بسم الله الرحمن الرحيم
آداب اجتماعية
السيد سامي خضرة
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
التقاليد التي بها نعتز و نفتخر .
و لم يكن هذا إلا نتيجة الهجمة الغربية الشرسة على ديننا و أخلاقنا ، و التي يلعب الإعلام دوراً هاماً يوميا في نشرها و تجذيرها ، و ليس هذا مستغرباً فقد { ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم } / سورة البقرة آية 109 ، لذا كان هذا التراجع الكبير عن أخلاقنا و آدابنا أمام ما هو مستغرب و مستهجن و محرم .
فكان لا بد من رد عملي ميداني يأتي في سياق الردود الواجبة ، دفاعاً عن الأجيال الصاعدة ، و تحصيناً لشبابنا في سلوكهم و آدابهم .
فجاءت هذه الخطوة الأولى المتواضعة لنشر و تعليم بعض من أخلاقنا . . هذه الخطوة التي و إن بدت بسيطة كمن يرد السيف بيده إلا أنها أقل الواجب في تنبيه الأمة لما يجري ، و فيها شيء من تدعيم لوجودنا ، وصيانة لمجتمعنا ، و تأكيد لتاريخنا ، و اعتزاز بأصالتنا .
فكان لا بد من وقفة . . . و كلمة ":
" و وصىَّ بها إبراهيم بنيه و يعقوب ، يا بنيَّ إنَّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون "/ سورة البقرة آية 132 .
وإلى اللقاء عند وعد الله جل جلاله .
المعتز بدين الله
سامي حسن خضرة
آداب التعامل مع الأب و الأم و الجد و الجدة
إذ دخلت عليهم أو على أحدهم فكن البادئ بإلقاء التحية مبتسماً ، أما إذا كنت لا تراهم يومياً ، فصافحهم و قبِّلهم أو قبِّل أيديهم .
افتتح الحديث بما يرغبون الاطمئنان عنه و معرفة أخباره أو ما يسرهم سماعه .
احرص قدر الإمكان على عدم قيامهم لعمل ما بأنفسهم أثناء وجودك جالساً معهم و أنت تنظر أو تتلهى بما ليس ضرورياً . . . إلا إذا كانت رغبتهم في ذلك .
إذا جلست معهم إلى مائدة الطعام فابدأ بالسكب في صحونهم أولاً و قرِّب إليهم البعيد مما يرغبون في أكله قبل أن تبدأ بنفسك .
لا تدعهم يقومون عن مائدة الطعام لفتح الباب أو استقبال الزائرين أو للرد على الهاتف أو لإحضار شيء وتبقى جالساً .
بعد الانتهاء من تناول الطعام ساعدهم على نقل الأواني إلى المطبخ و وضع كلاً منها في مكانه المخصص ، في البراد أو المجلى (حوض الغسيل) . . .
إذا أردتم مغادرة البيت لرحلة أو نزهة أو زيارة . . . ، فكن أنت الذي يحمل الأغراض ، خاصة ، الثقيلة منها ، و لا تدعهم ينتظرونك خارجاً مع الحر أو البرد الشديدين فيما أنت ترتدي ثيابك أو تسرح شعرك أو تتحدث مع أصدقائك .
كن أنت الذي يخرج أخيراً من المنزل ، و يتفقد إحكام غلق الأبواب ..
لا تخاطبهم بصيغة الأمر ، أو بلهجة المستفهم الموبخ كأن تسأل : " لم تأخرت عن كي الملابس ؟!" أو " ألم تغسلي بعد ؟! " أو " كان يجب عليك أن تفعل ذلك . ." و إذا كان لا بد من التذكير فليكن ذلك بلطف و هدوء كأن تقول : " ظننتك سوف تغسلين " ، " ليته كان نظيفاً " ، " أعتقد أنك لو فعلت ذلك كان مناسباً " .
لا تضطرهم على فعل أمر يكرهون القيام به أو يبغضونه و لا تثقل كاهلهم بما لا يطيقون .
لا تصرخ في وجوههم ساخطاً ، و لا ترم ما في يدك غضباً أمامهم كما ترى ذلك كثيراً في الأفلام ، بل لا تقل لهم " أف" .
إذا كانوا طاعنين في السن أكثر من زيارتهم ، و إذا اعترضتهم ضائقة مالية و كنت ميسور الحال فمن الواجب عليك أن تبادر فوراً لقضاء حاجتهم كي لا يضطروا للطلب منك فضلاً عن غيرك .
آداب التعامل مع العلماء
احترام العلماء الربانيين الذين يرشدونك إلى طريق الخير و حسن ثواب الآخرة ، واجب الهي فلا تهمله أبداً .
بادر بإلقاء التحية عليهم و صافحهم بكلتا يديك تحبباً و لا بأس بتقبيل جباههم و خدودهم مع عدم وجود ازدحام أو مانع .
ليكن جلوسك أمام العالم غاية في الأدب فتجلس جامعاً رجليك و لا تمدهما أو تحركهما بطريقة عبثية .
كن منصتاً لكلامه بأذنك و قلبك ، و منتبهاً لما يقول ، فاستماع العلم و العمل به من كمال العقل و الإيمان و الفطنة .
لا تقطع عليه حديثه و لا ترفع صوتك فوق صوته و لا تعلق على كلامه قبل أن يكمل ، أو تغادر المجلس و هو يتكلم ، أما إذا كنت مضطراً فاستأذنه .
لا تتله في مجلسه بما يقع في يدك من الأشياء ، كأن تعبث بعلاقة مفاتيح مثلاً أو قلم أو ما شابه فإنه من سوء الأدب .
لا تصرف انتباهك عنه أو تكثر الالتفات و لا تتحدث بالهاتف أو مع من بجانبك أثناء حديثه ، أما إذا اضطررت فاطلب الإذن منه صراحة أو بإشارة من يدك .
لا تناده - كما يفعل البعض - " يا شيخ " بل " مولانا" وحدها أو متبوعة "بالسيد" أو "الشيخ" ، أما إذا كنتما في جلسة عامة و أردت الإشارة إليه فلا بأس بزيادة كلمة " فضيلة " أو " سماحة " .
لا تسأله تعنتاً أو تحدياً لمعلوماته بل اسأله تفهماً بنية الاستزادة و المعرفة و التوضيح .
لا تفرض جواباً مسبقاً على سؤالك كأن تقول : " أليس يجب ذلك ؟!" أو" فإن ذلك جائز قطعاً " .
لا تهدر وقتك و وقته بالسؤال عما ليس مكلفا الإجابة عنه كقولك : " سألت فلاناً و قال كذا . . . و سألت فلاناً فأجاب بكذا و سألت ثالثاً فقال يجوز . . . " فهو ليس مجبراً على شرح كلام غيره أو تصحيح أخطائهم أو تصويب سوء فهمك و نقلك الكلام .
لا تسأل عالماً لست واثقاً من علمه و تقواه لأنه لا معنى حيينها لسؤالك .
إياك أن تُحمِّل كلامه أكثر مما يحمل أو تُفسره بما لم يقصد ، أو تزيد على جوابه ، و هذا -للأسف- ما يحصل غالباً و فيه الإساءة لكما .
من الأفضل تذييل سؤالك بدعاء ، خاصة في الجلسات العامة مثل : " جزاكم الله خيراً " أو لكم الأجر " أو " أفتونا مأجورين " .
اقتصر في طلب الكلمة أو الدرس أو المحاضرة على الموضوع مباشرة دون مقدمات كأن تقول : " طلبنا من فلان و اعتذر فجئنا إليك " أو " قصدنا فلاناً ثم فلاناً فلم نجدهما و لم يبق غيرك " أو " قيل لنا عنك " .
لا تغادر مكاناً يجمعكما قبل أن يخرج مغادراً أمامك ، إلا إذا استأذنته أو أراد هو ذلك .
قدِّمه عليك دوماً إذا ترافقتما مشياً ، أما الأماكن الخطرة أو المزدحمة أو المجهولة فتقدم عليه للاستئذان له أو لحمايته .
احرص على أن تقوم عنه بالأعمال ، خاصة التي تهدر وقته ، و إن استحب له ذلك أو أراد فعله .
إذا كانت علاقتكما شبه يومية أو خاصة أو مميزة ، فلا تسافر مدة طويلة بغير استئذان منه أو إخباره وإن كان سفرك لحج أو زيارة .
عندما تلتقيان بادر بسؤاله عن أحواله و أعماله ، و عند وداعه اسأله الدعاء في مظان الإجابة .
إذا ما حصل طارئ أو خطرٌ في البلد فبادر بالاطمئنان عن أمنه و حاجاته ، فأنت أسرعُ منه حركةً ، و عادةً ما يكون مستهدفاً للأذى أكثر من غيره .
آداب التعامل مع الأقارب و الأرحام
صلة الرحم واجب عليك فاحرص على أدائها ، فضلاً عن فوائدها الدنيوية والأخروية .
صلة الرحم ليست مختصرة على الزيارات المنزلية بل ربما تكون باتصال هاتفي ، أو رسالة خطية ، أو إرسال هدية أو شخص في بعض حالات الاضطرار .
ليس لصلة الرحم كيفية معينة و ليست محددة بزمان معين بل هي بحسب :
درجة الصلة .
الموقع الجغرافي .
الظروف الطارئة .
فأمك و أبوك ليسا كابن أخيك و خالتك ، و هذان ليسا كابن عمك و ابن خالتك ، و أولئك ليسوا كابن عم جدك و ابن خال أمك .
و جارك من أرحامك في نفس المبنى أو الحي ليس كمن هو في حي آخر أو في الضواحي ، و ليس هذا كمن هو في مدينة أخرى أو في بلاد الغربة و ليس من هو حرٌ في تصرفاته كمن هو مقيد في صحته أو أمنه أو استطاعته .
لا يسقط عنك واجب صلة الرحم حتى لو لم يقم به الآخرون ، فلا تقطعهم و إن قطعوك ، فمن الإيمان و الأخلاق أن تصل من قطعك . . .
من الأخطاء الشائعة أن تقابل الزيارة بزيارة أو نوعية صلة الرحم بما يوازيها من الاتصال أو الهدية مقتصراً على ذلك و في هذا شبهة كبيرة لمن أحسن التأمل ، بل ربما وجبت عليك المرات ، كزيارة أمك ، كما تجب زيارة من أصابه مرض مقعد من أقربائك أو من كانت له ظروف خاصة .
من حق رحمك عليك أن تنصحه أو تنبهه أو تحذره في أمور دينه و سلوكه و علمه و تخصصه و تجارته و سفره و إقامته وعلاقاته و أعماله المختلفة .
لا تُغلِّب صلتك الرحمية على صلتك الإسلامية ، و هذا من العصبية العمياء ، بل الإسلام يعلو ، و لا يعلو عليه بصلة قبيلة أو عشيرة أو عائلة . . . و لا تنس أن أبا جهل وأبا لهب رمزي الكفر في صدر الإسلام كانا عمَّي رسول الله (ص) و لم ينفعهما ذلك .
غلب حكم الله و شرعه مع أرحامك على عواطفك في الإرث و الزواج و الطلاق و النجاسة و الطهارة و حدود الله تعالى و سائر الاختلافات . . . و لا مجال هنا للتفصيل أكثر .
فإن وليَّ محمد (ص) من أطاع الله و لو كان عبداً حبشياً ، و عدوَّ محمد (ص) من عصى الله و لو كان قرشياً هاشمياً ، فالعائلة في خدمة الإسلام ، وليس الإسلام في خدمة العائلة بالمعنى النفعي الضيق .
آداب التعامل مع الأستاذ
عند دخولك الصف ، سلم عليه أولاً ثم على زملائك .
إذا دخل الأستاذ الصف و ألقى التحية ، فردَّ تحيته بما جرت عليه العادة من الرد باللسان أو الوقوف احتراماً ، و انقطع فوراً عن الأحاديث الجانبية ، و أعد الكتاب و الدفتر و ما يلزم للدرس .
توجه إلى شرح أستاذك بجدية أثناء كلامه و توضيحاته على اللوح .
لا تضحك لأي كلمة أو حادثة في الصف ، خاصة تعليقات زملائك إلا أن يكون الأستاذ راضياً أو مشاركاً في ذلك .
إذا كان لديك سؤال أو استيضاح ، أشر طالباً الإذن و لا تؤخره ، و لكن إذا طلب الأستاذ التأخير لدقة الموضوع مثلاً ، أو تجنباً للفوضى ، فلا بد لك من تدوين السؤال كي لا تنساه ، و باختصار ، حتى لا تنصرف عن الشرح .
لا " تتذاك " بأسئلتك على أستاذك بل كن جاداً و هادفاً .
لا تستهزئ بأستاذك أو تروي عنه النوادر المضحكة و لا تشارك الآخرين فعلهم هذا ، بل يجب أن تنهي عن ذلك .
إذا غاب عن الدرس لأكثر من مرة ، اسأل عنه ، فإن كان مريضاً ، زره مع زملائك في موعد محدد مسبقاً ، و أظهر اهتماماً به ، و كن صادقاً في ذلك .
إذا صادفته في الشارع ، أو في مكان عام ، تبسم و توقف عن المشي هنيهة محيياً إياه ، و دع الآخرين ينتبهون لذلك فتكون قد :
أشعرته بالسرور و الاهتمام و الاحترام .
علمت الآخرين عادة حسنة .
إذا التقيته في مناسبة اجتماعية ، فاحرص على أن تكون الضيافة له قبلك ، و عرفه على الحاضرين معتزا به .
إذا رأيته بعد سنوات طويلة ، و كنت قد تخرجت من الجامعة ، أو تعمل في التجارة الحرة ، و قد ظهرت على أستاذك بصمات الزمن ، فاقترب منه بأدب و عرفه بنفسك و عملك مذكراً إياه ببعض الذكريات الجميلة ، و لا تظهر استهجاناً و استغراباً إذا لم يذكرك بسرعة ، ثم ودعه بتحية و ابتسامة .
آداب التعامل مع الجيران
لا تنس أن الله تعالى قد أوصى بالجار ، حتى ظن أنه سيورثه ، و قيل أنه قد يرث في حالات قليلة .
جيرانك كأنهم أرحامك ، بل قد تعيش مع الجيران أكثر مما تعيش مع الأرحام ، فتعرف عليهم ولو إجمالاً .
حسن العلاقة مع من تراه مناسباً منهم ، و على الأقل ، عليك بالحد الأدنى من حسن العلاقة مع الجميع كإلقاء التحية ، و الابتسام ، و السؤال عن الحالة و الصحة و بعض الأمور العامة المعروفة .
إن لم يكن بينكم تزاور ، فعليك المبادرة إلى ذلك خاصة عند الأحداث الطارئة المحزنة كالوفاة ، و المرض الشديد ، و عند المفرحة منها .
من المناسب جداً أن تخص جيرانك بين الحين و الآخر بهدية خفيفة خاصة :
بعض الثمار أو الخضار من بساتينك أو قريتك .
إذا كنت في سفر .
بعض الحلوى أو طعام نادر أو مميز .
لا تفعل مطلقاً ما يزعجهم من قبيل :
جعل الماء أمام باب دارهم أو على شرفاتهم .
إلقاء شيء على غسيلهم أو سيارتهم .
وضع القاذورات بشكل مكشوف و مقزز عند مدخل المبنى أو الدرج أو المصعد .
توقيف سيارتك بحيث لا تترك مجالاً لتوقيف أخرى بجانبها .
إذا رأيت أحدهم محتاجاً لمساعدة أو مرتبكاً ، فاعرض عليه مساعدتك مباشرة :
فإن كان يحمل أغراضاً كثيرة ، خذ بعضها و احملها بنفسك ، خاصة الكبير في السن أو المرأة الحامل أو التي تمسك ولدها .
إن كان مريضاً أو مصاباً يحتاج لدخول المستشفى ، أحضر سيارتك أو سيارة أجرة فوراً ، لأنه قد لا يستطيع قيادة سيارته بأمان ، بل قد يتسبب بكارثة أكبر .
إذا شب حريق في بيت الجيران ، ساعدهم على إخراج الأطفال و العجائز أولاً ، ثم تعاونوا على إطفاء الحريق ، أو استدعاء المختصين .
إذا قرع بابك في أي وقت مضطراً ، تفهم اضطراره و ساعده قدر استطاعتك بلطف و اهتمام ظاهرين ، فربما تمر بنفس الحال يوماً .
إذا كانت علاقتكما متينة ، لمح أمامه بأوقات راحتك حتى لا يزعجك و لا تزعجه
تعاونوا دائماً على الأمور الحيوية ، خاصة فيما يتعلق بالماء و الكهرباء و نظافة المبنى . . ، فإن في ذلك اليسر لكما و لن يستغني أحدكما عن الآخر .
آداب الحديث و الزيارة
حاول قدر المستطاع أن لا تزور أحداً ، إلا بعد أخذ موعد مسبق .
لا تقرع باب من ذهبت لزيارته أكثر من مرتين أو ثلاثة ، و لا بأس بترك رسالة له تخبره فيها أنك لم تجده .
إن كنت في زيارة أحد ، اجلس حيث يريد صاحب البيت لا حيث تريد لأنه أعلم بعورات منزله .
لا تجلس مقابل باب غرفة النوم أو المطبخ .
إن كنت أنت صاحب المنزل فلا تطلب من الضيف أن ينزع نعليه فيما أنت تلبسه ( تنتعله ) .
لا تناقشه في المواضيع الهامة و الحساسة فور وصوله .
إذا لم تتيسر الضيافة لسبب ما أو كان الوقت قصيراً ، فلا تترك الضيافة السريعة و لو القليل من العطر و أنت تودعه
لا تجعل ضيفك قلقاً نتيجة حركاتك و كلماتك السريعة ، أما إذا كان لديك عمل طارئ او موعد قريب ، صارحه بذلك معتذراً بأدب .
لا تحدثه بالأمور التي تستفزه أو تزعجه أو تخجله ، و لا تنقل إليه أحاديث الغير عنه أو آراءهم بحقه ، بل كن صريحاً معه فيما تريد قوله .
تكلم بصدق معه و لا تكثر الحلف و الأيمان .
إذا كان ضيفك سيمكث عندك ساعات ، أو سوف يبيت ، أرشده إلى المرحاض و المغسلة ، و أحضر له ماء للشرب على الأقل . . . و بعض الفواكه مع الإمكان ، و سجادةً للصلاة و مصحفاً و حدد له جهة القبلة .
إذا كان ضيفك قد جاء في سفر طويل أو مرهق ، و يمكنك أن تفرد له غرفة مستقلة مع تأمين وسائل راحته فافعل ذلك فوراً فهو بحاجة لخلع ملابسه ، و للراحة و الاستلقاء أكثر من حاجته لأحاديثك الطويلة .
إذا كنت قد وعدته بمتابعة موضوع معين ، فدون ذلك كي لا تنساه ، و تابعه ثم اتصل به مخبراً إياه النتائج و إن لم تكن حسب ما يريد .
آداب التعامل مع الإخوان و الأصدقاء
تذكر أن لك إخوانا لم تلدهم أمك ، و أن الأخوة قي الله لا انفصام لها في الآخرة كما في الدنيا ، و أن المرء كثير بإخوان الصدق ، و أنها أمتن علاقة بين بني آدم .
لا تتهاون بحق أخيك عليك في نصحه و نصرته و إعانته .
تغاض عن أخطائه إن فعل ، فكلنا خطاءون . . .
لا تتركه وحيداً عند الضائقة و البلاء و المصيبة . . . و إن طلب ذلك تخفيفاً عنك
إذا غاب عنك على غير عادته ، فاسأل عنه مطمئناً عليه ، و قم تجاهه بما يلزم .
أطلعه على أهم المستجدات المفصلية ، و الأحداث الهامة في حياتك . . .و لا تجعله يعرف ذلك صدفة أو من الآخرين .
لا تتوقع و لا تنظر من علاقتك معه ثمناً مادياً .
لا ترفض له دعوة لطعام و لا هدية اختصك بها .
تعامل معه في منزلك و خصوصياتك كما تحب أن يعاملك في منزله و خصوصياته .
مهما بلغت علاقتكما من المتانة و وحدة الحال . . فلا تتخل في تعاملك معه عن الأدب و الحشمة .
ميز بين من يحبك في الله تعالى و من يحبك لمصلحة آنية .
أحب الصديق الصدوق الذي يرشدك إلى عيوبك ، لا الذي يغطيها .
إذا وقع بينكما ما يقع بين أعز البشر ، من سوء تفاهم أو مشكلة :
فلا تؤجج النار بينكما .
لا تتعامل بحدة أو تحد مع المسألة .
كن في تعاملك مع المشكلة كأنك حكمٌ و ليس طرفاً .
تصرف و كأن الحق كله عليك ، و إن كان الحق معك برأيك .
لا تفضح أسراره ، و لا تحدث غيره بما حصل معكما ، و لا تتجاوب مع من يحدثك بالموضوع ، إلا في حالات نادرة و مع أشخاص معينين .
لا تتكلم أو تتصرف بما يكون حجة عليك لا لك .
تأكد أن الأمور إلى سترجع إلى نصابها مهما طال الزمن .
كن المبادر إلى اتصال أو هدية أو زيارة عند أول فرصة سانحة .
وأخيراً : " أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان ، و أعجز منه من خسر من ربحه منهم " .
آداب التسوق و المشي على الشارع
لا تقصد الشوارع أو الأسواق عبثاً بلا حاجة ، وإن كانت لديك حاجة من بيع أو شراء فاقضيها سريعاً ثم ارجع إلى بيتك أو عملك .
لا تقف على أبواب المحلات التجارية ، و إن كانت لك أو لأصدقائك و لا على الرصيف و تسترسل في الأحاديث الطويلة .
ليكن مشيك باتزان :
فلا تبطئ في خطواتك كمن يتنزه في حديقة .
لا تتعجل كمن يهرول و تضرب الناس بمنكبيك .
لا تكثر الالتفات حولك لترى كل ما يعرض في واجهات المحلات فإن استرعى انتباهك شئ فاقترب منه و تأمل به ملياً .
لا تكثر الكلام أثناء الشي و لا الحركات و لا الإشارات بيديك إلى ما يدور حولك ، و لا تلتفت إلى الوراء بغير سبب ، و لا تشر إلى أحد من بعيد أو تصفر له لينتبه إليك .
إذا كنتم جماعة تترافقون في المشي ، فلا تسرع بحيث تتجاوزهم بل انتظرهم كما تحب أن ينتظروك .
إذا رافقتك امرأة ، فامش لجهة حركة السيارات ، و هي إلى جهة الرصيف ، و إن كنتما تمشيان على الرصيف فامش لجهة الشارع و هي لجهة المحلات . .
و عليك أن تحمل عنها الأغراض إذا كانت قليلة أما إذا كانت كثيرة فدعها تحمل أقل مما تحمل أنت ، و إياك أن تتركها تحمل كل الأشياء و أنت لا تحمل شيئاً .
إذا أردت الذهاب إلى السوق ، فدون كل احتياجك على ورقة حتى لا تنساها فتضطر إلى تسوق آخر .
إذا صادفت أحد تعرفه و أنت في الشارع ، فاكتف بنظرة أو ابتسامة أو سلم عليه وصافحه سريعاً ، و لا تتباحثا في الأمور الهامة و الطويلة والمعاتبة و المناقشة بل حدد معه موعداً تلتقي به .
إذا صادفت أحد العلماء فلا " تستغل " رؤيته لتسأله عن مسألة شرعية أو تطلب منه استخارة ، و هذا كثيراً ما يحصل ، مع العلم :
أنه قد يكون مشغولاً أو على عجلة من أمره .
قد تحرجه بما لا يليق به و لا بك .
قد تضطره للتأخر في الأسواق ، و هذا مكروه .
قد لا تحضره المسألة و يحتاج إلى مراجعة ، فتعرضه للحرج .
لا تحل مشاكل الزواج و الطلاق و الخلافات أثناء الوقوف في الشارع .
وقته ليس لك وحدك ، فهو لم يفتح مكتباً جوالاً للأحكام الشرعية و حل النزاعات على الشارع .
ضع نفسك مكانه ، هل تستطيع في كل تسوق أن تجيب على عشرات المسائل الشرعية ، و تلقي التحية و تردها على مئات الأشخاص ، و تقوم بالإستخارات و الإستشارات ؟ ! و هذا للأسف ما يحصل كثيراً ، مما قد يجعل العالم مضطراً لعدم النزول للتسوق كي لا يضيع وقته و يعطل أعماله .
آداب الركوب في سيارة الأجرة
إذا أردت أن تستقل سيارة الأجرة قف في مكان يمكن للسيارة أن تتوقف عنده لتصعد إليها .
لا لزوم للوقوف على جنب الطريق ، إذا لم يكن في نيتك ركوب سيارة الأجرة ، حتى لا تجبر كل السيارات على الوقوف أو التخفيف أو الإستفسار عن مقصدك .
احرص على أن لا تحشر نفسك على مقعد عليه امرأة . . و إذا اضطررت فانتبه لطريقة جلوسك و حركاتك .
لا تتماد في حديثك مع السائق بانفعال وصوت عال . . . و تخير كلماتك خاصة مع وجود نساء .
اجعل وقت أحاديثك متناسباً مع مدة ركوبك للسيارة ، فأحياناً تكون عشر دقائق ، و أحياناً ساعتين .
إذا استطعت أن تنصح السائق أو أن توجهه أو تنهاه عن منكر أو تلفته إلى شئ أو تعلمه . . . فلا تتأخر .
ادفع ما يتوجب عليك قبل الوصول إلى مقصدك . . . و الأفضل أن تكون الورقة النقدية من الفئة الصغيرة حتى لا تربك السائق في إرجاع الباقي و هدر وقته و وقتك .
تذكر أنك ستترك أثراً بعد نزولك . . . فليكن أثراً طيباً .
آداب قيادة السيارة
لا تسرع بسيارتك داخل المدينة أو الشوارع الداخلية للقرية . . . و قد تنجو مئات المرات ، لكن ، مرة واحدة كافية لأن تكون القاضية .
فإذا كنت مستهتراً بحياتك ، و هذا لا يجوز ، فلا تستهتر بمن معك .
إذا زاحمك أحد بسيارته فلا تزاحمه . . و لا تسئ إلى من أساء إليك .
إذا أراد أحد عبور الشارع فاجعل الأفضلية له ، خاصة النساء و كبار السن و المعاقين .
لا تشفط بسيارتك أبداً .
لا تتحدث من شباك سيارتك مع سائق سيارة أخرى في وسط الشارع ، و عشرات السيارات الأخرى وراء كما تنتظر .
لا توقف سيارتك على جنب الطريق بطريقة تسئ إلى الآخرين .
آداب الشراء
حدد للبائع بدقة طلبك .
اعرف الثمن قبل أن توافق على الشراء .
إذا طرح البائع ثمنا مرتفعا ، و لم يعجبك ، اذكر ما تراه مناسبا . . . و لا تدخلا في جدال لا طائل تحته ، أو تخرجا عن الهدف الأساسي .
لا تبخس في نوعية البضاعة و جودتها ، إذا لم تنو الشراء أو لم تعجبك أصلاً .
لا تعبث بالبضاعة بطريقة عشوائية لمجرد التفرج أو التسلية . . . خاصة إذا كانت قابلة للتلف ( كالمأكولات و الفواكه و الخضار ) أو للتشوية ( كالآلات الكهربائية و الإلكترونية ) .
لا تكن سبباً لإزعاج البائع ، بل اربح صديقاً جديداً .
لا ينبغي للبائع أن يبالغ في مدح بضاعته و أنه لا نظير لها ! ! !
لا تشتر البضاعة الصهيونية و من يدعمهم مع وجود ما يوازيها في السوق ، وما لم يكن هناك اضطرار لذلك ، بعد أخذ الأذن الشرعي من المرجع الجامع للشرائط .
آداب زيارة الطبيب
لا يكن الوهم أو الخوف سبباً لزيارتك للطبيب .
اشرح للطبيب حالتك دون إضافات وآراء وأقوال . . . و انتظر تعليقه .
أجب على أسئلة الطبيب بدقة و وضوح .
تأكد أن ما من طبيب يعلم كل شئ أو يشفي أي حالة أو يرتكب المعجزات .
إذا كان المريض رجلاً فلا يخجل في إلفات الطبيب لثنيه ، مع عدم الضرورة ، عن كشف بعض الأجزاء الحساسة من الجسد ، أكثر من الفحص الاعتيادي .
إذا كان المريض امرأة لابد لها من إبلاغ الطبيب لفحصها مع الحرص على عدم لمسها أو رؤية جسدها ، مع عدم الضرورة الملحة . . و ليكن ذلك من وراء الثياب و هناك تفصيل لكل حالة .
تقيد بتوجيهات الطبيب و بمواعيد مراجعته .
على الطبيب أن يعلم ، خاصة عند قبض أجرته ، أنه إنسان قبل كل شئ ، قبل أن يكون طبيباً ، و بعد ذلك .
آداب المائدة
اغسل يديك قبل الجلوس على المائدة .
اذكر اسم الله تعالى قبل أن تبدأ بالطعام .
تناول من الطعام الذي يليك مباشرة .
لا تأكل إلا بيدك اليمنى .
كل بهدوء و روية و امضغ الطعام جيداً .
لا تحتقر شيئاً من الطعام . . و كتف بتجنب ما لا تشتهيه .
احرص على النظافة في ما بين يديك و في كل ما تستعمله .
لا تبق في صحنك شئ ليرمى ، لذا عليك بوضع ما تحتاجه من الطعام قليلاً ، قليلاً
لا تأكل أبداً فوق حاجتك أو إلى حد التخمة .
لا تستعمل الخبز أبداً لغير الأكل كأن تمسح طرف الصحن أو ما يقع من الطعام أو تمسك به الوعاء الساخن و ما شابه ذلك .
لا تكن متطلباً لأصناف الطعام بل ارض بما هو أمامك .
اترك الطعام الحار حتى يبرد ، و لا تنفخ فيه .
لا تأكل و أنت متكئ أو واقف أو ماش . . . إلا أن تكون مضطرا ً.
احمد الله تعالى ثم اغسل يديك بعد انتهاء الطعام .
آداب استعمال الهاتف ( التلفون )
الهاتف آلة مفيدة جداً لتسيير أمور الناس المختلفة ، فلا تستعمله للأحاديث المطولة العبثية فتهدر وقتك و وقت الآخرين ، خاصة في الأحاديث الأهوائية بين الشباب و الشابات ( المحرمة شرعاً والتي تجلب الويلات و المصائب على من تورط بها) .
إذا لم تنته أشغالك بمخابرة عادية ، فلا بد من جلسة ، لأن الهاتف للعمل السريع فقط أو إبلاغ خبر ما . . و ليس لبحث المسائل الحساسة و التفصيلية .
لا تتصل بأحد في الأوقات المحرجة ( قبل السابعة صباحاً ، بعد العاشرة مساءً ، أول وقت الصلاة . . ) إلا في حالات خاصة .
لا تلح في الاتصال لعدة مرات في وقت قصير جداً .
آداب الرحلات
من الضروري الخروج إلى الطبيعة بين فترة و أخرى ، إلى الأنهار أو البحر و البرية و الجبال و القرى . . .
إذا أردت الذهاب إلى رحلة فكن مع جماعة .
كن موافقاً أي مراعياً لمن معك ، و لا تكن مخالفاً . . . و تعلم من رحلتك الصبر و طول البال .
تحمل مصاريف الرحلة و تكاليفها ، كما الآخرون أو أكثر .
ساعد من معك في تحضير مكان الجلوس و تهيئة الطعام و سائر الاحتياجات الأخرى . . . و كن كأنك المسؤول عن الجميع ، و إن لم تكن فعلاً كذلك .
قبل مغادرة المكان اجمع المخلفات في كيس و انقله إلى المحل المخصص . . . و اترك المكان نظيفاً .
فليكن لهذه الرحلات أثرُ طيبٌ و ذكرى جميلة في النفوس .
آداب لقاء المسؤولين
إذا دخلت على شخصية هامة أو مشهورة أو معروفة ، فاذكر دوماً أنه بشر له ما لهم من شعور و عواطف و احساسات و احتياجات و عناصر قوة و ضعف و أنه يمرض و يجوع و يعطش و يفرح و يحزن و يتألم و يخطئ ، و ليس هو فوق البشر أو له خصوصيات خارقة .
عندما تجلس أمام مسؤول تذكر أنه بدأ ضعيفاً . . . و أن سلطته لا تدوم له ، بالغاً ما بلغت .
إذا تكلمت معه فاذكر أنه كما له هيبة ، لك كرامة .
حافظ على احترامك له دون أن يصل ذلك إلى حدود التزلف و التملق . .
لا تبالغ في مدحه ، فتكون كاذباً مستهزئاً فضلاً عن الإساءة له و لك . .
تأكد أن التخضع له ، يسقطك من عينه ، و تخسر منزلتك عنده .
راع ضيق وقته و كثرة المراجعات لديه و الارتباطات . . .
اعرض موضوعك أو مسألتك أو طلبك بوضوح و شجاعة . . و ارض بالجواب أياً كان :
فإن كان كما تريد ، اكتف به .
وإن لم يكن كذلك ، لا تنفعل و لا تغضب ، لأن ذلك يضر أكثر مما ينفع .
آداب النوم
عود نفسك على الاستيقاظ باكراً ، و إن كان هذا مجهداً في بادئ الأمر .
صلِّ ما أوجبه الله عليك ، و اتبع ذلك بما تيسر من ذكر و مناجاة .
قم بما اعتدت عليه من حركات رياضية و اغتسل قبل السابعة ( و هذا يختلف من فصل إلى آخر تبعاً لشروق الشمس ) .
إذا كنت طالباً أو تلميذاً أو مشتغلاً في حقل ثقافي أو كاتباً . . . فلا تفوت ساعات الصباح الأولى فإنها الأكثر إنتاجاً .
لا تكثر من طعام الإفطار بشكل يؤثر على نشاطك .
احرص على أن لا تخرج من المنزل إلا و أنت على وضوء .
فليكن مقصدك و عملك مبرمجاً بأوقات معينة واضحة غير مضغوطة .
فليكن لك وقفة مع الصحافة اليومية :
فإن كنت معنياً مباشرة بالحقل الاجتماعي أو السياسي فلا بد لك من الإطلاع مفصلاً على الأخبار و الأحداث و التحاليل و المعلومات الصحفية قبل أي اجتماع أو لقاء أو احتكاك بالناس .
و إن لم تكن كذلك فلا بأس بنظرة سريعة تصفحاً ، تاركاً التفاصيل لوقت آخر ( بعد الظهر أو المساء ) .
تهيأ لوقت الصلاة قبل موعدها . . . فإذا دخل فلا تؤخرها أبداً .
الراحة بعد الغذاء تختلف بحسب الأشخاص و العادة و الفصول و طبيعة العمل .
اجعل وقتاً يومياً للمطالعة ، و لا تترك ذلك ( للظروف ) أو ( الفراغ ) ، فالمطالعة ليست تسلية للبطالين .
حدد أوقاتاً أسبوعية لتزور أو تُزار .
تابع أكثر من نشرة أخبار مسائية لتفهم بدقة ما يجري حولك .
احرص قدر الإمكان على النوم باكراً ، و لا تسهر إلا لسبب وجيه . . . و لذلك آثاره الروحية و الفكرية و الصحية .
تم ، و الحمد لله رب العالمين
و الفاتحة على أرواح المؤمنين و المؤمنات
الأحياء منهم و الأموات