عربي
Tuesday 7th of May 2024
0
نفر 0

دعاء الموقف لعلي بن الحسين ع

دعاء الموقف لعلي بن الحسين ع

دعاء الموقف لعلي بن الحسين ع


 اللهم أنت الله رب العالمين و أنت الله الرحمن الرحيم و أنت الله الدائب في غير وصب و لا نصب و لا تشغلك رحمتك عن عذابك و لا عذابك عن رحمتك خفيت من غير موت و ظهرت فلا شي‌ء فوقك و تقدست في علوك و ترديت بالكبرياء في الأرض و في السماء و قويت في سلطانك و دنوت من كل شي‌ء في ارتفاعك و خلقت الخلق بقدرتك و قدرت الأمور بعلمك و قسمت الأرزاق بعدلك و نفذ كل شي‌ء علمك و حارت الأبصار دونك و قصر دونك طرف كل طارف و كلت الألسن عن صفاتك و غشي بصر كل ناظر نورك و ملأت بعظمتك أركان عرشك و ابتدأت الخلق على غير

                         مصباح ‌المتهجد ص : 690
مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شي‌ء منه و لم تشارك في خلقك و لم تستعن بأحد في شي‌ء من أمرك و لطفت في عظمتك و انقاد لعظمتك كل شي‌ء و ذل لعزك كل شي‌ء أثنى عليك يا سيدي و ما عسى أن يبلغ في مدحتك ثنائي مع قلة عملي و قصر رأيي و أنت يا رب الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرب و أنا العبد و أنت الغني و أنا الفقير و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الغفور و أنا الخاطئ و أنت الحي الذي لا يموت و أنا خلق أموت يا من خلق الخلق و دبر الأمور فلم يقايس شيئا بشي‌ء من خلقه و لم يستعن على خلقه بغيره ثم أمضى الأمور على قضائه و أجلها إلى أجل قضى فيها بعدله و عدل فيها بفضله و فصل فيها بحكمه و حكم فيها بعدله و علمها بحفظه ثم جعل منتهاها إلى مشيته و مستقرها إلى محبته و مواقيتها إلى قضائه لا مبدل لكلماته و لا معقب لحكمه و لا راد لقضائه و لا مستزاح عن أمره و لا محيص لقدره و لا خلف لوعده و لا متخلف عن دعوته و لا يعجزه شي‌ء طلبه و لا يمتنع منه أحد أراده و لا يعظم عليه شي‌ء فعله و لا يكبر عليه شي‌ء صنعه و لا يزيد في سلطانه طاعة مطيع و لا ينقصه معصية عاص و لا يبدل القول لديه و لا يشرك في حكمه أحدا الذي ملك الملوك بقدرته و استعبد الأرباب بعزه و ساد العظماء بجوده و علا السادة بمجده و انهدت الملوك لهيبته و علا أهل السلطان بسلطانه و ربوبيته و أباد الجبابرة بقهره و أذل العظماء بعزه و أسس الأمور بقدرته و بنى المعالي‌

                         مصباح ‌المتهجد ص : 691
بسؤدده و تمجد بفخره و فخر بعزه و عز بجبروته و وسع كل شي‌ء برحمته إياك أدعو و إياك أسأل و منك أطلب و إليك أرغب يا غاية المستضعفين و يا صريخ المستصرخين و معتمد المضطهدين و منجي المؤمنين و مثيب الصابرين و عصمة الصالحين و حرز العارفين و أمان الخائفين و ظهر اللاجئين و جار المستجيرين و طالب الغادرين و مدرك الهاربين و أرحم الراحمين و خير الناصرين و خير الفاصلين و خير الغافرين و أحكم الحاكمين و أسرع الحاسبين لا يمتنع من بطشه شي‌ء و لا ينتصر من عاقبه و لا يحتال لكيده و لا يدرك علمه و لا يدرأ ملكه و لا يقهر عزه و لا يذل استكباره و لا يبلغ جبروته و لا تصغر عظمته و لا يضمحل فخره و لا يتضعضع ركنه و لا ترام قوته المحصي لبريته الحافظ أعمال خلقه لا ضد له و لا ند له و لا ولد له و لا صاحبة له و لا سمي له و لا قريب له و لا كفو له و لا شبيه له و لا نظير له و لا مبدل لكلماته و لا يبلغ مبلغه شي‌ء و لا يقدر شي‌ء قدرته و لا يدرك شي‌ء أثره و لا ينزل شي‌ء منزلته و لا يدرك شي‌ء أحرزه و لا يحول دونه شي‌ء بنى السماوات فأتقنهن و ما فيهن بعظمته و دبر أمره فيهن بحكمته فكان كما هو أهله لا بأولية قبله و لا بآخرية بعده و كان كما ينبغي له يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى يعلم السر و العلانية و لا تخفى عليه خافية و ليس لنقمته واقية يبطش البطشة الكبرى و لا تحصن منه القصور و لا تجن منه الستور و لا تكن منه الخدور و لا

                         مصباح‌  المتهجد ص : 692
تواري منه البحور و هو على كل شي‌ء قدير و هو بكل شي‌ء عليم يعلم هماهم الأنفس و ما تخفي الصدور و وساوسها و نيات القلوب و نطق الألسن و رجع الشفاه و بطش الأيدي و نقل الأقدام و خائنة الأعين و السر و أخفى و النجوى و ما تحت الثرى و لا يشغله شي‌ء عن شي‌ء و لا يفرط في شي‌ء و لا ينسى شيئا لشي‌ء أسألك يا من عظم صفحه و حسن صنعه و كرم عفوه و كثرت نعمه و لا يحصى إحسانه و جميل بلائه أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي حوائجي التي أفضيت بها إليك و قمت بها بين يديك و أنزلتها بك و شكوتها إليك مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني و تقصيري فيما نهيتني عنه يا نوري في كل ظلمة و يا أنسي في كل وحشة و يا ثقتي في كل شدة و يا رجائي في كل كربة و يا وليي في كل نعمة و يا دليلي في الظلام أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع لا يضل من هديت و لا يذل من واليت أنعمت علي فأسبغت و رزقتني فوفرت و وعدتني فأحسنت و أعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بعمل مني و لكن ابتداء منك بكرمك و جودك فأنقعت نعمتك في معاصيك و تقويت برزقك على سخطك و أفنيت عمري فيما لا تحب فلم يمنعك جرأتي عليك و ركوبي ما نهيتني عنه و دخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك و لم يمنعني عودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك فأنت العائد بالفضل و أنا العائد بالمعاصي و أنت يا سيدي خير

                         مصباح‌ المتهجد ص : 693
الموالي لعبيده و أنا شر العبيد أدعوك فتجيبني و أسألك فتعطيني و أسكت عنك فتبتدئني و أستزيدك فتزيدني فبئس العبد أنا لك يا سيدي و مولاي أنا الذي لم أزل أسي‌ء و تغفر لي و لم أزل أتعرض للبلاء و تعافيني و لم أزل أتعرض للهلكة و تنجيني و لم أزل أضيع في الليل و النهار في تقلبي فتحفظني فرفعت خسيستي و أقلت عثرتي و سترت عورتي و لم تفضحني بسريرتي و لم تنكس برأسي عند إخواني بل سترت علي القبائح العظام و الفضائح الكبار و أظهرت حسناتي القليلة الصغار منا منك و تفضلا و إحسانا و إنعاما و اصطناعا ثم أمرتني فلم آتمر و زجرتني فلم أنزجر و لم أشكر نعمتك و لم أقبل نصيحتك و لم أؤد حقك و لم أترك معاصيك بل عصيتك بعيني و لو شئت لأعميتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بسمعي و لو شئت لأصممتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بيدي و لو شئت و عزك لكنعتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك برجلي و لو شئت لجذمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بفرجي و لو شئت عقمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بجميع جوارحي و لم يك هذا جزاؤك مني فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقر بذنبي الخاضع لك بذلي المستكين لك بجرمي مقر لك بجنايتي متضرع إليك راج لك في موقفي هذا تائب إليك من ذنوبي و من اقترافي و مستغفر لك من ظلمي لنفسي راغب إليك

                         مصباح المتهجد ص : 694

في فكاك رقبتي من النار مبتهل إليك في العفو عن المعاصي طالب إليك أن تنجح لي حوائجي و تعطيني فوق رغبتي و أن تسمع ندائي و تستجيب دعائي و ترحم تضرعي و شكواي و كذلك العبد الخاطئ يخضع لسيده و يتخشع لمولاه بالذل يا أكرم من أقر له بالذنوب و أكرم من خضع له و خشع ما أنت صانع بمقر لك بذنبه خاشع لك بذله فإن كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن تقبل علي بوجهك و تنشر علي رحمتك و تنزل علي شيئا من بركاتك أو ترفع لي إليك صوتا أو تغفر لي ذنبا أو تتجاوز عن خطيئة فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك و عز جلالك متوجه إليك و متوسل إليك و متقرب إليك بنبيك صلى الله عليه و آله أحب خلقك إليك و أكرمهم لديك و أولاهم بك و أطوعهم لك و أعظمهم منك منزلة و عندك مكانا و بعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين الذين افترضت طاعتهم و أمرت بمودتهم و جعلتهم ولاة الأمر بعد نبيك يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل قد بلغ مجهودي فهب لي نفسي الساعة الساعة برحمتك اللهم لا قوة لي على سخطك و لا صبر لي على عذابك و لا غنى لي عن رحمتك تجد من تعذب غيري و لا أجد من يرحمني غيرك و لا قوة لي على البلاء و لا طاقة لي على الجهد أسألك بحق محمد نبيك صلى الله عليه و آله و أتوسل إليك بالأئمة الذين اخترتهم لسرك و أطلعتهم على خفيك و أخبرتهم بعلمك و طهرتهم و خلصتهم و اصطفيتهم و أصفيتهم و جعلتهم هداة

                         مصباح ‌المتهجد ص : 695
مهديين و ائتمنتهم على وحيك و عصمتهم عن معاصيك و رضيتهم لخلقك و خصصتهم بعلمك و اجتبيتهم و حبوتهم و جعلتهم حججا على خلقك و أمرت بطاعتهم و لم ترخص لأحد في معصيتهم و فرضت طاعتهم على من برأت و أتوسل إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار وفدك اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحم صراخي و اعترافي بذنبي و تضرعي و ارحم طرحي رحلي بفنائك و ارحم مسيري إليك يا أكرم من سئل يا عظيما يرجى لكل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم اللهم إني أسألك فكاك رقبتي من النار يا رب المؤمنين لا تقطع رجائي يا منان من علي بالرحمة يا أرحم الراحمين يا من لا يخيب سائله لا تردني يا عفو اعف عني يا تواب تب علي و اقبل توبتي يا مولاي حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النار اللهم بلغ روح محمد و آل محمد عني تحية و سلاما و بهم اليوم فاستنقذني يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو يا من يعفو يا من رضي العفو يا من يثيب على العفو العفو العفو يقولها عشرين مرة أسألك اليوم العفو و أسألك من كل خير أحاط به علمك هذا مكان البائس الفقير هذا مكان المضطر إلى رحمتك هذا مكان المستجير بعفوك من عقوبتك هذا مكان العائذ بك منك أعوذ برضاك من سخطك و من فجأة نقمتك يا أملي يا رجائي يا خير مستغاث يا

                         مصباح‌ المتهجد ص : 696
أجود المعطين يا من سبقت رحمته غضبه يا سيدي و مولاي و ثقتي و رجائي و معتمدي و يا ذخري و ظهري و عدتي و غاية أملي و رغبتي يا غياثي يا وارثي ما أنت صانع بي في هذا اليوم الذي قد فزعت فيه إليك الأصوات أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقلبني فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه و استجبت دعاءه و قبلته و أجزلت حباءه و غفرت ذنوبه و أكرمته و لم تستبدل به سواه و شرفت مقامه و باهيت به من هو خير منه و قلبته بكل حوائجه و أحييته بعد الممات حياة طيبة و ختمت له بالمغفرة و ألحقته بمن تولاه اللهم إن لكل وافد جائزة و لكل زائر كرامة و لكل سائل لك عطية و لكل راج لك ثوابا و لكل ملتمس ما عندك جزاء و لكل راغب إليك هبة و لكل من فزع إليك رحمة و لكل من رغب فيك زلفى و لكل متضرع إليك إجابة و لكل مستكين إليك رأفة و لكل نازل بك حفظا و لكل متوسل إليك عفوا و قد وفدت إليك و وقفت بين يديك في هذا الموضع الذي شرفته رجاء لما عندك فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك و أكرمني بالجنة و من بالمغفرة و جملني بالعافية و أجرني من النار و أوسع علي من رزقك الحلال الطيب و ادرأ عني شر فسقة العرب و العجم و شر شياطين الإنس و الجن اللهم صل على محمد و على آل محمد و لا تردني خائبا و سلمني ما بيني و بين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك و اسقني من حوضهم مشربا

                         مصباح ‌المتهجد ص : 697
رويا لا أظمأ بعده أبدا و احشرني في زمرتهم و توفني في حزبهم و عرفني وجوههم في رضوانك و الجنة فإني رضيت بهم هداة يا كافي كل شي‌ء و لا يكفي منه شي‌ء صل على محمد و على آل محمد و اكفني شر ما أحذر و شر ما لا أحذر و لا تكلني إلى أحد سواك و بارك لي فيما رزقتني و لا تستبدل بي غيري و لا تكلني إلى أحد من خلقك و لا إلى رأيي فيعجزني و لا إلى الدنيا فتلفظني و لا إلى قريب و لا بعيد تفرد بالصنع لي يا سيدي و مولاي اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك في هذا اليوم فتطول علي فيه بالرحمة و المغفرة اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة و رب كل حرم و مشعر عظمت قدره و شرفته و بالبيت الحرام و بالحل و الإحرام و الركن و المقام صل على محمد و على آل محمد و أنجح لي كل حاجة مما فيه صلاح ديني و دنياي و آخرتي و اغفر لي و لوالدي و لمن ولدني من المسلمين و ارحمهما كما ربياني صغيرا و اجزهما عني خير الجزاء و عرفهما بدعائي ما يقر أعينهما فإنهما قد سبقاني إلى الغاية و خلفتني بعدهما فشفعني في نفسي فيهما و في جميع أسلافي من المؤمنين و المؤمنات في هذا اليوم يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج عن آل محمد و اجعلهم أئمة يهدون بالحق و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و أنجز لهم ما وعدتهم و بلغني فتح آل محمد و اكفني كل هول دونهم ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدر الآجال يا مقسم الأرزاق و افسح لي في عمري و ابسط لي

                         مصباح ‌المتهجد ص : 698
في رزقي اللهم صل على محمد و على آل محمد و أصلح لنا إمامنا و استصلحه و أصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه و اجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك اللهم املأ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و أراملهم و مساكينهم و اجعلني من خيار مواليه و شيعته أشدهم له حبا و أطوعهم له طوعا و أنفذهم لأمره و أسرعهم إلى مرضاته و أقبلهم لقوله و أقومهم بأمره و ارزقني الشهادة بين يديه حتى ألقاك و أنت عني راض اللهم إني خلفت الأهل و الولد و ما خولتني و خرجت إليك و إلى هذا الموضع الذي شرفته رجاء ما عندك و رغبة إليك و وكلت ما خلفت إليك فأحسن علي فيهم الخلف فإنك ولي ذلك من خلقك لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن و رب العرش العظيم و الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين
فإذا غربت الشمس أفاض من عرفات إلى المشعر و لا يجوز الإفاضة قبل غروب الشمس فإن خالف و أفاض قبل الغروب كان عليه بدنة أو يصوم ثمانية عشر يوما إن لم يقدر عليها و قد تم حجة فإذا غربت الشمس قال
 اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف و ارزقنيه أبدا ما أبقيتني و اقلبني اليوم‌

                         مصباح ‌المتهجد ص : 699

مفلحا منجحا مستجابا لي مرحوما مغفورا لي بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك عليك و أعطني أفضل ما أعطيت أحدا منهم من الخير و البركة و الرحمة و الرضوان و المغفرة و بارك لي فيما أرجع إليه من أهل أو مال أو قليل أو كثير و بارك لهم في
فإذا بلغت الكثيب الأحمر عن يمين الطريق فقل
 اللهم ارحم موقفي و زد في عملي و سلم لي ديني و تقبل مناسكي و كرر قولك اللهم أعتقني من النار
و لا تصلي ليلة النحر المغرب و العشاء الآخرة إلا بالمزدلفة و إن ذهب ربع الليل بأذان واحد و إقامتين فإذا جئت المشعر فانزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر و يستحب للصرورة أن يقف على المشعر أو يطأه برجله و يقول
 اللهم هذه جمع اللهم إني أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي ثم أطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا و أن تقيني جوامع الشر
و إن استطعت أن تحيي تلك الليلة فافعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين. فإذا أصبحت يوم النحر فصل الفجر و قف إن شئت قريبا من الجبل و إن شئت حيث تبيت فإذا وقفت فاحمد الله عز و جل و أثن عليه و اذكر من آلائه و بلائه ما قدرت عليه.

                         مصباح ‌المتهجد ص : 700
و صل على النبي ص و قل
 اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار و أوسع علي من رزقك الحلال و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس اللهم أنت خير مطلوب إليه و خير مدعو إليه و خير مسئول و لكل وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي و تقبل معذرتي و أن تجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي
ثم أفض حين يشرق لك ثبير و ترى الإبل مواضع أخفافها فإذا طلعت الشمس أفضت منها إلى منى فإذا مررت بوادي محسر و هو وادي عظيم بين جمع و منى و هو إلى منى أقرب فاسع فيه حتى تجاوزها فإن رسول الله ص حرك ناقته هناك و قل
 اللهم سلم عهدي و اقبل توبتي و أجب دعوتي و اخلفني فيمن تركت بعدي
و يجوز أن يفيض قبل طلوع الشمس بقليل إلا أنه لا يجوز وادي محسر إلا بعد طلوع الشمس إلا عند الضرورة و الخوف و لا يجوز الإفاضة من المشعر قبل طلوع الفجر بحال فإن خالف كان عليه دم شاة. و ينبغي أن يأخذ حصى الجمار من المزدلفة أو من الطريق إلى منى و إن أخذه من منى جاز و يلتقط سبعين حصاة و يكره أن يكسرها بل يلتقطها و يستحب أن تكون برشا. و يجوز أخذ الحصاة من سائر الحرم إلا من مسجد الخيف و من الحصى الذي رمي بها و ما يأخذه من غير الحرم لا يجزئه و ينبغي أن يكون مقدار الحصاة مقدار الأنملة. فإذا نزل منى بعد الخروج من المشعر فإن عليه بها يوم النحر ثلاثة مناسك أولها أن يأتي الجمرة القصوى التي عند العقبة و ليقم من قبل وجهها و لا يرميها من أعلاها.

                         مصباح ‌المتهجد ص : 701
و يقول و الحصى في يده
 اللهم هؤلاء حصياتي فأحصهن لي و ارفعهن في عملي
ثم يرمي الجمرة بسبع حصيات واحدة بعد الأخرى خذفا يضع الحصاة على بطن إبهامه و يدفعها بظفر سبابته و يقول مع كل حصاة
 اللهم ادحر عني الشيطان اللهم تصديقا بكتابك و على سنة نبيك صلى الله عليه و آله اللهم اجعله حجا مبرورا و عملا مقبولا و سعيا مشكورا و ذنبا مغفورا
و ليكن بينك و بين الجمرة مقدار عشر أذرع إلى خمس عشرة ذراعا فإذا أتيت رحلك و رجعت من الرمي فقل
 اللهم بك وثقت و عليك توكلت فنعم الرب و نعم النصير
و يستحب أن يكون الرمي على طهر فإن لم يكن على طهر كان جائزا. و المنسك الثاني أن عليه الهدي وجوبا إن كان متمتعا و إن كان قارنا أو مفردا لم يجب لكنه يستحب أن يضحي. و صفة الهدي إن كان من الإبل أو البقر أن يكون من ذوات الأرحام فإن لم يكن فكبشا سمينا ينظر في سواد و يمشي في سواد و يبرك في سواد و لا يجزئ من الإبل إلا الثني فصاعدا و هو الذي تم له خمس سنين و دخل في السادسة و لا يجوز من البقر و المعز إلا الثني و هو الذي تمت له سنة و دخل في الثانية و يجزئ من الضأن الجذع لسنة و لا يجوز ما كان ناقص الخلقة و لا العضباء و لا الجذعاء و لا الجذاء و لا الخرماء و لا العجفاء و لا العرجاء البين عرجها و لا العوراء البين عورها و الجذاء هي المقطوعة الأذن.

                         مصباح ‌المتهجد ص : 702
و لا يجزئ مع الاختيار في الهدي الواجب الواحد إلا عن واحد و في الأضحية يجوز الاشتراك فيه و عند الضرورة يجوز الاشتراك فيه إلى خمسة و سبعة و سبعين إذا عزت الأضاحي. و الأيام التي هي أيام الأضاحي يوم النحر و ثلاثة أيام بعده بمنى و في الأمصار يوم النحر و يومان بعده و الهدي الواجب يجوز نحره و ذبحه طول ذي الحجة و يوم النحر أفضل و لا يجوز ذبح الهدي الواجب و لا ما يلزم في كفارة في إحرام الحج إلا بمنى و ما يلزم في العمرة المبتولة لا يجوز إلا بمكة و متى عجز عن الهدي و وجد ثمنه خلف الثمن عند من يثق به ليشتري و يذبح عنه طول ذي الحجة أو في القابل في ذي الحجة و إن لم يقدر على الثمن أصلا صام عشرة أيام ثلاثة في الحج متواليات يوم قبل التروية و يوم التروية و يوم عرفة و سبعة إذا رجع إلى أهله و يستحب أن يتولى الذبح بنفسه و إن لم يحسن جعل يده مع يد الذابح. و يقول إذا أراد الذبح
 وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين اللهم منك و لك بسم الله و الله أكبر اللهم تقبل مني
ثم يمر السكين و لا ينخعها حتى تبرد الذبيحة و ينبغي أن تنحر الإبل و هي قائمة و البقر و الغنم مبطوحة و تشد يد البدنة من أخفافها إلى آباطها و تشد أربع قوائم البقر و يطلق ذنبه و تشد يد الغنم و إحدى رجليه و يطلق فرد رجله و يقسم الهدي المتمتع ثلاثة أقسام ثلاثا يأكله و ثلاثا يهديه لأصدقائه و ثلاثا يتصدق به و كذلك الأضحية و إن كان وجب عليه في كفارة أو نذر تصدق به أجمع.

                         مصباح‌ المتهجد ص : 703

و يكون الذبح قبل الحلق فإذا فرغ من الذبح قصر شعر رأسه إن كان رجلا و إن حلقه كان أفضل و المرأة يكفيها التقصير و الصرورة الذي لم يحج قط لا يجزئه غير الحلق و كذلك من لبد شعره لم يجزه غير الحلق و ينبغي أن يأمر الحلاق أن يضع الموسى على قرنه الأيمن و يحلق جميع رأسه إلى العظمين المحاذيين للأذنين. و يسمي إذا أراد الحلق و يقول
 اللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة
فإذا حلق رأسه حل له كل شي‌ء أحرم منه إلا النساء و الطيب فإذا طاف بالبيت طواف الزيارة حل له كل شي‌ء إلا النساء فإذا طاف طواف النساء حل له النساء فإذا فرغ من المناسك الثلاث بمنى توجه من يومه إلى مكة إن تمكن و إلا فمن الغد و لا يؤخر أكثر من ذلك إن كان متمتعا و إن كان مفردا جاز له أن يؤخره إلى بعد أيام منى فإذا دخل مكة قصد لزيارة البيت و ليغتسل أولا لدخول المسجد و الطواف فإذا دخل المسجد فعل مثل ما فعل أول يوم دخل المسجد سواء و ليأت الحجر فيبدأ به و يقول ما قال يوم قدم مكة عند طواف العمرة و يطوف بالبيت على ما وصفناه سواء و قال في طوافه ما قلناه من الدعاء و فعل من التزام الحجر و الأركان و الملتزم ما تقدم ذكره. فإذا فرغ من الطواف صلى عند المقام ركعتين على ما تقدم وصفه فإذا فرغ منهما خرج إلى الصفا من الباب الذي ذكرناه و صعد على الصفا و استقبل البيت و دعا بما تقدم ذكره و سعى بين الصفا و المروة سبعة أشواط على الصفة التي تقدم وصفنا لها فيما مضى يبدأ بالصفا و يختم بالمروة و يقول من الدعاء ما تقدم ذكره فإذا فرغ من السعي فقد أحل من كل شي‌ء أحرم منه إلا النساء ثم ليعد إلى المسجد و يدخله كما ذكرناه و يأتي البيت و يستلم الحجر ثم يبتدئ بطواف آخر و هو طواف النساء فيطوف سبعة أشواط على ما تقدم وصفه و يصلي عند المقام ركعتين حسب ما بيناه فإذا فرغ منه فقد حل له كل شي‌ء كان أحرم منه و يستحب له أن يطوف بالبيت ثلاثمائة و ستين أسبوعا إن أمكنه أو ثلاثمائة و ستين شوطا

                         مصباح‌المتهجد ص : 704
فإن لم يتمكن طاف ما قدر عليه ثم ليعد من يومه إلى منى و لا يبيت ليالي التشريق إلا بمنى. فإذا عاد إلى منى قال
 اللهم بك وثقت و بك آمنت و عليك توكلت نعم الرب و نعم المولى و نعم النصير
ثم ليرم كل يوم الثلاث من الجمار بإحدى و عشرين حصاة كل جمرة منها بسبع حصيات يبدأ بالجمرة الأولى ثم بالجمرة الوسطى ثم بالجمرة العقبة و يكون ذلك عند الزوال و يرميهن خذفا على ما مضى وصفه و يقول مع كل حصاة الدعاء الذي مضى ذكره فإذا فرغ من الرمي وقف عند الجمرة الأولى ساعة و دعا عندها و كذلك عند الثانية و لا يقف عند الثالثة بل ينصرف إذا فرغ من الرمي و يجوز الرمي ما بين طلوع الشمس إلى غروبها إلا أنه عند الزوال أفضل فإذا غابت الشمس فقد فات الرمي و ليقض من الغد فإذا أراد النفر في النفر الأول رمى الجمار اليوم الأول و اليوم الثاني على ما وصفناه و دفن حصاة يوم الثالث و إذا أراد النفر في الأول فلا ينفر حتى تزول الشمس و يوم الثالث يجوز أن ينفر قبل الزوال و إن أمكنه المقام إلى يوم الثالث من أيام التشريق فيرمي الجمار و ينفر في النفر الأخير كان أفضل و إذا نفر من منى فهو بالخيار بين العود إلى مكة و بين مضيه حيث شاء غير أنه يستحب له العود إلى مكة لوداع البيت إن شاء الله فإذا أراد التوجه إلى مكة فليصل في مسجد الخيف و هو مسجد منى عند المنارة التي في وسطه أو ما قرب منها بنحو من ثلاثين ذراعا من كل جانب فإنه كان مسجد النبي ص هناك و يصلي ست ركعات في أصل الصومعة فإذا نفر و بلغ مسجد الحصبة و هي البطحاء فليمش فيه قليلا فإن ذلك يستحب و يكره أن ينام فيها فإذا عاد إلى مكة اغتسل لدخول المسجد و طواف الوداع و ليدخل المسجد على ما تقدم وصفه من‌

                         مصباح‌ المتهجد ص : 705
الدعاء و الذكر و يطوف بالبيت أسبوعا على ما مضى ذكره من البدأة بالحجر الأسود و استلامه و تقبيله أو الإيماء إليه و استلام الأركان و التزام الملتزم. فإذا فرغ من الطواف صلى عند المقام ركعتين على ما تقدم وصفه و يستحب للصرورة أن يدخل البيت و لا يتركه و ليس بواجب فإذا أراد الدخول اغتسل أولا و ليدخلها حافيا. و يقول إذا دخله
 اللهم إنك قلت و من دخله كان آمنا فآمني من عذابك عذاب النار
ثم يصلي بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء ركعتين يقرأ في الأولى حم السجدة و في الثانية عدد آياتها من القرآن. و يصلي في زوايا البيت ما قدر عليه و يقول
 اللهم من تهيأ و تعبأ و أعد و استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و جوائزه و نوافله و فواضله فإليك كانت يا سيدي تهيئتي و تعبئتي و استعدادي رجاء رفدك و نوافلك و جائزتك فلا تخيب اليوم رجائي يا من لا يخيب سائله و لا ينقص نائله فإني لم آتك اليوم بعمل صالح قدمته و لا شفاعة مخلوق رجوته و لكن أتيتك مقرا بالذنب و الإساءة على نفسي فإنه لا حجة لي و لا عذر فأسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعطيني مسألتي و تقيلني عثرتي و تقلبني برغبتي و لا تردني محروما و لا مجبوها و لا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم لا إله إلا أنت

                         مصباح‌المتهجد ص : 706
و لا ينبغي أن يبزق فيه و لا يمتخط فإن غلبه بلعه أو أخذه في خرقة معه. و يستحب أن يقول في السجود في جوف البيت
 لا يرد غضبك إلا حلمك و لا ينجى منك إلا التضرع إليك فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد و بها تنشر ميت البلاد و لا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي و تعرفني الإجابة اللهم ارزقني العافية إلى منتهى أجلي و لا تشمت بي عدوي و لا تمكنه من عنقي من ذا الذي يرفعني إن وضعتني و من ذا الذي يضعني إن رفعتني و إن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمرك و قد علمت يا إلهي أنه ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة إنما يعجل من يخاف الفوت و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك فلا تجعلني للبلاء غرضا و لا لنقمتك نصبا و مهلني و نفسني و أقلني عثرتي و لا ترد يدي في نحري و لا تتبعني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي و تضرعي إليك و وحشتي من الناس و أنسي بك أعوذ بك اليوم فأعذني و أستجير بك فأجرني و أستعين بك على الضراء فأعني و أستنصرك فانصرني و أتوكل عليك فاكفني و أومن بك فآمني و أستهديك فاهدني و أسترحمك فارحمني و أستغفرك مما تعلم فاغفر لي و أسترزقك من فضلك الواسع فارزقني و لا حول و لا قوة إلا بالله
فإذا أردت الخروج من البيت فخذ بحلقة الباب و قل الله أكبر ثلاثا.

                         مصباح‌ المتهجد ص : 707
ثم قل
 اللهم لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي فإنك أنت الضار النافع
فإذا نزلت من البيت فصل إلى جانب الدرجة عن يساره مستقبل الكعبة ركعتين فإذا أردت وداع البيت فاستلم الحجر الأسود و ألصق بطنك بالبيت و احمد الله و أثن عليه و صل على النبي ص. ثم قل
 اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و أمينك و حبيبك و نجيك و خيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالاتك و جاهد في سبيلك و صدع بأمرك و أوذي فيك و في جنبك حتى أتاه اليقين اللهم اقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة و البركة و الرضوان و العافية مما يسعني أن أطلب أن يعطيني مثل الذي أعطيته أو فضل من عندك يزيدني عليه اللهم إن أمتني فاغفر لي و إن أحييتني فارزقنيه من قابل اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك حملتني على دابتك و سيرتني في بلادك حتى أدخلتني حرمك و أمنك و قد كان في حسن ظني بك أن تغفر لي ذنوبي فإن كنت غفرت لي ذنوبي فازدد عني رضا و قربني إليك زلفى فلا تباعدني و إن كنت لم تغفر لي فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك و لا

                         مصباح‌المتهجد ص : 708
عن بيتك و لا مستبدل بك و لا به اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي حتى تبلغني أهلي و اكفني مئونة عبادك و عيالي فإنك ولي ذلك من خلقك و مني
ثم ائت زمزم فاشرب منها و اخرج و قل
 آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا راجعون
فإذا خرجت من المسجد فاسجد عند باب المسجد طويلا ثم اخرج. و يستحب أن يشتري بدرهم تمرا إذا أراد الخروج و يتصدق به ليكون كفارة لما لعله دخل عليه في حال إحرامه من حك جسم أو رمي قمل و غير ذلك. و يستقبل الكعبة على باب المسجد و يقول
 اللهم إني أنقلب على لا إله إلا الله
و يستحب إتمام الصلاة في الحرمين و يكره الصلاة في أربعة مواضع في طريق مكة البيداء و ذات الصلاصل و ضجنان و وادي الشقرة فهذه سياقة التمتع فإن حج قارنا أو مفردا أحرم من الميقات و توجه إلى عرفات و يقف بها على ما بيناه و يرجع إلى المشعر و يسوق باقي المناسك على ما شرحناه. فإذا فرغ من مناسك الحج كلها خرج إلى التنعيم أو إلى مسجد علي أو مسجد عائشة و أحرم من هناك و دخل مكة و طاف بالبيت أسبوعا و صلى عند المقام ركعتين و خرج إلى الصفا و سعى بين الصفا و المروة أسبوعا على الصفة التي ذكرناها ثم يقصر من شعر رأسه و يطوف طواف النساء و قد أحل من كل شي‌ء أحرم منه و قد فرغ من حجه و عمرته و إن أراد أن يعتمر عمرة أخرى نافلة كان له ذلك بعد أن يكون بين العمرتين عشرة أيام ثم يتوجه إلى المدينة لزيارة النبي ع هناك و زيارة الأئمة و الشهداء بها

                         مصباح‌ المتهجد ص : 709
ع فإذا خرج من مكة متوجها إلى المدينة لزيارة النبي ع و بلغ إلى مسجد الغدير فليدخله و ليصل فيه ركعتين فإذا بلغ معرس النبي ص نزل فيه و صلى ركعتين ليلا كان أو نهارا. و اعلم أن للمدينة حرما مثل حرم مكة و حده ما بين لابتيها و هو من ظل عائر إلى ظل وعير لا يعضد شجرها و لا بأس أن يؤكل صيدها إلا ما صيد بين الحرتين و يستحب أن يدخل المدينة على غسل و كذلك إذا أراد دخول مسجد النبي ص فليكن على غسل فإذا دخله أتى قبر النبي ص و زاره و سلم عليه و قام عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية القبر و أنت مستقبل القبلة و منكبك الأيسر إلى جانب القبر و منكبك الأيمن مما يلي المنبر فإنه موضع رأس رسول الله ص. و قل
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أنك رسول الله و أنك محمد بن عبد الله و أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و جاهدت في سبيل الله و عبدت الله حتى أتاك اليقين بالحكمة و الموعظة الحسنة و أديت الذي عليك من الحق و أنك قد رؤفت بالمؤمنين و غلظت على الكافرين فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك و الضلالة اللهم فاجعل صلواتك و صلوات ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصالحين و أهل السماوات‌

                         مصباح‌المتهجد ص : 710
و الأرضين و من سبح لك يا رب العالمين من الأولين و الآخرين على محمد عبدك و رسولك و نبيك و أمينك و نجيك و حبيبك و صفيك و خاصتك و صفوتك و خيرتك من خلقك اللهم أعطه الدرجة الرفيعة و آته الوسيلة من الجنة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون و الآخرون اللهم إنك قلت وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً و إني أتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي و إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك ليغفر لي ذنوبي
و إن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي ص خلف كتفيك و استقبل القبلة و ارفع يديك و سل حاجتك فإنك أجزى أن تقضى إن شاء الله تعالى فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فائت المنبر فامسحه بيدك و خذ برمانتيه و هما السفلاوان و امسح وجهك و عينيك به فإن فيه شفاء للعين و قم عنده و احمد الله تعالى و أثن عليه و سل حاجتك
 فإن رسول الله ص قال ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة
ثم تأتي مقام النبي ع فتصلي فيه ما بدا لك و أكثر من الصلاة في مسجد النبي ص فإن الصلاة فيه بألف صلاة و إذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصل على النبي ص و صل في بيت فاطمة ع و ائت مقام جبرئيل و هو تحت الميزاب فإنه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله ص. و قل
 أسألك أي جواد أي كريم أي قريب أي بعيد أن ترد علي نعمتك

                         مصباح‌المتهجد ص : 711
ثم زر فاطمة ع من عند الروضة و اختلف في موضع قبرها فقال قوم هي مدفونة في الروضة و قال آخرون في بيتها و قال فرقة ثالثة هي مدفونة بالبقيع و الذي عليه أكثر أصحابنا أن زيارتها من عند الروضة و من زارها في هذه الثلاث المواضع كان أفضل. و إذا وقف عليها للزيارة فليقل
 يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة و زعمنا أنا لك أولياء و مصدقون و صابرون لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه و آله و أتى به وصيه فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك
و يستحب أيضا أن تقول
 السلام عليك يا بنت رسول الله السلام عليك يا بنت نبي الله السلام عليك يا بنت حبيب الله السلام عليك يا بنت خليل الله السلام عليك يا بنت صفي الله السلام عليك يا بنت أمين الله السلام عليك يا بنت خير خلق الله السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله و رسله و ملائكته السلام عليك يا بنت خير البرية السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين السلام عليك يا زوجة ولي الله و خير الخلق بعد رسول الله السلام عليك يا أم الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة السلام عليك أيتها

                         مصباح‌المتهجد ص : 712
الرضية المرضية السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية السلام عليك أيتها التقية النقية السلام عليك أيتها المحدثة العليمة السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله و رحمة الله و بركاته صلى الله عليك و على روحك و بدنك أشهد أنك مضيت على بينة من ربك و أن من سرك فقد سر رسول الله و من جفاك فقد جفا رسول الله و من قطعك فقد قطع رسول الله لأنك بضعة منه و روحه الذي بين جنبيه أشهد الله و رسله و ملائكته أني راض عمن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه متبرئ ممن تبرأت منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت مبغض لمن أبغضت محب لمن أحببت و كفى بالله شهيدا و حسيبا و جازيا و مثيبا
ثم تصلي على النبي ص و على الأئمة ع فإذا أردت وداع النبي ع فائت قبره بعد فراغك من حوائجك فودعه و اصنع مثل ما صنعت عند وصولك. و قل
 اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما أشهد عليه في حياتي أن لا إله إلا أنت و أن محمدا عبدك و رسولك

                         مصباح‌ المتهجد ص : 713
و يستحب إتيان المساجد كلها مسجد قباء فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم و مشربة أم إبراهيم و مسجد الفضيع و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و قبور الشهداء بأحد و تزور قبر حمزة هناك. و تقول إذا أتيت قبور الشهداء
 السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
و تقول عند مسجد الفتح
 يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين اكشف غمي و همي و كربي كما كشفت عن نبيك غمه و همه و كربه و كفيته هول عدوه في هذا المكان
ثم تأتي قبور الأئمة الأربع بالبقيع الحسن بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع فتزورهم هناك فإن قبورهم في مكان واحد فإذا جئتهم فاجعل القبر بين يديك. و قل و أنت على غسل
 السلام عليكم أئمة الهدى السلام عليكم أهل التقوى السلام عليكم الحجة على أهل الدنيا السلام عليكم القوام في البرية بالقسط السلام عليكم أهل الصفوة السلام عليكم أهل النجوى أشهد أنكم قد بلغتم و نصحتم و صبرتم في ذات الله و كذبتم و أسي‌ء إليكم فعفوتم و أشهد أنكم الأئمة الراشدون المهتدون و أن طاعتكم مفروضة و أن قولكم الصدق و أنكم دعوتم فلم تجابوا و أمرتم فلم‌

                         مصباح‌المتهجد ص : 714
تطاعوا و أنكم دعائم الدين و أركان الأرض لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب كل مطهر و ينقلكم من أرحام المطهرات لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء و لم تشرك فيكم فتن الأهواء طبتم و طاب منبتكم من بكم علينا ديان الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه و جعل صلاتنا عليكم و طيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم و كنا عنده مسمين بعلمكم مقرين بفضلكم معترفين بتصديقنا إياكم و هذا مقام من أسرف و أخطأ و استكان و أقر بما جنى و رجا بمقامه الخلاص و أن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى فكونوا لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا و اتخذوا آيات الله هزؤا و استكبروا عنها يا من هو ذاكر لا يسهو و دائم لا يلهو و محيط بكل شي‌ء لك المن بما وفقتني و عرفتني أئمتي عليهم السلام إذ صد عنهم عبادك و جحدوا معرفتهم و استخفوا بحقهم و مالوا إلى سواهم فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا و لا تحرمني ما رجوت و لا تخيبني فيما دعوت
ثم ادع لنفسك بما أحببت فإذا أردت وداعهم فقل
 السلام عليكم أئمة الهدى و رحمة الله و بركاته أستودعكم الله و أقرأ عليكم السلام آمنا بالله و بالرسول و بما جئتم به و دللتم عليه اللهم فاكتبنا مع الشاهدين
ثم ادع الله كثيرا و اسأله ألا يجعله آخر العهد من زيارتهم و من لم يمكنه حضور الموقف و

                         مصباح‌ المتهجد ص : 715
قدر على إتيان قبر الحسين ع يوم عرفة فينبغي أن يحضره فإن في ذلك فضلا كثيرا
 و روى بشير الدهان قال قال أبو عبد الله ع يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين ع في يوم عرفة و اغتسل في الفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها و لا أعلم إلا قال و عمرة
 و روى بشير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أتى قبر الحسين بعرفة بعثه الله يوم القيامة ثلج الفؤاد
 يسير [بشير] قال قلت لأبي عبد الله إنه يفوتني الحج فأعرف عند قبر الحسين فقال أحسنت يا يسير [بشير] من أتاه يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ألف حجة و ألف عمرة مبرورات متقبلات و ألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل
 و روى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال من زار الحسين بن علي ع يوم عرفة كتب الله عز و جل له ألف ألف حجة مع القائم ع و ألف ألف عمرة مع رسول الله ص و عتق ألف ألف نسمة و حملان ألف ألف فرس في سبيل الله و سماه الله عبدي الصديق آمن بوعدي و قالت الملائكة فلان صديق زكاه الله من فوق عرشه و سمي في الأرض كروبيا
 و روى علي بن ساباط عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين ع عشية عرفة قبل أهل عرفات قال قلت قبل نظره إلى أهل الموقف قال نعم قلت و كيف ذاك قال لأن في أولئك أولاد زنا و ليس في هؤلاء أولاد زنا
 و روى عبد الله بن مسكان قال قال أبو عبد الله ع إن الله يتجلى لزوار قبر الحسين ع قبل أهل عرفات و يقضي حوائجهم و يغفر لهم ذنوبهم و يشفعهم في مساءلتهم ثم يأتي أهل عرفة فيفعل بهم ذلك
 و روى زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال من زار الحسين ع يوم عرفة

                         مصباح‌ المتهجد ص : 716

عارفا بحقه كتب الله له ألف حجة مقبولة و ألف عمرة مبرورة
 و روى ابن أبي عمير عن أبان عن أبي عبد الله ع قال من زار الحسين بن علي ع ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر قال قلت و أي الليالي فذكر ليلة الأضحى
 و روى عمر بن الحسن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إذا كان يوم عرفة نظر الله تعالى إلى زوار قبر الحسين بن علي ع فقال ارجعوا مغفورا لكم ما مضى و لا يكتب على أحد منهم ذنبا سبعين يوما من يوم ينصرف
 بشير الدهان عن رفاعة النحاس قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي يا رفاعة أ ما حججت العام قال قلت جعلت فداك ما كان عندي ما أحج به و لكني عرفت عند قبر حسين بن علي ع فقال لي يا رفاعة ما قصرت عما كان أهل منى فيه لو لا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين ع أبدا ثم نكت الأرض و سكت طويلا ثم قال أخبرني أبي قال من خرج إلى قبر الحسين ع عارفا بحقه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه و ألف ملك عن يساره و كتب له ألف حجة و ألف عمرة مع نبي أو وصي نبي
 و روى أبو حمزة الثمالي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من عرف عند قبر الحسين ع لم يرجع صفرا و لكن يرجع و يده مملوتان
 و روى ابن ميثم التمار عن الباقر ع قال من زار الحسين ع أو قال من زار ليلة عرفة أرض كربلاء و أقام بها حتى يعيد ثم ينصرف وقاه الله شر سنته
 معاوية بن وهب البجلي قال قال أبو عبد الله من عرف عند قبر الحسين بن علي ع فقد شهد عرفة
 حنان بن سدير قال قال لي أبو عبد الله ع يا حنان إذا كان يوم عرفة اطلع الله‌

                         مصباح‌المتهجد ص : 717
تعالى على زوار الحسين بن علي ع فقال لهم استأنفوا العمل فقد غفر لكم
 و روى عبد الله بن عبيد الله الأنباري قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له جعلت فداك إنه ليس يقع في يدي كل سنة ما أقوى به على الحج قال فإذا لم يتهيأ لك فأت قبر الحسين ع فإنه يكتب لك حجة و إذا أردت العمرة و لم يتهيأ لك فأت قبر الحسين ع فإنه يكتب لك عمرة
 و روى هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله ع يا هارون كم حججت قال قلت تسع عشرة حجة و تسع عشرة عمرة فقال لو كنت أتممتها عشرين حجة كنت كمن زار الحسين بن علي ع
فأما ما يقال من الألفاظ فأكثر من أن تحصى و قد ذكرنا طرفا من ذلك في كتاب الزيارات و تهذيب الأحكام و نذكر هاهنا بعض ذلك مما لا بد منه
 روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال عن أبيه عن جده صفوان قال استأذنت الصادق ع لزيارة مولانا الحسين ع فسألته أن يعرفني ما أعمل عليه فقال يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك و اغتسل في اليوم الثالث ثم اجمع إليك أهلك ثم قل اللهم إني أستودعك اليوم نفسي و أهلي و مالي و ولدي و من كان مني بسبيل الشاهد منهم و الغائب اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظنا بحفظ الإيمان و احفظ علينا اللهم اجعلنا في حرزك و لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من عافيتك و زدنا من فضلك إنا إليك راغبون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و من كآبة المنقلب و من سوء المنظر في النفس و الأهل و المال و الولد

                         مصباح‌المتهجد ص : 718
اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان و برد المغفرة و آمنا من عذابك إنا إليك راغبون و آتنا من لدنك رحمة إنك على كل شي‌ء قدير
 فإذا أتيت الفرات يعني شريعة الصادق ع بالعلقمي فقل اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و أنت سيدي أكرم مقصود و أفضل مزور و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و قد قصدت وليك و ابن نبيك و صفيك و ابن صفيك و نجيك و ابن نجيك و حبيبك و ابن حبيبك اللهم فاشكر سعيي و ارحم مسيري إليك بغير من مني عليك بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته و عرفتني فضله و حفظتني في الليل و النهار حتى بلغتني هذا المكان اللهم فلك الحمد على نعمائك كلها و لك الشكر على مننك كلها
ثم اغتسل من الفرات فان أبي حدثني عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن ابني هذا الحسين يقتل بعدي على شاطئ الفرات فمن زاره و اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته أمه
فإذا اغتسلت فقل في غسلك
 بسم الله و بالله اللهم اجعله نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و سقم و آفة و عاهة اللهم طهر به قلبي و اشرح به صدري و سهل لي به أمري
فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين و صل ركعتين خارج الشرعة و هو

                         مصباح‌المتهجد ص : 719
المكان الذي قال الله عز و جل وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى‌ بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى‌ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فإذا فرغت من صلاتك فتوجه نحو الحائر و عليك السكينة و الوقار و قصر خطاك فإن الله تعالى يكتب لك بكل خطوة حجة و عمرة و سر خاشعا قلبك باكية عينك و أكثر من التكبير و التهليل و الثناء على الله عز و جل و الصلاة على النبي ص و الصلاة على الحسين خاصة و العن على من قتله و البراءة ممن أسس ذلك عليه
 فإذا أتيت باب الحائر فقف و قل الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ثم قل السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا سيد الوصيين السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك و على الأئمة من ولدك السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين السلام عليك أيها الصديق الشهيد السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين في هذا المقام الشريف السلام عليكم يا ملائكة ربي المحدقين بقبر الحسين عليه السلام السلام عليكم مني أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار

                         مصباح‌ المتهجد ص : 720
ثم تقول السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك المقر بالرق و التارك للخلاف عليكم و الموالي لوليكم و المعادي لعدوكم قصد حرمك و استجار بمشهدك و تقرب إليك بقصدك أ أدخل يا رسول الله أ أدخل يا نبي الله أ أدخل يا أمير المؤمنين أ أدخل يا سيد الوصيين أ أدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين أ أدخل يا مولاي يا أبا عبد الله أ أدخل يا مولاي يا ابن رسول الله فإن خشع قلبك و دمعت عينك فهو علامة الإذن فادخل ثم قل الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي هداني لولايتك و خصني بزيارتك و سهل لي قصدك ثم تأتي باب القبة و قف من حيث يلي الرأس و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين عليه السلام ولي الله السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف‌

                         مصباح‌ المتهجد ص : 721
و نهيت عن المنكر و أطعت الله و رسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك من مدلهمات ثيابها و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد الله و ملائكته و أنبياءه و رسله أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع صلوات الله عليكم و على أرواحكم و على أجسادكم و على أجسامكم و على شاهدكم و على غائبكم و على ظاهركم و على باطنكم ثم انكب على القبر و قبله و قل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية و جلت المصيبة بك علينا و على جميع أهل السماوات و الأرض فلعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تهيأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك و أتيت إلى مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده و بالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة ثم قم فصل ركعتين عند الرأس اقرأ فيهما بما أحببت فإذا فرغت من صلاتك فقل اللهم إني صليت و ركعت و سجدت لك وحدك لا شريك لك لأن الصلاة

                         مصباح‌ المتهجد ص : 722

و الركوع و السجود لا يكون إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغهم عني أفضل السلام و التحية و اردد علي منهم السلام اللهم و هاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي الحسين بن علي عليهما السلام اللهم فصل على محمد و عليه و تقبل مني و أجرني على ذلك بأفضل أملي و رجائي فيك و في وليك يا ولي المؤمنين
 ثم قم و صر إلى عند رجل الحسين ص و قف عند رأس علي بن الحسين ع و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن نبي الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد السلام عليك أيها الشهيد و ابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم و ابن مظلوم لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ثم انكب على قبره فقبله و قل السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه لقد عظمت المصيبة و جلت الرزية بك علينا و على جميع المسلمين فلعن الله أمة قتلتك و أبرأ إلى الله و إليك منهم ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين ع
 ثم توجه إلى الشهداء و قل السلام عليكم يا أولياء الله و أحباءه السلام عليكم يا أصفياء الله و أوداءه السلام‌

                         مصباح ‌المتهجد ص : 723
عليكم يا أنصار دين الله السلام عليكم يا أنصار رسول الله السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين السلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن بن علي الولي الناصح السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي أنتم و أمي طبتم و طابت الأرض التي فيها دفنتم و فزتم فوزا عظيما فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم
 ثم عد إلى عند رأس الحسين ع و أكثر من الدعاء لك و لأهلك و لولدك و لإخوانك فإن مشهده لا ترد فيه دعوة و لا سؤال سائل فإذا أردت الخروج فانكب على القبر و قل السلام عليك يا مولاي السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خاصة الله السلام عليك يا خالصة الله السلام عليك يا أمين الله سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك و رزقني العود إلى مشهدك و المقام في حرمك و إياه أسأل أن يسعدني بك و بالأئمة من ولدك و يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة
ثم قم و اخرج و لا تول ظهرك و أكثر من قول إنا لله و إنا إليه راجعون حتى تغيب عن القبر فمن زار الحسين ع بهذه الزيارة كتب الله له بكل خطوة مائة ألف حسنة و محا عنه مائة ألف سيئة و رفع له مائة ألف درجة و قضى له مائة ألف حاجة أسهلها أن‌

                         مصباح ‌المتهجد ص : 724
يزحزحه عن النار كان كمن استشهد مع الحسين ع حتى يشركهم في درجاتهم
من زيارة الشهداء ع من رواية أبي حمزة الثمالي
 السلام عليكم يا أنصار دين رسول الله مني ما بقيت و السلام عليكم دائما إذا فنيت و بليت لهفي عليكم أي مصيبة أصابت كل مولى لمحمد و آل محمد لقد عظمت و خصت و جلت و عمت مصيبتكم إني بكم لجزع و إني بكم لموجع محزون و إنا بكم لمصاب ملهوف هنيئا لكم ما أعطيتم و هنيئا لكم ما به حبيتم فلقد بكتكم الملائكة و حفت بكم و سكنت معسكركم و حلت مصارعكم و قدست و صفت بأجنحتها عليكم ليس عليها عنكم فراق إلى يوم التلاق و يوم المحشر و يوم المنشر طافت عليكم رحمة بلغتم بها شرف الآخرة أتيتكم مشتاقا و زرتكم خائفا أسأل الله أن يرينيكم على الحوض و في الجنان مع الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و إذا فرغت عند الحسين فادع بدعاء الموقف الذي قدمنا ذكره أو ما يقوم مقامه من الأدعية


source : دار العرفان / مصباح‏ المتهجد
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

زواج الإمام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام
في اليقين
الجن في تعابير القرآن
خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً
في خصائصه المتعلقة بالقرآن المجيد والكلام العزيز
يقتل ذراري قتلة الحسين
التدخین وباء العصر
الاسلام منهاج خالد وكامل‏
بحوث تمهيدية حول القرآن الكريم
أولاد السيدة زينب (ع)

 
user comment