السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلّم تسليماً كثيرا ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سؤالي حول خطبة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه المسماة « الخطبة الشقشقية » التي ورد فيها : « أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ... »
هل لها مستند من مصادر السنة ، وما هي هذه المصادر بالتفصيل ؟؟
حفظكم الله ورعاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني: جواب حول رواية الخطبة الشقشقية في مصادر السنيين :
بسم الله الرحمن الرحيم
كما تعرفون ، فإن مصادر السنيين الاساسية مثل الصحاح الستة ، تتجنب رواية أي شئ يتعلق بإثبات حق أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى عن لسانه !!
ولذا لا نتوقع أن يرووا مثل خطبته الشقشقية الصريحة بإدانة أبي بكر وعمر ، وإن كان فلتت منهم بعض الروايات التي سجلت حقيقة موقف أمير المؤمنين عليه السلام من أبي بكر وعمر ، كالذي رواه مسلم من شهادة عمر بأن عليا عليه السلام والعباس قالا له ولابي بكر إنكما غادران خائنان آثمان !!
أما المصادر الاخرى للسنة فتجد فيها مايثبت صدور هذه الخطبة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، كالذي ذكره ابن سلام في غريب الحديث وابن الاثير في النهاية قال ( ومنه حديث على في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ، ثم قرت ) .
وقد تتبع ذلك الشيخ الاميني رحمه الله في الغدير ج 7 ص 82 ، وج 4 ص 197 ، و الشيخ المحمودي في نهج السعادة ج 2 ص 512 .. جزاهما الله خيرا ..
- قال الشيخ الاميني رحمه الله في الغدير ج 7 ص 82 :
حول هذه الخطبة هذه الخطبة تسمى بالشقشقية :
وقد كثر الكلام حولها فأثبتها مهرة الفن من - الفريقين ورأوها من خطب مولانا أمير المؤمنين الثابتة التي لا مغمز فيها ، فلا يسمع إذن قول الجاهل بأنها من كلام الشريف الرضي ، وقد رواها غير واحد في القرون الاولى قبل أن تنعقد للرضي نطفته ، كما جاءت باسناد معاصريه والمتأخرين عنه من غير طريقه و إليك امة من اولئك :
1 ـ الحافظ يحيي بن عبد الحميد الحماني المتوفى 228 كما في طريق الجلودي في العلل والمعاني .
2 - أبو جعفر دعبل الخزاعي المتوفى 246 رواها باسناده عن ابن عباس كما في أمالي شيخ الطائفة ص 237 ، ورواها عنه أخوه أبو الحسن علي .
3 - أبو جعفر أحمد بن محمد البرقي المتوفى 274 / 80 كما في علل الشرايع .
4 - أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة المتوفى 303 كما في الفرقة الناجية للشيخ ابراهيم القطيفي ، والبحار للعلامة المجلسي 8 : 161 .
5 - وجدت بخط قديم عليه كتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات المتوفى 312 كما في شرح ابن ميثم .
6 - أبو القاسم البلخي أحد مشايخ المعتزلة المتوفى 317 كما في شرح ابن ابي الحديد 1 ص 69 . 7 أبو أحمد عبد العزيز الجلودي البصري المتوفى 332 كما في معاني الاخبار . 8 - أبو جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم البلخي المذكور رواها في كتابه ( الانصاف ) كما في شرح ابن ابي الحديد 1 : 69 وشرح ابن ميثم .
9 - الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360 كما في طريق القطب الراوندي في شرح النهج .
10 - أبو جعفر ابن بابويه القمي المتوفى 381 في كتابيه : علل الشرايع ومعاني الاخبار .
11 - أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري المتوفى 382 . حكى عنه شيخنا الصدوق شرح الخطبة في معاني الاخبار والعلل .
( لفت نظر ) * عده السيد العلامة الشهرستاني في ( ما هو نهج البلاغة ) ص 22 ممن روى الشقشقية فأرخ وفاته بسنة 395 ، وذكره في ص 23 فقال : من أبناء القرن الثالث . لا يتم هذا ولا يصح ذاك ، وقد خفي عليه أن الحسن بن عبد الله العسكري راوي الشقشقية هو أبو أحمد صاحب كتاب الزواجر وقد توفي سنة 382 وولد 293 ، وحسبه أبا هلال الحسن بن عبد الله العسكري صاحب كتاب \" الاوائل \" تلميذ أبي أحمد العسكري والتاريخ الذى ذكره تاريخ فراغه من كتابه الاوائل لا تاريخ وفاته . توجد ترجمة كلا الحسنين العسكريين فمعجم الادباء 8 : 233 - 268 ، وبغية الوعاة ص 221 .
12 - أبو عبد الله المفيد المتوفى 412 ، استاذ الشريف الرضي رواها في كتابه ( الارشاد ) ص 135 .
13 - القاضى عبد الجبار المعتزلى المتوفى 415 : ذكر في كتابه \" المغنى \" تأويل بعض جمل الخطبة ومنع دلالتها على الطعن في خلافة من تقدم على أمير المؤمنين من دون أي إيعاز إلى الغمز في إسنادها .
14 - الحافظ أبو بكر ابن مردويه المتوفى 416 ، كما في طريق الراوندي في شرح النهج .
15 - الوزير أبو سعيد الآبي المتوفى 422 في كتابه ( نثر الدرر ونزهة الاديب .
16 - الشريف المرتضى أخو الشريف الرضي الاكبر توفي سنة 436 ذكر جملة منها في الشافي ص 203 فقال : مشهور : وذكر صدرها في ص 204 فقال : معروف .
17 - شيخ الطائفة الطوسي المتوفى 460 رواها في أماليه ص 327 عن السيد أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المترجم في مستدرك العلامة النوري 3 : 509 من طريق الخزاعيين . وفي تلخيص الشافي .
18 - أبو الفضل الميداني المتوفى 518 في مجمع الامثال ص 383 قال : ولامير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية لان ابن عباس رضي الله عنهما قال له حين قطع كلامه : يا أمير المؤمنين ! لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت فقال : هيهات يا ابن عباس ! تلك شقشقة هدرت ثم قرت ] .
19 - أبو محمد عبد الله بن أحمد البغدادي الشهير بابن الخشاب المتوفى 567 قرأها عليه أبو الخبر مصدق الواسطي النحوي ، وسيوافيك بعيد هذا ، كلامه فيها .
20 - أبو الحسن قطب الدين الراوندي المتوفى 573 رواها في شرح نهج البلاغة من طريق الحافظين : ابن مردويه والطبراني وقال : أقول : وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة ، أحدهما : أنها مضمنة كتاب \" الانصاف \" لابي جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة وكانت وفاته قبل مولد الرضي . الثاني : وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وكان وزير المقتدر بالله ، وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة ، والذي يغلب على ظني أن تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة .
21 - أبو منصور الطبرسي أحد مشايخ ابن شهر اشوب المتوفى 588 في كتابه \" الاحتجاج \" ص 95 فقال : روى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن إبن عباس .
22 - أبو الخير مصدق بن شبيب الصلحي النحوي المتوفى 605 قرأها على أبي محمد ابن الخشاب وقال : لما قرأت هذه الخطبة على شيخي أبي محمد ابن الخشاب .. .. الخ.
23 - مجد الدين أبو السعادات ابن الاثير الجزري المتوفى 606 ، أوعز إليها في كلمة \" شقشق \" في النهاية ج 2 : 294 فقال : ومنه حديث علي في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
24 - أبو المظفر سبط ابن الجوزي المتوفى 654 في تذكرته ص 73 من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الانباري باسناده عن ابن عباس فقال : تعرف بالشقشقية ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض وقد أتيت بها مستوفاة ثم ذكرها مع اختلاف ألفاظها .
25 - عز الدين ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 655 قال في شرح النهج 1 : 69 . قلت : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة أحد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور بكتاب \" الانصاف \" وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا .
26 - كمال الدين ابن ميثم البحراني المتوفى 679 ، حكاها عن نسخة قديمة عليها خط الوزير علي بن الفرات المتوفى 312 ، وعن كتاب \" الانصاف \" لابن قبة ، وذكر كلمة ابن الخشاب المذكورة وقراءة أبي الخير إياها عليه .
27 - أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الافريقي المصري المتوفى 711 قال في مادة ( شقشق ) من كتابه ( لسان العرب ) ج 12 : 53 : وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثم قرت . 28 - مجد الدين الفيروز آبادي المتوفى 816 / 17 أوعز إليها في القاموس ج 3 : 251 قال : والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت : يابن عباس ! هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
- وقال الشيخ المحمودي في نهج السعادة ج 2 ص 512 :
ليعلم أن الخطبة الشريفة قد رواها جماعة كثيرة من علماء السنة والإمامية ومن عجائب الدهر أنه مع كثرة الدواعي على إخفاء أمثال هذا الكلام ، واستقرار ديدنهم على تغطيته وستره ، وتمزيق أصله وإحراق مصادره ، ومع ذلك كله قد تجلى في أفق كتب كثير من أهل الإنصاف من علماء أهل السنة ، وتلألأ بدره التام بحيث ينفذ شعاعه في حاسة العميان فضلا عن أهل البصائر والضمائر ، فرواها الحافظان ابن مردويه ، والطبراني - كما يأتي - ورواها ابن الخشاب عبد الله بن أحمد واعترف بأنها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وأنه وجدها في كتب العلماء وأهل الأدب بخطوطهم قبل أن يخلق الرضي بمأتي سنة ، كما ذكره عنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة ، وكذلك ذكر ابن أبي الحديد في الشرح : ج 1 ص 69 : أنه وجد كثيرا من ألفاظ الخطبة في تصانيف إمام البغداديين من المعتزلة الشيخ أبي القاسم البلخي ، وأيضا رواها سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي الحنفي في أول الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص ص 133 ، عن شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري ، ثم ذكر الخطبة بما يستفاد منه تعدد الطرق لها . ورواها أيضا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري المتوفي عام 382 ، كما رواها عنه الشيخ الصدوق في علل الشرائع ومعاني الأخبار ، وكذلك العلامة الحلي في المطلب الخامس من كتاب كشف الحق : ج 2 ص 40 ، وكذلك نقلها عنه في المقدمة الثالثة من كتاب الدرجات الرفيعة ، ص 37 . ورواها أيضا أبو علي الجبائي وأبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل المتوفي بعد سنة 395 . في كتاب الأوائل كما نقل عنه في إحقاق الحق نقلا عن هدية الأحباب . وكثيرا منها ذكره الأدباء واللغويون ، فذكر قطعا منها في مادة : جذ وحذ وحضن ونفج ونفخ وشقشق من القاموس ولسان العرب وتاج العروس ، ومجمع الأمثال : ص 169 . وقطعا كثيرة منها ذكرها ابن الأثير في النهاية ، فانظر منه المواد التالية : جذ . وحذ . وحضن . ونفج ونفخ . ونثل . وخضم . وشقشق ، وعفط . وحلأ . وسفف وشنق . وقال الفيروز آبادي في مادة : ( شقق ) من كتاب القاموس : والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس - لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت - : يا ابن عباس هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت ! ! ! وقال في باب الاستعانة من الجزء الثالث من كتاب تحرير التحبير ، ص 383 : وأما الناثر فإن أتى في أثناء نثره ببيت لنفسه سمى ذلك تشهيرا ، وإن كان البيت لغيره سمي استعانة كقول علي - عليه السلام - في خطبته المعروفة بالشقشقية : [ فيا عجبا ] بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته [ ثم قال ] : شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر فهذا البيت للأعشى استعان به علي عليه السلام كما ترى . أقول : وللعلامة الأميني رحمه الله في الغدير : ج 7 ص 80 كلام وفيه فوائد . انتهى .
والسلام عليكم ورحمة الله .
السؤال: ما حاجتنا الى الفقهاء المجتهدين ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني: لقد كان في أصحاب الأئمة عليهم السلام في عصر حضورهم أفراد متمّيزون قد أرجع الأئمة الشيعة إليهم لأخذ معالم الدين ومسائل الحلال والحرام ، حتى كان عصر الغيبة ، فأرجع إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف الشيعة إلى علماء الطائفة الذين تتوّفر فيهم المواصفات المعيّنة من قبله ، تماماً كالذي فعله آباؤه الطاهرون . فنحن نحتاج إلى الفقهاء المجتهدين لأخذ معالم الدين ومسائل الحلال والحرام منهم كذلك ، وهم أيضاً يقومون بنشر المذهب في اصوله وفروعه ويحمونه من تحريفه وإدخال ما ليس منه فيه ، وعلى الاُمّة الإنقياد لهم في جميع الشؤون وعلى كل الأصعدة .
السؤال: ما هي الاسباب التي نبغض بسببها عمر بن الخطاب ؟ وبالخصوص ما يروى عن اغضابه للزهراء - ع - .
ممكن احصل منكم على شرح مفصل عن هذا الموضوع مدعما بالبراهين من كتب الفريقين .
جواب سماحة السيد علي الميلاني: إنّ الأسباب كلّها ترجع إلى نكث بيعة الغدير وغصب خلافة الأمير ( عليه الصلاة والسلام ) إذ اجتمع ثلاثة من المهاجرين وعدّة من الأنصار في ( سقيفة بني ساعدة ) وأسفر اجتماعهم بعد تنازع وتدافع شديدين عن خلافة أبي بكر ببيعة عمر بن الخطاب ثم متابعة الآخرين عن رهبةٍ أو رغبة ، بينما كان علي وبنو هاشم وسائر رجالات المسلمين وأعلام الصحابة مشغولين بتجهيز النبي صلّى الله عليه وآله وسّلم ودفنه ، فلّما فرغوا من ذلك اجتمعوا في بيت فاطمة بضعة الرسول ، حيث قصده عمر بن الخطاب بأمرٍ من أبي بكر في جمعٍ فيهم خالد بن الوليد ونظراؤه وبعض الموالي كقنفذ مولى عمر ، لحمل من في البيت على البيعة مع أبي بكر ، وبذلك بدأت الحوادث والكوارث التي طالما سعى أتباعهم من المؤرخين والمحدثين على كتمانها ، وكيف يرجى ممّن يحرّم نقل أخبار المنازعات والمشاجرات الواقعة بين الصحابة ـ كما لا يخفى على من راجع ( شرح المقاصد ) للتفتازاني ، و ( الصواعق المحرقة ) لابن حجر المكي ، وغيرهما من كتبهم ، هؤلاء الذين يحرّمون حتى رواية أخبار استشهاد أبي عبدالله الحسين السبط وأصحابه في كربلاء ـ أن يرووا لنا ما وقع من عمر ومن معه تجاه أهل البيت عليهم السلام . ومع ذلك ، فإنّ المتتّبع المحقق يعثر على نتفٍ من أخبار القضايا ، ففي كتاب ( المصنف لابن أبي شيبة 7 / 432 ) وغيره أنه لما أتى بيت فاطمة البتول خاطبها قائلاً : « وأيم الله ، انْ اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أنْ يحرَّق عليهم البيت » لكنْ لم يكن تهديداً فحسب ، بل في ( أنساب الأشراف للبلاذري 1 / 586 ) و ( العقد الفريد 5 / 13 ) و ( المختصر في اخبار البشر 1 / 156 ) وغيرها واللفظ للعقد الفريد : « فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة ، حتى بعث إليهم ابو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له : إنْ أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس من نار على أنْ يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة » وفي ( مروج الذهب 3 / 86 ) وعنه ابن أبي الحديد في ( شرح النهج 20 / 147 ) في قضيةٍ : « أحضر الحطب ليحرّق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر » .
فقد أحضر « النار » وأحضر « الحطب » وأحرق الباب ، ـ وكما قال إمامنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ـ : « والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته » رواه الشريف المرتضى في كتاب ( الشافي ) عن كتاب ( السقيفة للثقفي ) ، وذلك أنهم كشفوا البيت ودخلوا ، الأمر الذي تمنّى أبو بكر أن لم يكن وقع ، كما في ( تاريخ الطبري ) و ( العقد الفريد ) و ( مروج الذهب ) و ( الامامة والسياسة ) وغيرها ، وما وقع إلاّ بعصر الزهراء وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ، كما روى ذلك الحافظ الامام ابن أبي دارم ، كما بترجمته من كتاب ( ميزان الاعتدال ، للحافظ الذهبي ) ورواه المتكلّم الشهير إبراهيم بن سيّار النظام ، كما بترجمته في ( الوافي بالوفيات للصفدي ) و ( الملل والنحل للشهرستاني ) وغيرهما . ثم إن فاطمة عليها السلام ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على أبي بكر كما في ( صحيح البخاري ) وغيره من المصادر المهّمة ، وقد أوصت أن تدفن بالليل ولا يؤذن أحد ممن آذاها وأغضبها .
وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « فاطمة بضعة مني فمن اغضبها أغضبني » و « يؤذيني ما آذاها » وبهذين اللفظين ونحوهما في ( البخاري ) و ( مسلم ) و ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ) و ( المستدرك ) وغيرها.
وفي ( فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير 4 / 421 ـ 422 ) عن جمعٍ من الحفاظ أنّ أذاها يوجب الدخول في النار.
كما في المصادر أيضاً أنه قال ( ص ) : « من آذى علياً فقد آذاني » ( المسند 5 / 483 ) و ( المستدرك 3 / 122 ) وفي ( الاصابة ) و ( اُسد الغابة ) وغيرهما بترجمته عليه السلام . فهذا مجمل ما وقع ، وفي مصادرنا بعض التفاصيل . . . . .
السؤال: نحن نعرف ان النصب هو مناصبة المرء العداء لأهل البيت عليهم السلام إما لهم أو لشيعتهم كما اخبر الصادق (ع).
لكن ما هي القيود الفعلية لتلك القضية ( اعني النصب ) ؟
كيف اعرف ان هذا مخالف لا ناصبي وانظر اليه نظرة المخالف فقط بينما انظر للآخر نظرة الناصبي.
دفعني الى هذا السؤال ان كثير من الأخوة وقت النقاش والحماس يطلقون على اناس من المخالفين لفظ ناصبي دون اي حرج شرعي رغم انهم يعلمون مؤدى هذا اللفظ شرعا !
اريد ان اعرف القيود من الأخوة الأفاضل مع ذكر اقوال علماءنا حتى يكون الكلام موثقا لا مفاهيم شخصية.
واريد ايضا ارشادي الى اهم الكتب المناقشة لمعنى النصب وأحكام النواصب
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الناصبي ، مسألة خلافية بين فقهائنا رضوان الله عليهم ، وهي تعتمد على الموقف الشرعي ممن خالف النبي صلى الله عليه وآله في أهل بيته وعصاه فيهم ، في حياته وبعد وفاته ..
فأكثر فقهائنا يقولون إن الامة بمخالفتها النبي صلى الله عليه وآله قد ضلت ولم تكفر ، ويستدلون بأحاديث متعددة منها قوله لعلي عليه السلام : ستغدر بك الامة بعدي ، فسأله : أَوَ أنزلهم في ذلك بمنزلة ردة ، أم بمنزلة ضلالة ؟ قال : بل بمنزلة ضلالة .
وقد استدلوا أيضا بمعاملة الائمة عليهم السلام لمن خالفهم من الامة معاملة المسلمين .. الخ.
وبعض فقهائنا كالشهيد الثاني وصاحب الحدائق رحمهما الله ، ذهبوا الى أن مخالفة النبي صلى الله عليه وآله كفر وفسوق ، وتمسكوا لذلك بآيات وأحاديث ..
وعلى هذا فالناصبي عند جمهور فقهائنا ليس هو كل مخالف لمذهبنا ، بل هو المبغض الذي ينصب العداء لهم . . وعند الاقلية هو كل من خالف ..
وقد بحث الفقهاء هذه المسألة مفصلا في المصادر الفقهية ، في باب الطهارة _ باب نجاسة الكافر والناصبي .. كما ألف بعضهم فيها رسائل مستقلة .
ويمكنك مراجعة رسائل الشهيد الثاني المجلد الثاني .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .