الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الّذی لم یلد و لم یولد و لم یکن له کفواً أحد، الصلاة و السلام علی رسوله المنتجب، المحبوب المحمود و الحبل الممدود الّذی أمر الله - عزّ و جلّ - الأمّة بالاعتصام به ،لاستخلاصهم عن الظلمة و الأزمات الطاحنة و المتاعب الشدیدة ، و حذّرهم عن التفرّد و التفرّق لکی لایحکم علیهم الطواغیت و الملحدون و شرار الناس و لایسرقوا ثرواتهم المعنویة و المادیة.
و الصلاة و السلام علی خلفاءه الصالحین و أوصیائه المرضیین الّذین أذهب الله عنهم الرجس أهل البیت و یطهّرهم تطهیراً لا سیّما الإمام المنتظر - عج - الّذی سیضع الله یده علی رؤوس العباد ؛ یجمع به الکلم و یملّک به خزائن الأرض و یملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد ما ملئت ظلماً و جوراً.
التمهید
امّا بعد: الوحدة هی جوهرة ثمینة و قضیة هامّة و استراتیجیة و لها اهداف قیّمة حیث سعی الرسول الأعظم - ص - و منذ ثلاث و عشرین عاماً فی سبیل تکوینها و تعمیقها بین الناس فی کلّ مکان و هذه هی وحدة فکریّة عقائدیة و ثقافیة ؛ و ذلک خلال بعثته الإلهیة فی مکة المکرّمة و المدینة المنوّرة و قد نظّم - ص- مختلف شؤون الحیاة الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة علی هذا المنهج القیّم.
و سنسلّط الضوء هنا حول کیفیة نشوء الوحدة الإسلامیة فی عصر النبوّه و الخطوات الّتی قام بها الرسول الأعظم - ص- فی حرکته الرسالیّة لتشدید صرح هذه الوحدة.
قال الله - عز و جل- فی القرآن الکریم:
« کان الناس أمة واحدة فبعث الله النبیین مبشّرین و منذرین و أنزل معهم الکتاب بالحق لیحکم بین الناس فیما اختلفوا فیه من الحقّ بإذنه و الله یهدی من یشاء إلی صراط مستقیم.»(۱)
الوحدة الاسلامیة و مسألة التوحید
الحجر الاساس للدعوة المحمدیة هو الوحدة بین الأمة و بین الشعوب العالمیة حیث انّ النبی - صلی الله علیه و آله و سلم - منبعث من الله الواحد الذی یتمحور حوله کل شئ و إنّه - ص - دعا الناس إلی الطاعة و الانقیاد أمام ربّ العالمین کما نزّل علیه الایة الکریمة التالیة فی مکة المکرمة:
«قل یا ایها الناس إنّی رسول الله إلیکم جمیعا الذی له ملک السماوات و الارض لا اله إلّا هو یحیی و یمیت فآمنوا بالله و رسوله النبی الأمی الذی یؤمن بالله و بکلماته و اتبعوه لعلکم تهتدون.»(۲)
المخاطب فی الآیة جمیع الناس علی وجه الارض من الأحمرو الأسود و الأبیض و ... و التفاتهم إلی خالقهم الوحید الذی بیده حیاة الأشیاء و مماتها ، ثمّ ان الله - عزوجل - یطلب منهم الالتزام و الاعتقاد بما صدّق الرسول و اتباع کلمته . فتدعوا لناس من الجنسیات المختلفه إلی ترک العصبیّة و العنصریة الفاسدة الّتی انهمکت و انغمرت إلی تخیلات واهیة فأهلکت أسرة العرب حینما ظلّت علیهم الحروب الداخلیة بین القبائل و بین الآحاد منهم سنوات عدیده ظل العار.
القرآن الکریم
نزول الآیات الکریمة فی بدایة الرسالة فی أم القری و استمرارها فی المدینة خلال ۲۳ سنة، تحکی عن تنظیم و تشکیل مجتمع واحد من الناس باسم «أمّة واحدة» علی الأرض من الأجیال المتقدمة و المتأخرة و أراد أن یعطی زمام هذه الأمّة الی رب العالمین و خالق الکونین الّذی بیده ملکوت کلّ شیء و له سلطنة کاملة تشمل حیاة الموجودات و مماتها و حرکاتها و سکونها من البدایة إلی النهایة، و حیث تقاد هذه الأمّة بالقوانین الصادرة من المبدأ الاعلی تنتهی حرکتهم الی الکمال المطلق و هو الوصول الی الله - عز وجل- و السعادة الأبدیة. هذا من جهة و من جهة أخری أن القرآن الکریم یکرم و یؤیّد ما صدر من الأنبیاء و الرسل الالهیة و یذکرها بالبر و الإکرام و اراد أن یجتمع تحت لواء واحد و کلمة واحدة و هی التوحید و العبودیة أمام ربّ العالمین و خالقهم و رازقهم و مبدئهم و معیدهم ....
فعلی هذا یقول الله - عز و جل- فی کتابه العزیز:
« إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ»(۳)
و ایضاً یقول - عزّ من قائل- فی آیة أخری:
«یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ (*) الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الأَْرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَکُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»(۴)
فعلی هذا للقرآن دور خاص و ممیّز لتنظیم «الوحدة بین الامم» و تطهیرهم عن العنصریة الفاسدة الّتی تنتهی الی فوارق موهنة و استثمار الطوائف و الاختلاف فی اللون و الجنس و الحدود الجغرافیة و فی التالی اختلاف فی العیش من بلد الی بلد آخر کما نری هذه الهتافات من الرأسمالیة و الاشتراکیة فی الغرب و الشرق...
قال الله - عز و جل- :
«یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ»(۵)
هذه نموذج من دعوة القرآن لتوحید الکلمة و الاتّحاد.
سقوط التمییز العنصری
أجاب دعوة الرسول - ص- رجال و نساء من أجناس مختلفة و بلاد بعیدة کما رواه المجاهد قال : أوّل من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله - ص- ابوبکر ، خبّاب ، صهیب ، بلال ، عمار ، سمیّه ( أمّ عمّار )(۱۴)
و ایضاً روی احمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود قال : اوّل من اظهر الاسلام سبعة رسول الله - ص- خدیجة ، بلال ، ابوبکر ، عمار ، سمیّه ( امّ عمّار ) و صهیب.(۱۵)
و کذا رواه احمد بن حنبل سند اخر عن ابن عباس و اضاف فیه : اوّل من أسلم بعد خدیجه علی بن ابی طالب (ع).(۱۶)
و نقل بصورة أخری و هی : اوّل من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله -ص- خدیجه ، بلال ، ابوبکر ، عمار ، سمیّه ( امّ عمّار ) ، صهیب ، مقداد بن الاسود.
فهولاء الرجال کل واحد منهم من بقعه خاصه و بعیده ، جذبه النبی (ص) فنری انّ بلال حبشی و صهیب رومی و خبّاب نبطیٌ و سلمان ایرانی و عمار عربی و ..فترکوا عشیرتهم و قبائلهم و دخلوا فی حصین الاسلام فانهم تمسکوا به فتشرفوا بواسطه الاسلام علی العالمین فأذهب عنهم التمیز العنصری حیث کان هتاف الجاهلیّه قال رسول الله (ص) : کل نبی بعث فی قومه خاصه و بعثت أنا إلی کلّ أحمر و أسود و أنّ بلالاً أوّل ثمار الحبشه و أنّ صهیباً اوّل ثمار الروم.
و قال علی (ع) : السباق خمسة فأنا سابق العرب و سلمان سابق فارس و صهیب سابق الروم و بلال سابق حبش و خبّاب سابق النبط(۱۷). (۱۸)
و هذه النظرة توجب الاتفاق و الاتحاد فی کلّ جیل و عصر و مکان، وکلّ من المسلمین و المؤمنین یحسّ الأخوة الالهیة فیما بینهم و یحبّون البعض ، تتجسد هذا الحب الالهی فی تعاملهم و مساهمتهم فی القضایا الاجتماعیة و السیاسیة و الاقتصادیة.
قال رسول الله (ص):
مثل المؤمنین فی توادّهم و تراحمهم و تعاطفهم، مثل الجسد، اذا اشتکی منه عضو، تداعی له سائر الجسد بالسّهر و الحمی.(۱۹)
کأنّ النبی - ص- دعا المجتمع الاسلامی الی وحدة بحیث یسیر المجتمع فی جسد واحد و نهی عن التفرّق فی أیّة صورة و أیّة هیئة لأنّه یشلّ حرکة المجتمع المسلم و یوهن المسلمون و الأحرار فی کل بلد و یضعفهم .
الدعوة إلی الوحدة فی بدایة الرسالة
إنّ النبی (ص) بدأ بدعوته الالهیة قبل هجرته و عرض نفسه علی القبائل حینما کان المعارضون اکثر من الموافقین و الفرقة قاضیة علیهم فکل قبیلة تحاول الغلبة علی الاخری فالأوس و الخزرج یتقاتلون سنوات عدیده فشدت الحرب بینهم بحیث تفرّق جمعهم و تشتت شملهم .
حینذاک جاء ممثّل کل واحد منهم إلی مکه لکی یعقدوا حلفاً و میثاقاً لیعین القریش الاوس و الخزرج فعلم النبی -ص- ذلک فرای أن یستمعوا إلیه بدل أن یعقدوا میثاقاً یزید العداوة و البغضاء بینهم و یورثها و لا یطفئها فدعا کل قبیلة إلی الاسلام الموحد لصفوفها و تلا علیهم القرآن الذی کان رحمة للعالمین ، فلقاؤه مع هذه القبائل کانت فی مرحلتین.
۱- بیعة العقبة فی عام الثانی عشر من البعثة - سنتان قبل الهجرة- بعد مجیئهم عند النبی - ص- دعاهم الی معرفة الله و عبادته و طاعته و الالتفات إلی المحاسن و الابتعاد عن سوء الأخلاق قال بعضهم لبعض یا قوم تعملون و الله أنه هو النبی الذی توعدکم به الیهود فأجابوه فیما دعا إلیه و صدقوه و قبلوا منه ما عرض علیهم من الاسلام و قیمه العالیه فجاء فی میثاق النبی -ص- ما نقله عبادة بن صامت و هو أحد أعضاء الوفد قال :
کنت فیمن حضر بیعة العقبة و قد بایعنا الرسول علی أن لا نشرک بالله شیئاً و لا نسرق و لا نزنی و لا نقتل أولادنا و لا نأتی ببهتان نفتریه بین أیدینا و أرجلنا و لا نعصیه فی معروف.
و کان الوفد مرکب من الأوس و الخزرج ترأسهم سبعة من الخزرج و خمسة من الأوس حسب عددهم و کان الوفد المکوّن اثنی عشر نفراً ثم بعث الرسول معهم مصعب بن عمیر إلی یثرب لیعلم أهلها الاسلام و یقرئهم القرآن الکریم و لم یمض عام حتی أصبحت کل أسرة من عرب یثرب تضّم فریقا ممّن دخل الإسلام علی ید مصعب.
ترک النبی - ص- فی هذا المیثاق الدخول فی القتال او مساعدة جهة من الجهات المفرّقة بین الأمّة و العرب ، فسمیّت هذه البیعة ببیعة النساء أو بیعة العقبة.. فهذه ما وقعت فی العام الثانی عشر من البعثة الموافق ۶۲۳ میلادی.
۲- بیعة العقبة الثانیة سنة الثالث عشر من البعثة.
قدم وفد من یثرب إلی مکّه عدده ثلاثة و سبعون رجلاً و امرأتان ،هم أقاموا فی العقبه الثانیه حتی قابلهم الرسول ( ص) و معه عمه العباس بن عبد المطلب -کان علی دین قومه - بدأ بالحدیث فقال : یا معشر الخزرج أنّ محمّداً منّا حیث قد علمتم و قد منعناه من قومنا ممن هو علی مثل رأینا فیه فهو فی عزّ من قومه و منعة فی بلده و إنّه قد أبی إلاّ الانحیاز إلیکم و اللحوق بکم فإن کنتم ترون إنّکم وافون له بما دعوتموه إلیه و مانعوه ممن خالقوه فأنتم و ما تحملتم من ذلک ، و ان کنتم ترون أنکم مسلمّوه و خاذلوه بعد الخروج به إلیکم فمن الآن دعوه فإنه فی عزّ و منعة من قومه و بلده.
قال الخزرج : قد سمعنا ما قلت فتکلّم یا رسول الله - ص- فخذ لنفسک و لربّک ما أحببت. قال الرسول - صلی الله علیه و آله و سلم - بعد تلاوة آیات من القرآن و دعوتهم إلی الله و ترغیبهم إلی الاسلام:
«أبایعکم علی أن تمنعونی ممّا تمنعون منه نساءکم و أبناءکم»
قال البراء بن معرور : نعم و الذی بعثک بالحق نبیّا لنمنعک مما نمنع به أزرنا - فبایعنا رسول الله - ص- فنحن و الله أبناء الحروب و أهل الحلقه ورثناها کباراً عن کبار.- ولکن اعترض ابو الهیثم بن الیتهان البراء قائلاً : یا رسول الله انّ بیننا و بین الرجال حبالاً و أنا قاطعوها (یعنی الیهود) فهل عسیت إن نحن فعلنا ذلک ثم أظهرک الله أن ترجع إلی قومک و تدعنا.
فابتسم رسول الله - ص- و قال : بل الدم الدم و الهدم الهدم (یوضّح ابن هشام کلمة الرسول و یقول معناه : الحرمة أی حرمتی حرمتکم و دمی دمکم.)
ثم اتفق الرسول-ص- علی أن یختاروا منهم اثنی عشر نقیباً یمثلون قومهم.
فاختاروا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس ، و هم اجتمعوا لبیعة الرسول -ص- حینذاک اکّد العباس مرّة أخری علی المیثاق و البیعة قائلاً : یا معشر الخزرج هل تدرون علامَ تبایعون هذا الرجل؟ قالوا نعم قال : إنکم تبایعونه علی حرب الأحمر و الأسود من الناس فإن کنتم ترون إنکم اذا انهکت مصیبة و أشرافکم قتلا اسلمتموه ،فمن الآن فهو و الله إن فعلتم خزی الأموال و قتل الاشراف فخذوه فهو خیر الدنیا و الآخرة . قالوا فإنّا نأخذه علی مصیبة الاموال و قتل الاشراف فمالنا بذلک یا رسول الله إن نحن وفینا بذلک؟
قال (ص) : الجنّة . قالوا ابسط یدک. فبسط یده فبایعوه ثم عادوا نقباء الخزرج و الأوس إلی یثرب و أظهروا ، الاسلام فاسلم بها عدد کثیر من سادات بنی سلمة و أشرافهم.
فعرفت هذه البیعة -بیعة العقبة الثانیة - ببیعه الحرب لأنَّ الرسول -ص- بایعهم علی أن یحاربوا معه الاسود و الأحمر و... وعدهم الجنّة. فنری أنّ البیعة بینهما هی توحید الصفوف تجاه العدو و فبول المواثیق المتفقة بینهم لکی یعملوا کل طرف من الجانبین علی مواثیقهم فی المستقبل فی مدینه یثرب.
بالحقیقة تکوّنت الوحدة فی عهد الرسول -ص- فی مرحلتین .
المرحلة الاولی : الوحدة فی القضایا الفکریّه و العقائدیّة التی تسوق الإنسان إلی ربّه و خالقه و هی سبب تألیف القلوب و تقریب النفوس و تعاضد الناس بعضهم بعضاً بحیث یحوّلهم إلی جسد واحد و ید واحدة إذا اشتکی عضو منها تداعی سائر الجسد فإنّ النبی (ص) أوجد هذه الوحدة الفکریة و الإیدئولوژیة فی مکه المکرمة منذ ثلاثة عشرعام. و من ثمَّ نری انّ جمیع السور المکیه تدور حول الامور الاعتقادیّه یظهر فیها فساد عقائد المشرکین و ضلال تصوراتهم و قبح عاداتهم و سوء النظام الاجتماعی و الاخلاقی و کانت فی نفس الوقت تحثّ الناس علی عقیدة التوحید التّی هی حقّ الله -عزّ و جلّ - علی عباده لما فیها من صحة العبادة و التمسک بتعالیم الاسلام التی تدعو إلی مکارم الاخلاق و سّمو المبادئ التّی تمهّد إلی سعادة الدارین.
المرحلة الثانیة : الوحدة و التضامن فی العمل و الفروع التی تترتب علی الفکر الاسلامی من الجهاد و الدفاع تجاه العدو کما صرح النبی -ص- بها فی بیعة العقبة الثانیة و الالتزام بأمور آخر کالصلاة و الصوم و الزکاة و الحج و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر و غیرها من الأمور العبادیّه و الأخلاقیه و السیاسیّه ، التّی یحتاج المجتمع الاسلامی إلیها و یکون قوامه و سلامته بالعمل بها.
أشار النبی - ص- إلی هذه المرحله فی بیعته مع نقباء الخزرج و الأوس قبل هجرته إلی المدینه و المسلمون تنفذوا أمر الرسول -ص- فی المدینة بعد رجوعهم إلیها، فتکونت الوحدة الاسلامیّه فی المرحلة الثانیه حینما أراد الرسول - ص- أن یهاجر إلی المدینة مع أصحابه.
خطوات الرسول - ص- نحو توحید الصفوف فی المدینة
بعد أن هاجر الرسول - ص- إلی المدینه أصبح فی المدینه طوائف ثلاث هم : المهاجرون الذین جاؤوا من مکة ، و الأنصار من الأوس و الخزرج الذین أسلموا من سکانها الاصلین و أخیراً الیهود . فکان علی الرسول -ص- أن یکوّن من هذه الطوائف المختلفة مجتمعاً سلیماً من المسلمین فی أسرة جدیدة تحّل محلّ الأوس و الخزرج و بنی عبد مناف و بنی هاشم و غیرهم و هی الأسرة الاسلامیة الّتی ینتمی الیها المسلمون من أیّة دار و قبیلة کانت ثم بعدها ترتبط هذه الأسرة الإسلامیة بغیرها من الجماعات الّتی تعیش معهم بحیث یسود علیهم روح الاسلام و المعنویّة الإلهیة و یحقق لهم الخیر و السلامة و الهدوء للجمیع فی المستقبل القریب و البعید. فعلی هذا سلک الرسول -ص- لتحقیق آماله العظیمه فی المجتمع الاسلامی الکبیر خطوات ثمنیة الّتی تنتهی إلی الوحدة الامة الاسلامیّه تجاه الکفر العالمی فسنذکر بعضها.
* الأولی: العنایة بالأمور الفطریة : لا شک فی أن الرسول -ص- حینما بعثه الله برسالته جاء لکی یخرج الناس من الأوهام و الظلمات و الاغلال التی کانت علیهم إلی الامور الحقیقیه و الفطریة الّتی یخضع أمامها العقل السلیم.
و هذه الوحدة توجد من خلال الالتزام بالأمور الفکریه العدیدة الایجابیّه نحو الالتفات إلی المحسنات العقلیّة التی یُحبّها و یسوق إلیها کل فرد من أفراد المجتمع من دون الانتماءات الحزبیّة و القومیّه و غیرهما ، کالعدل و الصدق و الوفاء و الاحسان بالوالدین و الأخوّة و تحصیل السعادة الأبدیّه و..کذلک الابتعاد عن الأمور السیئة و القبیحه التی یحذّر الانسان نفسه عنها کالکذب و الخیانة والتّعدی والظّلم و الفحشاء و الرذائل الاخلاقیه. فنری معاً بعض الآیات الدالّه علی الأمور السابقه:
أ: إنّ الله یأمر بالعدل و الاحسان و ایتاء ذی القربی و ینهی عن الفحشاء و المنکر و البغی یعظکم لعلکم تذکرون. (النحل/۹۰)
ب: یا أیها الذین آمنوا ادخلوا فی السّلم کافّة و لاتتبعوا خطوات الشیطان إنّه لکم عدو مبین. (البقرة/۲۰۸)
ج: یسألونک عن الخمر و المیسر قل فیهما إثم کبیر و منافع للناس و إثمهما أکبر من نفعهما... (البقرة/۲۱۹)
د: لاتعبدون إلا الله و بالوالدین احساناً و ذی القربی و الیتامی و المساکین و قولوا للناس حسناً و اقیموا الصلاة و آتو الزکوة ... (البقرة/۸۳)
هـ: یا أیّها الناس إن کنتم فی ریب من البعث فإنّا خلقناکم من تراب ثمّ من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة و غیر مخلّقة لنبین لکم و نقرّ فی الأرحام ما نشاء إلی أجل مسمّی... (الحج/۵)
بهذه الآیات المکیة و المدنیة صارت الأمة الاسلامیّه أمّة متجانسة فی العقیدة متفاهمة عن طریق الدین متحدّه فی أصوله ممّا یجعل هذه الأمه الإسلامیّه أمّة ذات هدف واحد وهو تحقیق العدل و الانصاف و الوصول إلی الکرامات االانسانیه للفرد و المجتمع معاً .
و کانت مظاهر الوحدة و التوحید صلاتهم بالجماعة و حجّهم فی الموسم و امساکهم فی شهر رمضان و انفاق الموسر علی المفلس و الفقیر باسم الزکاة و غیرها..و هذه الأمور لاتنبعث إلا من الأسس الفکریه الالهیّة.
* الثانیة: بناء المسجد النبوی : حینما وصل النبی -صلی الله علیه و آله - إلی المدینة بدأ فی بناء مسجده فی المکان الذی نزلت فیه ناقته. و قد اشترک الرسول-ص- فی بنائه مع الاصحاب من الانصار و المهاجرین و حاول بنفسه بینهم ، فکان عمله قدوة للجمیع و رمزاً لتوحید صفوفهم حیث صار المسجد مکاناً لعبادة الله و مدرسة للتعلیم و التهذیب، و حینما تمّ بناءه حبّاً لله - عزّ و جل- جعل النبی-ص- مسجده داراً لمشاورة أصحابه معه فی أخصّ شئوونهم و محکمة للقضاء الاسلامی لکی یفصل رسول الله - ص- بینهم فی المخاصمات و المنازعات . و ایضاً جعل المسجد مرکزاً للقیادة العسکریة حیث یعقد فیه الألویه للرؤساء و القیادات.
فبناء المسجد النبوی صار خطوة لتوحید الصفوف و تلفیقهم کاّنه (ص) أراد به جمع کلمة المسلمین و تنظیم الحکم الاسلامی خطوة بعد خطوة کما نری ارسال الرسائل و المعاهدات منه و استقبال الوفود و الرسل من قبل الدول و القبائل فیه فأنزل الله (تعالی) علی رسوله (ص):
« لمسجد أسس علی التقوی من أول یوم أحقّ أن تقوم فیه، فیه رجال یحبّون ان یتطهروا و الله یحبّ المتطهرین. » (۲۰)
فاسطوانات المسجد کاسطوانة الوفود و المحرس و التوبة و .. فی هذا الیوم کانت رمزاً لأهداف الرسول (ص) فی توحید کلمة المسلمین و تجمعهم و اهتمامه علیه.
* الثالثة: المؤاخاة بین المهاجرین و الأنصار : و قد آخی رسول الله (ص) بخمسة أشهر بعد مَقْدَمه إلی المدینة و قیل ثمانیة أشهر بین القبائل و الطوائف علی الحق و المواساة و التوارث(۲۱) -کان عددهم تسعین أو مائة نفراً- فی ثلاث طوائف :
أ: بین مهاجر و مهاجر ب: بین أنصاری و أنصاری ج: بین أنصاری و مهاجر
فحلّت هذه المؤاخاة محلّ ما کان یعرف فی الجاهلیة باسم الحلف فتوثقت وحدة المسلمین فی المدینة بعد ما کان فیها قبائل مختلفة فأصبحوا قوة کبری تجاه الکفر العالمی فی ذلک الیوم فظهرت ثمار هذه المؤاخاة فی الجهاد فی سبیل الله -کما نری فی غزوة بدر الکبری حیث شارک فیها (۳۱۳) شخصاً من ثوار المسلمین(۲۲) و قیل (۳۲۴) رجلاً فهذه المجموعة مؤلفة من ثلاثة و ثمانین (۸۳)من المهاجرین و واحد و سبعین (۷۱) من الأوس و مأئة و سبعین (۱۷۰)من الخزرج . فغلبوا هؤلاء علی تسعمائة و خمسین (۹۵۰) رجلاً من الأعداء المحاربین .(۲۳)
فالمؤاخاة خطوة أخری للوحدة الاسلامیّه فاهتم بها رسول الله -ص- فی کل آنٍ من الآنات و لم یغفل منها فی الغزوات و السریّات و غیرهما حیث کانت الوحدة أساساً للحرکات البنائیه للمجتمع الاسلامی الملیونی و الملیاردی فی المستقبل
* الرابعة: المعاهدة بین المسلمین و غیر المسلمین : جعل النبی-صلی الله علیه و آله-توحید الله أساساً قویماً و محوراً ثابتاً لتجمع أتباع الأدیان السماویة المختلفة فدعا هم علی ذلک الاساس کما جاء فی قول الله - عزّ و جل- :
« یا أهل الکتاب تعالوا إلی کلمة سواء بیننا و بینکم ألّا نعبد إلّا الله و لانشرک به شیئاً و لایتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله.»(۲۴)
و ایضاً قال عز من قائل :
« و من یکفر بالطاغوت و یؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقی لا انفصام لها»(۲۵) فالتوحید حبل ممدود یمکن أن یتمسّک به کل فرد عاش تحت رایة لا اله إلا الله و آمن بموسی و عیسی- علیهما السلام- أو أحد أنبیاء الله. ففی ضوء هذه الآیات الکریمة المتقدمة عقد الرسول - صلی الله علیه و آله-اوّل معاهدة بین المسلمین و الیهود فی المدینة فمّد ید المودّة و الأخوة إلیهم و یتّفق معهم علی التضامن و التعاون حتی تکون المدینة کلّها صفّاً واحداً و لایطمع فی المدینه طامع و لاینال منها عدو.
انعقدت هذه المعاهدة بإسم (الصحیفة) فی السنة الأولی من الهجرة قبل وقعة بدر الکبری. تناولت هذه المعاهدة بنوداً هامّة من التوحید و وحدة الکلمة و الالتفات إلی الجهات المشترکة بین المسلمین و غیرهم من أهل الکتاب .
* الخامسة: إبرام المعاهدات و إرسال السفراء إلی البلاد : نجد فی التاریخ أنّ النبی -صلی الله علیه و آله - عقد معاهدات مع الجماعات الّتی کانت محاربة لها أو الّتی اختارت طریق السلم إزاء دعوتها فبعث النبی - ص- سفراءه مع الرسائل إلی الملوک و رؤساء الدول المجاورة للحجاز یدعوهم إلی الإسلام لکن یرتغبوا فی الاسلام و لم یطلب منهم الخضوع و التذلل ،کما نری :أن الرسول -ص- بعث دحیة بن حلیفه الکلبی إلی هِرقل قیصر الروم و بعث عمروبن أمیّة الضمری إلی نجاشی الحبشة و هکذا أرسل عبد الله بن حذافة السهمی إلی کسری فارس(۴۵) و أرسل اشخاصاً إلی الآخرین و کان لها أثراً ایجابیاً و نکتفی هنا بنموذج من الرسائل و هو رسالة إلی قیصر ملک الروم ،جاء فیها:
بسم الله الرحمن الرحیم من محمّد رسول الله إلی هِرقَل عظیم الروم،
سلام علی من اتبع الهدی ، امّا بعد فإنی أدعوک بدعایة الإسلام، أسلم تسلم یؤتک الله أجرک مرتّین فإن علیک إثم الأریسیّین ،
« و یا اهل الکتاب تعالوا إلی کلمة سواء بیننا و بینکم أن لا نعبد إلا الله و لانشرک به شیئاً و لایتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون.»
و ردّ علیه هرقل بعد قبول کتاب رسول الله-ص- قائلاً:
إلی أحمد رسول الله الّذی بَشَّرَ به عیسی [علیه السلام] من قیصر ملک الروم إنّه جاءنی کتابک مع رسولک و إنّی أشهد أنک رسول الله -ص- نجدک عندنا فی الإنجیل بشّرنا بک عیسی بن مریم و إنی دعوت الروم إلی أن یؤمنوا بک فأبوا و لو اُطاعونی لکان خیراً لهم و لَوَدَدتُ إنّی عندک فأخدمک و أغسّل قدمیک.(۴۶)
فهذه هی خطوة کریمة أخری التی صدرت عن النبی -ص- لتوسیع وحدة الکلمه و کلمة التوحید، فالدعوة إلی التوحید و إلی النبوة دعوة إلی توحید الصفوف و إحیاء روح الاسلام فی أمّة واحدة تنال بقاع الأرض کلّها، فهذه المنهجیة اثّرت علی نفوس الناس و أوقعت الاسلام فی أعماق ضمائرهم بحیث آمن به جیلاً بعد جیل فتشمل هذا الیوم أکثر من ربع المسکونی العالم، فالرسول - ص- هو الذی بدأ بایجاد الوحدة و توحید الصفوف بین الأشخاص و الوحدات و رکّز علیها و اعتقد أنّ الوحدة فی الأمّة هی رمز الانتصار و رمز النجاح و السعادة و من ثمّ حرض المسلمین علیها فأنزل الله -تبارک و تعالی - علی رسوله فی المدینة(۴۷) الآیة الکریمة:
« و اعتصموا بحبل الله جمیعاً و لاتفّرقوا و اذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم أعداءاً فألّف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخواناً و کنتم علی شفاحُفرة من النار فأنقذکم منها کذلک یبیّن الله لکم آیاته لعلکم تهتدون.»(۴۸)
الآیة المتقدمة صارت هتافاً و تذکاراً للطوائف و القبائل الموجودة فی المدینة المنورة من الأوس و الخزرج و غیرهما حیث أنّ الحروب تطاولت بینهم مائة و عشرین سنة و لکن الله-عز و جل-أذهب عنهم الخلاف و النزاع فزالت تلک الأحقاد ببرکة الاسلام و نبیه المکرم-ص-(۴۹) و حینما أراد المشرکون و الکفار إعادة تلک الخلافات و البغضاء و الشحناء لتحصیل أهداف الخبیثة فنزلت الکریمة المتقدمة.
و ذکر بعض المفسرین أنّ «الحبل» فی الآیة الکریمة هو «القرآن الکریم» و هو حبل الله الممدود من السماء الی الأرض.(۵۰)
و ذکر الآخرون ان الحبل هو التوحید و الولایة و کلّها تهدی الی الأمام و ذلک قول الله - عز و جل - إنّ هذا القرآن یهدی للّتی هی أقوم.
قال الفیض الکاشانی (ره):
مآل الکلّ واحد یفسره قول النبی (ص) حبلین ممدودین طرف منهما بید الله و طرف بأیدکم و انّهما لن یفترقا جمیعاً مجتمعین علیه، - و لاتفرقوا - و لا تتفرّقوا عن الحق بایقاع الاختلاف بینکم.(۵۱)
مظاهر الوحدة الاسلامیة فی عهد الرسول (ص)
و فی النهایة نشیر إلی مظاهر الوحدة الاسلامیّه فی عصر الرسول (ص) الّذی اکّد علیه و رغّب علی المشارکة فیه نحو صلاة الجماعة التی تقام فی کل یوم خمس مرّات والجمعة فی کل اسبوع مرّة واحدة مع القاء الخطبتین المعنوییتین الحیویین و صلاة عیدالفطر فی کل سنة ( بعد دفع زکاة الفطرة إلی الفقراء ) التی تحکی عن طهارة المجتمع اخلاقیّاً و سیاسیّاً و اقتصادیّاً و إتیان الحج فی الموسم فی کل سنة مع حجاج بیت الله الحرام حیث یشارک فیها المسلمون من الاجناس المختلفة من أقطار العالم و هم ضیوف الرحمان جمیاً و یتجاوز عددهم فی هذا الیوم إلی ملیونین فأکثر و ایضاً تنظیم فئات جهادیة و دفاعیّة تجاه أعداء الإسلام خصوصاً الیهود العنود
و من ثَمَّ انتصر النبی (ص) و المسلمون علی الیهود فی قلعتهم الحصینة و هی خیبر و للمسلمین انتصارات عظیمة أخری فی مواقف عدیدة تتجاوز عددها عن العشرات من الغزوة و السریة التی تحققت فی زمن النبی (ص).
فعلی هذا لکل منها برکات و ثمار عدیدة یمکن التحصّل علیها فی ظل الاسلام الذی یوحّد صفوف المسلمین کما نری فی خطبة النبی - ص- فی حجّة الوداع الّتی القاها فی مسجد الخیف بمنی أواخر عمره - ص- ، جاء فی الحدیث التالی:
عن ابی عبدالله الصادق - علیه السلام- قال:
أنّ رسول الله - ص- خطب الناس فی مسجد الخیف فقال:
« نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ حَفِظَهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ یَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَیْرُ فَقِیهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَتَکَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَ یَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، هُم یَدٌ عاب مَن سِواهُم.»(۵۲)
و قال ابوعبدالله (ع):
« مَنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِینَ قِیدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ.»(۵۳) ؛ أی کأنه خرج عن الاسلام و البرکات الّتی تشمل علیه حیث خرق الحبل المحیط علی المجتمع الاسلامی فی بقاع الأرض و بلادهم.
فالوحدة و توحید الصفوف شعار نبیّنا محمّد - صلّی اللّه علیه و آله و سلّم - و الأئمة المعصومین -علیهم السلام- مع صاحب الأدیان الإلاهیة السماویة لاسیّما توحید صفوف المسلمین تجاه العدوّ فی هذا الیوم و ذاک.
الهوامش:
۱- البقره : ۲۱۳/
۲- الاعراف : ۱۵۸/
۳- الأنبیاء، ۹۲/
۴- البقرة، ۲۱ و ۲۲/
۵- الحجرات، ۱۳/
۶- فیعرف هؤلاء بـ « لعقة الدم »
۷- السیرة النبویة ، ابن هشام ، ج ۱ ، ص ۲۱ ؛ فی الهامش.
۸- هذه الصفات هی نوع من العنصریة الفاسدة حیث تجلت و تظهر فی کل شخص حسب حالاته.
۹- السیرة النبویة ، ابن هشام ، ج ۱ ، ص ۲۱۰- ۲۰۹ ؛ مروج الذهب ، المسعودی ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ ؛ الطبقات الکبری ، ابن سعد ، ج ۱ ، ص ۱۴۶/
۱۰- المؤمنون : ۵۲/
۱۱- یظهر أنّ الرجل کان ذافراسة و لکن لم یکن موفقاً.
۱۲- الحجرات : ۱۳/ نزولها بمکة یوم فتحها : البرهان فی علوم القرآن ، الزرکشی ، ج ۱ ، ص ۲۸۲/
۱۳- الجامع لأحکام القرآن ، القرطبی ، ج ۱۶ ، ص ۲- ۳۴۱/
۱۴- أسدالغابة فی معرفة الصحابة ، ابن اثیر ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ - رقم الحدیث ۱۴۰۷/
۱۵- بحارالانوار ، ج ۳۸ ، ص ۲۵۷ - رقم الحدیث ۴۹/
۱۶- بحارالانوار ، ج ۳۸ ، ص ۲۴۲ - رقم الحدیث ۴۰/
۱۷- النبط : هم اقوام عاشوا فیما بین النهرین.
۱۸- معجم رجال الحدیث ، ج ۷ ، ص ۴۴ ؛ الخصال، الشیخ الصدوق، ج۱، ص۳۱۲/
۱۹- موسوعة نضرة النعیم فی مکارم أخلاق الرسول الکریم، ج۲، ص۴۹ ، ح۲۱/
۲۰- التوبة:۱۰۸/
۲۱- ثبت التوارث بعد نزول الآیة الکریمة « وأولوالأرحام بعضهم أولی ببعضٍ فی کتاب الله »؛ وفاء الوفاء بأخبار دارالمصطفی ، السمهودی ، ج ۱ ، ص ۲۶۷/
۲۲- المغازی للواقدی ، ج ۱ ، ص ۱۵۷/
۲۳- الکامل فی التاریخ ، ابن اثیر ، ج ۲ ، ص ۱۱۸/
۲۴- آل عمران : ۶۴ .
۲۵- البقرة : ۲۵۶/
۲۶- ربعة : هی الحالة التی کانوا علیها عند ظهور الاسلام.
۲۷- یتعاقلون : یأخذون الدیات لأهل المقتول أی یکونون ما کانوا علیه مِن إعطاء الدیات و أخذها.
۲۸- عاینهم : أسیرهم.
۲۹- معاقلهم : دیاتهم.
۳۰- مفرَح : مثقلاً بالدین کثیرالعیال.
۳۱- فداء أوعقل : دیة
۳۲- دسیعة : أی طلب عطیة او دفعاً علی سبیل الظلم. الدسع بمعنی الدفع و العطیة.
۳۳- یبئ : یکفّ و یمنع.
۳۴- اعتبط : قتل بدون سبب یستدعی ذلک.
۳۵- قود : قصاص فی القتل.
۳۶- صرف : توبه.
۳۷- عدل : فِداء.
۳۸- یوتغ : یهلک.
۳۹- جواسیس و أفراد الخاص من الیهود.
۴۰- المقصود منها حدود یثرب فصارت حرماً.
۴۱- دهم : فجأ أمر عظیم.
۴۲- یلبسونه: یخالطونه و یشترکون فیه.
۴۳- مکاتیب الرسول (ص) ، الشیخ علی الاحمدی المیانجی، ج۳، صص۶-۴۴ ؛ دراسات فی ولایة الفقیه، ج۳، صص۷-۷۴۵/
۴۴- النساء : ۵۹/
۴۵- ر ، ک : مکاتیب الرسول ، علی الأحمدی المیانجی.
۴۶- مجموعة الوثائق السیاسیّه فی العهد النبوی و الخلافة الراشدة ، الدکتور محمد حمیدالله الحیدرآبادی. ص ۳۵- ۳۷ .
۴۷- البرهان فی علوم القرآن ، الزرکشی ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ؛ یصرح فیه أنّ هذه السورة مدنیّة و هی الثالثة الّتی نزلت فی المدینة.
۴۸- آل عمران : ۱۰۳/
۴۹- مجمع البیان فی تفسیرالقرآن ، الطبرسی ، ج۴ ، ص ۴۸۳ ؛ التفسیر الکبیر ، الفخر الرازی ، ج ۸ ، ص ۱۶۳ .
۵۰- الدر المنثور، السیوطی ، ج۴، ص۲۸۴/
۵۱- الصافی ، ج۱، ص۳۶۶/
۵۲- الأصول من الکافی، محمد یعقوب الکلینی، ج۱، ص۴۰۳، ح۱ ؛ بحارالانوار، المجلسی، ج۲۷، ص۶۷، ح۳/
۵۳- الاصول من الکافی، ج۱، ص۴۰۴، ح۴/
source : www.sibtayn.com