السلاجقة والتشيع .
الـسلاجقة نسبة الى سلجوق جد السلطان السلجوقي الاول طغرل بك و طغرل هونجل ميكائيل , و قد جا مع اخوته الى ماوراالنهر و بخارى سنة 375 ه ايام حكومة محمود الغزنوي و لما كان هؤلا مـن الـوجها الكبار في تركستان , احترمهم السلطان كثيراولم تمض مدة حتى استعرت نار الخلاف بـين الطرفين , فقامت الحرب بين ابنا ميكائيل وبين جيش مسعود الغزنوي في عهد مسعود نفسه , و كان النصر حليف السلاجقة و اولهم طغرل بك الذي جلس على العرش سنة 429 ه ((1326)) .
و كانت نشاطات الشيعة الامامية , والاسماعيلية مكثفة جدا في القرن الخامس و لماكثرت الدعايات ضدهم في شرق ايران , و حمل الناس ـ بخاصة ـ نظرة سيئة عن الاسماعيليين , حاولت الحكومات ـ عبر محاربتها اياهم ـ ان تظهر بمظهر المصلح ,و تضفي على نفسها طابع العفة والنزاهة من الوجهة الـديـنـيـة يضاف الى ذلك , ان مكانتهاعند الحكام العباسيين رهينة بمحاربتها الفرق الشيعية التي لم تعترف بالحكومة العباسية قط و كان اعداد الاسر التركية قد تحقق من قبل السامانيين , لا سيما نوح بـن مـنـصور,والغزنويين ايضا من اجل ابادة الاسماعيليين , والشيعة و لابد ان يترك هذا الاعداد اثره عليها طبيعيا.
يـقـول الـمـسـتـوفي عن السلاجقة : ((كان السلاجقة من السنة المعروفين بنقاوة دينهم و حسن اعتقادهم ((1327)) )).
و يـقـول بـاسورث ايضا: كان الطاهريون , و السامانيون , والغزنويون من الحكام المؤمنين بالمذهب الـسني ايمانا راسخا و كان تطرف الشيعة في غرب ايران والمناطق الواقعة على الساحل الجنوبي مـن بـحـر الخزر, والسياسة التوسعية للديلميين الذين آمنوابالتشيع في تلك المناطق بوصفه يمثل واجـهـة اسـتـقلالهم السياسي كل اولئك اثار حكام خراسان للوقوف امام المذهب الشيعي دفاعا عن المذهب السني ((1328)) و نقرا هذاالموضوع المتمثل بدور الخلافات بين الاتراك والديالمة في اصـرار الاتـراك عـلـى الـمـذهب السني , في كلمات نظام الملك ايضا بوضوح فهو ينقل على لسان الـب ارسلان انه قال لكبار حكومته : ((ان اكثر اهل الديلم والعراق سيئو الدين والمذهب و الاعتقاد والعدا بين الاتراك والديالمة ليس جديدا, بل هو قديم و قد اعز اللّه ـ عزوجل ـ الاتراك هذا اليوم مـن اجـل ذلـك , و سـلـطـهـم عـلـى الـديـالـمـة , لا نـهـم انـاس مـسلمون نزيهون لا يعرفون الهوى والبدعة ((1329)) )).
و في هذا المجال ذكر البعض انهم قسوا على ابنا البويهيين قسوة لم تبق لهم ذكرا,و لم يجرا هؤلا على اظهار نسبهم خوفا من بطش الاتراك .
و جـا عـن طـغرل بك ا نه كان من اهل الاعتزال , و هذا ما يتضارب مع المناخ السني السائد و لذلك تـسـاهـل مع وزيره , و عين مكانه ابا النصر الكندري (عميد الملك ) الذي كان شيعيا غاليا على حد تـعـبير القزويني ((1330)) و كذلك كان الامير ابوالفضل العراقي مقربا عنده جدا, ((فامره ببنا سـور الـري , و قـم , والمسجد العتيق بقم , والمنائر و شيد قبة لقبر السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر ـ عليهاالسلام ـ ((1331)) )) و عندما دخل طغرل بك بغداد, تعرض لهجوم العامة (السنة ) بـيـنما قام اهل محلة الكرخ الشيعية بحماية اصحابه و طلب عدنان بن السيد الرضي الذي كان نقيبا للعلويين آنذاك و شكره ثم امرعددا من جنده بحماية الكرخ من هجوم السنة ((1332)) و لكن لا يـبدو ان هذه المعلومات , بخاصة معلومات القزويني , تدل على تشيع عميد الملك الكندري , اذ نقل في هذا المجال ايضا ان طغرل بك نفسه امر بعد مدة باضافة الفقرة المعروفة : الصلاة خيرمن النوم الى اذان الـصبح في محلة الكرخ ذاتها ((1333)) و جا في مواضع اخرى , بعدالاشارة الى عناد عميد الملك مع الاشاعرة , ان عميد الملك اجيز من قبل طغرل بلعن الروافض و الاشاعرة , فكانوا يلعنون على منابر خراسان ((1334)) و قال ابن العمادالحنبلي فيه ايضا : ((و ملك طغرل بك العراق , و قمع الرافضة , و زال به شعارهم ((1335)) )).
ان اكثر المعلومات تفصيلا حول وضع الشيعة في العصر السلجوقي , و ما ذكر من التشدد و التساهل فـي هـذا الـمـجـال , نقراه في كتاب عبدالجليل الرازي و نحاول هنا ان ننقل ما اورده في كتابه من الـمـعلومات التي تمتاز بدقة خاصة , لا سيما ا نها قد عرضت مجزاة ,و عكست الحوادث والمسائل الدقيقة ((1336)) .
كـان ثلاثة من السلاجقة حتى اواخر القرن الخامس من اقدر الحكام المستقلين في البلاد الاسلامية آنذاك , و قد اخضعوا العالم الاسلامي برمته لسلطتهم تقريبا الا مصرو شمال افريقية و يعد طغرل بك , و الب ارسلان , و ملكشاه في مصاف سلاطين السلاجقة الاول و جا بعدهم السلطان بركياروق , و مـحـمد شاه اللذان حكما مدة والخلافات ناشبة بينهما, الى ان تولى السلطان سنجر مقاليد الامور مرة اخرى , و حكم حتى اواسط القرن السادس (522 ه).
و جا في احد النصوص التي طالها تفنيد الرازي : ((و لم يسمح لهم (اي الشيعة ) في انشا مدرسة و خانقاه ايام ملكشاه , و السلطان محمد ـ قدس اللّه روحيهما ((1337)) )).
و رد الرازي على هذا الكلام مشيرا الى المدارس الشيعية , والسادات , و هو يقول : ((اذااردنا ان نـتوفر على احصا مدارس السادات في بلاد خراسان , و حدود مازندران , و مدن الشام من حلب الى حران , و من بلاد العراق ((1338)) كقم , و كاشان , و آبه , و متى كانت هذه المدارس , و كم كانت الاوقاف في تلك المدن , لبلغت طومارات من الكتب ((1339)) )) و يتطرق المولف بعد ذلك الى عدد مـن المدارس التي كانت موجودة منذ القديم , او التي شيدت في عهد هؤلا السلاطين و معلوماته هنا رائعة جدا.
امـا الحقيقة فهي ان التشدد كان موجودا في عهد ملكشاه و لذلك عندما ورد في احدالنصوص ((ان الازرا بـالـرافـضـة قـد بـلـغ مـبلغه في عهد السلطان ملكشاه بالري لـيـؤمـنـوا ((1340)) )), فان الرازي لا ينفي ما جا فيه كذلك جا في نص آخر ان عددا من الذين يـتـحـدثون في مناقب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ قد قطعت السنتهم يومئذ ((1341)) )) و هؤلا كـانوا ينشدون الاشعار في مدح اهل البيت ـعليهم السلام ـ في كل حدب وصوب و كان هذا التقليد مـالـوفـا فـي الـقرن الخامس والسادس و في مقابل الشيعة , كان بين السنة ايضا من يتحدث بفضائل اصحابهم ((1342)) .
و ورد فـي نـص آخـر ايـضا : ((اذا كان عند احد الامرا في عهد السلطان الماضي محمدملكشاه مختار رافضي , فانه يرشي احد علما السنة ليبلغ الاتراك انه ليس رافضيا, بل هوسني او حنفي )) و يواصل هذا المتحدث كلامه متاسفا على ما يوصف في عصره ـ لعله كان في اواخر القرن الخامس و اوائل الـقرن السادس ـ بالقول : ان اكثر ارباب الاتراك ,والحجاب , والبوابين , والفراشين هم من الرافضة و يفتون على مذهب الرفض , و يبتهجون بذلك بلا وجل و لا تقية ((1343)) )).
ان اهـم وزير في العصر السلجوقي هو نظام الملك و كان من اتباع المذهب السني المتعصبين و هو الذي اسس المدرسة النظامية للدفاع عن المذهب السني , و بث العقائدالاشعرية و الشافعية و اشتهر هـذا الـوزيـر بتشدده ضد الفرق الشيعية , لا سيماالاسماعيلية ((1344)) و يتحدث التاريخ عن مـحاولاته الكثيرة في قمع الباطنية والاسماعيلية , و الى جانبهما الشيعة الامامية و كتابه المعروف سياستنامه زاخر بسب الشيعة و الاساة اليهم , و خلط فرقهم المختلفة بعضها ببعض و اشير الى هذا الـتشدد في كتاب بعض فضائح الروافض (الكتاب الذي فنده الرازي ) و قد دحضه الرازي الى حد ما.
و ورد في نص آخر ما لفظه : ((و في عصر كريم ملكشاهي , كان نظام الملك مطلعا على سر عقيدة هؤلا فاذلهم و امتهنهم جميعا و كل من ادعى العلم منهم في الري , كحسكابابويه , و ابي طالب بابويه , و ابـي الـمـعـالـي امامتي , و حيدر زياتي مكي , و علي عالم ,و ابي تراب دوريستي , والخواجه ابي الـمعالي نگارگر و غيرهم من الرافضة السبابين , فانه امر باصعادهم على المنابر, و نزع العمائم مـن رؤوسـهم , و هتك حرمتهم , و الاستخفاف بهم و كانوا يقولون لهم : انتم اعدا الدين و انتم الذين تـلـعنون اهل السابقة في الاسلام و شعاركم شعار الملحدين (الاسماعيليين ) آمنوا اذا شئتم فكانوا يؤمنون , ويبراون من مقالة الرفض ((1345)) )).
يـقول المرحوم الرازي حول هذا النص : ((اما جواب ما نسبه الى عهد السلطان ملكشاه ,فنقول : انه كـذب و افـتـرا, لان السلطان المذكور قد اكرم سادات الشيعة بالعطايا والهداياو ذلك ما تنطق به خـطـوطـه و تـوقـيـعاته و هي ما زالت موجودة عندهم , و ما فتئواياخذونها و كان احترامهم و توقيرهم و ترفيعهم اشيا ملموسة و ملحوظة يومذاك ((1346)) )) ثم اشار الرازي في النص الى مـكـانة العلما المذكورين و شعبيتهم آنذاك , و دل على ان كثيرا منهم كان يحظى باحترام الخواجه نـظـام الملك و كان لكل واحدمنهم عطاياه و حرمته عند السلاطين والوزرا و هم ليسوا شريحة يـتـطـاول عـلـيـهـا خـواجـه مـثـل نـظام الملك , و هو الذي كان يغدق عليهم العطا, و يرفق بهم كـثـيـرا ((1347)) بيد ان ما يتضح من المعلومات التاريخية هو ا نهم كانوا يتشددون على الشيعة رغـم الاحـتـرام الـذي قـد يـبدونه لساداتهم طبيعيا, اننا ينبغي ان لا نغفل عن ان هذا التشدد كان يـمـارس غـالـبـا ضد الباطنية و الاسماعيلية الذين كانوا يطمحون الى السلطة والحكم و كان في ايران مندوب عن الدولة الفاطمية التي كانت قائمة في مصر وفي هذا المجال كانوا يزاولون نشاطهم و كان الشيعة الامامية اقرب الى السنة من الوجهة العقيدية و الفقهية , و لم يفكروابالحكم ايضا, مما خفف الضغوط عليهم , مع ا نهم كانوا يتعرضون الى المضايقات دائما ويعود هذا الى ان عامة الناس لم يفرقوا بينهم و بين الباطنية , بل عدوهما فرقة واحدة , اوا نهما متقاربان جدا.
و عندما تفسح احد الاتراك في المجلس لمختار باطني , و اجلسه الى جواره , وبخه الب ارسلان و آخذه و لما سيق ذلك الشخص الى الب ارسلان , قال له : يا رجيل ليس حقا تـرى مذهب الروافض مذهبا حسنا حتى تتخذه درعا لمذهبك الباطني السيئ ((1348)) )).
طـبـيـعـيـا, كـان الشيعة انفسهم يحترسون كثيرا, بغية المحافظة على ارواحهم ولم يرغبوافي الاصـطـدام بالسنة الذين كانوا يشكلون الاكثرية و هذه الاكثرية عندما تتحد مع السلاجقة و نظام الملك , فمن الطبيعي [ان تكتب في مساجد الشيعة عقيدة اهل السنة المتمثلة بقولهم : ((خيرالناس بعد رسول اللّه ابوبكر الصديق ((1349)) ))]ان الرافضي من منظار اهل السنة ممر الى الالحاد و قد تحدث الرازي عن هذه النقطة مفصلا, و اثبت ان بناة الالحاد (الباطنية والاسماعيلية ) ليس لهم اي عـلاقـة بالشيعة الامامية و اكثرهم كان من المشبهة والمجبرة الذين يتمثلون في فرق اهل الحديث الـسـنة وواصل كلامه قائلا: ((و قد تحروا في الموت كلها (القلعة المعروفة للاسماعيليين في شمال قزوين ), فلم يجدوا فيها قميا او كاشيا ((1350)) )).
و كـان الملوك يؤثرون مصالحهم السياسية على مصالحهم الدينية دائما و اذا راوا في احد الاعمال الـدينية مصلحة سياسية لهم , فانهم يقومون بانجازه و من هذا المنطلق , زوج ملكشاه السلجوقي بنته خـاتـون سـلـقـم لـلـقـائد الـعـسـكـري عـلـي الشيعي , و وثق بمجد الملك القمي (على مستوى الـوزارة ((328))))) و مـجـد الملك هذا هو الذي ((قام باعمال خيرية كثيرة و بنى قبر الامام الحسن , والامام زين العابدين , والامام الباقر, والامام الصادق ـ عليهم السلام و كذلك بنى قبرالعباس , والامـام الـكـاظـم , والامـام الـجواد, والسيدعبدالعظيم الحسني بالري و بنى ايضا قبور كثيرمن الـسادات العلويين والاشراف الفاطميين و زودها بالالات و العدد و الشموع و الاوقاف و ذلك كله يدل على صفاعقيدته ((1352)) )) و اتهم هذا الشخص ـ الذي كان شيعيا ـ في النص بانه امر بقتل رجـل ,لان اسـمـه ابـوبـكـر و لما علم ا نه رافضي , اطلقه بيد ان المؤلف يفند هذا الموضوع , و ينقل قصة مفادها ان مجدالملك كان مدينا لشخصين : احدهما : سني و اسمه عمر, و الاخرشيعي و اسـمـه عـلـي فاعطى للسني دينه نقدا, و اخر تسديد الدين للشيعي فتعجب الناس قائلين : ((اليس عـجـيـبا ان ينقد الملك عمر و ينسا عن علي دينه ؟ فـعـلـت ليعلم الناس ان لا تعصب في ملكنا و معاملتنا, و لا غروفاني احترم عليا و احبه و استحسن الناس هذا منه ((1353)) )).
و يـتـبين من هذه المواقف ان السلطان و امراه كانوا يتصفون بالمرونة حيال السنة او الشيعة و اذا كان ملكشاه يتشدد ضد الشيعة تشددا خاصا, فان ذلك يعود غالبا الى دورالوزير نظام الملك الذي كان يحرضه على هذا العمل .
و يـنـقـل نـظـام الملك معلومات عن الب ارسلان مفادها ا نه يذكر اهل العراق والديلم بسؤ الدين و الـمـذهـب و يـوصـي كبار حكومته ان لا يسمحوا لهم بالتسلل في صفوف الجيش التركي ((لانهم يـنفذون بين الاتراك تدريجا, و اذا ما نفذوا فقلما يحدث في العراق تحرك , او ينوي الديلميون سؤ في البلاد و يتحد هؤلا سرا و علانية , و ينهضون لابادة الاتراك ((1354)) )).
و يـقـول الخواجه في موضع آخر : ((لم يجرا احد من المجوس , والنصارى , والروافض في عهد الـسـلـطان محمود, و مسعود, و طغرل بك , و الب ارسلان على الظهور في الساحة او القدوم عند الاتراك ((1355)) )).
و يـواصـل كلامه قائلا: ((اذا قدم امرؤ الى احد الاتراك آنذاك مختارا او فراشا او حوذيا,فانه يـسـال عن مدينته و مذهبه فاذا كان حنفيا او شافعيا, او كان من اهل خراسان وماوراالنهر, او اي مـديـنـة سنية , فانه يجد ترحيبا عنده و اذا كان شيعيا او من اهل قم , و كاشان ,و آبه , فانه لا يلقى تـرحيبا من لدنه و يقول له : انا قتلة الافاعي , لا مربوها و اذا سمع السلطان طغرل , والسلطان الب ارسـلان ان امـيـرا او شـخـصـا تـركـيـا اسـتـمـال رافـضـيـا, فـانهمايوبخانه و يغضبان من عمله ((1356)) )).
و يـنقل الخواجه قصة حدثت في عهد الب ارسلان , يذكر فيها ان احد مبعوثي وزيرالسلاجقة اتهم عـنـد شـمـس الـمـلـك ا نـه رافـضـي , فـكـتـب الـى الوزير قائلا: ((اذا سمع (السلطان ) ان الـجكليين ((1357)) نعتوني بالرفض , هكذا اذا سمع ملك سمرقند(شمس الملك ), فلا آمن على حـيـاتي و على الرغم من براته , فانه دفع ثلاثين الف دينارمن الذهب , والتمس , و رجا, و اعطى ما اعـطى كي لا يسمع السلطان عنه شيئا ((1358)) )) و بالنظر الى هذا الموضوع , فان اهل السنة افادوا فائدة تامة من حكومة الاتراك و اتخذوا من هذه الحكومة وسيلة لقمع التشيع الذي كان حديث عهد في تناميه يومذاك و بلغ الامر ان احاديث قد وضعت لتمجيد الاتراك , على شرط محافظتهم على الـمذهب السني الحنفي الـكـعـبة يوما و صاح : اللهم شـرع الـمـصـطفى لوجهك )) فاجابه هاتف من داخل الكعبة قائلا : ((حقاقلت , لازال مذهبك مادام السيف في يد الاتراك ((1359)) )).
و نستخلص مما تقدم ان الحكومة السلجوقية كانت حامية المذهب السني بلا مرا,مع ان عمل الشيعة فـي الـشـؤون الانـشائية ـ رغم الضغوط الكثيرة ـ قد ابقى جذوة التشيع متوهجة , مضافا الى ا نه سـاعد على ارتقائه و اتساع نطاقه ايضا و ما وجود عدد من الوزراالشيعة في الحكومة العباسية و السلجوقية كهبة اللّه محمد بن علي وزير المستظهر, وسعدالملك الاوجي وزير محمد بن ملكشاه , و شرف الدين انوشيروان خالد كاشاني وزيرالمسترشد, و محمود بن ملكشاه , الا دليل ساطع على ما نقول ((1360)) .
و جـا في تاريخ ايران كمبريج ما نصه : على الرغم من السياسة التي انتهجها السلاجقة ضد الشيعة يومئذ, فان مراكزهم ظلت متالقة مزدهرة في ايران كما كانت في مناطق اخرى غيرها ((1361)) عـلـمـا ان الاتـهام بالرفض في بعض المناطق كان خطرا الى درجة ان الزمخشري (المتوفى سنة 538 ه) قد ترك الصلاة على آل رسول اللّه فرارا من هذه التهمة ((1362)) .