من الذين خدموا الاسلام الحنيف بكل صدق و ايمان وممن ساروا في ركاب العترة الطاهرة بكل اخلاص ويقين عارفا بحقهم مواليا لمن والاهم معاديا لمن عاداهم. هو المحدث والراوية الشهير ثابت بن دينار المعروف بـ (ابي حمزة الثمالي) جاء في (الفهرست لابن النديم) قوله)هو شيخ الكوفة وكان من اصحاب علي بن الحسين (ع) من النجباء الثقات.)
وكان (عليه الرضوان) تلميذاً و صاحباً للإمام محمد الباقر(ع) وللأمام جعفر الصادق (ع) وكان ورعاً تقياً و عالماُ مخلصاً لآل البيت حتى قال الصادق (ع) بحقه: (ان ابو حمزة في زمانه مثل الفارسي في زمانه، و هو من خيار اصحابنا الامامية).
و اما عن موقفه من ثورة زيد بن علي (رض) عندما قامت ثورة زيد (رض) ضد الطواغيت آل امية وآل مروان عام (121)ھ لم يستطع المشاركة لكبر سنه الا انه حث اولاده الثلاثة (حمزة و نوح و منصور) في القيام بواجبهم الجهادي للوقوف الى جانب (زيد بن علي(رض) في ثورته العادلة دفاعاً عن الحق و مبادئ الاسلام العليا. وبعد ان التقى الجيشان و وقعت الواقعة. استشهد الابناء الثلاثة البررة في ساحة الوغى والجهاد واما عن وفاة شيخنا الجليل (ابي حمزة الثمالي) فكان في عام 128ھ.
و من اثاره العلمية فقد جاء في كتاب (الشيعة وفنون الاسلام) بانه شيخ من مشايخ الكوفة في علم القران الكريم، له كتاب تفسير القران و عرف بتفسير ابي حمزة الثمالي. وله كتاب في النوادر. وعده بعض العلماء من اتباع التابعين في التفسير و رواية الحديث.
و اما عن زيارته الى كربلاء... في رواية عنه جاءت في كتاب (كامل الزيارات) قوله: (خرجت في اخر زمان بني امية الى قبر الحسين (ع) مستخفياً من اهل الشام حتى انتهيت الى كربلاء فاختفيت في ناحية (القرية) حتى اذا ذهب الليل نصفه، اقبلت نحو القبر وكان ذلك في ليلة عرفة وقد شاهدت خلقا كثيراً يصلون عند القبر, وكنت اريد ان اتي الى القبر و اقبله و ادعوا بدعوات فما كنت اصل اليه من كثرة الخلق).
نعم هكذا كان شخنا الجليل الثمالي (عليه الرحمة والرضوان) حريصا على زيارة الامام الحسين (ع) في كربلاء برغم المصائب لأنه من العارفين بحقه و ما لهذه الزيارة من عظيم الاجر والثواب عند الباري (عز وجل) .
و ختاما فإننا نورد الاسطر الاولى للدعاء المشهور باسم (ابي حمزة الثمالي) في كتاب مفاتيح الجنان عن الامام علي بن الحسين (ع) و ذلك تبركا وتيمنا بـ (آل البيت) واتباع آل البيت: (الهي لا تۆذيني بعقوبتك و تمكر بي في حيلتك، و من اين لي الخير يا رب ولا يوجد الا من عندك, و من اين لي النجاة ولا تستطاع الا بك لا الذي احسن استغنى عن عونك و رحمتك ولا الذي اساء و اجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك يا رب يا رب يا رب... حتى ينقطع النفس).
حسين هاشم آل طعمة
source : sibtayn