عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من الصادق إلى ابنه عبد الله الافطح، وهو أخو إسماعيل من أبيه وأمه وكان أسن أولاد الصادق، زعموا أنه قال : الامامة في أكبر اولاد الامام، وهو ما عاش بعد أبيه إلا سبعين يوما ومات ولم يعقب له ولدا ذكرا([578]) .

الفطحية

أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من الصادق إلى ابنه عبد الله الافطح، وهو أخو إسماعيل من أبيه وأمه وكان أسن أولاد الصادق، زعموا أنه قال : الامامة في أكبر اولاد الامام، وهو ما عاش بعد أبيه إلا سبعين يوما ومات ولم يعقب له ولدا ذكرا([578]) .

سماهم عبدالقاهر في (فرق الشيعة) باسم العمارية، وهم منسوبون إلى زعيم منهم يسمى عمارين، وهم يسوقون الامامة إلى جعفر الصادق(عليه السلام) ثم زعموا أن الامام بعده ولده عبد الله وكان أكبر أولاده ولهذا قيل لاتباعه (الافطحية)([579]) .

وقال النوبختي : «هذه الفرقة هي القائلة بامامة عبد الله بن جعفر، وسموا الفطحية لان عبد الله كان أفطح الرأس ( عريضه ) إلى أن قال :

ومال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة وفقهائهم ولم يشكوا في أن الامامة في عبد الله بن جعفر وفي ولده من بعده .

فمات عبد الله ولم يخلف ذكرا، فرجع عامة الفحطية عن القول بإمامته سوى قليل منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وقد كان رجع جماعة منهم في حياة عبد الله إلى موسى بن جعفر(عليهما السلام) ثم رجع عامتهم بعد وفاته عن القول به .

 وبقي بعضهم على القول بإمامته، ثم إمامة موسى بن جعفر من بعده وعاش عبد الله بن جعفر بعد أبيه سبعين يوما أو نحوها»([580])  .

الواقفة

وهم الذين ساقوا الامامة إلى جعفر بن محمد، ثم زعموا أن الامام بعد جعفر كان ابنه موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وزعموا أن موسى بن جعفر(عليه السلام) حي لم يمت، وأنه المهدي المنتظر، وقالوا إنه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها وقد علمنا إمامته وشككنا في موته فلا نحكم في موته إلا بتعيين، هذا مع أن مشهد موسى بن جعفر معروف في بغداد ([581]) .

وقال الشهرستاني :

«كان موسى بن جعفر(عليه السلام) هو الذي تولى أمر الصادق(عليه السلام) وقام به بعد موت أبيه ورجع إليه الشيعة واجتمعت عليه مثل المفضل بن عمر وزرارة بن أعين وعمار الساباطي، ثم إن موسى(عليه السلام) لما خرج وأظهر الامامة حمله هارون الرشيد من المدينة، فحبسه عند عيسى بن جعفر، ثم أشخصه إلى بغداد عند السندي بن شاهك، وقيل إن يحيى بن خالد بن برمك سمه في رطب فقتله، ثم اخرج ودفن في مقابر قريش واختلفت الشيعة بعده إلى أن قال : ومنهم من توقف عليه وقال : إنه لم يمت وسيخرج بعد الغيبة ويقال لهم الواقفية»([582])  .

وقال النوبختي : «إن وجوه أصحاب أبي عبد الله ثبتوا على إمامة موسى بن جعفر(عليه السلام)، حتى رجع إلى مقالتهم عامة من كان قال بامامة عبد الله بن جعفر فاجتمعوا جميعا على إمامة موسى بن جعفر(عليه السلام)، ثم إن جماعة المؤمنين بموسى بن جعفر بعد ما مات موسى (عليه السلام)في حبس الرشيد صاروا خمس فرق، فمن قال مات ورفعه الله إليه وأنه يرده عند قيامه فسموا هؤلاء الواقفية»([583]) .

غير أن هؤلاء لم يشيروا إلى أنه كيف برزت تلك الفرقة ولكن أبا عمرو الكشي صاحب الرجال المعروف قد كشف الستر عن كيفية نشوء هذه الفرقة وقال ما هذا خلاصته :

«كان بدء الواقفية أنه كان اجتمع ثلاثون ألف رجلا عند الاشاعثة لزكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوها إلى وكيلين لموسى بن جعفر(عليهما السلام) بالكوفة، أحدهما حنان السراج وآخر كان معه وكان موسى(عليه السلام) في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقارا واشتريا الغلات، فلما مات موسى(عليه السلام)وانتهى الخبر إليهما، أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت، لانه القائم، فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى(عليه السلام) واستبان للشيعة أنهما إنما قالا ذلك حرصا على المال»([584]) .

واعلم أن إطلاق الوقف ينصرف إلى من وقف على الكاظم(عليه السلام) ولا ينصرف إلى غيرهم إلا بالقرينة . نعم ربما يطلق على من وقف على الكاظم من الائمة في زمانه(عليه السلام)، ويستفاد من الروايات المروية في رجال الكشي في ترجمة يحيى بن أبي القاسم إطلاق الوقف في حال حياة الكاظم(عليه السلام)([585]) .

وبهذا يعلم أن الواقفية صنفان، صنف منهم وقفوا على الكاظم في زمانه واعتقدوا كونه قائم آل محمّد(عليهم السلام) وماتوا في زمانه كسماعة، وصنف وقفوا عليه بعد موته ولا يصح تضليل من وقف على الكاظم في زمان حياته لشبهة حصلت له، لانه عرف إمام زمانه .

وها هنا كلمة قيمة للوحيد البهبهاني، يرشدنا إلى علة حصول شبهة الوقف في بعض الشيعة وهو أن الشيعة من فرط حبهم دولة الائمة وشدة تمنيهم إياها وبسبب الشدائد والمحن التي كانت عليهم وعلى أئمتهم، كانوا دائما مشتاقين إلى دولة قائم آل محمد(عليهم السلام)، متوقعين لوقوعه عن قريب، ولاجل ذلك قيل إن الشيعة تربي بالاماني، ومن ذلك أنهم كانوا كثيرا ما يسألون عن أئمتهم عن قائمهم، فلربما قال واحد منهم فلان يعني الذي يجئ بعد تسلية لخواطرهم، تصوروا أن المراد هو الذي يجئ بعد ذلك الامام بلا فاصلة وهم من فرط ميل قلوبهم وزيادة حرصهم ربما كانوا لا يتفطنون([586]) .

الخطابية

وهم فرقة يتظاهرون بالوهية الامام الصادق(عليه السلام) وأن أبا الخطاب أعني محمد بن مقلاص أبا زينب الاسدي الكوفي الاجدع، البرار نبي مرسل، قالوا كذباً :أمر الصادق(عليه السلام) بطاعته وهم أحلوا المحارم وتركوا الفرائض، وقد أورد الكشي في رجاله روايات كثيرة في ذمه وقد قتله عيسى بن موسى صاحب المنصور في الكوفة .

روى الكشي عن عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)عندما ذكر أبو الخطاب عنده فقال :

اللهم العن أبا الخطاب فانه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي، اللهم أذقه حر الحديد .

وقد نقل عن إبراهيم بن أبي أسامة قال : قال رجل لابي عبد الله(عليه السلام) : أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟

فقال : خطابية إن جبرائيل أنزلها على رسوله حين سقط القرص . ونقل أيضا عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : كتب أبو عبد الله إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وأن الخمر رجل، وأن الصلاة رجل، والصيام رجل، والفواحش رجل وليس هو كما تقول . أنا أصل الحق، وفروع الحق طاعة الله، وعدونا أصل الشر، وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع؟([587]) .

ثم إن الخطابية لما بلغهم أن جعفر بن محمد(عليهما السلام) لعنه وبرأ منه ومن أصحابه تفرقوا أربع فرق .

قال الشهرستاني : «إن أبا الخطاب عزى نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ولما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه، تبرأ منه ولعنه وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدد القول في ذلك، وبالغ في التبري منه واللعن عليه فلما اعتزل عنه ادعى الامامة لنفسه» .

ثم ذكر قسما من آرائه الفاسدة والفرق المنتمية إليه([588]) .

المغيرية

وهم أتباع المغيرة بن سعيد العجلي خرج بظاهر الكوفة في أمارة خالد بن عبد الله القسري فظهر به فأحرقه وأحرق أصحابه سنة 119([589]) .

روي الكشي عن الرضا(عليه السلام) : «كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر فأذاقه الله حر الحديد».

وروى عن ابن مسكان عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : سمعته يقول : «لعن الله المغيرة بن سعيد، إنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه م آبنا ومعادنا وبيده نواصينا»([590]) .

وروى أيضا عن يونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له : يا أبا محمد ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الاحاديث ؟

فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : «لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي» .

وروى الكشي عن يونس قال : «وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام) ووجدت أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) متضافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها بعد على أبي الحسن الرضا(عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون أحاديث أبي عبد الله(عليه السلام) وقال لي : إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله (عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الاحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن» .

وروى أيضا عن يونس عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرها أن يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم»([591]) .

وهذه الاحاديث تعطي بوضوح أن الدس كان يرجع إلى الغلو في الفضائل والمغالاة، كما يصرح به قوله : «فكان يدس فيها الكفر والزندقة».

وقوله : «فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو» وكانت الاحاديث المروية حول الفروع والاحكام محفوظة عن الدس .

قال النوبختي : «أما المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد فإنهم نزلوا معهم (مع الزيدية) إلى القول بامامة محمد بن عبد الله بن حسن وتولوه وأثبتوا إمامته، فلما قتل صاروا لا إمام لهم ولا وصي ولا يثبتون لاحد إمامة بعده»([592]) .

وما ذكره النوبختي يكشف عن وجه عداوته للامام الباقر(عليه السلام)، فان الزيدية ومن لف لفهم يعتقدون بإمامة :زيد بن علي بعد الحسين ثم إمامة يحيى بن زيد بن علي

وبعده بإمامة عيسى بن زيد بن علي .

ثم بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية المقتول في المدينة سنة 145 .

والرجل لانحرافه عن الامام الباقر (عليه السلام) كان يدس في كتب أصحابه ليشوه سمعته بادخال الاحاديث الحاكية عن المغالاة في الفضائل([593]) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المتعة ؛ سنة في زمن الرسول(ص) و أبي بکر ـ (الحلقة ...
الفاطميون بين حقائق التاريخ وظلم المؤرخين
رد الشمس لعلي عليه السلام
الإمام (عليه السلام) والسلطة العباسيّة
بيع الأصنام
هل صحّ حديث (لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة) من طرق ...
افتتح البخاري صحيحه بالطعن في النبي صلى الله ...
فاطمة بنت أسد عليها السّلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...
المأساة والتأسي

 
user comment