بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلواته على محمد و آله الطاهرين قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الفقيه رضي الله عنه .
1- قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن الحسين المؤدب عن أحمد بن علي الأصفهاني عن محمد بن أسلم الطوسي قال حدثنا أبو رجاء عن نافع عن ابن عمر قال سألنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن علي بن أبي طالب (عليه الشلام) فغضب (صلى الله عليه وآله وسلّم) ثم قال ما بال أقوام يذكرون من منزلته من الله كمنزلتي إلا و من أحب عليا أحبني و من أحبني فقد رضي الله عنه و من رضي الله عنه كافأه الجنة ألا و من أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر و يأكل من طوبى و يرى مكانه في الجنة ألا و من أحب عليا قبل صلاته و صيامه و قيامه و استجاب له دعاه ألا و من أحب عليا استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من أي باب شاء بغير حساب ألا و من أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه و حاسبه حساب الأنبياء ألا و من أحب عليا هون الله عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنة ألا و من أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه حوراء و شفع في ثمانين من أهل بيته و له بكل شعرة في بدنه حوراء و مدينة في الجنة ألا و من أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء و دفع الله عنه هول منكر و نكير و بيض وجهه و كان مع حمزة سيد الشهداء ألا و من أحب عليا [لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر و يأكل من طوبى] أثبت الله في قلبه الحكمة و أجرى على لسانه الصواب و فتح الله عليه أبواب الرحمة ألا و من أحب عليا سمى في السماوات و الأرض أسير الله ألا و من أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ألا و من أحب عليا جاء يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر ألا و من أحب عليا وضع على رأسه تاج الملك و ألبس حلة الكرامة ألا و من أحب عليا جاز على الصراط كالبرق الخاطف ألا و من أحب عليا كتب له براءة من النار و جواز على الصراط و أمان من العذاب و لم ينشر له ديوان و لم ينصب له ميزان و قيل له ادخل الجنة بلا حساب ألا و من أحب عليا صافحته الملائكة و زارته الأنبياء و قضى الله له كل حاجة ألا و من أحب آل محمد أمن من الحساب و الميزان و الصراط ألا و من مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة قال أبو رجاء كان حماد بن زيد يفتخر بهذا و يقول هو الأمل [الأصل] .
2- حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعد عن جابر عن علي بن الحسن عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عند الوفاة و في القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط .
3- حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أثبتكم قدما على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي .
4- حدثنا الحسين بن إبراهيم رحمه الله عن هشام بن حمزة الثمالي
عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه الشلام) ما ثبت حبك في قلب امرئ مؤمن فزلت به قدمه على الصراط إلا ثبت له قدم حتى أدخله الله بحبك الجنة .
5- حدثنا علي بن أحمد بن الحسين القزويني أبو الحسن المعروف بابن مقبر عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أحب عليا في حياته و بعد موته كتب الله عز و جل له الأمن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت و من أبغضه في حياته و بعد موته مات موته جاهلية و حوسب بما عمل .
6- حدثنا محمد بن أحمد بن علي الأسدي المعروف بابن جرادة البردعي قال حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه الشلام) قالت حدثني أبي إسحاق بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الشلام) قال قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة أشياء عن شبابه فيما أبلاه و عن عمره فيما أفناه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبنا أهل البيت .
7- حدثنا عبد الله بن محمد بن ظبيان عن أبي سعيد الخدري قال كنا جلوسا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قوله عز و جل لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله و تسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى و لم يسجد فقال الله تبارك و تعالى أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ عنى من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدي المهتدي فمن أحبنا أحبه الله و أسكنه جنته و من أبغضنا أبغضه الله و أسكنه ناره و لا يحبنا إلا من طاب مولده .
8- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال حدثنا محمد بن حمران عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه الشلام) قال خرجت أنا و أبي ذات يوم إلى المسجد فإذا هو بأناس من أصحابه بين القبر و المنبر قال فدنا منهم و سلم عليهم و قال إني و الله لأحب ريحكم و أرواحكم فأعينوا على ذلك بورع و اجتهاد و اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع و الاجتهاد من ائتم منكم بقوم فليعمل بعملهم أنتم شيعة الله و أنتم أنصار الله و أنتم السابقون الأولون و السابقون الآخرون و السابقون في الدنيا إلى محبتنا و السابقون في الآخرة إلى الجنة ضمنت لكم الجنة بضمان الله عز و جل و ضمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء و كل مؤمن صديق بكم من مرة قال أمير المؤمنين (عليه الشلام) لقنبر أبشروا و بشروا فو الله لقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و هو ساخط على أمته إلا الشيعة ألا و إن لكل شيء شرفا و شرف الدين الشيعة ألا و إن لكل شيء سيدا و سيد المجالس مجالس الشيعة ألا و إن لكل شيء إماما و إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ألا و إن لكل شيء شهوة و إن شهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها و الله لو لا ما في الأرض منكم ما استكمل أهل خلافكم طيبات و ما لهم في الآخرة من نصيب كل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلى هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً من دعا لكم مخالفا فأجابه دعائه لكم و من طلب منكم إلى الله تبارك و تعالى اسمه حاجة فله مائة و من دعا دعوة فله مائة و من عمل حسنة فلا يحصى تضاعفا و من أساء سيئة فمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حجته على تبعتها و الله إن صائمكم ليرفع في رياض الجنة تدعو له الملائكة بالفوز حتى يفطر و إن حاجكم و معتمركم لخاصة الله عز و جل و إنكم جميعا لأهل دعوة الله و أهل ولايته لا خوف عليكم و لا حزن كلكم في الجنة فتنافسوا الصالحات و الله ما أحد أقرب من عرش الله عز و جل بعدنا من شيعتنا ما أحسن صنع الله إليهم لو لا أن تفشلوا و يشمت به عدوكم و يعظم الناس ذلك لسلمت عليكم الملائكة قبيلا قال أمير المؤمنين يخرج أهل ولايتنا من قبورهم يخاف الناس و هم لا يخافون و يحزن الناس و هم لا يحزنون و قد حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله بهذا الحديث عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه الشلام) مثله إلا أن حديثه لم يكن بهذا الطول و في هذه زيادة ليست في ذلك و المعاني متقاربة .
9- عن أبي ذر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد ضرب كتف علي بن أبي طالب (عليه الشلام) بيده و قال يا علي من أحبنا فهو العربي و من أبغضنا فهو العلج فشيعتنا أهل البيوتات و المعادن و الشرف و من كان مولده صحيحا و ما على ملة إبراهيم (عليه الشلام) إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس منها براء إن الله و ملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القدوم البنيان .
10- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال حدثنا حماد بن يزيد عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) حب علي بن أبي طالب يأكل [الذنوب] السيئات كما تأكل النار الحطب .
11- و بهذا الإسناد عن مستفاد بن محيي قال حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان القسطاط قال حدثنا محمد بن زياد عن عقبة عن عامر الجهني قال دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) المسجد و نحن جلوس و فينا أبو بكر و عمر و عثمان و علي (عليه الشلام) في ناحية فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فجلس إلى جانب علي (عليه الشلام) فجعل ينظر يمينا و شمالا ثم قال إن عن يمين العرش و عن يسار العرش لرجالا على منابر من نور تتلألأ وجوههم نورا قال فقام أبو بكر و قال بأبي أنت و أمي يا رسول الله أنا منهم قال اجلس ثم قام إليه عمر فقال مثل ذلك فقال له اجلس فلما رأى ابن مسعود ما قال لهما النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) قام حتى استوى قائما على قدميه ثم قال بأبي أنت و أمي يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم بصفتهم قال فضرب على منكب علي (عليه الشلام) ثم قال هذا و شيعته هم الفائزون .
12- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر (عليه الشلام) قال قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) قال الله عز و جل لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية إمام جائر ظالم ليس من الله و إن كانت الرعية في أعمالها بارة تقية و لأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية إمام عادل من الله و إن كانت الرعية في أعمالها ظالمة سيئة .
13- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا المفضل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله (عليه الشلام) يقول أنتم أهل تحية الله و سلامه و أنتم أهل أثرة الله برحمته و أهل توفيق الله و عصمته و أهل دعوة الله و طاعته لا حساب عليكم و لا خوف و لا حزن .
14- قال أبو حمزة و سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه الشلام) يقول رفع القلم عن الشيعة بعصمة الله و ولايته .
15- قال أبو حمزة و سمعت أبا عبد الله (عليه الشلام) يقول إني لأعلم قوما قد غفر الله لهم و رضي عنهم و عصمهم و رحمهم و حفظهم من كل سوء و أيدهم و هداهم إلى كل رشد و بلغ بهم غاية الإمكان قيل من هم يا أبا عبد الله قال أولئك شيعتنا الأبرار شيعة علي .
16- و قال أبو عبد الله (عليه الشلام) نحن الشهداء على شيعتنا و شيعتنا شهداء على الناس و بشهادة شيعتنا يجزون و يعاقبون .
17- أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يا علي إن الله وهبك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك و صدق عليك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك يا علي أنت العالم بهذه الأمة من أحبك فاز و من أبغضك هلك يا علي أنا المدينة و أنت بابها و هل تؤتى المدينة إلا من بابها يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و كل ذي طمر لو أقسم على الله لبر قسمه يا علي إخوانك كل طاهر و زكي [طاو و ذاك] مجتهد يحب فيك و يبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس لا يتأسفون على ما خلفوا من الدنيا يا علي أنا ولي لمن واليت و أنا عدو لمن عاديت يا علي من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني يا علي إخوانك الذبل الشفاة تعرف الرهبانية في وجوههم يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن عند خروج أنفسهم و أنا أشاهدهم و أنت و عند المساءلة في قبورهم و عند العرض و عند الصراط إذا سئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا يا علي حربك حربي و سلمك سلمي و حربي حرب الله من سالمك فقد سالم الله عز و جل يا علي بشر إخوانك بأن الله قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليا يا علي أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين يا علي شيعتك المبهجون و لو لا أنك و شيعتك ما قام لله دين و لو لا من في الأرض لما أنزلت السماء قطرها يا علي لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها شيعتك تعرف بحزب الله يا علي أنت و شيعتك القائمون بالقسط و خيرة الله من خلقه يا علي أنا أول من ينفض التراب من رأسه و أنت معي ثم سائر الخلق يا علي أنت و شيعتك على الحوض تسقون من أحببتم و تمنعون من كرهتم و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس و لا تفزعون و يحزن الناس و لا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ يا علي أنت و شيعتك تطلبون في الموقف و أنتم في الجنان تتنعمون يا علي إن الملائكة و الخزان يشتاقون إليكم و إن حملة العرش و الملائكة المقربون ليخصونكم بالدعاء و يسألون الله بمحبتكم و يفرحون لمن قدم عليهم منهم كما يفرحون الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر و ينصحونه في العلانية يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله و ما عليهم ذنب يا علي إن أعمال شيعتك تعرض علي كل يوم جمعه فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم و أستغفر لسيئاتهم يا علي ذكرك في التوراة و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير و كذلك في الإنجيل ليتعاظمون إليا و ما يعرفون شيعته و إنما يعرفونهم لما يجدونهم في كتبهم... يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر أهل الأرض لهم الخير فليفرحوا بذلك و ليزدادوا اجتهادا يا علي أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في رقادهم فتنظر الملائكة إليها كنظر الهلال شوقا إليهم لما يرون منزلتهم عند الله عز و جل يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يقرفها عدوهم فما من يوم و لا ليلة إلا و رحمة من الله تغشاهم فليجتنبوا الدنس .
يا علي اشتد غضب الله على من قلاهم و برئ منك و منهم و استبدل بك و بهم و مال إلى عدوك و تركك و شيعتك و اختار الضلال و نصب الحرب لك و لشيعتك و أبغضنا أهل البيت و أبغض من والاك و نصرك و اختارك و بذل مهجته و ماله فينا يا علي أقرئهم مني السلام من لم أر و لم يرني و أعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي و ليتمسكوا بحبل الله و ليعتصموا به و ليجتهدوا في العمل فإنا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة و أخبرهم أن الله عنهم راض و أنه يباهي بهم ملائكته و ينظر إليهم في كل جمعة برحمته و يأمر الملائكة أن يستغفروا لهم يا علي لا ترغب عن نصره قوم يبلغهم و يسمعون أني أحبك فحبوك بحبي إياك و دانوا الله عز و جل بذلك و أعطوك صفو المودة من قلوبهم و اختاروك على الآباء و الإخوة و الأولاد و سلكوا طريقك و قد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا و بذلوا المهج فينا مع الأذى و سوء القلب و معاشرته مع مضاضته ذلك فكن بهم رحيما و اقنع بهم فإن الله اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق و خلقهم من طينتنا و استودعهم سرنا و ألزم قلوبهم معرفة حقنا و شرح صدورهم و جعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم و ميل الشيطان [السلطان] بالمكاره عليهم و اليألف كذا أيديهم الله و سلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به و الناس في غمرة الضلالة متحيرون في الأهواء عموا عن الحجة و ما جاء من عند الله فهم يمسون و يصبحون في سخط الله و شيعتك على منهاج الحق و الاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم ليست الدنيا منهم و ليسوا منها أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى .
18- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن الصفار قال حدثني عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان الديلمي قال كنت عند أبي عبد الله (عليه الشلام) إذ دخل عليه أبو بصير و قد حضره النفس فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله (عليه الشلام) ما هذا النفس العالي قال جعلت فداك يا ابن رسول الله كبر سني و دق عظمي و اقترب أجلي مع ما أني لا أدري على ما أرد عليه في آخرتي قال له أبو عبد الله (عليه الشلام) يا أبا محمد و إنك لتقول هذا قال قلت جعلت فداك فكيف لا أقول قال يا أبا محمد أ ما علمت أن الله تبارك و تعالى يكرم الشباب منكم و يستحي من الكهول قال الله يكرم الشباب منكم أن يعذبهم و من الكهول أن يحاسبهم قال قلت جعلت فداك هذا لنا خاص أم لأهل التوحيد قال فقال لا و الله إلا لكم خاصة دون العامة و في الخبر أن الله تعالى يقول شيب المؤمنين نوري و أنا أستحي أن أحرق نوري بناري و قد قيل الشيب حلية العقل و سمة الوقار قال قلت جعلت فداك فإنا قد رمينا بشيء انكسرت له ظهورنا و ماتت له أفئدتنا و استحلت به الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم قال و قال أبو عبد الله (عليه الشلام) الرافضة قال قلت نعم قال لا و الله ما هم سموكم به بل إن الله سماكم به أ ما علمت يا أبا محمد أن سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون إذ استبان لهم ضلالته و لحقوا بموسى إذ استبان لهم هداه فسموا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون و كانوا أشد ذلك العسكر عبادة و أشدهم حبا لموسى و هارون و ذريتهما فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني سميتهم به و نحلتهم إياه فأثبت موسى الاسم لهم ثم ادخر الله هذا الاسم حتى نحلكموه يا أبا محمد رفضوا الخير و رفضتم الشر بالخير تفرق الناس كل فرقة فاستشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم) و سلم فذهبتم حيث ذهب الله و اخترتم من اختار الله و أردتم من أراد الله فأبشروا ثم أبشروا فأنتم و الله المرحومون المتقبل من محسنكم المجاوز عن مسيئكم من لم يأت الله بما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة و لم يتجاوز عنه سيئة يا أبا محمد إن لله ملائكة تسقط الذنوب من ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق عن الشجر في أوان سقوطه و ذلك قول الله عز و جل وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ فاستغفارهم و الله لكم دون هذا الخلق يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد ما استثنى الله أحدا من أوصياء الأنبياء و لا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين و شيعته فقال في كتابه و قوله الحق يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ يعني بذلك عليا و شيعته يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال لقد ذكركم الله إذ يقول يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ و الله ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال لقد ذكركم الله في كتابه فقال إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ و الله ما أراد بهذا إلا الأئمة و شيعتهم يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال ذكركم الله في كتابه فقال فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً و رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في هذه الآية من النبيين و نحن في هذا الموضع الصديقون و الشهداء .
و أنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم و هو في النار إذ يقول ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ما عنى و لا أراد بهذا غيركم إذ صرتم في هذا العالم شرار الناس فأنتم و الله في الجنة تحبرون و أنتم في النار تطلبون يا أبا محمد فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة و تذكر أهلها بخير إلا هي فينا و في شيعتنا و ما من آية نزلت تذكر أهلها بسوء و تسوق إلى النار إلا و هي في عدونا و من خالفنا قال قلت جعلت فداك زدني فقال يا أبا محمد ليس على ملة إبراهيم(صلى الله عليه وآله وسلّم) إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس من ذلك براء يا أبا محمد فهل سررتك .
19 - أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال قلت جعلت فداك فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ قال فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة و نحن تلك العقبة من اقتحمها نجا قال فسكت ثم قال هلا أفيدك حرفا فيها خيرا من الدنيا و ما فيها قال قلت بلى جعلت فداك قال قوله تعالى فَكُّ رَقَبَةٍ الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن الله عز و جل فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت .
20- و بهذا الإسناد عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه الشلام) أنا الراعي راعى الأنام أ فترى الراعي لا يعرف غنمه قال فقام إليه جويرية قال يا أمير المؤمنين فمن غنمك قال صفر الوجوه ذبل الشفاه من ذكر الله .
21 - و بهذا الإسناد عن سليمان بن عنتمة بن أسلمة عن معاوية الدهني قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره قال و ما هو قلت إن المؤمن ينظر بنور الله فقال يا معاوية إن الله خلق المؤمنين من نوره و صنعهم من رحمته و اتخذ ميثاقهم لنا في الولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه أبوه النور و أمه الرحمة إنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه .
22- و بهذا الإسناد عن سليمان عن داود بن كثير الرقي قال دخلت على أبي عبد الله (عليه الشلام) فقلت له جعلت فداك قوله تعالى وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى فما هذا الهدى بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح قال فقال معرفة الأئمة و الله إمام كذا يا سليمان .
23 - أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن عباد بن سليمان عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال دخلت عليه و عنده أبو بصير و ميسرة و عدة من جلسائه فلما أن أخذت مجلسي أقبل علي بوجهه و قال يا سدير أما إن ولينا ليعبد الله قائما و قاعدا و نائما و حيا و ميتا قال قلت جعلت فداك أما عبادته قائما و قائدا و حيا فقد عرفنا كيف يعبد الله نائما و ميتا قال إن ولينا ليضع رأسه فيرقد فإذا كان وقت الصلاة وكل به ملكين خلقا في الأرض لم يصعدا إلى السماء و لم يريا ملكوتها فيصليان عنده حتى ينتبه فيكتب الله ثواب صلاتهما له و الركعة من صلاتهما تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين و إن ولينا ليقبضه الله إليه فيصعد ملكاه إلى السماء فيقولان يا ربنا عبدك فلان بن فلان انقطع و استوفى أجله و لأنت أعلم منا بذلك فأذن لنا نعبدك في آفاق سمائك و أطراف أرضك قال فيوحي الله إليهما أن في سمائي لمن يعبدني و ما لي في عبادته من حاجة بل هو أحوج إليها و أن في أرضي لمن يعبدني حق عبادتي و ما خلقت خلقا أحوج إلي منه فيقولان يا ربنا من هذا يسعد بحبك إياه قال فيوحي الله إليهما ذلك من أخذ ميثاقه بمحمد عبدي و وصيه و ذريتهما بالولاية اهبطا إلى قبر وليي فلان بن فلان فصليا عنده إلى أن أبعثه في القيامة قال فيهبط الملكان فيصليان عند القبر إلى أن يبعثه الله فيكتب ثواب صلاتهما له و الركعة من صلاتهما تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين قال سدير جعلت فداك يا ابن رسول الله فإذن وليكم نائما و ميتا أعبد منه حيا و قائما قال فقال هيهات يا سدير إن ولينا ليؤمن على الله عز و جل يوم القيامة فيجيز أمانه .
24 - و بهذا الإسناد عن سدير قال قلت لأبي عبد الله (عليه الشلام) جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت يا ولي الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا بالحق لأنا أبر بك و أشفق عليك من الوالد الرحيم لولده حين حضره افتح عينيك و انظر قال و يمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة هم رفقاؤك قال فيفتح عينيه و ينظر و تنادى روحه من قبل العرش يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى محمد و أهل بيته و ادخلي جنتي قال فما من شيء أحب إليه من انسلال روحه و اللحوق بالمنادي .
25- أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن معاوية بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه الشلام) قال قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا كان يوم القيامة يؤتى بأقوام على منابر من نور تتلألأ وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الأولون و الآخرون ثم سكت ثم أعاد الكلام ثلاثا فقال عمر بن الخطاب بأبي أنت و أمي هم الشهداء قال هم الشهداء و ليس هم الشهداء الذين تظنون قال هم الأوصياء قال هم الأوصياء و ليس هم الأوصياء الذين تظنون قال فمن أهل السماء أو من أهل الأرض قال هم من أهل الأرض قال فأخبرني من هم قال فأومأ بيده إلى علي (عليه الشلام) فقال هذا و شيعته ما يبغضه من قريش إلا سفاحي و لا من الأنهار كذا إلا يهودي و لا من العرب إلا دعي و لا من سائر الناس إلا شقي يا عمر كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا .
26- حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن قيس و عامر بن السمط عن أبي جعفر (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يأتي يوم القيامة قوم عليهم ثياب من نور على وجوههم نور يعرفون بآثار السجود يتخطون صفا بعد صف حتى يصيروا بين يدي رب العالمين يغبطهم النبيون و الملائكة و الشهداء و الصالحون قال له عمر بن الخطاب من هؤلاء يا رسول الله الذين يغبطهم النبيون و الملائكة و الشهداء و الصالحون قال أولئك شيعتنا و علي إمامهم .
27- حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه الشلام) عن أبيه عن جده (عليه الشلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي يا علي لقد مثلت إلي أمتي في الطين حين رأيت صغيرهم و كبيرهم أرواحا قبل أن تخلق أجسادهم و إني مررت بك و شيعتك فاستغفرت لكم فقال علي يا نبي الله زدني فيهم قال نعم يا علي تخرج أنت و شيعتك من قبوركم و وجوهكم كالقمر ليلة البدر و قد فرجت عنكم الشدائد و ذهبت عنكم الأحزان تستظلون تحت العرش تخاف الناس و لا تخافون و تحزن الناس و لا تحزنون و توضع لكم مائدة و الناس في المحاسبة .
28 - أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد القبطي قال سمعت أبا عبد الله (عليه الشلام) يقول للناس أغفلوا قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في علي في يوم غدير خم كما أغفلوا قوله يوم مشربة أم إبراهيم أتى الناس يعودونه فجاء علي (عليه الشلام) ليدنو من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) فلم يجد مكانا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنهم لا يفرجون لعلي (عليه الشلام) قال يا معشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم أما و الله لئن غبت فإن الله لا يغيب عنكم إن الروح و الراحة و الرضوان و البشرى و الحب و المحبة لمن ائتم بعلي و تولاه و سلم له و للأوصياء من بعده حق علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي فمن تبعني فإنه مني مثل جرى في إبراهيم لأني من إبراهيم و إبراهيم مني و ديني دينه و سنتي سنته و فضله فضلي و أنا أفضل منه و فضلي له فضل تصديق قول ربي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد أثبت رجله في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس .
29- أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أبي داود الأعمى عن أبي عبد الله الجدلي قال قال علي (عليه الشلام) يا أبا عبد الله أ لا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة و السيئة التي من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار قال قلت بلى قال الحسنة حبنا و السيئة بغضنا .
30- و بهذا الإسناد عن الحسن بن علي عن عاصم بن حميد عن إسحاق النحوي قال سمعت أبا عبد الله (عليه الشلام) يقول إن الله أدب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) على محبته إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ و إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فوض إلى علي (عليه الشلام) فائتمنه فسلمتم و جحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين الله و الله ما جعل لأحد من خير في خلاف أمره .
31- و بهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن علاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه الشلام) قال إن ذنوب المؤمنين مغفورة لهم فليعمل المؤمن لما يستأنف أما إنها ليست إلا لأهل الإيمان .
32- و بهذا الإسناد عن أبي جعفر (عليه الشلام) قال إن الله عز و جل يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي الآخرة إلا من أحب و إن المؤمن ليسأل ربه موضع سوط من الدنيا فلا يعطيه و يسأله الآخرة فيعطيه ما شاء و يعطي الكافر من الدنيا قبل أن يسأله ما شاء و يسأله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه .
33 - و بهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله (عليه الشلام) يقول أنتم للجنة و الجنة لكم أسماؤكم الصالحون و المصلحون و أنتم أهل الرضا عن الله برضاه عنكم و الملائكة إخوانكم في الخير إذا اجتهدوا .
34- و بهذا الإسناد قال أبو عبد الله (عليه الشلام) دياركم لكم جنة و قبوركم لكم جنة للجنة خلقتم و إلى الجنة تصيرون .
35- و بهذا الإسناد قال سمعته يقول إذا قام المؤمن في الصلاة بعث الله الحور العين حتى يحدقن به فإذا انصرف و لم يسأل الله منهن شيئا تفرقن و هن متعجبات .
36- حدثني محمد بن الحسن الصفار عن الحارث بن محمد الأحول عن أبي عبد الله (عليه الشلام) عن أبي جعفر (عليه الشلام) قال سمعته يقول إن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لما أسري به قال لعلي (عليه الشلام) يا علي إني رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن و أحلى من العسل و أشد استقامة من السهم فيه أباريق عدد نجوم السماء على شاطئه قباب الياقوت الأحمر و الدر الأبيض فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر ثم قال و الذي نفس محمد بيده إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون و الآخرون بأحسن منه يثمر ثمرا كالرمان و تلقى الثمرة على الرجل فيشقها عن تسعين حلة و المؤمنون على كراسي من نور و هم الغر المحجلون أنت قائدهم يوم القيامة على الرجل نعلان شراكهما من نور يضيء أمامه حيث شاء من الجنة فبينا هو كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول سبحان الله يا عبد الله ما لك فينا دولة فيقول من أنت فتقول إنا من اللواتي قال الله عز و جل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ثم قال و الذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه و اسم أبيه .
37- حدثني محمد بن موسى بن المتوكل عن مالك بن الجهني عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال يا مالك ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤدوا الزكاة و تكفوا أيديكم و تدخلوا الجنة ثم قال يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بإمام في دار الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم و يلعنونه إلا أنتم و من كان بمثل حالكم ثم قال يا مالك من مات منكم على هذا الأمر شهيد بمنزله الضارب بسيفه في سبيل الله قال و قال مالك بينما أنا عنده ذات يوم جالس و أنا أحدث نفسي بشيء من فضلهم فقال لي أنتم و الله شيعتنا لا تظن أنك مفرط في أمرنا يا مالك إنه لا يقدر على صفة الله أحد فكما لا يقدر على صفة الله فكذلك لا يقدر على صفة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) و كما لا يقدر على صفة الرسول فكذلك لا يقدر على صفتنا و كذلك لا يقدر على صفة المؤمن يا مالك إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما و الذنوب تنحات عن وجوههما حتى يتفرقا و إنه لا يقدر على صفة من هو هكذا و قال إن أبي (عليه الشلام) كان يقول لن تطعم النار من يصف هذا الأمر .
38- حدثني محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن جعفر بن عمر الكلبي قال قال أبو عبد الله (عليه الشلام) ما أكثر السواد قال قلت له يا ابن رسول الله ما أكثر السواد فقال أما و الله ما يحج لله عز و جل غيركم و لا يصلي الصلاتين غيركم و لا يؤتى أجره مرتين غيركم و إنكم لدعاة الشمس و القمر و النجوم و لكم يغفر و منكم يتقبل .
39- حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله قال حدثني الحسن بن محمد بن عامر عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال إن الرجل ليحبكم و ما يدري ما تقولون فيدخله الله الجنة و إن الرجل ليبغضكم و ما يدري ما تقولون فيدخله الله النار و إن الرجل ليملأ صحيفته من غير عمل قلت فكيف قال يمر بالقوم ينالون منا و إذا رأوه قال بعضهم لبعض إن هذا الرجل من شيعتهم و يمر بهم الرجل من شيعتنا فيرمونه و يقولون فيه فيكتب الله له بذلك حسنات حتى يملأ صحيفته من غير عمل .
40- أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن منصور الصيقل قال كنت عند أبي عبد الله (عليه الشلام) في فسطاطه بمنى فنظر إلى الناس فقال يأكلون الحرام و يلبسون الحرام و ينكحون الحرام و لكن أنتم تأكلون الحلال و تلبسون الحلال و الله ما يحج غيركم و لا يتقبل إلا منكم .
41- و بهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن عاصم بن حميد عن عمر بن حنظلة قال قال أبو عبد الله (عليه الشلام) يا عمر إن الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي هذا الأمر إلا صفوته من خلقه أنتم و الله على ديني و دين آبائي إبراهيم و إسماعيل لا أعني علي بن الحسين و لا الباقر و لو كان هؤلاء على دين هؤلاء .
42- و بهذا الإسناد عن الحسن بن علي بن عقبة عن موسى النميري عن أبي عبد الله (عليه الشلام) قال أتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) رجل فقال يا رسول الله إني لأحبك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنت مع من أحببت .
43- حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى عن حنظلة عن ميسر قال سمعت أبا الحسن الرضا (عليه الشلام) يقول لا يرى منكم في النار اثنان لا و الله و لا واحد قال فقلت أين ذا من كتاب الله فأمسك هنيئة قال فإني معه ذات يوم في الطواف إذ قال يا ميسر أذن لي في جوابك عن مسألتك كذا قال قلت فأين هو من القرآن فقال في سورة الرحمن و هو قول الله عز و جل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم إنس و لا جان فقلت له ليس فيها منكم قال إن أول من قد غيرها ابن أروى و ذلك أنها حجة عليه و على أصحابه و لو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عز و جل عن خلقه إذا لم يسأل عن ذنبه إنس و لا جان فلمن يعاقب الله إذا يوم القيامة .
44- حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله (عليه الشلام) ذات يوم جعلت فداك قول الله عز و جل وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً قال فقال لي إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه فتقول له قف حتى يستأذن لك فما يصل إليه رسول الله إلا بإذن و هو قوله وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً .
45- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن العيص رفعه عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال قال إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنبين من شيعتنا فأما المحسنون فقد نجاهم الله