العهد المدني الاول :
1 ـ مرحلة تأسيس الامة الوسط (وتبدأ من 12 / ربيع الاول ، الموافق لخريف 622 م ، وتنتهي في 17 / رمضان من السنة الهجرية الثانية ، الموافق لاذار / مارس من سنة 624 م) حيث نزلت سورة البقرة .
2 ـ فترة صمود قريش التي استحكمت فيها حنفية اهل الكتاب (وتبدأ من بدر في آذار / مارس من سنة 624 م ، وتنتهي بمعركة الخندق في شوال من السنة الهجرية الخامسة ، آذار / مارس من سنة 627م ) ; ونزلت فيها سور الانفال وآل عمران والحشر والنساء ومحمد والاحزاب .
3 ـ الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم ، (وتبدأ من معركة الخندق في آذار ـ مارس من سنة 627 م ، إلى فتح الحديبية في السنة الهجرية السادسة ، آذار / مارس 628 م) ، ونزلت فيها سور الطلاق والبينة والمنافقون والمجادلة والنور .
العهد المدني الثاني :
وأطلق عليه اسم العهد الاسلامي ، وفيه انتشر الاسلام بالهجوم المسلح ، ودعا نبي الاسلام (احمد)(صلى الله عليه وآله)النصارى إلى كلمة سواء . أما حصيلة هذه الفترة فهي :
1 ـ فتح الحديبية وشمال الحجاز في السنة السادسة للهجرة الموافقة لسنة 628 م .
2 ـ فتح مكة وجنوب الحجاز في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة الموافق 8 لكانون الثاني / يناير من سنة 630 م .
3 ـ فتح الجزيرة العربية في اليمن والشمال (631 و 632م) ، ونزلت في هذه الفترة سورتا التوبة والنصر .
تأسست الامة الوسط في العهد المدني الاول ، وجاءت سورة البقرة لتوضح هذا المعنى ، إذ خصصت السورة قسمها الاول للدعوة إلى تأسيس هذه الامة ، فيما وضع القسم الثاني من السورة شريعة الامة الوسط وقانونها ، بينما اختص القسم الثالث بالجهاد في سبيل هذه الامة . وقد خاض المؤلف بالتفصيل في هذه البحوث ، واعتبر أن اجزاءً من سور الانفال وآل عمران والحشر والنساء ومحمد والاحزاب عالجت مسألة سيطرة قريش وتقوية الامة الوسط .
وبحثت سور الطلاق والبينة والمنافقون والمجادلة والنور عملية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم .
والمراد من الامة الوسط ـ حسب رأي المؤلف ـ هو كون الاسلام وسطاً بين اليهود والمسيحية ، ووسطاً في العقيدة والشريعة (الاحوال الشخصية والاخلاق والخطيئة والكبائر والشرك ) والتصوف والعزلة .
من البحوث الاخرى التي حواها الكتاب (اطوار الدعوة القرآنية) الجهاد لحماية الامة والدولة ، وهو بحث يختص بالعهد الاول للنبي في المدينة ، وفيه أشار المؤلف إلى موضوع تسريع الجهاد الذي يهدف إلى اخضاع العرب للدولة الاسلامية ، وأشار ايضاً إلى موضوع السياسة والدين .
وتناول ايضاً ضمن بحوث العهد المدني الاول ، عهد التشريع في القرآن ، والعلاقة بين النبي واليهود .
واعتبر الكاتب أن الاسلام تعززت قوته وهيبته في العهد المدني الثاني ، أو العهد الاسلامي على حد تعبيره ; بسبب صلح الحديبية وفتح شمال الحجاز ، وذكر أن آيات من سور الحج والتحريم والتغابن والجمعة والفتح والحجرات والممتحنة والصف أشارت إلى تبلور هذه المرحلة .
تلا ذلك فتح مكة ثم جنوب الحجاز ، إذ اختصت اجزاء من سورتي الحديد والمائدة بتشريعات ما بعد الفتح والمجادلة مع نصارى نجران والدعوة إلى كلمة سواء([10]) .
وتمت هذه المرحلة بفتح الجزيرة من اليمن وحتى الشمال حسب رأي المؤلف ، الذي حاول اثبات ذلك من خلال البحث الوافي ، والاشارة إلى الايات القرآنية التي ترتبط الاحدات التي رافقت الفترة.
ويعتقد الكاتب أن العهد الاسلامي شهد حالة من الدعوة القرآنية إلى القومية العربية ، وأن النبي برز مبشراً سواء في الحياة العامة أو الخاصة وحتى الحياة الجهادية للامة العربية .
وينهي الحداد فصله الرابع بذكر تاريخ وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) والحوادث التي تلته ودور القرآن فيها .
وفي خاتمة المطاف ـ بعد اكثر من الف صفحة تبحث في العلاقة بين القرآن والكتاب ـ خاض المؤلف في البحوث التالية :
أ ـ وحدة اجواء الفكر النبوي مع فكر الكتاب المقدس([11]) .
ب ـ ترجمة القرآن والانجيل إلى العربية على عهد النبي([12]) .
جـ ـ ارتباط النبي محمد(صلى الله عليه وآله) الدائم مع اهل الكتاب ، وأخذه حقائق الانجيل عن كبير العلماء المسيحيين ورقة بن نوفل([13]) على حد زعم المؤلف .
د ـ شخصية النبي التي لا توصف ، فقد كان عظيماً في السياسة والدبلوماسية والشؤون العسكرية والادارية والقانونية والادبية ، وخصص الكاتب فصولاً لهذه العناوين .
هـ ـ اخلاقه العالية التي كانت من اهم اسباب نجاحه في دعوته .
و ـ فطرية المفاهيم القرآنية التي ساعدت كثيراً على نشرها .
ز ـ وجود خصائص في القرآن لا وجود لها في الكتاب المقدس (الوسطية ، وتأسيس الدين والدولة في وقت واحد ، ونشر الدين بطريق الجهاد) ، وأخيراً فأن القرآن هو كتاب التوحيد الخالص .
4 ـ نظم القرآن والكتاب ، اعجاز القرآن : وهو المجلد الرابع من سلسلة دروس قرآنية ، ويقع في 208 صفحات ، وهو مخصص ـ كما يبدو من اسمه ـ للبحث في مسألة الاعجاز في الالفاظ القرآنية .
ويبدأ الكتاب بعبارة لحنا الفاخوري يقول فيها : إن الاستاذ يوسف الحداد وصل إلى نتيجة مهمة في كتابه ، هي أن الاعجاز القرآني قد سبق باعجاز التوراة والانجيل ، وجاء القرآن مصدقاً لما بين يديه كما في الاية([14]) .
يشير المؤلف في كتابه إلى تاريخ الكلام في اعجاز القرآن ، ويسرد موقف الفرق الاسلامية من الاعجاز ، ويقول إنه من العلوم المستحدثة ، ثم يثبت فهرساً في نهاية الفصل الاول للكتب التي تبحث في الاعجاز عبر التاريخ .
وفي الفصل الثاني اثار المؤلف امرين :
الاول : أن أعجاز القرآن ليس فقط في البيان ، وإنما في الموضوعات ايضاً .
الثاني : أن القرآن اهتم في نظمه وبيانه بجمال الفن والابداع .
وبحث في الفصل الثالث موضوع الوحي هل هو باللفظ أم بالمعنى ؟ .
في حين خصص الفصل الرابع للغة القرآن وعالج مسألتين، هما الفرق بين لغة قريش ولغة نجد ، وأن القرآن نزل بعربية قريش ، ووجود بعض الجمل لقريش في قبال جمل نجدية موجودة في القرآن.
الفصل الخامس تناول اسلوب نزول القرآن ، وتدرج النزول في فترات زمنية مختلفة ، والعلاقة بين الايات والسور القرآنية المختلفة .
وبيّن المؤلف في الفصل السادس الاسلوب البياني في القرآن ، وشكل الخطابات القرآنية من مجاز وتشبيه واستعارة وكناية وحصر واختصاص وايجاز واطناب وخبر وانشاء واعجاز ، واستدل لهذه الحالات بالامثلة .
وفي الفصل التالي ناقش المؤلف موضوع الاعجاز في التوراة والانجيل ، ثم بحث في الفصل الثامن الاعجاز في النظم القرآني ، حيث تطرق إلى التأخر والتقدم والعام والخاص والمجمل والمبين والاختلاف والتناقض والايات المتشابهة .
وضمت الفصول اللاحقة بحوثاً في المحكم والمتشابه وغرائب القرآن في المفردات وفي الضمائر والافراد والنظائر وتركيب الجمل والتعابير ، واسلوب النظم القرآني وابداعاته وفواصل القرآن واسرار الحروف المقطعة في بدايات بعض السور ، وتأثير المراحل المختلفة للدعوة على اسلوب القرآن ، ثم بحث الكاتب في اصل اعجاز القرآن ومعناه وفق مختلف الرؤى .
واختتم الكتاب بموضوع الاعجاز في الانجيل والقرآن ، حيث يعتقد مؤلفه :
1 ـ أن كلاً من القرآن والانجيل تحدَّيا بالاعجاز .
2 ـ لم يستطع أن يرد على هذا التحدي أي أحد .
3 ـ أن في الكتابين اعجازاً في الاعمال والاقوال .
واورد اخيراً آراء الاستاذ عباس محمود العقاد في اعجاز الانجيل ، واستنتج أن المراد بالفرقان هو الاعجاز في مجموع الكتب السماوية .
ولا ريب في أن القارئ المسلم لن يوافق الحداد في بعض تحليلاته واستنتاجاته ; وقد وضع المفكرون المسلمون هذه المجموعة تحت مبضع التشريح والمناقشة والنقد ، وترتّب على ذلك ظهور مجموعة من المصنفات قد نطرق الحديث فيها إذا وفقنا اللّه لاحقاً . وضمن هذا السياق لابأس بمطالعة هذه السلسلة مع أخذ وضع مؤلفها بالاعتبار ; فإنها لا تخلو من فائدة وبخاصة للباحثين في المجالات القرآنية .
____________________________________
([10]) المجادلة مع نصارى نجران والدعوة إلى كلمة سواء وردت في سورة آل عمران الايات 61 ـ 64.
([11]) لما كان القرآن الكريم هو وحي اللّه لنبيه محمد(صلى الله عليه وآله)، فإن كانت هناك مشتركات بينه وبين الكتاب المقدس (الانجيل)، فهي مع الانجيل الحق لا المحرف، وهو كذلك مع التوراة الحق لوحدة المُرسِل والوحي مع امتياز التصديق والهيمنة; لقوله تعالى : (وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ...) المائدة: 48، (راجع الهوامش 3 و 8 و 9). »التحرير»
([12]) يرد عليه ما أوردناه في الهوامش (3 و 8 و 9 و 11). «التحرير»
([13]) هذه شبهة مكررة من المبشرين والمستشرقين ردها القرآن الكريم في مواضع كثيرة من آياته الكريمة. (راجع الهامش 9). «التحرير»
([14]) بل ومهيمناً عليه لقوله تعالى :(وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ...) المائدة: 48، وهو إنما يكون مع الكتاب الحق لا المحرّف (راجع الهوامش المرقمة 3، 8 ، 9، 11).
source : alhassanain