السؤال: من هو أنس بن مالك الأنصاري ، خادم الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ نريد معلومات كاملة عنه ، مع الشكر الجزيل ، رحمكم الله .
الجواب : إنّ أنس بن مالك الأنصاري ، خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأحد أصحابه ، روى أحاديث كثيرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، منها مثلاً : حديث الطير … .
وكان أحد المنحرفين عن الإمام علي (عليه السلام) ، كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج ، حيث قال عند ذكر المنحرفين عن علي (عليه السلام) : " وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين ، أنّ عدّة من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام) ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه ، وأعان أعداءه ، ميلاً مع الدنيا وإيثاراً للعاجلة ؛ فمنهم أنس بن مالك ، ناشد علي (عليه السلام) الناسَ في رَحَبة القصر أو قال رحبة الجامع بالكوفة : " أيّكم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : مَن كنت مولاه فعلي مولاه " ؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم ، فقال له : " يا أنس ، ما يمنعك أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتَها " ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرتُ ونسيت ، فقال : " اللّهم إن كان كاذباً فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة " .
قال طلحة بن عمير : فو الله ، لقد رأيتُ الوَضَح به بعد ذلك أبيض بين عينيه " (1) .
وفي رواية البلاذري : " قال علي على المنبر : " نشدت الله رجلاً سمع
____________
1- شرح نهج البلاغة 4 / 74 و 19 / 217 .
|
الصفحة 309 |
|
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، إلاّ قام فشهد " ، وتحت المنبر أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وجرير بن عبد الله ، فأعادها فلم يجبه أحد منهم .
فقال : " اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها ، فلا تخرجه من الدنيا حتّى تجعل به آية يعرف بها " .
قال أبو وائل : فبرص أنس ، وعمي البراء ، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته ، فأتى السراة فمات في بيت أُمّه بالسراة " (1) .
( خادم أهل البيت . السعودية ... )
أنس من الذين كذبّوا على الرسول :
السؤال: هل أنس خادم الرسول (صلى الله عليه وآله)، كان موالياً لأهل البيت ؟ ولماذا ؟
الجواب : إنّ أنس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ممّن كتم شهادته بحديث الغدير في الإمام علي (عليه السلام)، فقال أنس : " كبرت سنّي ونسيت ، فقال علي : " إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة " ، فابتلي أنس بالبرص " (2) .
وروي أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : " ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أبو هريرة ، أنس بن مالك ، وامرأة " (3) .
( أبو محمّد . البرازيل ... )
السؤال: من هو الذي يسمّى جون ؟ وكان في جيش الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
____________
1- أنساب الأشراف : 156 .
2- شرح نهج البلاغة 4 / 74 و 19 / 217 ، أنساب الأشراف : 156 ، اختيار معرفة الرجال 1 / 246 ، الغدير 1 / 190 .
3- الخصال : 190 .
|
الصفحة 310 |
|
الجواب : جون بن حوي ، أسود اللون ، شيخ كبير السن ، من الموالي ، مولى أبي ذر الغفاري ، انضمّ إلى أهل البيت (عليهم السلام) بعد أبي ذر ، فكان مع الإمام الحسن (عليه السلام) ، ثمّ مع الإمام الحسين (عليه السلام) ، وصحبه في سفره من المدينة إلى مكّة ، ثمّ إلى العراق ، وقف يوم عاشوراء أمام الإمام الحسين (عليه السلام) يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين (عليه السلام) : " أنت في إذن منّي ، فإنّما تبعتنا للعافية ، فلا تبتل بطريقتنا " ، فقال : يا ابن رسول الله ، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ، وفي الشدّة أخذلكم ، والله أن ريحي لنتن ، وأنّ حسبي للئيم ، وأنّ لوني لأسود ، فتنفّس عليّ بالجنة ، فيطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيضّ وجهي ، لا والله ، لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، ثم برز وهو يقول :
كيف يرى الكفّار ضرب الأسود |
بالسيف ضرباً عن بني محمّد |
أذب عنهم باللسان واليد |
أرجو به الجنّة يوم المورد |
ثمّ قاتل حتّى قتل، فوقف عليه الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: " اللهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمّد وآل محمّد(صلى الله عليه وآله) " .
وروى علماؤنا عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، عن أبيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) ، أنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ، ليدفنوا القتلى ، وجدوا جوناً بعد أيّام تفوح منه رائحة المسك .
( أبو علي . عمان ... )
السؤال: بعد التحية والسلام ، هل لكم أن تخبرونا بنبذة عن حياة الشخصية الإسلامية علي بن يقطين ؟
الجواب : علي بن يقطين بن موسى البغدادي ، كان ثقة وجليل القدر ، وله منزلة عظيمة عند الإمام الكاظم (عليه السلام) ، ولد سنة 120 هـ ، وقيل 124 هـ ، سكن بغداد ، وهو كوفي الأصل ، ومولى بني أسد .
كان لأبيه منزلة سامية لدى الدولة العباسية أوّل أمرها ، حيث كان داعياً
|
الصفحة 311 |
|
لهم ، فانتقلت هذه المنزلة له ، واتخذه الرشيد وزيراً ، وكان على صلة وثيقة بالإمام الكاظم (عليه السلام) ، يعمل بإرشاده على إغاثة المظلومين ، توفّي سنة 182 هـ ، وله كتب ، منها كتاب ما سئل عن الصادق (عليه السلام) من الملاحم ، وكتاب مناظرة الشاكّ بحضرته (عليه السلام) ، وله مسائل عن الإمام الكاظم (عليه السلام) .
وللمزيد من التعرّف على هذه الشخصية يمكنكم مراجعة كتاب " أعيان الشيعة " (1) ، و " معجم رجال الحديث " (2) .
( أحمد محمّد الياسري . البحرين ... )
السؤال: ما مصداقية تفاسير القمّي والعيّاشي عند الشيعة ؟ ومن هما القمّي والعيّاشي ؟
وهل كلّ ما ورد من روايات في هذين التفسيرين صحيحة ؟ وخصوصاً أنّ أكثر ما يطعن في الشيعة من قبل خصومهم ، هي روايات من هذين التفسيرين ، وشكراً جزيلاً .
الجواب : أعلم أنّ الشيعة تعتقد بعدم وجود كتاب كلّ رواياته صحيحة من أوّله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكلّ الكتب سواه قابلة للبحث والنقاش ، وتجري على أسانيدها قواعد الجرح والتعديل .
وأمّا القمّي والعيّاشي فهما من أقطاب علماء الشيعة ، ومع هذا لا يمكننا الحكم بصحّة كتابيهما ، ففيهما الصحيح والضعيف ، وكلّ هذا يخضع إلى مباني الرجال ، وقوانين الجرح والتعديل ، لتمييز الصحيح من الضعيف ، وشأن هذين الكتابين شأن جميع كتب الشيعة .
____________
1- أعيان الشيعة 8 / 371 .
2- معجم رجال الحديث 13 / 242 .
|
الصفحة 312 |
|
( عبد الله ... ... )
السؤال: ما هو رأيكم في كتاب منتخب كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ؟ وهل كلّ ما ورد فيه صحيح ؟ وما نسبة الصحّة فيه ؟
هناك مرويّات فيه بدون إسناد ، هل يعتدّ بها عند أصحابها ؟ باعتبار أنّ عدم إسنادها هو بمثابة إطلاقها إطلاق المسلّمات ، أم أنّ أمثال هذه المرويّات غير معتدّ بها ؟ وفّقكم الله إلى ما يرضاه .
الجواب : صاحب كتاب كنز العمّال هو الشيخ علي بن سلطان المتّقي الهندي ، ألّف كتاب كنز العمّال لأجل أن يجمع نصوص الأحاديث الواردة في مختلف الكتب ، والمنسوبة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وأيضاً ما نقل في مختلف الكتب عن الصحابة والآثار الواردة عنهم .
هذه الأحاديث والآثار رتّبها بترتيب خاصّ بحسب الحروف ، وبحسب الأبواب ، وأيضاً جعل عناوين الأبواب بحسب الحروف في ابتكار خاصّ ، وأسلوب معيّن ، ثمّ إنّ هذا الكتاب الكبير لخّصه وجعله تحت عنوان : " منتخب كنز العمّال " .
وعلى كلّ حال ، فإنّ قصد المؤلّف من تأليف هذا الكتاب سواء الأصل أو المنتخب إنّما كان لجمع الأحاديث ، وترتيبها بهذا الترتيب الخاصّ ، ولم يقصد تمييز الأحاديث الصحيحة عن غيرها ، فلذا كان كتابه جامعاً بين الغثّ والسمين .
وعلى كلّ محقّق يريد أن يأخذ بشيء من أحاديث هذا الكتاب وأمثاله ، فعليه أن يراجع السند ، ويطمئن بصحّة السند ، حتّى يتمكّن من الأخذ بذلك الحديث .
|
الصفحة 313 |
|
( محمّد علي الشحي . الإمارات . سنّي. 18 سنة . طالب جامعة )