لم تكن صلاة التراويح تصلى جماعه في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله)، وانما كانت صلاة تطوع تصلى فراداً.
وان أول من جعلها هكذا هو عمر، حيث أمر بأخراج القناديل وأمر بأدائها جماعه وقال عنها: ((انها بدعه ونعمت البدعة هي))!!
ففي (صحيح البخاري ج2 ص252) عن عبد الرحمن بن عبد القاري انه قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ليله من رمضان الى المسجد فاذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر اني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليله اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر نعم البدعة هذه...
ولقد خالف عمر بهذه الصلاة السنة النبوية وابتدع طريقة وكأنه لم يسمع ما يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (كل بدعه ضلاله وكل ضلالة في النار) (سنن ابن ماجه: 1/15).
والدليل الذي يستدل به من يقول بأفضليه الجماعه على الافراد في صلاة التراويح هو اجماع الصحابه على فعلها جماعة (انظر المجموع ج4 ص35)، ولاكنهم يقولون بعداله الصحابة وان سنة الصحابة كسنة الرسول (صلى الله عليه وآله) يقتدى بها قالوا بأفضلية الجماعة على الافراد، والا فهم يعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يأمر بأدائها جماعة، والذلك تمسكوا بسنة الصحابة!
نعم، هناك رواية رواها أحمد عن أبي هريرة بأن رسول الله (ص) أقر صلاة التراويح، حيث أنه خرج يوماً في رمضان والناس يصلون بصلاة أبي، فقال: أصابوا ونعم صنعوا.
لكن هذه الرواية ضعفها كبار أئمتهم في الجرح والتعديل، فقد حكم أبو داود بضعفها في السنن، وضعفها ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) وذكر تضعفها سببين الاول: ان في السند مسلم بن خالد وقد ضعفه البخاري والنسائي، وأبو حاتم وعلي بن المدني وغيرهم، والثاني ان الحديث يذكر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد جمع الناس على أبي بن كعب بينما المشهور من الروايات أن عمر هو الذي صنع ذلك.