عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

هجرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ومبيت الإمام علي ( عليه السلام ) على فراشه

هجرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ومبيت الإمام علي ( عليه السلام ) على فراشه

خطة قريش :

بعد أن فشلت جميع الطرق التي اتَّبعها مشركو قريش في صدِّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن أداء رسالته الإلهية ، اتَّفقوا على أن يرسل كل فخذ من قريش رجلاً مسلّحاً بسيفه ، ثم يأتون إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم على فراشه ، فيضربونه جميعاً بسيوفهم ضربة رجل واحد فيقتلوه ، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلّمهم ، وبذلك يذهب دمه هدراً .

إخبار النبي ( صلى الله عليه وآله ) بخطة قريش :

أخبر جبرائيل ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) بخطّة قريش ، وأمره بالهجرة إلى المدينة المنوّرة ، ونزل قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (1) .

دعوة الإمام علي للمبيت على فراش النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأخبره بخطّة قريش ، وبهجرته إلى المدينة المنوّرة ، ثم قال له : ( أمَرَني اللهُ عزَّ وَجلَّ أنْ آمُركَ بالمبيتِ في فراشي ، لكي تُخفِي بمبيتك عليهم أثري ، فما أنت صانع ) ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( أوَ تسلمنَّ بِمَبيتي يا نبيَّ الله ) ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( نَعَمْ ) ، فتبسَّم ضاحكاً ، وأهوى إلى الأرض ساجداً لمّا بشّره ( صلى الله عليه وآله ) بسلامته ، فنزل قوله عز وجل في علي ( عليه السلام ) : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (2) .

خروج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من داره :

خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أوّل الليل ، والرصد من قريش قد أحاطوا بداره ، ينتظرون انتصاف الليل ونوم الأعين ، فخرج ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقرأ قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون ) (3) .

وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده قبضة من تراب ، فرمى بها على رؤوسهم ، فما شعر القوم به حتّى تجاوزهم ، ومضى إلى غار ثور ، وفي طريق التحق به أبو بكر .

فشل الخطة :

اقتحمت قريش دار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم شاهرون سيوفهم ، وتهيج منهم رائحة الحقد والخبث والدناءة ، فنهض الإمام علي ( عليه السلام ) من مضجعه في شجاعته المعهودة بوجوههم الإجرامية ، فارتعد القوم وتراجعوا .

فلمّا عرفت قريش فشل خطّتها خرجت في طلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فعمى الله أثره ، وهو نصب أعينهم ، وصدَّهم عنه ، وأخذ بأبصارهم دونه ، وهُم دهاة العرب ، ثم بعث الله العنكبوت ، فنسجت في وجه الغار فسترته ، وبعث الله حمامتين فوقفتا بفم الغار ، فأيَّسهم ذلك من الطلب .

تاريخ الهجرة :

1 ربيع الأوّل 13 للبعثة .

تاريخ الوصول إلى المدينة :

وصل ( صلى الله عليه وآله ) إلى يثرب التي سُمِّيَت فيما بعد بالمدينة المنوَّرة في الثاني عشر من ربيع الأوّل .

دعوة الإمام علي ( عليه السلام ) إلى المدينة :

بعد أن استقرَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة المنوَّرة ، كتب إلى الإمام علي ( عليه السلام ) كتاباً أمره فيه بالمسير إليه .

فخرج الإمام علي ( عليه السلام ) من مكّة بركب الفواطم ، متَّجهاً نحو المدينة ، ومعه فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وأُمّه فاطمة بنت أسد ( رضوان الله عليها ) ، وفاطمة بنت الزبير ، فلحقه جماعة متلثَّمين من قريش ، فعرفهم الإمام ( عليه السلام ) وقال لهم : ( إنِّي مُنطَلِق إلى ابن عَمِّي ، فمن سَرَّه أن أفري لحمه وأُهريقَ دمه فَلْيتَبَعني ، أو فَليَدْنُ مني ) .

ثم سار الإمام ( عليه السلام ) وفي كل مكان ينزل كان يذكر الله مع الفواطم قياماً وقعوداً ، وعلى جنوبهم ، فلما وصلوا المدينة نزل قوله تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) (4) .

فقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الآية عليهم ، فالذكَر هو الإمام علي ( عليه السلام ) ، والأنثى هُنَّ الفَواطِم ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) للإمام علي ( عليه السلام ) : ( يَا عَلي ، أنتَ أوَّل هَذه الأُمّة إيماناً بالله ورسُولِه ، وأوّلهم هِجْرة إلى الله ورسُولِه ، وآخرهم عَهْداً برسولِه ، لا يُحبّك - والَّذي نَفسي بِيَده - إلاَّ مُؤمِن قَد امتحنَ اللهُ قلبَه للإيمان ، ولا يبغضُكَ إلاَّ مُنافِق أو كَافِر ) .

شعر الإمام علي ( عليه السلام ) بالمناسبة :

وقد قال الإمام علي ( عليه السلام ) شعراً في المناسبة يذكر فيه مبيته على الفراش ، ومقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الغار ثلاثاً :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمّد لمّا خاف أن يمكروا به ** فوقّاه ربّي ذو الجلال من المكر

وبت أراعيهم متى ينشرونني ** وقد وطّنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول الله في الغار آمناً ** هناك وفي حفظ الإله وفي ستر

أقام ثلاثاً ثم زمت قلائص ** قلائص يفرين الحصى أينما يفري

ـــــــــ

1ـ الأنفال : 30 .

2ـ البقرة : 207 .

3ـ يس : 9 .

4ـ آل عمران : 195 .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أين دفن النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) في بيت ...
النبي (صلى الله عليه وآله) في روايات أهل بيته ...
غزوة الخندق
دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله ...
تأسيس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الدولة ...
مؤاخاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين ...
من معالم سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) ...
ماهو المراد من ذوي القربي
وضوء النبي (ص) «القسم الاول»
السيرة النبوية

 
user comment