تشكل الكتابة عن الإمام الخميني (قدس) وفكره ونهجه مقدمة ضرورية للدخول إلى عالم واسع من الواقع الذي يغلب عليه طابع الضرورة والجدية والاهتمام ومكانة الدور، فالإمام (قدس) ليس شخصية كباقي الشخصيات التي عبرت التاريخ وانقضى ذكرها، بل على عكس ذلك، الإمام (قدس) من الشخصيات التي تركت بصماتها وآثارها وبركاتها على جوانب كبيرة وموثرة من حياة العالم الإسلامي.
لقد جاءت حركة الإمام (قدس) الفكرية والجهادية في جو غلب عليه الابتعاد عن الذات والقيم والهوية الأساسية فحمل لواء الإسلام والحق ليعيد الأمور إلى نصابها وليبين المواقف الصحيحة مما جعله مناراً تهتدي به العقول والقلوب قبل الأجساد.
ومن هنا شكلت السيرة الذاتية للإمام (قدس) دروساً بالغة الأهمية، وبرز دوره المتنوع وفي جميع المجالات، أما أفكاره وعقائده فهي نماذج حية للفكر الإسلامي الصحيح. والأكثر من هذا يغدو التعرف على فكر هذا الإمام الكبير حاجة ملحة وضرورية يكتسبها من أهمية التعرف إلى فكر هذا القائد الذي استطاع إحداث تحولات فكرية وسياسية في مسار الحياة العامة للمسلمين في مواقع انتشارهم الجغرافي وفي المجتمعات الدولية الأخرى.
أما التعرف على وجهة فكر الإمام فمتوقفة على ما امتازت به من خصائص وميزات انفرد الإمام (قدس) بها:
1- بداية كان الإمام (قدس) يملك معرفة دقيقة وواضحة بالإسلام ومعتقداته وأهدافه.
2- لقد وضع الإمام (قدس) نصب عينيه مهمة إعادة المفاهيم والقيم الدينية في الحياة العملية إلى أصالتها ووجهتها الرئيسية.
3- امتلك نهج الإمام من الصدقية والخصال الحميدة ما جعله موثراً في الكثير من الحالات، فما وقع كلامه في شيء إلا استوقفه ودفعه لإعادة النظر في مجمل المنظومة الفكرية المحيطة به.
4- وامتاز خط الإمام (قدس) بتبنيه للقضايا العامة وقضايا المستضعفين، تلك التي تمتاز بجانب الحقانية...
5- وغلب على فكر الإمام (قدس) التأسيس لمشروع تربوي وفكري يقدم المباني الأساسية للفكر الأصيل وللحياة العملية السليمة
6- بالإضافة إلى ذلك امتاز نهج الإمام باحترام الآخر واعطاء أهمية خاصة للفرد والمجتمع، وبشكل عام كان الإنسان عند الإمام يمتلك مفهوماً لعلنا لم نألفه في الأنظمة الوضعية، نابعاً من القيمة العالية والسامية للإنسان.
source : www.tebyan.net