عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

تبليغ الإمام عليّ (عليه السلام) سورة البراءة

تبليغ الإمام عليّ (عليه السلام) سورة البراءة

أجمع المؤرخون أنَّه لمَّا نزلت الآيات الأُوَل من سورة التوبة على النبيّ محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، دفع بها مع أبي بكر ليؤدِّيها إلى المشركين من أهل مكّة يوم النحر .

فلما خرجَ أبو بكر ، نزل جبرائيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : ( يَا مُحمَّد ، لا يؤدِّي عنكَ إلاَّ أنت أو رَجلٌ مِنك ) .

فبعث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) في طلب أبي بكر ، على ناقته الروحاء ـ وقيل : العضباء ـ ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) له : ( اِلحَقْ أبا بكرٍ ، فَخُذ براءةَ مِن يده ، وامضِ بها إلى مكّة ، وخَيِّر أبَا بكرٍ بين أن يسيرَ مع رِكَابك أو يرجع إليَّ ) .

فركب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ناقة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وسار حتى لحق بأبي بكر ، فلما رآه فزع من لُحوقه به ، واستقبله .

فقال : فيمَ جئت يا أبا الحسن ؟ أسائِرٌ أنت ، أم لغير ذلك ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( إنَّ رسولَ الله أمَرَني أن ألحقَك ، فأقبض منك الآيات من بَراءة ، وأنبذ بها عهد المشركين إليهم ، وأمرني أنْ أخيِّرَك بين أن تسير معي أو ترجع إليه ) .

فقال : بل أرجعُ إليه .

وكان ذلك في ذي حليفة ـ على الأكثر ـ وذي الحليفة : ميقات أهل المدينة ، بينه وبينها ستّة أميال ، فرجع أبو بكر إلى المدينة ، وسار الإمام عليّ ( عليه السلام ) بالآيات إلى مكّة .

فلما دخل أبو بكر على النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : يا رسول الله ، إنَّك أهَّلتَني لأمرٍ طالت الأعناق إليَّ فيه ، فلما توجَّهت إليه ردَدْتَني عنه ، مالي ؟! ، أنزلَ فِيَّ قرآن ؟! .

فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( لا ، ولكنَّ الأمين جبرائيل هبط إليَّ عن الله عزَّ وجلَّ ، بأنْ لا يؤدِّي عنك إلاّ أنت أو رجل مِنك ، وعليٌّ منّي ، ولا يؤدِّي عنّي إلاّ عليٌّ ) .

وحينما وصل الإمام علي ( عليه السلام ) مكّة ، وحينها كان يوم النحر ، يوم الحجّ الأكبر .

فقام الإمام علي ( عليه السلام ) على الملأ ـ بعد الظهر ـ وقال : ( إنِّي رسولُ رسولِ اللهِ إليكم ) .

فقرأها عليهم : ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِين * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) [التوبة : 1 - 2] .

أي : من عشرين من ذي الحجَّة ، ومحرَّم ، وصفر ، وربيع الأوّل ، وإلى عشرٍ من شهر ربيع الآخر .

وقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لا يطوفُ بالبيتِ عُريَانٌ ولا عُريَانة، ولا مشرِكٌ بعد هذا العام ) .

وقال الإمام ( عليه السلام ) أيضاً : ( ومن كان له عهدٌ عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فمُدَّتُه إلى هذه الأربعة أشهر ) .

والمراد من الأشهر الأربعة للعهود التي لا مدَّة لها ، أمّا العهود المحدَّدة بِمُدَّة فأجلها إلى انتهاء مُدَّتها .

فعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( خَطَبَ علي ( عليه السلام ) بالناسِ وخَرَط سيفَه ، وقال : لا يطوفُنَّ بالبيتِ عُرْيَان ، ولا يَحجُّنَّ بالبيت مُشرِكٌ ، ومَنْ كانت له مدَّة فهو إلى مُدَّتِه ، ومن لم يكن له مُدَّة فمُدَّته أربعة أشهر ، وكان خطب يوم النحر ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( يومُ النحرِ يومُ الحَجِّ الأكبر ) [تفسير الميزان : 9 / 163] .

وبلَّغ الإمام عليٍّ ( عليه السلام ) حكماً آخر وهو : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ ) [التوبة : 2] .

فلا يَطوف بالبيت ولا يحجّ البيت مُشرك بعد هذا العام .

وهناك حُكم خاصٌّ ، ذكرته بعض الروايات أنّه ( عليه السلام ) كان ينادي به ، وهو : ( لا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلاَّ مُؤمِنٌ )  

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

إضاءاتٌ هادية من كلمات الإمام الباقر عليه ...
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الثاني
أدب الحوار.. عند الإمام الرِّضا عليه السلام
متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما
عيد الغدير الأغر
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
الوقفة الثانية سند هذا الحديث
على هدى كربلاء:
مآثرُ الشرف.. في حياة خديجة عليها السّلام
مناجاة الامام الصادق عليه السلام

 
user comment