عربي
Friday 3rd of May 2024
0
نفر 0

الموالي و دورهم في الحركات الاخرى .

الموالي و دورهم في الحركات الاخرى .

كـان لـلـمـوالـي دور في الحركات الاخرى التي اتسمت بطابع مضاد للامويين نوعا ما,مضافا الى دورهـم في دعم الهاشميين و من هذه الحركات حركة الخوارج التي نالت حظهامن ذلك الدعم كما ان عـبـدالـرحـمـن بـن محمد بن الاشعث بن قيس كان من الذين استعان بهم , بل و بغيرهم من اهل فارس ((301)) و لم تكن حركته ذات طابع شيعي , غير ا نهاانطوت على مصالح للشيعة لذلك انضم اليها بعض الشخصيات مثل كميل بن زياد الذي عرف بتشيعه الصلب لامير المؤمنين ـ عليه السلام , و سعيد بن جبير الذي كان متهمابنزعته الشيعية .
و كـان عـبـدالـرحمن يزعم ا نه لابد له من الثورة على الحجاج والامويين و لذلك عندمااشخصه الحجاج الى سجستان من اجل الفتوحات , عاد من هناك الى العراق مع افرادجيشه ليحارب الحجاج و كان في جيشه من يستشهد بكلام علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ في قتال الامويين
((302)) .
و هـذا دلـيل على ان للاتجاه الشيعي دورا في ذلك التحرك يقول ابن الاثير في الحوافزالتي دفعت جـماعة كثيرة الى الالتحاق السريع بعبدالرحمن : ان عمال الحجاج (في الشرق طبعا) كتبوا اليه ان الـخـراج قـد انكسر و سبب ذلك اسلام اهل الذمة و التحاقهم بالامصارفكتب الحجاج ان من كان له اصـل مـن قـريـة فليخرج اليها, اخرجوهم و خذوامنهم الجزية و كان هذا هو السبب في سرعة اجابتهم الى بيعة عبدالرحمن
((303)) .
و بعد ان هزم عبدالرحمن في ((دير الجماجم )) سنة 83 ه , ذهب الى سابور في فارس ,فاجتمع اليه الاكراد هناك , و نصروه ضد الحجاج
((304)) و لذلك قام جندالشام بقتلهم عن بكرة ابيهم .
و نقل عن ابن عبد ربه ان الموالي كانوا من جملة انصار ابن الاشعث
((305)) .
و ذكـر احدالمؤلفين ان بيعة ابن الاشعث الحسن المثنى حفيد اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ضاعفت اقبال الشيعة والموالي على انتفاضته
((306)) .
و تـوجه ابن الاشعث تلقا سجستان بعد اندحاره في فارس و فضل له اتباعه الذهاب الى خراسان , و كـانوا يقولون : من يتبعنا في تلك المدينة اكثر ممن يقاتلنا
((307)) و ثمة شكوك تحوم حول بيعته الحسن المثنى .

تاثير التشيع في العراق على الموالي .

دلت حركة المختار و التوابين في العراق ـ بعامة ـ على ان ارضية التشيع في الكوفة كانت كبيرة , و ان الـعـناصر التي تعيش في ذلك الوسط مستعدة استعدادا تاما للترحيب بحكومة ذات هوية شيعية و كـان هـذا الـضـرب مـن الـتـشـيع علويا, و ليس للعباسيين امل فيه ,كما عبرت عن ذلك تعليمات مـحـمـدبن علي بن عبداللّه بن عباس الى دعاته , اذ تحدث لهم عن الميول والاتجاهات الدينية لشتى الامـصـار, فـقـال عن الكوفة : ((اماالكوفة و سوادهافشيعة علي و ولده ((308)) )) بيد ان هذا الـتشيع لا يتسم بطابع التشيع الاثني عشري , على الرغم من وجود شي من عقائده فيه كما نقرا ان الـغـلاة نـشاوا بالكوفة في اواخر القرن الاول , الا ان المهم فيه هو ا ننا يمكن ان نعتبره نوعا من التشيع السياسي كان سائدا بين سكان الكوفة وهو ذلك التشيع الذي يترافق طابعه السياسي (دعوته الـى حـكـومـة العلويين ) مع رؤيته في تفضيل الامام علي ـ عليه السلام ـ ليس على عثمان فحسب , بل على سائر الخلفا ايضا و كان يهمه الاخذ برائه الفقهية و لعل هذا التوجه هو الذي دعاسائر الفقها في الحجاز والشام الى عدم الاهتمام باحاديث اهل العراق .
و كان يقال ان العراقي اذا نقل لك مائة حديث , فاقبل منه سبعة و سبعين حديثافحسب
((309)) .
و كان الزهري ـ و هو احد المحدثين الامويين ـ يضعف حديث اهل العراق ايضا
((310)) .
و يقول الجوزجاني : كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة مثل : ((ابن اسحاق , منصور, زبيد اليامي , والاعمش
((311)) )) و كان بعض هؤلا متهما بنزعة شيعية .
و شاع آنذاك ان الحجاج يعمل براي عثمان , و زيد بن ثابت , و ذلك لمخالفته راي علي ـ عليه السلام , بينما كان يعمل اهل العراق براي اميرالمؤمنين ـ عليه السلام
((312)) .
و عـندما يذكر الذهبي محمد بن عبيداللّه , وهو من الكوفة , يقول : كان ممن يقدم عثمان على علي ـ عـلـيـه الـسلام ـ عثمان , او يتوقفون في ذلك على الاقل
((313)) .
و مـن نـمـاذج هذه القلة , وجود فقها كانوا يعادون اهل البيت ـ عليهم السلام و نقل مانصه : ((و كان بـالكوفة من فقهائها اهل عداوة له و بغض , قد خذلوا عنه (علي عليه السلام )و خرجوا من طاعته مع غلبة التشيع على الكوفة
((314)) )).
و يـقـول ابـن كثير في جعفر بن محمد بن قطير وزير العراق : ((و كان ينسب الى التشيع ,و هذا كثير في تلك البلاد
((315)) )) و هذا معلم على مواصلة هذه النزعة على امتداد القرون التي تلت القرن الاول .
فهذه كلها دلالات على تشيع اهل العراق الذين كانوا الموالي يشكلون نسبة ملحوظة بينهم .
و مـن الـطـبـيـعـي ان ينتشر التشيع في اوساطهم و لو بصورة محدودة , و تتمهد الارضية لنشؤ الـحركات العلوية و على الرغم من ا نهم كانوا شيعة , الا ان تشيعهم كان سياسيا غالباكما مر بنا و لذلك كان اكثرهم يعمل برا ابي حنيفة في عصر الامام الصادق ـعليه السلام
((316)) بينما كان ابو حـنـيـفـة نـفـسه شيعيا من الوجهة السياسية , اذ اعلن عن دعم النفس الزكية و اخيه ابراهيم في ثـورتـهـمـا ((317)) و لـعل عدم وجود تشيع ثقافي كان باعثاعلى عدم استمرار تلك التحركات السياسية و من هذا المنطلق كان الامل بالكوفيين ضعيفافي دعم العلويين دعما حقيقيا, اذ كلما ظهر تـيـار شـيـعـي كـانـوا يـسـايـرونـه , و فـي نفس الوقت يغدرون به حتى اصبح غدرهم مضرب الامـثال ((318)) , مع ا ننا نحتمل وجود نوع من المبالغة والافراط في هذا المجال و بلغت الامثال في الكوفيين ذروتها بقولهم : الكوفي , لايوفي ((319)) .
و من الطبيعي ان يتاثر الموالي بالتشيع لانهم كانوا قد نشاوا بين قبيلتي همدان و ربيعة ,و غيرهما فـي الـكـوفة و كان الحمرا حلفا قبيلة عبدالقيس الشيعية
((320)) و عززالهمدانيون التشيع في الـعـراق ـ و هم من قبائل الجنوب ـ اذ سكن قسم منهم في ربوعه بعد الاسلام ((321)) و كانوا يـالمون كثيرا لما حل باهل البيت ـ عليهم السلام ـ من ظلم وجور, اذ كانوا عاطفيين الى ابعد مدى , لـذلك نهضوا لنصرتهم و قال فيهم النبي ـ صلى اللّه عليه و آله : ((هم ارق الناس افئدة و الين قلوبا الايـمان يماني والحكمة يمانية ((322)) )) علما ان تشيع هؤلا كان قد ارسيت دعائمه منذ عصر الـنـبي ـ صلى اللّه عليه و آله فعندما بعث النبي ـ صلى اللّه عليه و آله ـ خالدبن الوليد الى اليمن , ظل بـرهـة لم يجبه احد الى الاسلام فوجه علياـ عليه السلام ـ اليها و اسلم اهل اليمن على يده , و كان الهمدانيون من قبائلهم المعروفة ((323)) ثم التحقوا به في الكوفة .
و كان الامام اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ يصفهم دائما بانهم انصاره
((324)) حتى انشدفيهم :.
لما رايت الموت موتا احمرا ـــــ عبات همدان و عبوا حميرا
((325)) .
و عـنـدما ارغم الامام على الصلح من قبل بعض جنده , فان الهمدانيين اعلنوا عن استعدادهم لتطبيق اوامره ـ عليه السلام
((326)) فاثنى عليهم الامام في بيت آخر قال فيه :.
فلو كنت بوابا على باب جنة ـــــ لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
((327)) .
و مـن الـطـبـيعي ان همدان ليست القبيلة الجنوبية الوحيدة التي كان رؤساؤها
((328)) و كثير مـن افـرادها يتشيعون , بل اليمن كانت تعد اساسا من مراكز التشيع , بحيث ان معاوية عندمااشخص الـيها بسر بن ارطاة سنة 39 هـ قال له : ((و اقتل شيعة علي حيث كانوا ((329)) )) و كان مالك الاشـتـر النخعي , و هو من قبيلة مذحج الجنوبية , احد شيعة اميرالمؤمنين ـعليه السلام ثم جا الى الكوفة و كان من انصار الامام المقربين .
و ذكـر الـقـاضـي نوراللّه الشوشتري ايضا معلومات مفصلة تحوم حول تشيع همدان ,و مذحج , و ربيعة , و خزاعة , والازد, وطي
((330)) .
و قـال الرازي في كتاب النقض : ((و كان شيعة علي من بني همدان , و بني ثقيف ,و بني مراد, و بني مذحج , و بني خزاعة
((331)) )).
و كـان وجـود الـقبائل الشيعية المنحدرة من جنوب الحجاز في العراق باعثا على ان يصبح العراق مـركـزا لـلشيعة حتى ان البعض كان ينظر الى الكوفيين على ا نهم سبايون (شيعة ), و حروريون (خـوارج )
((332)) و هذا الامر يثبت لنا اكثر من السابق حقيقة تتمثل في ان اول من آمن بالتشيع هم عرب العراق نفسه الذين استظل موالي فارس بافيائهم ,فركنوا الى التشيع بفضلهم .
و كانت ربيعة من القبائل العربية الاخرى التي يكثر فيها الشيعة و قد اثنى عليها الامام اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ ايضا
((333)) كما قال فيهم :.
يا لهف نفسي على ربيعة ـــــ ربيعة السامعة المطيعة
((334)) .
و مـن الـطـبـيعي ان نسبة التشيع كله الى عرب الجنوب في العراق غير صحيحة , و ان كان سفر امـيرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ الى اليمن في السنة التاسعة من الهجرة قد حمل معه بركات كثيرة , اذ اسـلـم اهـلـهـا, و تشرفوا بصحبة الامام , و كانت معروفة بتشيعها, حتى ان ابن عباس نصح الامام الحسين بالتوجه اليها لكثرة محبيه فيها
((335)) , بيد ان التاريخ ‌يحدثنا ان عددا من العدنانيين كان بـيـن شـهدا كربلا و قراة دقيقة في اسما شهداالطف , والوقوف على نسبتهم التي جات في رسالة مستقلة مطبوعة ((336)) يكشفان لنابدقة ان العدنانيين كانوا كثيرين , لا القحطانيين و ان ما اراد ان يـثـبـتـه مونتغمري واط وامثاله , بقولهم ان قبائل الجنوب آمنت بالتشيع لانها كانت قبل قرن من تـشيعها ذات حكم ملكي امتد قرونا من الزمان , مرفوض و لا يعول عليه فالصحيح هو كما مر بنا اذ قـلـنا: ان ولاهم لاميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ بدا منذ تعرفهم عليه في السنة التاسعة من الهجرة , واحبه اشخاص ـ منهم مالك الاشتر ـ منذ تلك الفترة فزعم واط ان القسم الاعظم من الشيعة كانوا من عرب الجنوب , و ان كان صحيحا الى حد ما, بيد ان استنتاجه غيرصحيح يضاف الى ذلك ان المهم هـنا هو ا نه كان يكفي لو عبر رؤسا بعض القبائل الجنوبية عن ولائهم للامام ـ عليه السلام ـ بنحو من الانحا, و حينئذ ينتشر التشيع بين عرب الجنوب فمن المستبعد ـ اذن ـ ان وجود النظام الملكي في الجنوب قرنا من الزمان افضى الى بقا هذه التوجهات عندهم .
و مـن الـطبيعي ان بواعث عديدة كانت ورا تاثر الموالي بشيعة العراق فالباعث السياسي كان احدها كـما مر بنا سابقا و وجود المصالح المشتركة بين العلويين والشيعة من جهة , و بين الموالي من جهة اخرى نفخ في الموالي روح التشيع تدريجا, اذ كان العلويون والشيعة يمثلون الملاذ والملجا للموالي فـي كـفـاحهم ضد الامويين مضافا الى ذلك , ان الظلامة التي نزلت بالشيعة من الامويين و هي تقض مضجع كل انسان شريف تلقائيا ـحفزت الموالي الى التعاون معهم ضد الحكام الامويين .
و كـانوا يشاهدون بام اعينهم صلابة الشيعة و اصرارهم على ولا اميرالمؤمنين ـعليه السلام ـ اذ لـم يـتنازلوا عن خطه و لم يبراوا منه بل و كانوا يتباهون ا نهم من اتباع مدرسته و ليس عمرو بن الـحـمق الخزاعي , و حجربن عدي على هذا الخط فحسب , بل كان عليه ايضا ميثم التمار, و قنبر مولى علي ـ عليه السلام , و كميل .
و نـقرا في التاريخ ان زياد بن ابيه قطع ايدي ثمانين شخصا من اهل الكوفة على ان يبراوا من علي ـ عـلـيه السلام ـ و طلب منهم ذلك وهو يعلم ا نهم لا يفعلون بيد ا نه اراد ان يتخذ من ذلك ذريعة لهدم بيوتهم
((337)) .
و يـنـقـل لنا التاريخ ان كثيرا من الموالي تربوا في بيوت الشيعة , او ا نهم عاشوا في ظلال حكومة امـيـرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ مباشرة , او تربوا على اصحابه فهذه البواعث بمجملها ساعدت على نشؤ الميول والاتجاهات الشيعية بين الموالي .
و نؤكد هنا مرة اخرى ان الموالي كلهم لم يكونوا على خط اهل البيت ـ عليهم السلام ـكما ان منهم مـن لـم يـنصر التشيع و يدعمه , ولو سياسيا, بل بالعكس , نقرا ان كثيرا منهم لم يخف عداه للتشيع بسبب التربية التي تلقاها من اعدائه .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مصرع طلحة :
البيعة
آية الابرار:
التشيع العقيدي .
ثقات الإسلام
حديثٌ حول صوم الجوارح
بلال ، حضرت فاطمہ (س ) کي نظر ميں
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
رسالة فی معنی المولى
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...

 
user comment