عربي
Tuesday 5th of November 2024
0
نفر 0

كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام )(2)

كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام )(2)

الكرامة السادسة :
قال أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه : ( لمّا وصلت بغداد في سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة للحج ، و هي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت ، كان أكبر همّي الظفر بمن ينصب الحجر ، لأنّه يمضي في أثناء الكتب قصّة أخذه ، و أنّه ينصبه في مكانه الحجّة في الزمان ، كما في زمان الحجّاج وضعه زين العابدين ( عليه السلام ) في مكانه فاستقر . فاعتللت علّة صعبة خفت منها على نفسي ، و لم يتهيّأ لي ما قصدت له ، فاستنبت المعروف بابن هشام ، و أعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدّة عمري ، و هل تكون المنيّة في هذه العلّة أم لا ؟ ، و قلت : همّي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه ، و أخذ جوابه ، و إنّما أندبك لهذا .

قال : فقال المعروف بابن هشام ، لمّا حصلت بمكّة ، و عزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة ، تمكّنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ، و أقمت معي منهم من يمنع عنّي ازدحام الناس ، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب ، و لم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ، و وضعه في مكانه فاستقام ، كأنّه لم يزل عنه ، و علت لذلك الأصوات و انصرف خارجاً من الباب ، فنهضت من مكاني أتبعه ، و أدفع الناس عنّي يميناً و شمالاً ، حتّى ظن بي الاختلاط في العقل ، و الناس يفرجون لي و عيني لاتفارقه ، حتّى انقطع عن الناس ، فكنت أسرع السير خلفه ، و هو يمشي على تؤدة و لاأدركه .

فلمّا حصل بحيث لاأحد يراه غيري وقف ، و التفت إليّ فقال : ( هات ما معك ) ، فناولته الرقعة ، فقال من غير أن ينظر فيها : ( قل له لاخوف عليك في هذه العلّة ، و يكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة ) ، قال : فوقع عليّ الزمع حتّى لم أطق حراكا ، و تركني و انصرف . قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة ، فلمّا كان سنة تسع وستين اعتل أبو القاسم ، فأخذ ينظر في أمره ، و تحصيل جهازه إلى قبره ، و كتب وصيته ، و استعمل الجد في ذلك ، فقيل له : ما هذا الخوف ؟ ، و نرجو أن يتفضّل الله تعالى بالسلامة فما عليك مخوفة ، فقال : هذه السنة التي خوفت فيها ، فمات في علّته ) .

الكرامة السابعة :
قال أبو غالب الزراري : ( تزوّجت بالكوفة امرأة من قوم يقال لهم بنو هلال خزازون ، و حصلت لها منزلة من قلبي ، فجرى بيننا كلام اقتضى خروجها عن بيتي غضباً ، و رمت ردّها فامتنعت عليّ لأنّها كانت في أهلها في عز و عشيرة ، فضاق لذلك صدري ، و تجهّزت إلى السفر ، فخرجت إلى بغداد أنا و شيخ من أهلها فقدمناها ، و قضينا الحق في واجب الزيارة ، و توجّهنا إلى دار الشيخ أبي القاسم بن روح ، و كان مستتراً من السلطان ، فدخلنا و سلّمنا .

فقال : إن كان لك حاجة فاذكر اسمك هاهنا ، و طرح إليّ مدرجة كانت بين يديه ، فكتبت فيها اسمي و اسم أبي ، و جلسنا قليلاً ، ثمّ ودّعناه ، و خرجت إلى سر من رأى للزيارة ، و زرنا ، و عدنا ، و أتينا دار الشيخ ، فأخرج المدرجة التي كنت كتبت فيها اسمي ، و جعل يطويها على أشياء كانت مكتوبة فيها ، إلى أن انتهى إلى موضع اسمي فناولنيه ، فإذا تحته مكتوب بقلم دقيق : أمّا الزراري في حال الزوج أو الزوجة فسيصلح الله ، أو فأصلح الله بينهما ، و كنت عندما كتبت اسمي أردت أن أسأله الدعاء لي بصلاح الحال مع الزوجة ، ولم أذكره بل كتبت اسمي وحده ، فجاء الجواب كما كان في خاطري من غير أن أذكره .

ثمّ ودعنا الشيخ ، و خرجنا من بغداد ، حتّى قدمنا الكوفة فيوم قدومي أو من غده أتاني أخوة المرأة ، فسلّموا عليّ ، و اعتذروا إليّ ممّا كان بيني و بينهم من الخلاف و الكلام ، و عادت الزوجة على أحسن الوجوه إلى بيتي ، و لم يجر بيني و بينها خلاف ، و لاكلام مدّة صحبتي لها ، و لم تخرج من منزلي بعد ذلك إلاّ بإذني حتّى ماتت ) .

الكرامة الثامنة :
إنّ أبا محمّد الدعلجي كان له ولدان ، و كان من خيار أصحابنا ، و كان قد سمع الأحاديث ، و كان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة ، و هو أبو الحسن ، كان يغسل الأموات ، و ولد آخر يسلك مسالك الأحداث في فعل الحرام ، و دفع إلى أبي محمّد حجّة يحج بها عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، و كان ذلك عادة الشيعة وقتئذ ، فدفع شيئاً منها إلى ابنه المذكور بالفساد ، و خرج إلى الحج .

فلمّا عاد حكى أنّه كان واقفاً بالموقف ، فرأى إلى جانبه شاباً حسن الوجه أسمر اللون بذؤابتين مقبلاً على شأنه في الدعاء و الابتهال و التضرّع و حسن العمل ، فلمّا قرب نفر الناس التفت إلي ، و قال : ( يا شيخ ما تستحي ؟ ) ، قلت : من أي شيء يا سيّدي ؟ ، قال : ( يدفع إليك حجّة عمّن تعلم ، فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر ، يوشك أن تذهب عينك هذه ) ، و أومأ إلى عيني ، و أنا من ذلك إلى الآن على و جل و مخافة . و سمع أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ذلك قال : فما مضى عليه أربعون يوماً بعد مورده ، حتّى خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت ) .


source : تبیان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رسول الله (ص) حزينٌ على أمته وغير راضٍ عن رعيته
الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في سطور
عاشوراء في‌ خارطة‌ الولاء والبراءة‌
المفهوم الحقيقى للصراط المستقيم‏
لابد من منقذ
مدرسة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
في رحاب العدالة العلويّة (2)
العثور على قرآن مخطوط جميع آياته بأسماء ...
الإمام الصادق (عليه السلام) ومفهوم التشيّع
كرامات الإمام الحسن ( عليه السلام )

 
user comment