عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

وحدة ولاية المسلمين

وحدة ولاية المسلمين

ورد عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام قلت للصادق: "هل يكون إمامان في ذلك؟ قال: لا، إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه والاخر ناطقاً إماماً لصاحبه وأما أن يكون إمامين ناطقين في وقت واحد فلا .
لقد عين الإمام صاحب العصر والزمان الإمام عجل الله فرجه الشرف الفقهاء نواباً له في عصر الغيبة الكبرى، وسبق ذلك في عصر الغيبة الصغرى تعيين بعض الأشخاص المحددين بأسمائهم نواباً له وهم الذين عرفوا بالسفراء الأربعة، وكانت الشيعة في ذلك الزمان ترجع إليهم بما هم وكلاء عن الإمام الإمام عجل الله فرجه الشرف .
وأما في عصر الغيبة الكبرى التي إبتدأت بوفاة السفير الرابع فالنص ورد على صفات نواب الإمام الإمام عجل الله فرجه الشرف لا على أسمائهم، ومتى كان من تجتمع فيه الصفات واحداً كانت له الولاية، ولكن لو تعدد الفقهاء الذين يحملون هذه الصفات فمن هو الولي منهم هل هم جميعاً أو أن الولاية لواحد منهم فقط؟
إننا عندما نبحث عن وحدة الولاية وتعددها فإنما نبحث عما هو مقتضى القاعدة أي ما يجب أن يكون في الظروف الطبيعية الإعتيادية، وأما لو فرضنا وجود ظروف إستثنائية فالتعدد والوحدة واردان، فلو فرضنا أن بلداً بعيداً يصعب عليه التواصل مع البلاد الأخرى التي يحكمها الولي الفقيه أو يقيم فيها وفي زمن لا توجد فيه وسائل إتصال ميسرة، فلأهل هذا البلد الرجوع إلى حكم فقيه بلدهم ويكون التعدد مقبولاً حتى لو كانت القاعدة هي وحدة الولاية، كما أن القاعدة لو كانت هي التعدد ولكن ذلك لم يكن فيه مصلحة المسلمين أو كان فيه النزاع والفرقة فإن المتعين هو وحدة الولي.
أدلة وحدة الولاية
أولاً: الولاية فرع من الإمامة
الفقيه هو نائب الإمام عجل الله فرجه الشرف وحيث كانت الولاية فرعاً من الإمامة والإمام لا يقبل التعدد وبذلك وردت الروايات فكذلك الحال في ولاية الفقيه.
فقد ورد عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام قلت للصادق: "هل يكون إمامان في ذلك؟ قال: لا، إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه والاخر ناطقاً إماماً لصاحبه وأما أن يكون إمامين ناطقين في وقت واحد فلا"(1)
وإذا كانت الإمامة لا تصح لإثنين مع عصمتهما فكيف تصح الولاية والقيادة لعشرة فقهاء مثلاً في عصر واحد على أمة واحدة؟
ثانياً: كانت بلاد المسلمين واحدة قبل أن يفرقها الاستعمار لأغراضه الشيطانية إلى دويلات. والخطاب القراني يتعاطى مع الأمة الإسلامية على أنها أمة واحدة. وكذلك أحكام الإسلام السياسية والاجتماعية فرضت على الأمة كلها، فالجهاد دفاع عن ثغور المسلمين لا عن ثغور بلد دون اخر وهكذا سائر التكاليف.
قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَه)(2).
وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)(3)
إذاً ليست ولاية المؤمنين مع بعضهم البعض وأخوتهم محددة بمكان جغرافي بل هم كلٌ واحد، وعليه لا بد وأن يكون لهم ولي واحد.
ثالثاً: ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام :"إنما للمسلمين رأس واحد"(4).
ضرر تعدد الولي‌
وتعدد الولي فيه ضرر من جهات عدة:
1 - إن تعدد الولاة لن يقف عند حدٍ معين، فكما يمكن لنا أن نلتزم بتعدد الولاة بحسب تعدد الدول المعروفة في زماننا يمكننا أن نلتزم بتعدد الولاة في البلد الواحد بل وفي المدينة الواحدة إذ لا دليل على حصر تعدد الولاة بالبلاد المعروفة الان، وهذا أمر فيه الكثير من الفساد فعلى أي أساس يتم تقسيم الأمة الإسلامية إلى دوائر؟
مع عدم إقرار الإسلام لأي فارق بين المسلمين لا عرقي ولا قومي ولا لغوي؟ بل ميزان التفاضل هو التقوى.
2 - إن تعدد الولاة سوف يجعل من الأمة الإسلامية أمة عاجزة عن إتخاذ قرارات مصيرية ترتبط بالأمة كلها، فلو هاجم أحد بلداً من بلاد المسلمين فإن الدفاع واجب على جميع الأمة، فلمن تكون الولاية، ومن الذي يقود الحرب؟
3 - إنه ما العمل عند فرض إختلاف الولاة وهو وارد لأنهم غير معصومين فقد يقع الاختلاف بينهم في تحديد مصلحة الأمة وما ينبغي القيام به وهنا هل يبقى الناس بدون تكليف؟ أم يصلون إلى الإختلاف والتنازع؟ أم يجتمعون على ولي واحد يأخذون برأيه دون سواه؟ لا شك أن الرأي الأخير هو السليم الذي يحفظ الأمة ومصالحها.
وقد سعى بعضهم لإثبات تعدد الولاية من جهة صعوبة أن يحكم بلاد المسلمين شخص واحد وأن تكون الأمور كلها بيد شخص واحد مع تعدد مصالح الدول وظروفها وكذلك صعوبة أن يظهر المسلمون جميعاً الطاعة لفقيه واحد وهذا ما يقال له بـ:"أزمة الحكم وأزمة الطاعة".
ولكن نقول ليس هناك مشكلة حكم ولا مشكلة طاعة، لأن إدارة بلاد المسلمين من قبل شخص واحد أمر ممكن وذلك عبر وكلاء هذا الفقيه الذين تتوفر فيهم صفات تؤهلهم للقيام بدور الوكلاء فهم كالولاة الذين كانوا في عصر الإمام علي عليه السلام يرجعون إليه في الأمور المصيرية ويقومون بتفويض من الولي الفقيه بإدارة شؤون المجتمع الإسلامي في مناطقهم وبهذا تنحل مشكلة الطاعة فإن الولاية تسري إليهم والطاعة لهم تكون طاعة لهذا الولي.
خلاصة
إن تعيين نواب الإمام عجل الله فرجه الشرف في عصر الغيبة كان عبر ذكر صفات من لهم شأن الولاية على الناس.
لو تعدد الفقهاء الواجدين لصفات الولاية كانت الولاية لواحدٍ منهم وقد دلت الأدلة على ذلك:
ألف - أن الولاية فرع الإمامة وكما لم يتعدد الإمام لا يتعدد الولي لأنه نائب الإمام.
ب - إن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة بحسب الخطاب القراني والتكاليف الإلهية وردت للأمة كافة.
ج - ورد عن الإمام الصادق عليه السلام : إنما للمسلمين رأس واحد.
إن الالتزام بتعدد الولي فيه مفاسد، فالتعدد لن يقف عند حدٍ معين وسوف يجعل من الأمة الإسلامية أمة عاجزة وسوف يوقع الاختلاف بين أفراد الأمة.
قدموا لي تقريراً عن حالته الصحية كل نصف ساعة
دق جرس الهاتف في الساعة (5:11) وكنا جالسين مع سماحة الشيخ الصانعي في مكتب الإمام الخميني (قدس سره) وأخبرونا بوقوع محاولة لاغتيال اية اللَّه الخامنئي الأمر الذي أثار الإضطراب في جميع الحاضرين، وكان من اللازم إخبار الإمام الخميني (قدس سره) بذلك فطلب مني الشيخ الصانعي لأني طبيب أن أرتب الأمر بصورةٍ يتم إخبار الإمام بالحادثة دون أن يؤثر ذلك عليه بصورة سيئة، ففكرتُ بأن نذيب قرصاً مهدئاً في فنجان شاي ونقدمه له لكي يشربه ثم نخبره بعد ساعة أي بعد أن يترك الدواء اثاره عليه بالخبر بصورة تدريجية.
وافق الشيخ الصانعي في البداية على ذلك لكنه قال: لنستخير اللَّه في ذلك. ثم خرجت الإستخارة بالنهي، لذلك قرر أن يذهب بنفسه لإخباره بالحادث.
وعندما خرج من غرفة الإمام قال لنا: سيطر عليّ الاضطراب عندما دخلت على الإمام ولم أعرف كيف أخبره بالأمر، كان جالساً على سجادة الصلاة فقال قبل أن أخبره بشي‌ء: (هل اغتالوا السيد الخامنئي؟)وعندها هدأت إذ عرفت أنه على علم بالحادثة.
ولا أعرف كيف علِمَ الإمام بذلك ولم يدخل عليه أحدٌ قبل الشيخ الصانعي، ويبدو أنه قد ألهم ذلك وعرف أن الشيخ دخل لإخباره بحادثة الإغتيال لذلك سأله عن حالة السيد الخامنئي قبل أن يخبره بالأمر فخفف بذلك عنه.
ولا يخفى أن هدوء الإمام لا يعني أبداً عدم إهتمامه بهذه الحادثة بل إنه يعبر عن عمق صبره وشدة تحمله للمصائب النازلة، واهتمامه خلالها بالبحث عن سبل معالجة المعضلات، لقد طلب مني بواسطة الشيخ الصانعي أن أقدم له كل نصف ساعة تقريراً عن الحالة الصحية وتطورات معالجة السيد الخامنئي، أي أن أقدم له تقريراً عن ضغط الدم وحالة التنفس ومعدل نبض القلب وحالة الوعي. الأمر الذي يكشف عن أهمية القضية بالنسبة له، لأن هذه الأمور لا يسأل عنها عادة غير الأطباء(5).
المصادر :
1- بحار الانوار:ج25,ص106
2- التوبة:71
3- ال عمران:103
4- بحار الانوار,ج69,ص215
5- الدكتور بور مقدس,صحيفة جمهوري اسلامي,31-3-1369هـ.ش

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
من معالي أمورالامام العسکري عليه السلام
اليوم الرّابع والعِشرون (يوم المباهلة)
علامات تتزامن مع ظهور المهدي المنتظر
القاضي عبد الجبار وبلاغة القرآن
وحدة ولاية المسلمين
يا ليتَنا كنّا مَعكم
الأيام الفاطمية
النهی عن الجسم و الصورة
أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني

 
user comment