السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
قرأت بعض المقالات الموجودة في صفحتكم وحقيقة صادفني بعض الإستغراب من الذي قرأته من الإستدلال بأحاديث في صحيح البخاري وكلام من أئمة السنة فالرجاء أريد معرفة عقيدتكم في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم وفي كتاب الكافي وحديث أنه كافن فإن كانت عقيدتكم في من ذكرتهم السب والشتم فكيف تستدلون وتأخذون بمن يقول بأن من سبهم وشتمهم فهو كافر فإن كانوا مخطئين في تكفير من يقول بذلك فالكفر يرجع لهم ومن كانت عقيدته هكذا لا يجوز الإستدلال بكلامه ومروياته وما هي عقيدتكم في القرآن الكريم هل هو محرف وإن كنتم تقولون بغير تحريفه فما قولكم في من يقول إنه محرف هل هو كافر وهد الله الجميع للحق سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني : بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
تعجبت لانك رأيت الشيعة يستدلون بما روته الصحاح الستة وغيرهما من مصادركم ، وسألت عن رأينا في كتاب الكافي ، واليك معنى المصادر المعتمدة عندنا وعندكم :
يختلف معنى المصادر المعتمدة في الحديث والتفسير والتاريخ والفقه عندنا عن معناه عند إخواننا السنة ، فروايات مصادرنا المعتمدة وفتاواها جميعاً قابلة للبحث العلمي والاجتهاد عندنا .. ولكل رواية في هذه المصادر أو رأي أو فتوى ، شخصيتها العلمية المستقلة ، ولابد أن تخضع للبحث العلمي .
أما إخواننا السنيون فيرون أن مصادرهم المعتمدة فوق البحث العلمي ، فصحيح البخاري عندهم كتاب معصوم ، كله صحيح من الجلد الى الجلد ، بل أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ، ورواياته قطعة واحدة ، فإما أن تأخذها وتؤمن بها كلها ، أو تتركها كلها .
وبمجرد أن تحكم بضعف رواية واحدة من البخاري فإنك ضعفته كله ، وخرجت عن كونك سنياً .. وصرت مخالفاً للبخاري ، ولأهل السنة والجماعة ! .
وينتج عن هذا الفرق أن الباحث الشيعي يمكن أن يبحث جدياً في رواية من كتاب الكافي ، ويتوصل الى التوقف في سندها ، أو إلى الاعتقاد بضعف سندها ، فلا يفتي بها ، ولا يضر ذلك في إيمانه وتشيعه ..
بينما السني محروم من ذلك ، وإن فعل صدرت فيه فتاوى الخروج عن مذاهب أهل السنة ، وقد يتهم بالرفض ومعاداة الصحابة ! .
وينتج عنه أن الباحث إذا وجد رواية في تحريف القرآن مثلاً في البخاري فإن من حقه أن يلزم السني بأن الاعتقاد بتحريف القرآن جزء من مذهبه ! .
بينما إذا وجد رواية مثلها في الكافي لا يستطيع أن يلزم الشيعي بأنها جزء من مذهبه حتى يسأله : هل تعتقد بصحتها أم لا ؟ أو هل يعتقد مرجع تقليدك بصحتها أم لا ؟ فإن أجابه نعم ، ألزمه بها ، وإلا فلا .
وسألت عن رأينا في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ، فاليك منهجنا في تقييم الصحابة :
نظرتنا إلى الصحابة ونظرة إخواننا الذين يتسمون بـ ( السلفيين ) :
ـ الفرق الاول : أننا نؤمن بحرية البحث العلمي في الصحابة ، وأن للمسلم أن يعتقد في كل واحد منهم ما يتوصل إليه اجتهاده أو تقليده بينه وبين ربه ، وهو معذور إن عمل بشروط الاجتهاد والتقليد المتفق عليها . بينما يريد إخواننا السلفيون ) أن يكون البحث العلمي فيهم حراماً ، حتى البحث فى تقييمهم لبعضهم , أو تقييم الرسول صلى الله عليه وآله لهم ، فكل ذلك عندهم حرام فقفل عليه بأقفال !! .
ـ الفرق الثاني : أننا نحترم الصحابة ونحترم آراء المسلمين فيهم ، ولكن لا يجوز لنا أن نقول ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ) لأنه ثبت عندنا وعندهم أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر عن ربه بأن العديد من أصحابه يمنعون من الورود على حوض الكوثر ويؤمر بهم الى النار !! .
وهو الحديث المعروف بحديث الحوض الصحيح ، وفى بعض نصوصه أنه لا ينجو منهم ( إلا مثل همل النعم ) وهمل النعم هي الأنعام المنفردة عن القطيع ! ولعمري إن المتأمل في نصوص الحوض يكاد يشيب من هولها !! .
فلا بد للمسلم في فقهنا أن يقيد صلاته على الصحابة بالمؤمنين أو الكرام وما شابه ، لأنه لا يجوز للمسلم شرعاً أن يصلي على أهل النار !! .
ـ الفرق الثالث : أنهم يفضلون الصحابة على العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام ، وحجتهم أنهم صحابة ، بينما أهل البيت صحابة وآل وعترة ، ولكنا لا نفضلهم للصحبة والنسب ، بل نفضلهم لأن النبي صلى الله عليه وآله أمرنا بتفضيلهم واتباعهم من بعده .. وحديث الثقلين صحيح متواتر عند الجميع . وحديث أن حب علي وبغضه ميزان الإيمان والنفاق .. وحديث الكساء .. وحديث المباهلة .. وعشرات الأحاديث متفق على صحتها !! .
ـ الفرق الرابع : أننا تعتقد بأن الله تعالى كلفنا بولاية واتباع أهل البيت النبوي الطاهرين عليهم السلام ، فنحن مسؤولون فى حشرنا ونشرنا عنهم ، ولا يسألنا تعالى عن رأينا في الصحابة إلا بمقدار ما يتعلق بأهل البيت النبوي .. فلماذا نكلف أنفسنا أمراً لم يكلفنا إياه الله تعالى ولا يسألنا يوم القيامة عنه ؟ .
إن الجميع متفقون أنه لا تصح صلاة المسلم إلا بالصلاة على محمد وآل محمد .. وهذا أعظم دليل على أن الله تعالى يريدنا أن نصلي عليهم مع رسوله في كل صلاة .. صلى الله على رسوله وآله .
ولم أجد أحداً من فقهاء المسلمين حتى الخوارج أفتى بوجوب الصلاة على الصحابة .. بل إن إضافة ( وصحبه ) في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في غير الصلاة هي بمقاييس المتشددين السلفيين بدعة وفاعلها فاسق ، لأنه لا يوجد فيها عندهم حتى حديث ضعيف حسب علمى ! بينما هي في مذهبنا جائزة بشرط التقييد بما يدل على الإيمان والعمل الصالح !!
وإذا كان هذا حال جواز الصلاة عليهم ، فلماذا لا يترك للمسلم حرية الاعتقاد بهم حسب ما يصل إليه بينه وبين ربه ، مع مراعاة مشاعر المحبين لهم والمغالين فيهم !! .
هذا ما خطر ببالي من الفروق في منهج البحث في الصحابة وتقييمهم ، ونرجو من الاخوة الذين يطرحون مسألتهم علينا أن لا يهددوا الشيعة بورقة الصحابة ، لأن بيدهم ورقة أهل البيت عليهم السلام ، وهي قوية إلى حد أن الله ورسوله قد جعلا حب علي وفاطمة والحسن والحسين وبغضهم ، ميزاناً لإيمان الأمة ونفاقها .. جميع الأمة بمن فيها الصحابة ..
إن أهل البيت عليهم السلام هم القاسم الوحيد المشترك بين فئات الأمة الإسلامية ، فلتكن أبحاثكم فيهم .
وإن الأمة قد جربت الصحابة والخلافة قروناً فيها الحلو المر ، وقد انتهت الخلافة على يد العثمانيين وانهارت الأمة .. وجاءت مرحلة الوعد الإلهى والنبوي بالمنقذ الموعود من أهل البيت الطاهرين ، كما ثبت عند الجميع .
لقد دخلت الأمة والعالم في عصر أهل البيت بعد طول معاناة ، وقد قال علي عليه السلام ( والله لتعطفن علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ) .
رحم الله الصحابة الأبرار جميعاً .. وصلى الله على أهل البيت الأطهار ، وعجل الله فرج الأمة بهم ، وصلى الله على خاتمهم الموعود من رب العالمين على لسان سيد المرسلين .
أما عقيدتنا في القرآن فهو أنه معصوم مصون من الله تعالى ، وأن روايات التحريف في مصادركم ومصادرنا يجب ردها ، وهي عندكم أكثر ، ومنها في البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب وغيره !!
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
فإن جميع المسلمين ( شيعة وسنة ) يتفقون على أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) معصوم في تبليغ الوحي الإلهي والأحكام االشرعية وكل ما يرتبط بالدين الإسلامي ، ولكن ما الدليل العقلي والنقلي على عصمته في الأمور الحياتية العادية (التي لا تمس الدين) ؟
فما الذي يمنع أن يخطأ في التوجيه لأمر لايضر الدين أو التشريع ؟
وإذا كان من رد فبماذا تؤولون ما ورد من خطئه مع ذلك الفلاح ؟
وهل وردت بعض القضايا التي تدل على خطئه من هذا الجانب في كتبكم المعتبرة ؟
وإذا وردت فكيف توجهونها ؟
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني : بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدتنا في الانبياء صلوات الله عليى نبينا وآله وعليهم جميعا أنهم معصومون في تبليغ الرسالة وفي كل سلوكهم ، من المعاصي الصغائر والكبائر ، قبل البعثة وبعدها .. وأن كل ما صدر منهم فهو خلاف الاولى وليس معصية ..
وأن قريشا والمنافقين اتهموا نبينا صلى الله عليه وآله بأنواع التهم ، وتبنت أكثرها الحكومات لتبرر مخالفات الحكام ..
ويكفينا للدلالة على عصمته صلى الله عليه وآله قول الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) !!
ولو تفكرت في هذه الصفة العظيمة لعرفت أنه معصوم في جميع منطقه ، في رضاه وغضبه ، وكل حالاته ، وأنه لا يمكن تحقق العصمة في كلامه ، إلا بالعصمة في عمله .. وأن الذين ينفون عصمته في عمل ما ، فهم ينفون عصمته في كلامه ، ويكذبون الله تعالى في شهادته هذه لنبيه ، وتأييده له في كل حالاته !!!
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حصل مقتل الزهراء عليها السلام ؟ وما هي الأدلة على صحة ما قيل عن مقتلها وخصوصاً عند أخواننا أهل السنة والجماعة ولا بأس في الأدلة التي تخص الشيعة ، فالمهم عندي الأدلة من أخواننا أهل السنة ؟
سؤال آخر
هناك خطبتين للإمام على المرتضى عليه السلام ، فواحدة لا توجد بها نقط على الحروف والاخرى تخلو من حرف الألف ، أولاً ما أسمهما ثانياً كيف أحصل عليها ، ثالثاً هل هناك من سبق الإمام علي عليه السلام بنظم نثر أو شعر تخلو حروفه من النقط أو الألف ؟
أرجو أن تكون الإجابات مطعمة بالأدلة بقدر الإمكان وجزاكم الله خير الجزاء
هذا ولكم جزيل الشكر
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري : بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نحيلك الى التاريخ ومطالعة حياتها وبين يديك جميع المصادر والكتب والسجلات باجمعها افحص وفتش عن مجموع ايامها قبل زواجها وفي مدة عاشت في بيت زوجها سيدة كانت في غرة ايام الشباب وغضارتها وزهرة مستقبل الحياة ونضارتها لم يتجاوز عن عمرها الشريف عقدان من الزمن هل اعتلت او ابتليت هل اشتكت من ألم او اشتكت من سقم هل كانت مريضة ام كانت عليلة هل كانت في تلك الايام سكتات قلبية او امراض خبيثة هل دهمها عوارض طبيعية فما كانت علة وفاتها وغروب شمس حقيقتها وافول بدر وجنتها وما هو السبب في موتها فان لم تجد شيئاً فاسئل زوجها وابن عمها القريب اليها واسمع بما يجيبك عنها وهو يخاطب اباها بعد دفنها ومفارقتها وهو العليم الخبير بما جرى عليها وما آذاها والصادق فيما يقول عنها ولا يبالغ فيما يدعي لها وعليها يقول عليه السلام وستنبئك ابنتك بتضافر امتك على هضمها فاحفها السؤال واستخبرها الحال هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر نعم تضافر الامة على ظلمها ولا يعني غصب الخلافة فانه ظلم لزوجها وليس مباشرة لها .
وان كنت في شك من هذا فاسئل البعيد عنها والموالي لاعدائها والمنحاز الى الغاصبين لحقها والقابل التابع للغاصب لحقها وخلافة ابيها وهو من اكابر اعلام المخالفين لها ولزوجها يقول ابن ابي الحديد في شرح النهج ج 14 ـ ص 193 في قصة خروج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله الى المدينة ومتابعة الكفار لطلبها فادركها هبار بن الاسود فروعها وكانت حاملاً فطرحت ما في بطنها فلذلك اباح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة دم هبار ، يقول ابن ابي الحديد قرأت هذا الخبر على النقيب ابو جعفر فقال اذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دم هبار لانه روع زينب فالقت ما في بطنها فظهر الحال انه لو كان حياً لاباح دم من روع فاطمة حتى القت ذا بطنها فقلت اروي عنك ان فاطمة روعت فالقت المحسن فقال لا تروه عني ولا تروي بطلانه يا سبحان الله جرى الحق على لسانه ومنعه شيطانه عن نشره وروايته او خاف واتقى من سلطان وقته وزمانه ومن مشاغبي افراد نحلته واتباعه فالله اعلم به وهو يحاسبه في يوم لقائه.
ثم دع هذا اخبرني عن دفنها وعرفني قبرها وشخص لي مدفنها كريمة وحيدة باقية لسيد الرسل طه ومنها انتشرت ذريته وهي ام ابيها وكم اوصى بها وهي التي قال صلى الله عليه وآله عنها الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها وقال فيها آذاني من آذاها والله يقول في كتابه سورة الاحزاب 57 ( ان الذين يؤذّون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذاباً مهيناً ) توفت وهي غضبى عليهما كما ذكره البخاري في صحيحه ، اوضح لي لماذا دفنت سراً لماذا دفنت ليلاً لماذا لم يحضرا ليشيعها فلماذا اخفي حتى قبرها عنهما تلك آيات لاولى النهى وتذكرة وتبصرة لم تذكر او يخشى وقطع لعذر واعتذار لكل متجاهل اعمى او من تعامى والله بالمرصاد لمن انكر شهادتها او شكك فيها فزاد عليهما في ظلمهما وآذاها .
تذاكر قوم عن حرف يدور عليه رحى الكلمات ويستعمل اكثر من سائر الحروف في المكلمات فاتفقوا انها حرف الألف فقام امير المؤمنين علي عليه السلام فارتجل خطبة خالية عنها وفي يوم من الايام ايضاً ارتجل خطبة اخرى خالية عن حروف المعجمة وكلا الخطبتين تجدهما مع مصادرها في كتاب نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة الجزء الاول منها للعالم العلامة المعاصر الشيخ المحمودي وهذا من منفردات علي عليه السلام ومختصاته فلم يذكر التاريخ له شبيهاً ونظيراً ولا مثيل فيما سبقه ولا لحقه احد ان يأتي ارتجالاً من دون سابقه تأمل ولا ترو من اتى بها وهناك حكاية يحكى ان معاوية كتب اليه هذه العبارة وقصد بها غليان قدره بمقدار علو قدره فكتب عليه السلام فاجابه بهذه العبارة فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً وهذه توضيحها غَركّ عِزكَ فَصارَ قُصار ذُلِكَ ذَلّكَ فَاخشَ فاحِشِ فِعلِكَ فَعّلَكَ تَهدِي بِهُدى