نبذة:
بعد مرور أکثر من عقد على هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أشيع في المحافل الدولية أنّ تنظيم القاعدة هُزم في ميدان المعرکة ضدّ أعدائه و على رأسهم الولايات المتحدة. مع ذلک فإنّ بعض نشاطات هذا التنظيم يشي بذکائه و مرونته و تأقلمه مع الأحداث. فعلى مدى سنوات و البلدان الغربية تبذل مساعي جبارة للتصدّي لنشاطات القاعدة في جذب أعضاء جدد و الحدّ من نفوذه الفکري، و لکن ما زال التنظيم يستقطب العناصر من خلال مسألة الجهاد السفلي کأيديولوجية هادية، و استخدام مختلف الوسائل لنشر هذه الأيديولوجية و ترويج التطرّف و العنف. من التحولات المهمة التي وقعت في السنوات الأخيرة تبلور نمط من الثورة في البلدان العربية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا تحت عنوان الصحوة الإسلامية أو الربيع العربي. لقد أوجدت الصحوة الإسلامية مناخاً منفتحاً أتاح لجميع الأحزاب و الجماعات (بما في ذلک الإسلامية و القومية و الشيوعية ... إلخ) ممارسة نشاطاتها بحرية. من أهم هذه الجماعات تنظيم القاعدة بوصفه أحد التجليات البارزة للتطرّف و الراديکالية الإسلامية، و کان دائماً يتصدّر نشرات الأخبار بسبب طبيعة نشاطات عناصره و حظي باهتمام کبير، و قد أنفقت البلدان الغربية أموالاً طائلة لمواجهته و القضاء عليه.
في بداية الصحوة الإسلامية و انتشار الموجة الإسلامية و المطالبات الشعبية بالديمقراطية (و تعارض مطالبات الشعوب و شعاراتها مع أيديولوجية القاعدة وأهدافها) يبدو أنّ تنظيم القاعدة وصل إلى نهاية الطريق و بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة حيث تضاعفت الضغوط عليه خاصة بعد مقتل ابن لادن. و کما ذکرنا سابقاً فإنّ هذا التنظيم يتمتّع بمرونة خاصة حيث استطاع أن يتأقلم مع الظروف الجديدة. حاولنا في هذا المقال من خلال المصادر المکتبية و الاستعانة بالبحوث المنجزة، تحليل تأثير الصحوة الإسلامية على القاعدة. لقد طرحنا متغيّرين في هذه الدراسة هما «الصحوة الإسلامية» - متغيّر مستقل- و«تنظيم القاعدة» - متغير تابع-. و في هذا الإطار حاولنا تبيين مختلف أبعاد الصحوة الإسلامية، و التأثيرات التي يمکن أن تترکها على القاعدة مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الاحتمالات في هذا المجال.
*طالب في مرحلة الدکتوراه - قسم الفکر السياسي الإسلامي.
source : www.makhateraltakfir.com