عربي
Thursday 21st of November 2024
0
نفر 0

أهل البيت أفضل الخليقة

إنّ المعيار في قيمة الإنسان في ميزان العدالة والحق هو الإيمان والمعرفة والتقوى، وهذه الآيات القرآنية وما جاء في الروايات تؤكد بجلاء أن إيمان ومعرفة وتقوى أهل البيت^ هو في الذروة وأن أهل البيت^ في السنام الأعلى في كل الخليقة من أهل العقل والمكلفين ـ من قبل الملائكة والإنس والجن ـ فهم سلام الله عليهم الأكثر علماً وورعاً والأرفع إيماناً فهم الأوج والأوسع معرفة وعلماً وعلمهم يمتد ليشمل ما كان وما يكون، فهم الأعلم في ظاهر الأشياء وفي باطنها، وتقواهم لا يقاس به ولا يدانيه أحد، ولهذا فهم مقدمون على الخلق أجمعين.

وأن من لا يتبع أمرهم ولا يقتدي بهداهم ولا يلتزم بطاعتهم كالأنعام([1])، وهو كالموتى([2]) طمست عليه بصيرته([3]).

أجل أن من لا يأتم بإمامتهم ميت وأن كان في الظاهر حي، وأعمى وإن كان في الظاهر ذا عينين؛ لأنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

إن العقل ليقضي في أن يتبع الجاهل العاقل ويطيعه والذي لا يفقه بالفقيه العالم يأخذ عنه وإن على من ليس له تخصص أن يتبع ويطيع المتخصص، وإن العقل ليوجب أن يتبع الضال الهادي وأن يقتدي المأموم بالإمام.

هكذا يقول المنطق السليم والعقل الحرّ لأن هذه حقيقة لا ينكرها إلا الجاهل أو الذي في قلبه مرض.

إن الإنسان مهما كانت ظروفه وأينما وجد وعاش إذا ما قدر له أن يطلع على علوم أهل البيت ومعارفهم وهم الأئمة بالحق نصّبهم الله للناس جميعاً قادة وسادة، إذا لم يأتم بهم ويهتدي بهداهم ولا يأخذ عنهم دينه ولا يسلك طريقهم الذكر صراط الله المستقيم ولا ينتهل من فيض ثقافتهم ومعارفهم، وهم تفسير الكتاب، إن من يفعل ذلك فقد باء بالخسران المبين حتى لو أمضى حياته في الجهاد والجد والاجتهاد، وفعل ما فعل من أعمال الخير فإن كل هذا لا ينفعه أبداً([4])، ويبقى في ضلاله سادراً إلى أن يكون من الهالكين.

أجل أن الإنسان إذا ما أراد الهداية والنجاة من الضياع والضلال وإذا ما أراد أن يكون لجهاده ثمار ويقطف من حديقة عمره الأزهار، وإذا ما أراد أن يتقبل الله منه ويغفر له ويشكر له سعيه فعليه أن يتمسك بالثقلين كتاب الله عز وجل وعترة رسوله’، وقد تواتر الحديث عن رسول الله’ وقوله:

>إنّي تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما<([5]).



([1]) سورة الأعراف: الآية 179.

([2]) سورة النمل: الآية 80.

([3]) سورة فاطر: الآية 19.

([4]) ينابيع المودة: 2/272، باب 53، حديث 775.

([5]) سنن الترمذي: 5/663؛ بحار الأنوار 23/118، باب 7 حديث 36.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أهل البيت القدوة الصالحة والنموذج الأمثل
أصل يوم العذاب في ظلامات فاطمة عليها السلام
اختلاف المسلمين عن اليهود والنصارى في هوية ...
فاطمة عليها السلام وحديث الكساء الشريف
شروط وآثار حبّ آل البيت
ممّن هو المهديّ ؟
قصة السيدة رقية بنت الإمام الحسين(عليهما ...
ذكرى مأساة هدم قبور أئمة البقيع(عليهم السلام)
الشيعة الإمامية هم أتباع أهل البيت (ع)
الاكراه على الفعل المحظور

 
user comment