السؤال: نعتقد بان الائمة عليهم السلام لم تنجسهم الجاهلية ولم تلبسهم من مدلهمات ثيابها فكيف نوجه كون ابي بكر من اجداد الامام الصادق عليه السلام ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ، نعتقد بأنّ الأئمة عليهم السلام لم تنجّسهم الجاهلية ولم تلبسهم من مدلهمّات ثيابها ، ولكن ، ما معنى ذلك ؟
إنّ المعنى : « لم تنجّسهم الجاهليّة » هو أنّه لم يكن في آبائهم مشركٌ ، بل كانوا كلّهم موحّدين لله عز وجل ... هذا بالنسبة إلى الآباء .
وإنّ معنى : « لم تلبسهم من مدلهمّات ثيابها » هو : أنّه لم يكن في أمّهاتهم سفاح ، فكلّهنّ كنّ طاهرات منزّهات .
وقد ذكر علماؤنا أنّه يشترط في امّهات الأئمة كونهنّ مسلمات طاهرات منزّهات حين انعقاد النطفة في أرحامهنّ ... وقد كانت « اُم فروة » كذلك ، ومن الواضح أن أبابكر جدّ الإمام الصّادق عليه السّلام لاُمّه ، فليس من آباء الإمام فلا ينافي كونه مشركاً من قبل عقيدتنا المذكورة في الأئمة عليهم السلام .
السؤال: كيف نوجه كون أبي بكر من أجداد الإمام الصادق عليه السلام مع اننا نعتقد بأن الجاهلية لم تدنسهم بانجاسها ولم تلبسهم من مدلهمات ثيابها ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسمه تعالى
أبوبكر جدّ الإمام الصادق عليه السلام لاُمه ، وقد اشترط في الأئمة أن لا يكون في آبائهم مشرك ، وهذا معنى « لم تنجّسهم الجاهلية بأنجاسها » .
ومعنى : « لم تلبسهم من مدلهمّات ثيابها » أن ليس في أمّهاتهم سفاح .
و« اُم فروة » أم الإمام الصّادق عليه السلام إمرأة جليلة فاضلة طاهرة منزّهة .
السؤال: بعد التحيه والسلام ومزيد من التقدير والاحترام نسال الله تبارك وتعالى ان يوفقكم احسن التوفيق وان يتقبل اعمالكم باحسن القبول بعد المعذرة من سماحتكم اقول: ارجاع السؤال الى القضيه العقائديه وان الخلفاء الثلاثه بماانهم فروا من الزحف فهم لايستحقون الخلافه هذا امر مسلم والسائل فارغ من هذه المسئله ولكن المسؤول عنه ان من المعروف تاريخيا عند الفريقين او لا اقل عند الطائفه الحقه المحقه انه في في احد لم يثبت سوى امير المؤمنين عليه السلام او هو سلام الله عليه وابو دجانه وسهل بن حنيف اويضاف لهم طلحة او غيره على اي حال لم يرد انه كان من الثابتين سلمان ولاابو ذر ولا المقداد ولاعمار ودونكم كتب التاريخ اماقولكم أن هؤلاء الاجلاء لم يذكر التاريخ انهم كانوا من الفارين يصعب هضمهه لانه لايخلو حالهم اما ان يكونوا من الثابتين وهذا مالم يذكره ذاكر لاشيعي ولاغيره واما فارين واما غير مشتركين فاذا انتفى الاول لابد ان يثبت احد الاخيرين وكذا الكلام في حنين وغيرها من الوقائع.. وماتفضلتم به من ان فرار زيد او عمر لايعني شيئا هذا في حق الاشخاص العاديين اما مثل هؤلاء الاجلاء ومالهم من مكانه عند الشيعة وعدهم في قمة الاولياء يعني الكثير كيف يكون هؤلاء بهذه المكانه ويصدر منهم هكذا موقف افييدونا جزيتم خيرا علما ان كثير من الاخوة هنا يسؤلون عن هذة القضيه واجبنا بمثل جوابكم والواقع كان جوابا اسكاتيا وليس مقنع بمافيه الكفاية نرجو ان لانكون قد سببنا لكم مضايقه مع كثرة اشتغالكم
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إنه من الناحية التاريخيّة كما لم ينص على كون هذه الجماعة من الأصحاب الثابتين فإنّه لم ينص على كونهم من الفارّين ، وحينئذٍ نحن تبقى على حبّهم لأنّ الله تعالى قد أمر بحبّهم كما في الأحاديث المعتبرة المتفق عليها بين الفريقين ، بل إنّ ما ورد في حقّهم في مراتب إيمانهم وإخلاصهم لله في أعمالهم وزهدهم في دار الدنيا وغير ذلك دليلٌ على أنّهم ما فعلوا إلاّ برضا الله ورسوله وما تركوا إلاّ بإذن من الله ورسوله ، وإن كنتم في ريبٍ من ذلك فارجعوا إلى تراجمهم في كتب العامّة فضلاً عن كتب أصحابنا ، وحاصل الكلام إنّ هؤلاء قد شهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بكونهم من أهل الجنّة والأحاديث في ذلك مقبولة لدى عامّة المسلمين والسلام عليكم رحمة الله وبركاته .
السؤال:
1 ـ ما هو مفهوم البدعة ؟ وهل الأعمال التي أعملها والتي تكون غير مذكورة في الكتب كالصلاة التي أصليها للحاجة مثلا ولا أتبع صلوات الحاجة المذكورة في الكتب بل أقرأ أي سورة بعد الحمد يعتبر بدعة ؟
2 ـ قرأت أن المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام هم كالحبل الذي يصل بيننا وبين الله تعالى وأنه لا يستجاب دعاء إلا بهم فهل معنى ذلك أنني لاأستطيع الدعاء ومناجاة الله مباشرة إلا عن طريقهم علما بأن ما يحدث لي مثلا أنني أناجي ربي وأحس بقربه وأبكي شوقا وخوفا وأكون في سرور واطمئنان وأريد الارتقاء أكثر ولكن ما أن أتذكر أنه لا سبيل لي بالارتقاء إلا بالاستعانة بأئمتنا أحس أنه قد انقطع وصلي بالله فلا أحس أنني أستطيع أن أرتبط أكثر بربي فهل العلة بعدم فهمي ؟ وهل فهمتم مني جهلي الكبير بأئمتي ؟
3 ـ بعد الموت يلتقي الإنسان بأعماله ويغضب أئمتنا من الأعمال القبيحة ويعاقبنا الله عليها، إننا ننتظر الرحمة من الله تعالى بغفرانها ونتوسط هناك بأئمتنا ولكننا نجد أن من المسؤول عن العقاب هم أئمتنا من قِبَل الله تعالى فبمن نستعين ؟
4 ـ وهل أئمتنا أرحم من ربنا حتى نتوسل بهم دنية وآخرة روحي وأرواح أحبتي لتراب مقدمهم الكريم الفداء جعلني الله معهم دنية وبرزخا وآخرة وفردوسا كيف يمكنني تقوية عقيدتي بالمعصومين عليهم السلام ؟
5 ـ العذاب الإلاهي لا يُتصور فكيف يُتحمل ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
1 ـ قال العلماء : البدعة إدخال ما ليس من الدّين في الدين أو إخراج ما هو منه عنه ، وصلاة الحاجة التي ذكرتم إن لم يكن إتيانها بقصد الورود لا إشكال فيها ما دامت مشمولة لعمومات الصلاة ، لكن احتمال ترتّب الأثر المطلوب على مثل هذه الصلاة أضعف بكثير من صلاة الحاجة المذكورة في الكتب .
2 ـ قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) وقال : ( واعتصموا بحبل الله ) وقد فسّر « الوسيلة » و« الحبل » بأهل البيت عليهم السلام في أخبار الفريقين . ومثلها الآيات الأخرى . وقال رسول الله ـ في الحديث المتواتر بين الفريقين ـ « إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ... » ومثله الأحاديث الأخرى في الكتاب والسنّة يدّلان على أنّ الله تعالى جعل أهل بيت الرسول هم الباب والوسيلة إليه ، وقد ضمن ـ كما في الأخبار ـ أن لا يرد من دخل من هذا الباب ، والعاقل لا يترك الطريق الموصل إلى المقصد والهدف على وجه اليقين أخذاً بالطريق المشكوك في إيصاله للمقصود فضلاً عن الطريق الأعوج الخاطئ ، أمّا أنه لماذا كان أهل البيت هكذا ، ولماذا جعلهم الله كذلك ؟ فهذا بحث آخر .
3 ـ أن الله سبحانه يغضب ويرضى ، ولكن سبقت رحمته غضبه ، وكذلك النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام ، وهم في نفس الوقت الذي يحاسبون الخلائق بأمر من الله فإنهم يشفعون للمؤمنين عند الله ويطلبون منه العفو والمغفرة ، ولا تنافي بين الآمرين .
4 ـ تقوية العقيدة تحصل بتقوية الارتباط ، والارتباط يحصل بالتوسّل بهم وبمطالعة أحوالهم والتدبّر والتأمّل في سيرتهم ، ودراسة تعاليمهم وتطبيق آدابهم .
5 ـ نعتقد بالعذاب الإلهي كما أخبر الكتاب والسنّة ، وفي نفس الوقت نعتقد بالرحمة والمغفرة الإلهيّة كما وعد سبحانه في الكتاب والسنّة ، فلا نبتلي به بفضل الله ورحمته حتى نسأل كيف تتحمّل .
السؤال:
أرى بعضا من الأخوة المؤمنين يتوقفون في أمر المأمون معتقدين تشيعه ، ففي الوقت الذي يثار ضد هذا الرجل إتهامات متعددة كقتل الرضا عليه السلام وتدبيره المؤامرة ضد أخوته ، يثار أيضا طلبه الملح على الإمام بقبول الخلافة ، وبتأييده لأفكاره عليه السلام ، وتقريبه للعلويين ، واضطهاد غيرهم كجلده للمحدث أحمد بن حنبل ، ودفن الإمام بجنب أبوه وما أشبه ذلك .
ما هو القول الفصل في شأن هذا الرجل تأريخيًا ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
لم يكن تنصيب المأمون للرضا (ع) ولياً للعهد حباً وايمانا بإمامة الرضا (ع) بل سيطرة على الاوضاع السياسية في كل العالم الإسلامي التي كانت تنقض على النظام للدولة العباسية ، ولا سيما انتشار الشيعة واشتداد شوكتهم ومن ثم قام هارون والد المأمون بسجن الكاظم (ع) المدة الطويلة بعد أن أبلغته عيونه وجواسيسه بتنامي شيعة أهل البيت عدداً وعدّة وقد حدثت عدة ثورات من الطالبيين بشكل مكثف منذ اواخر عهد الصادق (ع) وعهد الكاظم (ع) كثورة ذو النفس الزكية وغيرها ، فكل المؤشرات كانت تصب في صالح قوة مكانة الرضا (ع) في العالم الإسلامي ، وكان تدبير المأمون بمثابة امتصاصاً لهذا الغليان لا سيما وأن العباسيين انما أزلوا الأمويين بشعار الرضا من آل محمد (ص) واستغلوا عواطف المسلمين بذلك ، نعم كان المأمون من بين خلفاء بني العباسي على اضطلاع بعلم الخلاف والكلام ويحيط بأدلة إمامة أهل البيت وحقانيتهم وميّالاً للإطلاع على علمهم ، ودفن الإمام بجنب ابيه امتصاصاً للنقمة . وقد رويت روايات كثيرة عن الرضا (ع) تبين حقيقة سياسات المأمون وانه فرعون ذلك العصر .
السؤال:
كتاب الإمامة والسياسة من الكتب التاريخية التي تذكر بعض ما فعله الغاصبين للخلافة بأهل البيت عليهم السلام. وعند الإستشهاد ببعض ما جاء في هذا الكتاب أثناء الحوارات التي تدور مع بعض الأخوة من السنة ينكرون نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة الدينوري والسؤال هو كيف نثبت لهؤلاء أن كاتب هذا الكتاب هو نفسه الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري .
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
أوّلاً : هذا الكتاب طبع في مصر طبعات عديدة وبتحقيق علماء مصريّين من أهل السنة .
وثانياً : من هذا الكتاب نسخ مخطوطة قديمة في مكتبات العالم ، منها نسخة في طهران قديمة وثمينة جداً وعليها ختم القاضي الأسنوي الفقيه الأصولي المؤرخ صاحب كتاب طبقات الشافعيّة .
وثالثاً : قد نقل غير واحد من المؤرّخين المشاهير من هذا الكتاب مع نسبته إلى ابن قتيبة منهم : عمر بن فهد المكّي ، العلامة المؤرخ الكبير ، في كتابه ( اتحاف الورى بأخبار أم القرى ) وولده العلامة الشهير عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد ، في كتابه ( غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ) والإمام العلامة تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المكي في كتابه ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) .
ومن العلماء الأعلام الناقلين عن كتاب ( الإمامة والسياسة ) : أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المتوفى سنة 604 ، في كتابه ( الألف باء ، في المحاظرات ) المذكور في ( كشف الظنون ) وفي ( معجم المؤلفين ) .
وإليكم نصّ ما جاء في ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) للإمام تقي الدين الفاسي المتوفى سنة 832 ، فقد جاء في الجزء 6 الصفحة 72 : « 2458 ـ مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي الأموي . أمير مكة ، ذكر ولايته عليها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، لأنه قال : ذكروا ان مسلمة بن عبد الملك كان والياً على أهل مكة ، فبينا هو يخطب على المنبر إذ أقبل خالد بن عبد الله القسري من الشام والياً عليها ، فدخل المسجد ، فلما قضى مسلمة خطبته صعد خالد المنبر ، فلما ارتقى في الدرجة الثالثة تحت مسلمة ، أخرج طوماراً مختوماً ففضّه ثم قرأه على الناس ، فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى أهل مكة ، أما بعد فإني ولّيت عليكم خالد بن عبدالله القسري ، فاسمعوا له وأطيعوا ، ولا يجعلن امرؤ على نفسه سبيلاً فإنما هو القتل لا غيره ، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير ، والسلام .
ثم التفت إليهم خالد فقال : والذي يحلف به ويحجّ إليه ، لا أجده في دار أحد إلا قتلته ...
ودعا مسلمة برواحله ولحق بالشام .
وذكر باقي خبر سعيد بن جبير وكلاماً قبيحاً لخالد القسري في أمره »
أقول : وهذا النص موجود في الإمامة والسياسة2 | 60 بتحقيق الاستاذ علي شيري .
وتلخص
إننّا نحتج على القوم بما في هذا الكتاب ، لكونه بشهادة علمائهم من كتب أحد مؤرّخيهم الكبار وهو ابن قتيبة الدينوري ، لكنّ احتجاجنا به لا يعني اعتقادنا بكلّ ما فيه ، كما أنّ مطالبه التي نحتجّ بها غير منحصرة به ، فهي موجودة في غيره من كتب القوم أيضاً ، وقد دأب القوم ـ عند العجز عن الجواب عن احتجاجاتنا ـ على الإنكار والتكذيب ، وعلى الإتهام والتحريف .