محطّ الرحال :
لعلّ من الأسباب الداعية لأن ينزل السيّد عبدالعظيم الحسنيّ ـ و هو متخفٍّ ـ مدينةَ الريّ ، زيارةَ قبر رَحمِه السيّد حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام ، و هذا المعنى يُفهَم من خلال النصّ الوارد في زيارة السيّد عبدالعظيم الحسني بما .
- لفظُه :
يا زائراً قبرَ خيرِ رجُلٍ مِن وُلْد موسى بن جعفر.
أي : خير رجلٍ عدا الإمام الرضا عليّ بن موسى عليهما السّلام . و على بعض الروايات كان السيّد حمزة رضوان الله عليه قد سافر مع أخيه الإمام الرضا عليه السّلام إلى خراسان ، و كان قائماً بخدمته في الطريق ساعياً في حاجاته ممتثلاً لأوامره ، حتّى خرج عليه قوم من أتباع المأمون العبّاسي ، و لعلّه بأمرٍ منه ، فقتلوه.
- المزار :
قال فخر المحقّقين جمال الدين في مزاره ، بعد أن أورد زيارة للسيّد عبدالعظيم الحسنيّ ، ورد في بعض الأخبار أنّ السيّد عبدالعظيم كان يخرج ـ خلال إقامته بالريّ ـ مُستَتراً يزور القبر المقابل لقبره الحالي ، و بينهما الطريق ، و يقول ، هو رجُل مِن وُلْد موسى بن جعفر عليهما السّلام . و الظاهر أنّه قبر حمزة الذي كان يزوره السيّد عبدالعظيم ، و ينبغي زيارته أيضاً إن شاء الله تعالى.
و قد روى الشيخ جعفر بن قُولويه القمّي عن عمرو بن عثمان الرازي قال : " سمعتُ أبا الحسن الإمامَ موسى بن جعفر عليهما السّلام يقول ،مَن لم يَقدِرْ أن يزورنا فلْيَزُرْ صالحي موالينا ، يُكتَب له ثوابُ زيارتنا ، و مَن لم يَقدِر على صِلَتِنا فَلْيَصلْ صالحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صلتنا ".
و في زيارته وردت هذه العبارات : " السلامُ عليك يا ابنَ خاتَمِ الأنبياء ، السلام عليك يا ابنَ وليِّ الأولياء ، السلام عليك يا ابن البتول العذراء ، السلام عليك يا ابنَ شافعِ يومِ الحساب ، يا ابنَ الأئمّة الأطياب ، السلام عليك يا ابن الطاهرينَ الأنجاب ، السلام عليك يا ابنَ بابِ الحوائج ، يا ابنَ صاحب المقاماتِ و المعارج ، السلامُ عليك يا ابنَ النبأِ العظيم ، يا ابنَ الكاظمِ الكظيم، يا مَنْ زاره سيّدُنا عبدُالعظيم ، السلام عليك يا أخا الرضا الغريب، يا حبيبُ بنَ الحبيب ، يا ذا النسبِ الحسيب " ...
- المرقد الطاهر :
قبر السيّد حمزة بن الإمام الكاظم عليه السّلام كان في بستانٍ بالريّ ، هذا هو المشهور ، أمّا حمزة المنسوب قبرُه إلى سبزوار أو تُسْتَر ، أو قمّ في محلّة شاه زاده حمزة، فلعلّه أحد أحفاد الإمام موسى الكاظم عليه السّلام .
كتب حرز الدين ( من المتأخّرين ) : " مرقد ( حمزة بن الإمام الكاظم عليه السّلام ) في الريّ بارز مُعَنْوَن متّصل برواق مرقد السيّد عبدالعظيم الحسني جنوباً ، عليه قبّة شاهقة البناء سميكة الدعائم ، و له ضريحٌ وشبّاك ثمين " .
- إكليل عاطر :
كان حمزة بن الإمام الكاظم عليه السّلام من العلماء الأجلاّء و الفقهاء الوَرِعين ، و كان رضوان الله عليه يقول بإمامة أخيه عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام ـ في وقتٍ ارتدّ شطرٌ من الناس و أصبحوا من الواقفيّة ـ و كان حمزة رحمه الله يقوم بخدمة أخيه مُلبّياً ممتثلاً أوامره ، كما كان من أصحابه عليه السّلام ويتولّى خدمته في السفر و الحضر .
فرضوان الله عليه ، و سلامٌ من الله تعالى عليه ، و رزق المؤمنين زيارته ، ففيه عطرٌ زاكٍ من أبيه الكاظم و أخيه الرضا صلوات الله عليهما و عليه.