مجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، لا يوطن الأماكن وينهى عن ايطانها .
وإذا انتهى ( صلى الله عليه وآله ) إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ، ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه بنصيبه ، فلا يحسب جليسه أنَّ أحداً أكرم عليه منه .
وكان مجلسه ( صلى الله عليه وآله ) مجلس حِلم وحياء ، وصدق وأمانة ، لا تُرفع فيه الأصوات ، ولا تؤبَّن فيه الحرم .
وكانوا جلسائه متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقِّرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب .
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دائم البِشر ، سهل الخُلق ، لَيِّن الجانب ، ليس بفظٍّ ولا غليظ ، ولا صَخَّاب ، ولا فحَّاش ، ولا عَيَّاب .
وكان ( صلى الله عليه وآله ) يتغافل عمَّا لا يشتهي ، فإذا تكلَّم أطرق جلساؤه كأنَّما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلَّموا ، ولا يتنازعون عنده .