بـاب: في أن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً
روى بسنده عن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فكأنّه سمع شيئاً فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر فقال: من أنا ؟ فقالوا : أنت رسول الله عليك السلام.
قال: «أنا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلةً ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، وخيرهم نسباً ([14])» .
روى بسنده عن عبد الله بن عمر قال: بينا نحن جلوس بفناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم: هذه ابنة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال أبو سفيان : إن مثل محمّد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط التبن. انطلقتْ المرأةُ فأخبرتْ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يُعرَفُ الغَضبُ في وجهه فقال :«ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟
إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار العليا فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق.
فاختار من الخلق بني آدم
واختار من بني آدم العرب
واختار من العرب مضراً
واختار من مضر قريشاً
واختار من قريش بني هاشم
واختارني من بني هاشم
فأنا من بني هاشم من خيار إلى خيار
فمن أحب العرب فبحبي أحبهم
ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم
قال : عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه خليلاً
واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل
ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزاراً
ثم اصطفى من ولد نزار مضراً
ثم اصطفى من مضر كنانة
ثم اصطفى من كنانة قريشاً
ثم اصطفى من قريش بني هاشم
ثم اصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب
ثم اصطفاني من عبد المطلب.
ثم قال: أخرجه بهذا السياق أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، وأخرجه مسلم والترمذي وأبو حاتم مختصراً .
«انا أشرف الناس حسباً ولا فخروأكرم الناس قدراً ولا فخر أيها الناس! من أتانا أتيناه ... ومن أكرمنا أكرمناه ومن كاتبنا كاتبناه ... ومن شيع موتانا شيعنا موتاه ... ومن قام بحقنا قمنا بحقه أيها الناس! حاسبوا الناس على قدر أحسابهم وخالطوا الناس على قدر أديانهم وأنزلوا الناس على قدر مروّاتهم
وداروا الناس بعقولكم
قال: أخرجه الديلمي عن جابر ، يعني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب
قال: وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) :
«إن الله قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً فذاك قوله: ( وأصحاب اليمين * ... * وأصحاب الشمال)فأنا من أصحاب اليمين ... وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً فذلك قوله: (وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون ) فأنا من السابقين ... وأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله: ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله: ( إنّما يُريدُ اللهُ ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب».
source : www.tebyan.net