في الصراط
قال أبو جعفر اعتقادنا في الصراط أنه حق و أنه جسر. قال الشيخ المفيد أبو عبد الله رحمه الله الصراط في اللغة هو الطريق فلذلك سمي الدين صراطا لأنه طريق إلى الصواب و له سمي الولاء لأمير المؤمنين و الأئمة من ذريته ع صراطا. و من معناه
قال أمير المؤمنين ع أنا صراط الله المستقيم و عروته الوثقى التي لا انفصام لها
يعني أن معرفته و التمسك به طريق إلى الله سبحانه. و قد جاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر يمر به الناس و هو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله ص و عن شماله أمير المؤمنين ع و يأتيهما النداء من قبل الله تعالى أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ و جاء الخبر أنه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب ع من النار.
تصحيح الاعتقاد ص : 109
و جاء الخبر بأن الصراط أدق من الشعرة و أحد من السيف على الكافر. و المراد بذلك أنه لا تثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة من شدة ما
تصحيح الاعتقاد ص : 110
يلحقهم من أهوال يوم القيامة و مخاوفها فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشيء الذي هو أدق من الشعرة و أحد من السيف و هذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في عبوره على الصراط و هو طريق إلى الجنة و طريق إلى النار يشرف العبد منه إلى الجنة و يرى منه أهوال النار.
تصحيح الاعتقاد ص : 111
و قد يعبر به عن الطريق المعوج فلهذا قال الله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فميز بين طريقه الذي دعي إلى سلوكه من الدين و بين طرق الضلال. و قال الله تعالى فيما أمر به عباده من الدعاء و تلاوة القرآن اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فدل على أن ما سواه صراط غير مستقيم. و صراط الله تعالى دين الله و صراط الشيطان طريق العصيان و الصراط في الأصل على ما بيناه هو الطريق و الصراط يوم القيامة هو الطريق المسلوك إلى الجنة أو النار على ما قدمناه
تصحيح الاعتقاد ص : 112
source : دار العرفان/ تصحيح الاعتقاد