عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

التقوى في الأسرة والمجتمع


حقيقة التقوى
التقوى في الأسرة والمجتمع   
ان المصدر اللغوي لهذه الكلمة التي تنطوي على أجمل مفهوم هو « وقي » ، وهي تعني صيانة النفس ازاء المحرّمات والنواهي .
وفي الحقيقة فإن « وقى » تعني الروحية والقدرة المكتسبة من خلال الممارسة المستمرة على ترك الذنب والرياضة النفسية والانضباط أمام المعصية واللذائذ المحرّمة .
ان السعي لغرض تحصيل التقوى وعدم ارتكاب المعاصي يعدّ من أفضل المساعي ، ومن الأعمال المستحسنة ، وتحصيل التقوى عبادة أمر الباري تعالى بها ، ومن الافعال التي تجلب رضاه .
والفلسفة من القيام بالعبادات على الصعيد المالي والبدني والأخلاقي انما تتبلور في حصول التقوى في مجمل حياة الانسان ، فالعبادة والنشاط والعمل لا تعدّ عبادة ما لم تثمر التقوى التي تمثّل مصدر الكرامة والشرف والسعادة ومفتاحاً لخير الدنيا والآخرة .
ان المجتمع يتألّف من مجموعة عوائل وكل عائلة تتكون من الزوج والزوجة والأولاد ، وفي الحقيقة ان الافراد بمثابة اللّبنات التي يقوم بها بناء الاُسرة والمجتمع ، ولو تحلّى كلٌّ منهم بالتقوى فسوف نحصل على الاُسرة الصالحة والمجتمع الفاضل  ، الاُسرة التي يسودها الامان بكل نواحيها وتتوفر فيها أفضل الاجواء لتكامل أبنائها وذلك بفعل تحليهم بالتقوى ، وبالتالي سيكون لدينا مجتمع يمثّل افراده مصدر خير بعضهم للبعض الآخر ، ويأمنُ بعضهم شر ومكائد البعض الآخر .
المتّقون أحباء الله والمقربون لدى الأنبياء والأئمة ((عليهم السلام)) ، وهم النافعون الذين يفيضون كرماً ، قد حَسنُنت سيرتهم وتحولت صورهم إلى صورِ ملكوتية الهية ، واتصفوا بمكارم الاخلاق ، وتنزّهوا عن المساوىء والقبائح والرذائل .
ان كرامة الفرد والاُسرة والمجتمع إنّما تكمن في التقوى ، وليس هنالك شخص او مجتمع اكرم على الله من المتّقين ، وما يعرض له الزوج والزوجة والآباء والامهات والابناء وكافة أبناء المجتمع من ايذاء من قبل بعضهم البعض الآخر انما هو نتيجة لانعدام التقوى ، وحالة التوجّس التي يعيشها الناس في البيت أو المجتمع فيما بينهم إنّما هي من العواقب الوخيمة لفقدان التقوى ، وما يشاهد من خسائر فادحة في حياة البشر فذلك بفعل انعدام التقوى .
فالحري بكلٍّ من الزوج والزوجة التحلّي من أجل تكوين الاُسرة الصالحة ، ومن الضروري ان يعملا على أن تأخذ هذه الدعوة الالهية طريقها إلى نفوس ابنائهما ، بل عليهما تمهيد السبيل بغية تحقق التقوى لديهم منذ نعومة اظفارهم .
حبذا لو تأملتم الفوائد التي تنطوي عليها التقوى التي ذكرتها الآيات القرآنية والروايات ومن ثم تبادرون إلى تقييم الواقع وتتأملوا صورة الاُسرة والمجتمع فيما لو تحلّى جميع ابنائنا وبناتنا بالتقوى وبادروا إلى الزواج متزوّدين بهذه الثروة الربانية .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الزواج القانوني
أكبر جلسة قرآن في العالم الاسلامي ستقام بمرقد ...
شبابنا في ظل التربية الإسلامية
الازواج المتقون
العلاقات الزوجية الناجحة تُحسِّن مناخ الأرض
السيد محسن الأمين العاملي ( قدس سره ) ( 1284 هـ ـ 1371 ...
المرأة في القرآن
مدير قناة الجزيرة في باكستان عضو في القاعدة ...
ربط الطفل بالسلف الصالح
إصدار كتاب "المنهج الحق كتاب الله والعترة ...

 
user comment