غزوة ذات الرقاع
تاريخ الغزوة :
10 محرّم 4 هـ .
اختلف المؤرّخون في تاريخها ، فقال بعض : هي بعد غزوة بني النضير في السنة الرابعة : في شهر ربيع الآخر ، وبعض قال : في جمادى الأُولى ، وقال آخرون : إنّها كانت في شهر محرّم ، وقيل : كانت في سنة خمس .
سبب الغزوة :
قدم قادم إلى المدينة ، فأخبر أنّ أنماراً وثعلبة وغطفاناً ، قد جمعوا جموعاً لغزو المسلمين ، فلمّا بلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري ، وخرج في أربعمائة رجلاً ، وقيل سبعمائة ، فمضى حتّى أتى محالهم بذات الرقاع ، وهي جبل ، فلم يجد إلاّ النسوة فأخذن ، وهربت الأعراب إلى رؤوس الجبال ، وحضرت الصلاة فصلّى ( صلى الله عليه وآله ) بهم صلاة الخوف ، لأنّه خاف من الهجوم عليه في الصلاة ، ثم انصرف راجعاً إلى المدينة .
سبب تسميتها :
قد اختلفت كلمات المؤرّخين في سبب تسمية هذه الغزوة بذات الرقاع : فقيل : إنمّا سمّيت بذلك لأجل جبل هناك فيه بقع حمرة وسواد وبياض فسمّي ذات الرقاع ، وقيل : إنّما سمّيت بذلك لأنّ أقدامهم نقبت فيها ، فكانوا يلفّون على أرجلهم الخرق ، وهي الرقاع ، وقيل : سمّيت بذلك لأنّ المسلمين رقعوا راياتهم فيها .
وتسمّى هذه الغزوة أيضاً بغزوة الأعاجيب ، لما وقع فيها من أُمور عجيبة ، وتسمّى أيضاً بغزوة محارب ، وغزوة بني ثعلبة ، وغزوة بني أنمار .
كرامة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد ، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين ، والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل .
فقال رجل من المشركين لقومه : أنا أقتل محمّداً ، فجاء وشدّ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسيف ، ثم قال : من ينجيك منّي يا محمّد ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ربّي وربّك ) ، فنسفه جبرائيل ( عليه السلام ) عن فرسه فسقط على ظهره ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال : ( من ينجيك منّي يا غورث ) ؟ فقال : جودك وكرمك يا محمّد ، فتركه ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام وهو يقول : والله لأنت خير منّي وأكرم (1) .
معجزة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
لقى ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة ذات الرقاع رجلاً من محارب يقال له : عاصم ، فقال له : يا محمّد أتعلم الغيب ؟ قال : ( لا يعلم الغيب إلاّ الله ) .
قال : والله لجملي هذا أحبّ لي من إلهك ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لكنّ الله قد أخبرني من علم غيبه أنّه تعالى سيبعث عليك قرحة في مسبل لحيتك حتّى تصل إلى دماغك فتموت - والله - إلى النار ) .
فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتّى وصلت إلى دماغه ، فجعل يقول : لله در القرشي إن قال بعلم ، أو زجر فأصاب (2) .
ـــــــــ
1ـ الكافي 8 / 127 .
2ـ الخرائج والجرائح 1 / 104 .