عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام

الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام

ولادته والبشارة النبوية:
وُلد الإمام الهادي (عليه السلام) في نواحي المدينة المنورة، في قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تسمى: صرّيا.
وقد بشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولادة الإمام الهادي (عليه السلام) بقوله: (... وأن الله تعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية، بارة مباركة، طيبة طاهرة، سقاها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكل سرٍ مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه به وحذّره من عدوه...).
وقد اختلف المحدثون في تاريخ ولادته:
فقيل: وُلد في شهر رجب، ويؤيد هذا القول، الدعاء المروي عن الإمام المهدي (عليه السلام): (اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب..).
وذكر ابن عياش إن ولادته (عليه السلام) كانت في الثاني من شهر رجب، أو الخامس منه، وقيل: (في الليلة الثالثة عشرة منه، سنة 214ه-، وقيل: 212ه-.
وقيل: كانت ولادته (عليه السلام) في النصف من ذي الحجة، أو السابع والعشرين منه.

اسمه وكنيته:
اسمه: علي، وكنيته: أبو الحسن وقد يعبر عنه – في الأحاديث المروية - بأبي الحسن الثالث أبو أبي الحسن الأخير. للفرق بينه وبين الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر والإمام أبي الحسن الرضا (عليهما السلام).

ألقابه:
الهادي، النقي، وهما أشهر ألقابه، والنجيب، المرتضى، العالم، الفقيه، الأمين، الناصح، المفتاح، المؤتمن، الطيب، العسكري، المتوكل.
وكان الإمام يُخفي لقبه (المتوكل) ويأمر أصحابه أن لا يلقبوه بالمتوكل لأنه كان لقب الحاكم العباسي يومذاك.
وقد يعبر عن الإمام الهادي (عليه السلام) ب-(الفقيه العسكري) أو (العسكري) أو (صاحب العسر) أو (الصادق).

سبب تسمية الإمامين علي بن محمد والحسن ابن علي عليهما السلام بالعسكريين:
روي أن المحلة التي يسكنها الإمامان علي بن محمد والحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى كانت تسمى عسكر فلذلك قيل لكل واحد منهما العسكري.

زوجاته وأبناؤه:
أولاد الإمام الهادي (عليه السلام)
كان للإمام الهادي (عليه السلام) من الذكور أربعة، وبنت واحدة، فالذكور هم:
- السيد محمد، وكنيته أبو جعفر.
- الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
- جعفر.
- الحسين.
وأما البنت فاسمها: علية.
وذكر بعض النسابين، زيداً وموسى وعبد الله ولكنهم غير معروفين.

ملامحه:
كانت ملامحه كملامح جده الإمام الرضا (عليه السلام) وأبيه الإمام الجواد (عليهما السلام). فقد كان شديد السمرة، ووصفه الرواة بأنه كان أدعج العينين، شثن الكفين، عريض الصدر، أقنى الأنف، أفلج الأسنان، حسن الوجه، طيب الريح، وكان جسيم البدن - شبيها بجده الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) - ولم يكن بالقصير المتردد ، ولا بالطويل الممغط، بعيد المنكبين، ضخم الكراديس، معتدل القامة.

عصر الإمام علي بن محمّد الهادي (ع):
المرحلة الاُولى من حياة الإمام الهادي(عليه السلام) هي في ظلال والده الإمام محمد الجواد(عليه السلام) وقد كانت فترة قصيرة جداً لم تتجاوز ثماني سنين ـ على أكثر التقادير ـ وقد قضاها في المدينة المنورة، وكان في شطر منها بعيداً عن والده، وذلك لأن المعتصم العباسي قد استدعاه في سنة (218 هـ) الى بغداد.
والمرحلة الثانية من حياة الإمام الهادي(عليه السلام) تناهز أربعاً وثلاثين سنة حيث تحمّل فيها أعباء منصب الإمامة منذ سنة (220 هـ ) الى سنة (254هـ ) واستمرت (34 سنة)، وعاصر فيها كلاً من:
-  المعتصم
-  المستعين
-  المنتصر
-  المعتز
-  المتوكل
-  الواثق

استشهاد الإمام الهادي(ع):
ظلّ الإمام الهادي(عليه السلام) يعاني من ظلم الحكّام وجورهم حتّى دُسّ إليه السمّ كما حدث لآبائه الطّاهرين، وقد قال الإمام الحسن(عليه السلام): ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم.
قال الطبرسي وابن الصباغ المالكي: في آخر ملكه (أي المعتز)، استشهد وليّ الله علي بن محمد(عليهما السلام).
وقال ابن بابويه: وسمّه المعتمد.
وقال المسعودي: وقيل إنّه مات مسموماً; ويؤيد ذلك ما جاء في الدّعاء الوارد في شهر رمضان: وضاعف العذاب على من شرك في دمه.
وقال سراج الدين الرفاعي في صحاح الأخبار: «وتوفي شهيداً بالسم في خلافة المعتز العباسي...».
وقال محمد عبدالغفار الحنفي في كتابه ائمة الهدى: فلما ذاعت شهرته(عليه السلام) استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنوّرة حيث خاف على ملكه وزوال دولته.. وأخيراً دسّ إليه السمّ...»(6).
والصحيح أن المعتز هو الذي دسّ إليه السمّ وقتله به.
ويظهر أنّه اعتلّ من أثر السمّ الذي سُقي كما جاء فى رواية محمّد بن الفرج عن أبي دعامة، حيث قال: أتيت عليّ بن محمد(عليه السلام) عائداً في علّته التي كانت وفاته منها، فلمّا هممت بالانصراف قال لي: يا أبا دعامة قد وجب عليّ حقّك، ألا اُحدّثك بحديث تسرّ به؟ قال: فقلت له: ما أحوجني الى ذلك ياابن رسول الله.
قال حدّثني أبي محمد بن عليّ، قال: حدثّني أبي عليّ بن موسى، قال: حدثّني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي ابن أبي طالب(عليهم السلام)، قال: قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا عليّ اكتب: فقلت: وما أكتب؟ فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الإيمان ما وقرته القلوب وصدّقته الأعمال، و الإسلام ما جرى على اللّسان، وحلّت به المناكحة.
قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول الله، والله ما أدري أيّهما أحسن؟ الحديث أم الإسناد! فقال: إنّها لصحيفة بخطّ علي بن أبي طالب(عليه السلام) وإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) نتوارثها صاغراً عن كابر.
قال المسعودي: واعتلّ أبو الحسن (عليه السلام) علّته التي مضى فيها فأحضر أبا محمّد ابنه(عليه السلام) فسلّم إليه النّور والحكمة ومواريث الأنبياء والسّلاح.
ونصّ عليه وأوصى إليه بمشهد من ثقات أصحابه ومضى(عليه السلام) وله أربعون سنة.
ـــــــــــ
شرح الكلمات: الدعج في العين: شدة سوادها مع سعتها. الشثن: الغليظ الخشن. القصير المتردد: المتناهي في القصر. الطويل الممغط: المتناهي في الطول.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فاطمة الزهراء عليها السلام علة غائيّة
الامويون والحسين عليه السلام
حاجة نظام الخلق إلى خليفة الله‏
لا يضحي الإمام بالعدالة للمصلحة
ملامح عقيلة الهاشميّين السيّدة زينب الكبرى *
يوم الخروج وكيفيته
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الدفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم
أهل البيت النور المطلق
حديث الغدير ودلالته على ولاية أمير المؤمنين (ع)

 
user comment