دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فان افلح، وإلا فانه لا خير فيه\". الإمام جعفر الصادق (ع):
أدّبه سبعاً:
إن لهذه المرحلة ميزات وخصوصيات، ذلك أنّ التأديب المطلوب فيها يراد به توجيه كل العناية لشؤون الولد، في قوله وفعله، وفي تعليمه، وفي جملة الآداب الفردية والاجتماعية المرغوبة، معرفةً بها والتزاماً، واستخدام جميع الوسائل الفاعلة للوصول إلى الغاية المرجوة، حديثاً وقدوة، وليناً وشدّة، من الولي أو المعلم أو البيئة الصالحة، بنحو يكون الهم الأساس هو النجاح في ذلك على أحسن وجه.
ولكن التأديب الخاص بهذه المرحلة يتجاوز مجرد التوجيه ليكون له خصوصيات في الأسلوب تجعله (تأديباً) فيما بين السابعة والخامسة عشرة، وموعظة أو توجيهاً أو نصيحة فيما بعد ذلك من السنين.
وهنا لابد للمربي أن يُشفِع التوجيه بالمراقبة المستمرة والمحاسبة الدائمة وعدم انتظار الطاعة التامة من الولد، وذلك لأن النوازع والرغبات الطفولية الكثيرة الموجودة في نفسه موجبة لصرفه عن الفضائل التي يُحَثّ على فعلها، أو موجبة لنسيانها أمام تزاحم الإغراءات المتنوعة، الأمر الذي يجعل التكرار والمراقبة وتعدد الوسائل التي تقدّم بها التعاليم سِمة مميزة لنوع التعامل مع ابن هذه المرحلة من قبل الولي، الذي ينبغي أن يرى هذا الموقف طبيعياً، ويهيئ نفسه للصبر عليه.
وعلى الولي أن يميز بين السنوات الأولى من هذه المرحلة وبين السنوات الأخيرة، أي ما بعد الحادية عشرة، فان الولد ـ حينئذٍ ـ يكون قد أصبح أكثر وعياً وأكثر حساسية تجاه النصيحة وأسلوبها، إذ تبدأ بوادر الاستقلال والاعتداد بالنفس بالظهور في هذه السنوات الأخيرة، بنحو لابد من التفاوت إليه وأخذه بعين الاعتبار.
وقد رأينا أنّ من الأفضل لمنهجية البحث صياغة أفكاره في وصايا ليسهل فرزها والإحاطة بها، وذلك على النحو التالي..:
1- البيئة أولاً:
إذا أردنا تحصين نفس الصبي قبل الشروع بتوجيهه فإن الأهم في ذلك اختيار الوسط النظيف والرفقة الصالحة، لأن الصبي في هذه المرحلة يصبح أكثر اتصالاً بالخارج، من خلال المدرسة ومن خلال إرساله لشراء حاجيات وأداء أعمال معينة خارج المنزل، كذلك فإنه ميّال إلى التأثر بأقرانه من الصبيان.. وبالأغراب من الرجال والنساء، خاصة إذا كان جو منزله مفرطاً في التشدد والمحافظة، سيّما وأن فضوله يدفعه لاستكشاف الجديد الذي عند الآخرين دون أن يُحسن تقدير العواقب.
من هنا فإن اختيار المدرسة الأكثر قرباً إلى التوجّه الإسلامي عامل مهم جداً في تثبيت التعاليم التي يسمعها الصبي، مضافاً إلى أنها سوف تكون امتداداً متجانساً للولي خارج المنزل، فضلاً عن أنها سوف تكسبه أموراً جديدة.. ربما لا تكون في حسبان الولي.
ومهما حرص المربي على اختيار الرفقة الصالحة فإنه لن يُوفَّق تماماً في منع حدوث تماسّ بين الصبي وبين رفقة السوء، وهو أمر إيجابي من حيث كونه موجباً لإطّلاع الصبي على الجانب الشرير المظلم من الحياة، الذي لا بد لاكتمال العملية التربوية من اطلاعه عليه مباشرة، ولكن شرط إحاطة ذلك بالمراقبة المكثّفة وبالتوجيه المناسب الذي يركز على مساوئ الفعل أو الشخص أو الوسط، من أجل تركيز كراهيته في أعماق نفسه.. مع إشباع فضوله في ذات الوقت.
ولا تنتهي المسألة عند المدرسة والرفقة، فإنّ البيت الذي يعيش فيه هو جزء من البيئة أيضاً، فلابدّ أن التعاون باقي أفراد المنزل مع المربي في الأساليب التي يستخدمها لتربية ولده، وما أكثر ما تُفسد الأمُّ أو الاخوةُ والأخوات الخطة التي يضعها الأب لمعالجة خللٍ ما لدى ولده، وذلك بتدخلهم فيها بنحو غير مناسب، أو لكون أحدهم غير منسجم مع خطة ا لمربي، وهو الأمر المسؤول عن فشل كثير من المربيّن الناجحين في الوصول إلى أهدافهم.
فلابد من عناية المربي بإشراك باقي أفراد الأسرة في خططه التربوية وتحقيق قدر من الانسجام معهم.. أو تحييدهم عما هو بصدده.
2- الخطاب المسؤول:
تعتبر \"الكلمة\" الوسيلة الأكثر استخداماً يف التأديب، وقد يظنّ بعض المربين أنّ توجيهاتهم لا تجدي نفعاً مع ابن الثمان والتسع وغيرهما حتى كأنه أحياناً يصرخ في وادٍ أو ينفخ في رماد، وهو صحيح في المدى المنظور، ولكنه لابد أن يحل ذلكٍ اليوم الذي يتذكر فيه الولد توجيهات المربي ويحاول العمل بها، لذا فإننا لا ننتظر أن يبادر أولادنا إلى الانفعال بنصائحنا والالتزام بها فوراً، بل على المربي أن لا يملّ من تكرار نصائحه وتوجيهاته ليله ونهاره.. وفي مناسبات مختلفة، ليِّنةً تارةً وشديدةً أخرى، وبأساليب مختلفة، حيث من المحتم تأثيرها في يوم من الأيام.
ولكن لابد من مراعاة ما يلي:
أـ على المربي إظهار الإخلاص والحرص على مصلحة الولد أكثر من ظهوره بمظهر الحريص على مصلحة نفسه، مرفقاً ذلك بلهجة ودودة هادئة قدر الإمكان، لبداهة أن الصراخ والغضب وتفسير المشكلة تفسيراً شخصياً.. من قبيل قولك: إن هذا مزعج لي، أو: إن فيه تبديداً لأموالي، يظهر المربي أنانياً ويخفّف من قوة التوجيه ونفاذه في القلوب.
ب ـ إن من الضروري عدم الإكثار من الكلام إلى حدّ يوجب الملالة والسماجة والابتذال، فإن ذلك موجب للانزعاج وانصراف النفس عن الإصغاء والتأثير. وهي طريقة القرآن الكريم.. مع الرجال الكبار.. فما بالك بالأولاد الصغار..!
ج ـ التخفيف قدر الإمكان من الإغلاظ عليه وإهانته وشتمه، وبالأخص أمام الآخرين.. أقرباء أو غرباء، فإن اقتران (الخطاب) بالإذلال يشعره بالظليمة ويخفف من شعوره بالأنفة والعزة اللتين يجب الحرص على وجودهما عنده.
دـ يستحسن التدرج في لهجة الخطاب التوبيخي، والحرص على أن يجيء الكلام في وقته المناسب، ومن المؤكد أن المربي قادر على ضبط انفعاله وتأجيل خطابه إلى أن يحين وقته الذي لن يفوته، فإن الحديث على انفراد وبالقدر المطلوب من الجد.. أو التوبيخ وفي الوقت المناسب أشدّ تأثيراً وأبقى أثراً وأظهر للمحبة والإخلاص.
ه ـ لا بأس أن يُقرنَ التعليم بتجربة أو قصة تدعمه وتزيده ثباتاً في نفس الحدث.
هذا وسوف نعرض لجوانب أخرى من هذه المسألة في مواضعها المناسبة.
3- حَبِّبْ إليه الشريعة:
بما أن الشريعة هي الجو الذي سوف يحيط بالولد منذ نشأته، فإن من المهم في هذه المرحلة ربط الأمور بها بالطريقة المناسبة، كي يشبّ الولد وهو يألف الحلال والحرام والطهارة والعبادة وسِيرَ الصالحين والمعصومين، فيستهدي بها في حياته.
ونلاحظ هنا أن كثيراً من الناس ينعتون الخطأ بأنه عيب أو غير مناسب، ولو نُعت بأنه حرام أو لا يُرضي الله.. أو نحوه لكان أولى، مع ملاحظة أن ذلك لا يعني أن ننسب الأمور إلى الشريعة اعتباطاً وبنحو متكلّف.
وفي هذا الإطار، وَرَدَ الحثّ في بعض الأحاديث على ضرورة تمرين الصبي في هذه المرحلة على الصوم والصلاة، بل والتشدد معه في ذلك إلى حدّ الضرب، مع الإشارة إلى أنّ الفتاة تصبح مكلفة شرعاً في سن التاسعة، فيصبح الأمر بالنسبة إليها واجباً.
وإنّ من المستحسن حثّه على حضور مجالس الدين وارتياد المساجد والمشاركة في النشاطات الإسلامية.. وكل ذلك من أجل انفتاحه على الشريعة والأنس بها.
4- شؤون التعليم:
طلب العلم.. من الأمور التي تلازم المرء مدة طويلة من العمر، ولكن الفترة الأهم لطلب العلم هي السنين التي تجعل العلم راسخاً في النفس كالنقش في الحجر، وهو توجّه فطري لدى الشعوب كافّة.. أكّده الإسلام وشجّع عليه في هذه المرحلة.
ومهما كانت برامج التعليم في عصرنا فإنه لابد من تعليم الأبناء المهمَّ من أمور الدين.. وبالأخص القرآن الكريم، وعلى الوليّ أن يعتني بذلك عناية خاصة.
ومن المهم ترغيب الطفل بالقراءة والمطالعة في هذه المرحلة لأنها أساس في عشق الولد للمعرفة.. بقدر ما يألف الكتاب ويحبّه، كما أنّ من المهم تنمية روح الاكتشاف والفضول العلمي لديه، من خلال تزويده ببعض الأدوات العلمية المساعدة على ذلك، مثل مجهر صغير أو تلسكوب أو نحوهما من الأدوات المناسبة لِسنّه، ولو بصورة ألعاب نافعة ومفيدة.
وإن كان لابدّ من هواية يقضي بها أوقات فراغه فينبغي اختيار الهوايات النافعة والجيدة.. كحرفة النجارة أو العمارة.. أما ما له طابع علمي.. كالبحث عن الآثار أو تصنيف الحشرات.. أو نحو ذلك، إذ المهم أن ينجح المربي في ملء أوقات الفراغ للولد بالأمور النافعة القيمة.
وفي هذه المرحلة قد تكثر أسئلة الولد حول أمور كثيرة.. بعضها محرج، لذا فإنّ من المستحسن تشجيعه على ذلك وإجابته على تساؤلاته بما يناسب من المستوى والوضوح، أما عن تساؤلاته الجنسية فإنه لابد من التهرّب عن الجواب الصريح.. في الوقت نفسه لا ينبغي نهره وإظهار الانزعاج منه كي لا يلجأ إلى الغير لإشباع فضوله، فلا بأس من القول بأن شرح الأمور له صعب الآن، وذكر خطوط عامة تقرب الموضوع إلى الذهن، وليكن ذلك بنحو هادئ وطبيعي.
غير أنه لابد من اطلاعه على بعض الأمور الجنسية التي لها علاقة بتكليفه الشرعي قبيل بلوغه الذي يقع في هذه المرحلة، وبالأخص الفتاة التي سوف تفاجأ بالحيض، وهنا لابد للولي أن يكون حكيماً في علاج هذا الموضوع بالنحو المناسب، سيّما أن الإسلام يحرص على إحاطة ذلك بجو من المحافظة واللياقة لا يثير الشهوة، وبقدر من الوضوح والصراحة يمنع الجهل واللجوء إلى الخيال أو الأقران لمعرفة ذلك بطريقة خاطئة سيئة.
وفي سياق هذا الموضوع يستحسن التشدّد في مراقبة نمّو الولد الجنسي ومعالجة ما يمكن أن يقع من انحراف بما يناسبه.. وخاصة فيما بعد الثانية عشرة من العمر، وإن الجوّ المحافظ الذي يعيشه الفتى في البيت وفي الخارج كفيل بإبعاد مخاطره عنه، سيما عند الأخذ بالاحترازات التالية:
1- عدم الخوض أمامه في أحاديث جنسية فاحشة.
2- عدم تمكينه من قراءة مطبوعات جنسية صريحة وفاضحة.
3- منع الصبيان والبنات من النوم في فراش واحد ابتداءً من العاشرة.. كما ورد في الحديث، بل يستحسن الفصل بين المتماثلين في الذكور والأنوثة في هذه السن.
4- علِّمه الاعتماد على النفس:
في هذه المرحلة سوف يواجه الولد كثيراً من المشكلات، سواء مع الأشرار من زملائه الذين قد يتحرّشون به ويفتعلون له مشكلة، أو في البيت مع اخوته.. حيث يصادف أن يترك الأهل والأولاد وحدهم ويخرجون في عمل أو زيارة، فيمكن أن يواجه الولد حريقاً أو جرحاً أو محاولة سرقة، ففي جميع هذه الأمور لابدّ أن يدرّب الصبي أو الفتاة ويعلّمان كيفية مواجهة هذه الطوارئ والقيام بالتصرف المناسب.
وفي هذا الإطار لابدّ من الخطوات التالية:
أـ يجب أن يُربّى الولد على الشجاعة.. في نفسه وفي جسده، فيُدرّب ويُعلّم على ما ينفعه من أنواع الألعاب والرياضات، والتشدّد في عدم تخويفه بالقول أو بالفعل كي يمتلك الجرأة اللازمة، ومن المعلوم أن جسد الصبي في هذه المرحلة يمتلك القابلية العالية لذلك، وقد ورد في الحديث المشهور عن النبي (ص) ضرورة تعليم الولد السباحة والرماية وركوب الخيل.. بوصفها أسباباً للقوة والشجاعة في ذلك الزمن، لأمر الذي يفترض ضرورة تعليم أولاد هذا الزمان ما يناسبهم من ذلك.. مما يقدر عليه الأبوين وتتوفر ظروفه.
ب ـ تعليم الأولاد وتدريبهم على كيفية مواجهة الحريق أو الإسعافات الأولية، منن خلال ترتيبات معينة تناسب وضع المنزل الذي يعيشون فيه.
ج ـ تدريب الولد وحثّه على القيام بأعمال تُنميِّ فيه روح الاعتماد على النفس، وذلك بجعله يستقلّ بأعمال معينة تحت إشراف أهله.. أولاً، ثم يُرى مدى إمكانية الاعتماد عليه فيها، مع اقتران ذلك بما يلزم من التشجيع والمدح وبثّ الحماس في نفسه.
سيّما أن الولد في هذه الفترة يكون ميّالاً لإظهار قدراته واستعراضها.. ومحباً لإثبات وجوده وأهميته، فليس على المربي إلاّ أن يحسن توجيه هذا الميل في الاتجاه النافع.
5- لا تحرمْهُ من اللعب:
قد يضنّ المربي على ولده باللعب في هذه المرحلة.. سيما في سنواتها المتأخرة، وهذا ما لا ينبغي أن يحدث، لأن الولد يبقى بحاجة إلى اللعب حتى سنة متأخرة من هذه المرحلة، وذلك بسبب ما في اللعب من تفريح للكبت وتنفيس للهم وانصراف عن جدّ الحياة.. مؤقتاً.. إلى لهوها المحلّل، وذلك جدير بأن يحقق شيئاً من التوازن في نفس الحدث، لأنه إذا مُنع في صغره وأُلبس لباس الوقار والرزانة مبكراً.. فقد ينعكس ذلك على نفسه غلاظة طبعٍ وعصبية مفرطة، أو ينعكس ميلاً إلى الهزل والعبث في كبره كردّة فعل على ما حُرم منه، مضافاً إلى أنه ـ وحتى حدود الثانية عشرة ـ لا يزال في طور الطفولة والصبا.. فيبقى اللعب مناسباً له.
نعم لابد من توجيهه نحو الألعاب الموافقة لسنّه والنافعة له، كما لابد من عدم تمكينه من الإفراط في اللعب على حساب درسه أو غيره من الأمور الجادّة التي ينبغي أن يتحمس لها.
6- مواجهة الخطأ.. والعقاب:
لقد قلنا سابقاً إن من الطبيعي أن يخطئ الولد.. بل وأن يتكرر منه الخطأ، من هنا فإن على الولي بالدرجة الأولى أن يساعد ولده على الوقوع في أقل ما يمكن من الأخطاء، وذلك بأن لا يجعله في موقف صعب يضطر معه إلى الخطأ، فلا يُحمّله ما لا يطيق، من التكاليف والأعباء التي يمكن التقدير مسبقاً بصعوبة نهوضه بها، كذلك فإن على المربي قياس درجة الذنب بعمر الصبي لتحديد حجم مسؤوليته وقدراته على تلافيه، ثم بعد ذلك لابد من إتاحة الفرصة أمامه ليتدارك خطأه ويتراجع عنه، بتفهيمه أولاً، وتحذيره في المرة الثانية، ثم معاقبته بعد ذلك.
وفي العقاب.. لابد من الملاحظات التالية:
أ ـ لابد من تعريفه على خطئه أولاً، كي لا يشعر أنه مظلوم عندما لا يفهم وجه الخطأ.
ب ـ لابد من مدحه على ما عنده من إيجابيات، وأنها تشفع له في تخفيف العقاب.
ج ـ يجب التدرج في العقاب، فالتوبيخ الشديد والتهديد القوي.. مع عقوبة نفسية يحرم بها من مصروف أو من نزهة، يمكن أن تكون عقاباً نافعاً في المرحلة الأولى.
ثم إن كان لابد من الضرب فلا يجوز شرعاً تجاوز الخمس أو الست ضربات مع الرفق به.. في أعلى حدّ للعقوبة، لأن ما يزيد عن ذلك يعدّ قسوة منهياً عنها، وهذه القسوة جديرة بإشعاره بالذلّة وتكريس نوع من عدم المبالاة بالألم.
دـ ينبغي تجنب العقوبات التي قد تحدث آثاراً ضارة، من قبيل حرمانه من الطعام، أو حبسه في مكان مظلم أو قذراً، أو تخويفه.
ويستحسن من باقي أفراد الأسرة أن لا يدافعوا عنه، لأن الدفاع عنه يجرئه على ارتكاب الخطأ مرة ثانية حيث يشعره بأنه مظلوم.. أو لأنه يطمئن إلى من سوف يحميه من العقاب، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن لا تشارك الأمّ مثلاً في ضربه مع الأب، لأن ذلك يشعره بفظاعة الخطأ الذي هو غير فظيع بهذه الدرجة ويفقده الأمل بعطف الآخرين عليه، وهو أمر جدير يجعله ميالاً إلى القسوة وكراهية الناس.
ه ـ ومن الضروري جداً أن يكون العقاب بقدر الذنب، بحيث يستشعر الولد العدل في هذا العقاب.
ومن المؤسف أن كثيراً من الآباء لا يقدرون على ضبط انفعالهم عن الضرب لأتفه الأسباب، وهو مظهر لعدم الصبر ولعدم فهم طبيعة الولد وأصول التربية.