إنّ العشر الأوائل من ذي الحجة الحرام من الأيام المعلومات كما ورد ذلك في القرآن الكريم([1]) وهي من أفضل الأوقات لأداء عمرة التمتع والحج واليوم التاسع منها هو يوم عرفة وليلة العاشر هي ليلة البينونة والواجب أدائها في المشعر واليوم العاشر يوم الأضحى المبارك.
وعندما يطل شهر ذي الحجة الحرام ترى عباد الله الصالحين والمؤمنين ينهضون للعبادة كأفضل ما يكون يعبدون الله ويستغفرونه وينيبون إليه ويتضرعون فهم إما في حالة دعاء ومناجاة أو في حالة ركوع وسجود وصلاة؛ خاشعين لله يسبحون آناء الليل وأطراف النهار، لأنها من أفضل الأيام، فهي مفعمة بالبركات والخيرات، وقد جاء في الأثر عن سيدنا ونبينا محمد’ أنه قال: >ما من أيام العمل أحب إلى الله عز وجل من أيام هذه العشرة<([2]).
ولهذا يقوم المؤمن للصلاة في هذه الأيام بهمة ونشاط وإخلاص ويعمل ما وسعه من أعمال الخير.
أيام الله
أيام الله أيام تتألق بالدروس والعبر مزدانة بالآيات فهي أيام انتصار وأيام عبر أيام لها طعم الشهد أو مذاق الحنظل، أيام سرور وأيام حزن مرير، أيام تتدفق فيها الرحمة كالنبع البارد، وأيام تتأجج بغضب الله كبركان ثائر ... أيام رحمة للمؤمنين، وأيام غضب يعصف بالكافرين والمنافقين.
إنّ الاستعبار بأيام الله والتأمل في تلك الحوادث الكبرى واستلهام الدروس والعبر هو من الأعمال المطلوبة من الإنسان المؤمن لأن ذلك مما يزيد في وعي الإنسان وينمي إدراكاته، فيدرك حركة التاريخ ويتفهم غائية الرسالات الإلهية فتصحو الأمم وتنهض الشعوب ويقوم الناس لله رب العالمين، قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}([3]).
وإضافة إلى ما ورد آنفاً فإن أفضل الأوقات للعودة إلى الحق والإنابة إلى رب الأرباب والتوبة إلى الله عز وجل هو هذه الأيام المباركة، وهذا ما أشارت إليه الآثار عن الأئمة الأطهار^ .