العشرة الأوائل من ذى الحجة الحرام‏

إنّ العشرة الأوائل من ذى الحجة الحرام من الأيام المعلومات‌
__________________________________________________
 
كما ورد ذلك فى القرآن الكريم «1» وهى من أفضل الأوقات لأداء عمرة التمتع والحج واليوم التاسع منها هو يوم عرفة وليلة العاشر هى ليلة البينونة والواجب أدائها فى المشعر واليوم العاشر يوم الأضحى المبارك.
وعندما يطل شهر ذى الحجة الحرام ترى عباد الله الصالحين والمؤمنين ينهضون للعبادة كأفضل ما يكون يعبدون الله ويستغفرونه وينيبون إليه ويتضرعون فهم إما فى حالة دعاء ومناجاة أو فى حالة ركوع وسجود وصلاة؛ خاشعين لله يسبحون آناء الليل وأطراف النهار، لأنها من أفضل الأيام، فهى مفعمة بالبركات والخيرات، وقد جاء فى الأثر عن سيدنا ونبينا محمد (ص) أنه قال: ما من أيام العمل أحب إلى الله عز وجل من أيام هذه العشرة «2».
ولهذا يقوم المؤمن للصلاة فى هذه الأيام بهمة ونشاط وإخلاص ويعمل ما وسعه من أعمال الخير.
أيام الله‌
أيام الله أيام تتألق بالدروس والعبر مزدانة بالآيات فهى أيام انتصار وأيام عبر أيام لها طعم الشهد أو مذاق الحنظل، أيام سرور وأيام حزن مرير، أيام تتدفق فيها الرحمة كالنبع البارد، وأيام تتأجج بغضب الله كبركان ثائر ... أيام رحمة للمؤمنين، وأيام غضب يعصف بالكافرين والمنافقين.
إنّ الاستعبار بأيام الله والتأمل فى تلك الحوادث الكبرى واستلهام الدروس والعبر هو من الأعمال المطلوبة من الإنسان المؤمن لأن ذلك مما يزيد فى وعى الإنسان وينمى إدراكاته، فيدرك‌
__________________________________________________
 (1) سورة البقرة: الآية 197.
 (2) مفاتيح الجنان: 413.
                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 32
حركة التاريخ ويتفهم غائية الرسالات الإلهية فتصحو الأمم وتنهض الشعوب ويقوم الناس لله رب العالمين، قال الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى‌ بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ «1».
وإضافة إلى ما ورد آنفاً فإن أفضل الأوقات للعودة إلى الحق والإنابة إلى رب الأرباب والتوبة إلى الله عز وجل هو هذه الأيام المباركة، وهذا ما أشارت إليه الآثار عن الأئمة الأطهار (ع).

سماحة العلامة انصاريان حفظه الله تعالي