يطول: أنتم المؤمنون، وأنا أميركم.

____________

(1) سورة ص آية 26.

(2) أبو عثمان عمر وبن بحر الجاحظ: التاج في أخلاق الملوك - تحقيق أحمد زكي باشا ص 86 - 88 (القاهرة 1333 هـ‍/ 1914 م).


الصفحة 130


وقيل إن المغيرة بن شعبة قال له ذلك - كما أشرنا من قبل - والله أعلم (1).

وأياً ما كان الأمر، فإن الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إنما كان أول من تلقب بهذا اللقب، الذي كان يتمشى مع عهد الفتوح، لما في ذلك اللفظ من معنى السلطتين - الحربية والإدارية - (2).

وفي رواية ابن الجوزي (3) عن محمد بن سعد قال: قالوا: لما مات أبو بكر، وكان يدعى خليفة رسول الله، قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله، فقال المسلمون: فمن جاء بعدك سمي، خليفة خليفة رسول الله، فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم يدعى به الخليفة، ويدعى به من بعده فدعي أمير المؤمنين، فهو أول من سمي بذلك.

وعن ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز (99 - 101 هـ‍/ 717 - 720 م) سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة: لم كان أبو بكر يكتب من أبي بكر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان عمر يكتب من بعده من عمر بن الخطاب، خليفة أبي بكر؟ ومن أول من كتب أمير المؤمنين؟

فقال: حدثتني جدتي الشفاء - وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر إذ دخل السوق دخل عليها - قالت: كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين أن

____________

(1) ابن الأثير: أسد الغابة 4 / 170 (كتاب الشعب - القاهرة 1970).

(2) حسن إبراهيم: المرجع السابق ص 439.

(3) ابن الجوزي: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق، اختلف في تاريخ مولده فيما بين عامي 508، 511 هـ‍(أي حوالي عام 1116 م)، وتوفي ليلة الجمعة 12 رمضان عام 597 هـ‍ببغداد وكان ابن الجوزي علامة عصره، وإمام وقته في الحديث والوعظ، صنف في فنون عديدة، و له التفسير (زاد المسير في علم التفسير، في أربعة أجزاء)، وفي التاريخ (المنتظم) وله في الحديث تصانيف كثيرة، فله الموضوعات (أربعة أجزاء)، وتلقيح فهوم الأثر (على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة، وانظر عن ابن الجوزي (وفيات الأعيان 3 / 140 - 142، عبر الذهبي 4 / 297، شذرات الذهب 4 / 329 - 331، مقدمة كتابه:

تاريخ عمر بن الخطاب لأسامة عبد الكريم).


الصفحة 131


ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة، فأناخا راحلتهما بفناء المسجد، فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو بن العاص فدخل على عمر، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص، لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم، فقالا لي: إستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه وإنه الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من ذلك اليوم.

وقال الضحاك: قال عمر: أنتم المؤمنون، وأنا أميركم، فهو سمى نفسه (1).

3 - الإمام:

لفظ إمام أو الإمام مستعار في الأصل من إمامة الصلاة، ومن ثم فإن الشيعة إنما يستعملون هذا اللقب، لأنهم يعتقدون أن لأفراد البيت العلوي (أبناء الإمام علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء، بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) قوى إلهية مقدسة. هذا وقد ورد لفظ إمام في القرآن بمعنى الزعيم أو الدليل أو الرئيس، قال الله تعالى: * (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأو حينا إليهم فعل الخيرات) * (2).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يؤم الناس في الصلاة، باعتباره زعيماً للمسلمين، ولما مرض مرضه الأخير ندب أبو بكر للصلاة بالناس، الأمر الذي اعتبره السنيون من

____________

(1) الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي: تاريخ عمر بن الخطاب - قدم له وعلق عليه:

أسامة عبد الكريم الرفاعي ص 74 - 75 (مكتبة السلام العالمية - الفلكي - القاهرة 1394 هـ‍/ 1974 م).

(2) سورة الأنبياء: آية 73.


الصفحة 132


أهم الأدلة على أحقية أبي بكر بالخلافة بعد النبي (1)، وقد حرص الخلفاء على إمامة المسلمين في الصلاة، لما تدل عليه من صفة الزعامة، حتى أصبحت من أهم أعمال الولاة في الأمصار الإسلامية (2).

4 - الملك:

من المعروف أن سيدنا الإمام الحسن بن علي - سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنما كان خامس الراشدين وآخرهم، وقد تحققت به وعليه معجزة جده الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، في قوله الشريف الخلافة بعدي ثلاثون سنة وصدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقت معجزته، فكان للإمام الحسن بن علي من هذه الثلاثين سنة قرابة ستة أشهر، تتمة لها، أو سبعة أشهر، وأحد عشر يوماً - فيما يرى أين عساكر - ومن ثم فهو، رضوان الله عليه، خامس الراشدين، فلقد أخرج ابن حبان والإمام أحمد عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً عضوضاً.

ويقول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية - عن خلافة الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب - أن أهل الشام بايعوا معاوية بإيلياء (القدس) (3)، لأنه لم يبق له عندهم منازع، فعند ذلك أقام أهل العراق الحسن بن علي، رضي الله

____________

(1) من المعروف من أحداث سقيفة بني ساعدة، أن أهم الأسس التي اعتمد عليها أبو بكر - وعمر - في إسناد الخلافة إلى أبي بكر، أنه من قريش - (وذلك عندما نادى الأنصار بيعة سعد بن عبادة، ثم منا أمير ومنكم أمير) عندما حدث ذلك كانت القرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي الفيصل، قال أبو بكر: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، ولن تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش، فقد يعلم ملأ منكم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأئمة من قريش، فأنتم أحقاء أن لا تنفسوا على إخوانكم المهاجرين ما ساق الله إليهم، حتى اعتبر النسب القرشي بعد ذلك شرطاً في الإمامة عند السنة.

(2) حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي 1 / 439 - 440 (القاهرة 1964).

(3) أنظر عن إيليا - وهي القدس، وهي أورشليم، (محمد بيومي مهران: إسرائيل - الجزء الثاني ص 812 - 866 - الإسكندرية 1978).


الصفحة 133


عنه، ليمانعوا به أهل الشام، فلم يتم لهم ما أرادوه وحاولوه، وإنما كان خذلاناً لهم من قبل تدبيرهم، وآرائهم المختلفة المخالفة لأمرائهم، ولو كانوا يعلمون لعظموا ما أنعم الله به عليهم من متابعتهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد المسلمين، وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم.

والدليل على أن سيدنا الحسن بن علي، أحد الخلفاء الراشدين، الحديث الشريف الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي رواه الأئمة: أحمد بن حنبل والترمذي وأبو يعلى وابن حبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً.

هذا وقد كملت الثلاثون سنة بخلافة الإمام الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم، إنما توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل نبوته صلوات الله وسلامه عليه وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صنيعه هذا، وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة، وجعل الملك بيد معاوية بن أبي سفيان، حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد (1).

وروى المسعودي في مروج الذهب: أنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

الخلافة بعدي ثلاثة سنة، لأن أبا بكر رضي الله عنه، تقلدها سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام، وعمر، رضي الله عنه، عشر سنين وستة أشهر، وأربع ليال، وعثمان رضي الله عنه، إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهراً، وثلاثة عشر يوماً، وعلي رضي الله عنه، أربع سنين وسبعة أشهر، إلا يوماً، والحسن رضي الله

____________

(1) الحافظ ابن كثير: البداية والنهاية 8 / 18 (القاهرة 1351 هـ‍/ 1933 م).


الصفحة 134


عنه، ثمانية أشهر، وعشرة أيام، فذلك ثلاثون سنة (1).

وأخرج ابن عساكر في تاريخه: أخرج الحافظ عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم قال رجل - كان حاضراً في مجلس عبد الله - فقال: قد دخلت في هذه الثلاثين سنة شهور في خلافة معاوية، فقال من حضر: إن تلك الشهور كانت فيها البيعة للحسن، بايعه أربعون ألفاً، واثنان وأربعون ألفاً، ولما قتل علي رضي الله عنه، بايع أهل الكوفة الحسن بن علي، رضي الله عنه، وأطاعوه، وأحبوه أشد من حبهم لأبيه، وكان قد ولي الخلافة سبعة أشهر، وأحد عشر يوماً، وكان التقاؤه بمعاوية بمسكن من أرض العراق، فتصالحا في ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين.

ويقول ابن خلكان (أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر - 608 - 681 هـ‍/): روى سفينة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً أو ملوكاً - وكان آخر ولاية الحسن بن علي، رضي الله عنه تمام ثلاثين سنة، وثلاثة عشر يوماً، من أول خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه (2).

ويقول ابن تيمية في رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم - بعد أن ذكر الحديث - الآنف الذكر - الذي رواه سفينة - الخلافة ثلاثون سنة، ثم تصير ملكاً، فكان آخر الثلاثين حين سلم سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسن بن علي، رضي الله عنه، الأمر إلى معاوية، وكان معاوية أول الملوك (3).

____________

(1) المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر 1 / 715 - (دار الكتاب اللبناني - بيروت 1402 هـ‍/ 1982 م).

(2) ابن خلكان: وفيات الأعيان 2 / 66 (دار صادر - بيروت 1977 م).

(3) ابن تيمية: رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم - تعليق أبي تراب الظاهري ص 29 (دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة 1405 هـ‍/ 1984 م).


الصفحة 135


وهكذا يتفق العلماء على أنه لم يكن في الثلاثين سنة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم، من بعده للخلافة، إلا الخلفاء الراشدون الأربعة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي)، وكملت الثلاثون سنة بخلافة الإمام الحسن بن علي، المدة التي مكث فيها خليفة حق، وإمام عدل، تحقيقاً لما أخبر به جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، بقوله الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ومن ثم فقد كانت خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب، منصوصاً عليها، وإن كانت محدودة الأجل.

ثم يبدأ - بعد الحسن بن علي - الملك العضوض ب‍ً معاوية بن أبي سفيانً (40 - 60 هـ‍/ 660 - 680 م) فلقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن جمهان قال: لسفينة (مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم)، إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك، ومن أشد الملوك، وأولهم معاوية.

هذا ويسمى شيخ الإسلام ابن تيمية معاوية بن أبي سفيان بالملك، فيقول في كتابه منهاج السنة: لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيراً من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية (1).

هذا وقد أشرنا آنفاً إلى رواية الحافظ ابن كثير، والتي يفرق فيها بين عهد الإمام الحسن بن علي وعهد معاوية بن أبي سفيان، فسمي عهد الأول خلافة، وعهد الثاني ملكاً، فقال: وقد مدحه (أي الإمام الحسن) رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صنيعه، وهو ترك الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة، وجعل الملك بيد معاوية (2).

____________

(1) ابن تيمية: المنتقى من منهاج الاعتدال ص 231 (مختصر منهاج السنة للحافظ الذهبي - مكتبة دار البيان - دمشق 1374 هـ‍).

(2) الحافظ ابن كثير: البداية والنهاية 8 / 18.


الصفحة 136


هذا فضلاً عن أن معاوية بن أبي سفيان نفسه، إنما كان يقول عن نفسه أنا أول الملوك، هذا فضلاً عن أن الجملة التي ينسبها أنصار معاوية و مريدوه إلى عبد الله بن عباس، على أنها مديح لمعاوية. لا تعدو وصفه بالملك، وليس الخليفة، وهي قوله: ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية (1).

أضف إلى ذلك كله، أن القاضي أبا بكر بن العربي (468 - 543 هـ‍)، والذي كتب كتابه العواصم من القواصم للدفاع عن معاوية وبني أمية، إنما يتحدث فيه عن مراتب الولاية، على أنها: خلافة ثم ملك، فتكون ولاية الخلافة للأربعة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي)، وتكون ولاية الملك لابتداء معاوية (2).

وعلى أية حال، فإن المؤرخين إنما يذهبون إلى أن معاوية بن أبي سفيان إنما قد أحاط نفسه بكل مظاهر الملك، فقد لازم الخلافة الإسلامية في عهده طابع سياسي، أكثر منه دينياً، وأصبحت كلمة ملك - بمعنى الحاكم المطلق (أوتوقراطي) - يطلقها المؤرخون عليه، وعلى خلفائه من حكام بني أمية، وهو نفسه الذي قال: أنا أول الملوك.

وقد استحدث معاوية أموراً لم تعرفها من قبل خلافة الراشدين، فبنى لنفسه قصراً في دمشق سماه الخضراء، وهو قصر ضخم، أراد به معاوية أن ينافس قصور الرومان، وكان أبو ذر الغفاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - ينكر على معاوية أموراً كثيرة، قال أبو ذر: لقد حدثت أعمالاً لا أعرفها، والله ما هي في كتاب، ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله إني لأرى حقاً يطفأ، وباطلاً يحيا، وصادقاً مكذباً، وأثرة بغير تقى.

وأراد معاوية أن يتلطف إلى أبي ذر، ويتقرب إليه، فدعاه إلى قصره

____________

(1) ابن تيمية: المنتقى من منهاج الاعتدال ص 231.

(2) القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: العواصم عن القواصم - حققه محب الدين الخطيب - خرج أحاديثه محمود مهدي الاستانبولي ص 215 (دار الكتب السفية - القاهرة 1405 هـ‍).


الصفحة 137


الخضراء هذا، فقال له أبو ذر: يا معاوية، إن كانت هذه الأبهة من مال الله، فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهي الإسراف (1).

هذا فضلاً عن اتخاذه السرير - أو العرش - وجعل الحراس يمشون بالحراب بين يديه، كما أوجد الشرطة لحراسته، وكان إذا صلى في المسجد، جلس في بيت منفرد بجدران عرف باسم المقصورة وأخيراً، فلقد أراد معاوية أن يجعل من الخلافة الإسلامية مزرعة أموية، ومن ثم فقد استحدث في الإسلام بدعة ولي العهد، فاستخلف ولده يزيد على سلطان المسلمين من بعده، فغير بذلك السنة الموروثة تغييراً خطيراً، الأمر الذي أدى إلى مذبحة كربلاء، التي راح ضحيتها أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وذبحت ذريته، فضلاً عن الاستباحة الخليعة لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في يوم الحرة، والاعتداء على حرم الله الآمن بمكة المكرمة (2).

وكان سعيد بن المسيب، رضي الله عنه، يسمى سني يزيد بن معاوية بالشؤم، في السنة الأولى قتل الحسين بن علي، وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثانية استبيح حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهكت حرمة المدينة، والثالثة سفكت الدماء في حرم الله، وحرقت الكعبة (3).

وهكذا يبدو واضحاً أن خلافة سيدنا الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، إنما كانت نهاية الخلافة، - كما أخبر جده النبي صلى الله عليه وسلم - ومن ثم فهو

____________

(1) أنظر: ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 8 / 256، عبد الرحمن الشرقاوي: علي إمام المتقين 1 / 170 (ط مكتبة غريب - القاهرة 1985).

(2) محمد بيومي مهران: الإمام الحسن بن علي ص 48 - 50 (دار النهضة العربية - بيروت 1990 م).

(3) تاريخ اليعقوبي 2 / 253 (دار بيروت - بيروت 1400 هـ‍/ 1980 م).


الصفحة 138


خامس الراشدين، حيث ينتهي بعهده عهد الخلافة، ويبدأ عصر الملوك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: ستكون خلافة نبوة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك وجبرية، ثم يكون ملك عضوض (1).

وفي رواية الحافظ أبي نعيم عن الليث عن عبد الله بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة، ثم يكون رحمة وخلافة، ثم كائن ملكاً عضوضاً ثم كائن عتواً وجبرية، وفساداً في الأمة، يستحلون الحرير والخمور، يرزقون على ذلك وينصرون، حتى يلقوا الله عز وجل (2).

وفي رواية أبي داود بسنده عن سعيد بن جهمان عن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك - أو ملكه - من يشاء (3).

وفي رواية الطحاوي خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء أو الملك (4).

وفي سنن أبي داود: قال سعيد، قال لي سفينة: أمسك عليك: أبا بكر سنتين، وعمر عشراً، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي كذا، قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاء (أي بني أمية) يزعمون أن علياً عليه السلام، لم يكن بخليفة، قال: كذبت أستاه بني الزرقاء، يعني مروان (5).

____________

(1) ابن تيمية: رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم ص 29 (جدة 1984).

(2) الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني: دلائل النبوة ص 481 (دار الباز - مكة المكرمة 1977 م).

(3) سنن أبي داود 2 / 515 (ط الحلبي - القاهرة 1371 هـ‍/ 1952 م).

(4) شرح العقيدة الطحاوية (بيروت 1392 هـ‍) ص 545.

(5) سنن أبي داود 2 / 515.


الصفحة 139


0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عبادة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ومنزلته ...
في رحاب مولد الإمام الرضا (عليه السلام) مراجعة ...
قبس من أخلاق سيدنا الإمام زين العابدين
العشرة الأوائل من ذي الحجة الحرام
خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في المدينة ...
أخلاق الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مع ...
أقوال علماء أهل السنة في اختصاص آية التطهير ...
الامام السجاد عليه السلام
وصايا الإمام الصادق ( عليه السلام )
إضاءاتٌ هادية من كلمات الإمام الباقر عليه ...

 
user comment