المقدمة
لا شک فیه أن أمتنا الاسلامیة فی أمس الحاجة إلى تأکید الدعوة إلى الوحدة فی هذه المرحلة الراهنة.وقد أمرنا الله تعالى بأن نعتصم بحبله جمیعاً، ونهانا عن التفرق حیث قال سبحانه:
)وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا (([1]). ولا صلاح لأمتنا إلا بتمسکها بدینها واتحادها على منهج الله تعالى، ومنهج رسوله علیه أفضل الصلاة وأتم السلام، وبالله التوفیق.
دعوة الإسلام إلى الوحدة
الوحدة:
هی اتحاد الدول أو البلاد والأفراد والمجتمعات فی أمور حیاتهم ومعاشهم، ومسیرتهم، وغایتهم، وبموجب هذه الوحدة یصبح الجمیع وحدة واحدة، أو أمة واحدة.
ولأهمیة وحدة الأمة واجتماعها، رد الله سبحانه أنسابنا جمیعاً منذ وجدت الخلیقة وإلى یوم القیامة إلى أصل واحد، فکلنا لآدم علیه السلام، وللبشریة جمعاء أب واحد وأم واحدة، خلقنا منهما «من ذکر وأنثى» قال جل شأنه:
)یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ(([2]).
ووضّح سبحانه أن الأمة واحدة، وأن الرب واحد، فقال جل شأنه: )وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ(([3]).
ووضح رب العزة سبحانه وتعالى أن وحدة الأمة تستوجب علیها أن لا تتفرق فی الدین وأن لا تختلف، فقال سبحانه: )شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ وَمَا وَصَّیْنَا بِهِ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَى وَعِیسَى أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ کَبُرَ عَلَى الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ( ([4]).
والذین یفرقون دینهم ویختلفون فی حیاتهم ویعادی بعضهم بعضاً، هؤلاء بعیدون عن جوهر الدین وعن الحق وعن الله ورسوله(ص): )إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِمَا کَانُوا یَفْعَلُونَ(([5]).
والمتفرقون فریسة لأعدائهم یتغلبون علیهم بسهولة، وتتداعى علیهم الأمم کما تتداعى الأکلة إلى قصعتها، فیعتدى علیهم فی کل وطن، ویقاتلون فی کل مکان، ویضیعون فرقة بعد أخرى، وجماعة بعد جماعة، کما یکونون فی فرقتهم فریسة للشیطان ولکل عدوان، عن سعید بن المسیب (رض) قال قال رسول الله(ص): «الشیطان یهم بالواحد والاثنین، فإذا کانوا ثلاثة لم یهم بهم». رواه مالک.
ولخطر الفرقة وعدم الوحدة حذر الرسول صلوات الله وسلامه علیه منها أشد التحذیر، وبین أن الذی یخرج عن الطاعة ویفارق الجماعة یموت على ما کان علیه أهل الجاهلیة من البعد عن الدین والحق، فقال(ص): «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات میتة جاهلیة» رواه البخاری.
وواضح أن قوة المؤمنین فی وحدتهم وأن ضعفهم فی تفرقهم قال(ص): «المؤمن للمؤمن کالبنیان یشد بعضه بعضاً» رواه البخاری.
ومن أجل أن یکون المؤمنون قوة واحدة، لابد أن یتآلفوا ویتعارفوا وأن تسری روح التعاطف والتراحم فیما بینهم، لیصبحوا کالجسد الواحد، فیشعر کل منهم بشعور الآخر، یفرح لفرحه، ویحزن لحزنه، ویشارکه فی السراء والضراء، ویخف لنجدته، ویبادر بمساعدته مصداقاً لقول الرسول(ص): «مثل المؤمنین فی توادهم وتعاطفهم وتراحمهم کمثل الجسد الواحد، إذا اشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ضرورة الوحدة الاسلامیة
إن وحدة أمتنا واجبة وضرورة لمواجهة التحدیات والتکتلات والأخطار التی تحدق بالأمة من کل جانب، ولو نظرنا إلى ما تملکه أمتنا الإسلامیة والعربیة من الثروة البشریة والمعدنیة والبترول، والعقول والحضارة والعلم، والزراعة إلى غیر ذلک من أسباب القوة والمنعة، لو نظرنا إلى ما تملکه أمتنا من هذا کله لکنا على یقین بأننا حین نتوحد ونتجمع نصبح أکبر قوة مؤثرة فی العالم کله.
ومن أجل هذا أدرک أعداء أمتنا سرّ قوتنا، فراحوا یعملون على نشر مبدئهم «فرق تسد» فکانت الحدود المصطنعة، وکانت أسالیب التفرقة المتعددة فی الثقافة وفی نشر مبادئ الاختلاف بین الأمة لإحداث شروخ بین فصائل الشباب المسلم، وبینهم وبین الدعاة والأنظمة، ومحاولة تضخیم بعض الاجتهادات والخلافات الفقهیة.
وإلى جانب هذا سعوا جاهدین فی فصل الأمة عن دینها ودستورها لأنه یوحدها فقال أحدهم فی بعض المؤتمرات: لا قرار لنا مادام المصحف فی أیدی المسلمین.
أهمیة الوحدة
إن الوحدة أساس کل خیر فی دنیا الناس وآخرتهم، وإن الفرقة أخطر الآفات التی تقضی على سعادة الناس، وتردیهم فی مهاوی التهلکة، وتجرهم إلى وحل المعصیة، وتظل تفرقهم حتى تفصلهم تماماً عن الدین، وفی هذا المعنى یقول الحق تبارک وتعالى: )إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَکَانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِمَا کَانُوا یَفْعَلُونَ) ([6]).
بل إن العلم نفسه حین لا یقوم على أساس الإخلاص، یؤدی بأصحابه إلى الخلاف واشتجار الأفکار، ذلک لأن آفته العناد والتعصب، والبغضاء والحسد، کل ذلک یستبد بالفکر الإنسانی، لهذا جاء القرآن الکریم فی دعوته إلى الوحدة یحرر عقیدتها وفکرها من آفة البغی والحسد، ویرسی فی النفوس دعائم التوحید والتمسک بالشریعة القویة التی جاء بها الرسول(ص) فقال تعالى: )إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ وَمَنْ یَکْفُرْ بِآیَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِیعُ الْحِسَابِ) ([7]).
وبین الله سبحانه أن أساس هذه الوحدة التی یدعو إلیها الإسلام هو الدین الإسلامی والاعتصام به وبکتابه الذی هو سبب النجاة.
وحذر سبحانه من التفرقة لما لها من الأخطار المحدقة والأضرار الفادحة، وذکّر الله عباده من هذه الأمة، بما کان علیه الأوس والخزرج قدیماً، فقیل: أنهما کانا أخوین لأبوین فوقع بین أولادهما العداوة، وتطاولت الحروب بینهم مائة وعشرین سنة حتى جاء الإسلام فأطفأ نارها وأخمد شرها، وجمعهم بالإسلام وألّف بینهم برسوله صلوات الله وسلامه علیه.
وتدعیماً لأصول تلک الوحدة وترسیخاً لأساسها، یکلف الله تعالى هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، انتصاراً للدین، وإقامة لوحدته، ودفعاً لآفات الشر والفساد التی قد تثار حول حِماه، أو ترتکب فی الوطن الإسلامی، ویضرب لنا القرآن الکریم المثل بمن قبلنا حین اختلفوا بعد أن جاءتهم البینات فکان لهم الوعید الشدید.
عن تلک الملامح کلها تحدث القرآن الکریم حدیثاً شافیاً، هادیاً للتی هی أقوم فقال الله تعالى:)وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْکُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَکُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْهَا کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ، وَلْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلا تَکُونُوا کَالَّذِینَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَأُولَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ) ([8]).
وقد وجه الرسول(ص) أمته إلى أساس الوحدة: وهو الاعتصام بحبل الله، عن أبی هریرة(رض) قال قال رسول الله(ص): «إن الله یرضى لکم ثلاثاً، ویکره لکم ثلاثاً، فیرضى لکم أن تعبدوه ولا تشرکوا به شیئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جمیعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمرکم، ویکره لکم: قیل وقال وکثرة السؤال، وإضاعة المال» رواه مسلم.
ولا شک أن حبل الله وهو دینه وکتابه یجمع أسس العلاقة بین الخلق وخالقهم، والأمان لمن تمسک به، والصلة بینهم وبین الله سبحانه وتعالى، فمن تمسک به هدی إلى صراط مستقیم: )اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِینَ کَفَرُوا أَوْلِیَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِکَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ) ([9]).
وقد جاء فی الحدیث السابق التحذیر من التفرقة فی قوله: «ولا تفرقوا» بعد الأمر بالاعتصام، لبیان أن من اعتصم بالله فهو بعید عن التنازع، بعید عن الفُرقة، أما الإعراض عنه، والتماس الاعتصام فی غیره ففیه الضلال، «ومن التمس الهدى فی غیره أضله الله».
وقد أشار القرآن الکریم إلى تأکید هذا المعنى فی قوله تعالى: )وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِیحُکُمْ (([10]).وقال تعالى: )وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ، فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً کُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ(([11]).
وهکذا نجد الآیات، بعد أن بین سبحانه أن الدین واحد، والشریعة واحدة، وأن الأمة واحدة تتفق على الإیمان والتوحید فی العبادة، أشار بعد هذا إلى حال بعض الأمم فی المخالفة، وشق عصا الطاعة، فتقطعوا قطعاً وأحزاباً مختلفة.
وفیما رواه البخاری، قال رسول الله(ص): «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات میتة جاهلیة».
وفی موطن آخر، أعلن الرسول(ص) بعده عن مخالف الجماعة الذی لم یف لها بعهد، وراح یفرق بین الصفوف، ویضرب البر والفاجر، قال(ص): «من خرج على أمتی یضرب برها وفاجرها، لا یتحاشى من مؤمنها، ولا یفی بعهد ذی عودها فلیس منی، ولست منه» رواه مسلم.
ویقول الله تعالى: )وَمَنْ یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِیراً) ([12]).
العبادات تطبیق عملی للوحدة
والإسلام فی حرصه الشدید على تقویة أرکان الأمة الإسلامیة وتضافر قواها؛ جعل لعبادتها زیادة فی الفضل والأجر إذا کانت فی جماعة، تعویداً لهم على الاتحاد، وغرساً لأصوله وروحه فیهم، فجعل لصلاة الجماعة من الثواب والفضل ما یزید على صلاة المنفرد، وصلاة الجماعة إذ شرعها الإسلام جعل فیها روح الوحدة الیومیة خمس مرات کل یوم، وکذا هوالشأن فی صلاة العیدین من کل عام، وفیهما یکون الاجتماع أکبر، کما شرع أوسع اجتماع ممکن وأکبر جماعة یمکن أن تضم أکبر عدد من المسلمین من مختلف الأقطار الإسلامیة وعلى شتى الألوان والأجناس، وذلک فی فریضة الحج إلى بیت الله الحرام.
وفی عبادة الصیام والزکاة تطبیق عملی للوحدة.
نهایة الفرقة
هذا ومن خالف الرسول(ص) فیما جاء به، واتبع غیر ما علیه المؤمنون من العقیدة والعمل، یدعه الله ویتخلى عنه، ویولّیه ما تولى ذلک فی دنیاه.
وأما فی الآخرة فیصلیه جهنم وساءت مصیراً، وفی هذا المعنى یقول تعالى: )وَمَنْ یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِیراً) ([13]).
والمتصفح لتاریخ الأمم والشعوب یرى أنه ما استطاعت أمة من أهل السلب والنهب والسطو والظلم أن تتمکن من غیرها إلا بعد أن تمکنت من تمزیق وحدتها، ومحاولة بث الفرقة والخلاف، وتلک هی سیاسة الاستعمار، وما غزو الأعداء أو الصهیونیة عنا ببعید، فقد کانت أسلحة التفرقة أقوى من أسلحة المیدان، وکانت عناصر التفرقة أضر من ضربات السنان.
لهذا کله فنحن نهیب بالمسلمین والعرب فی شتى الأقطار الإسلامیة والعربیة أن یجمعوا أمرهم، وأن یلتقوا على کلمة سواء، وأن یدرکوا قیمة الهدی النبوی فی قول الرسول(ص): «ید الله مع الجماعة، ومن شذ شذ فی النار».
فإلى وحدة قویة متماسکة البنیان، وصف واحد کالبنیان المرصوص یشد بعضه بعضاً، وإلى تعارف وتآلف تتضافر فیه القوى أمما وشعوباً کما قال الله سبحانه وتعالى: )یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ) ([14]).
واجب المسلمین فی توحید موقفهم تجاه التحدیات المعاصرة
لقد وحد الله الأمة الإسلامیة بتلک العقیدة التی تدعوها إلى عبادة إله واحد لا شریک له، وبتلک العبادات التی تتمثل فیها وحدة صفوفها فی الصلاة خمس مرات کل یوم.
وفی الزکاة التی تتوحد فیها مشاعر المسلمین فی تعاونهم مع إخوانهم المحتاجین، بما شرعه الله تعالى فی أموالهم من حق معلوم للسائل والمحروم.
وفی الصیام الذی یوحدهم حیث یمتنعون عن الطعام والشراب فی وقت واحد، ویطعمون ویشربون عند المغرب فی وقت واحد.
وفی الحج إلى بیت الله الحرام الذی یتلاقى فیه الناس من کل فج عمیق، ویجتمعون بزی واحد وفی وقت واحد، یلبون إلهاً واحداً لا شریک له، ویتدارسون فی مؤتمر الحج العالمی قضایاهم ومشاکلهم.
فجاءت کل تشریعات الإسلام توحد بین جمیع المسلمین أفراداً وجماعات وأمماً وشعوباً، وجعل الله الغایة من خلقهم من ذکر وأنثى، ومن جعلهم شعوباً وقبائل أن یتعارفوا، قال سبحانه: )یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ) ([15]). وقال سبحانه آمرا بالوحدة: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا ( ([16]).
ولنلق الضوء – أولاً – على حقائق الإسلام فی منهجه الربانی حتى نرى ونوقن أنها حقائق وتشریعات، توحد ولا تفرق.
الهوامش:
[1]- آل عمران:103.
[2]- الحجرات:13) .
[3]- المؤمنون:52.
[4]- الشورى:13 .
[5]- الأنعام:159.
[6]- الأنعام:159.
[7]- آل عمران:19.
[8]- آل عمران:103 - 105.
[9]- البقرة:257.
[10]- لأنفال:46.
[11]- المؤمنون:52- 53.
[12]- النساء:115.
[13]- النساء:115.
[14]- الحجرات:13.
[15]- الحجرات:13.
[16]- آل عمران:103.
مصدر : رسالة التقریب
source : rasekhoon