التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (9)
سماحة السيد كمال الحيدري
سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
13/01/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم التاسع) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: في البدء هل يمكن بيان أهم المحاور التي يقع فيها حديثكم في هذه الليلة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أحاول أن أتكلم في هذه الحلقة عن محورين أساسيين:
المحور الأول: هل أن نهج ابن تيمية وأتباعه من الوهابية، ولا أحتاج إلى تكرار هذه الحقيقة وهي من الواضحات وهم لا يخفون أنهم يتبعونه ابن تيمية في أسسه العقائدية سواء على مستوى التوحيد أو على باقي الأصول الإيمانية وهذا ما يصرحون به في مواضع وإن كان أيضاً يخونه في مواضع أخرى.
هل أن نهج الشيخ ابن تيمية هو نهج أهل السنة أم أن هناك اختلافاً واسعاً وتبايناً تاماً بين النهجين وبين الاتجاهين. وهذه قضية بودي أن المشاهد الكريم نحن أثرناها في الحلقة السابقة وجاءت اتصالات كثيرة طلبت منها الوقوف على هذه الحقيقة وأن نثريها بحثاً وهو أنهم يجدون على كثير من الفضائيات أن البعض يحاول أن يقول للمسلمين أن الطريقة التي تتبعها الوهابية وأتباع ابن تيمية هو نهج أهل السنة فهل أن هذه حقيقة يعني علماء الوهابية المعاصرين ماذا يقولون عن هذه الحقيقة أنهم على نهج أهل السنة أم أن لهم نهج آخر يختلف عن ذلك.
طبعاً هم يسمون هذا النهج الذي يتبعونه هو نهج أهل السنة ويجعلون باقي المسلمين جميعاً أنهم خارجون عن نهج أهل السنة، وهذا ما سنشير إليه إن شاء الله تعالى لاحقاً.
المحور الثاني: الوقوف على توحيد الشيخ ابن تيمية، وعندما أقول على توحيد الشيخ مرادي ما يعتقده في التوحيد وما يعتقده في الحق سبحانه وتعالى وأنه محدود أو لا؟ أعزائي هذا البحث نحن أشرنا له في الأبحاث السابقة مفصلاً، ولكنه لكثرة الاتصالات من هنا وهناك أنه طال البحث في مسألة الحد والمحدودية اضطررنا أن ننتقل إلى بحث التجسيم، وإلا كانت هناك أبحاث أخرى لابد أن نقف عندها، يعني أن الشيخ ابن تيمية عندما يعتقد ان الله سبحانه وتعالى محدود بطبيعة الحال أنه لابد أن يلتزم أن كل صفاته الحقيقية من العلم والقدرة وما يماثلها أيضاً تكون محدودة، يستحيل أن يكون الموصوف محدوداً بحدٍ ولكن أوصافه تكون أوسع منه، هذا محال، لأن الصفة تابعة للموصوف قوة وضعفاً وحداً وبلا حدٍ، هذا معناه أن هذا الرجل يعتقد أن الله محدود في العلم وأن الله محدود في القدرة وكأنه لم يقرأ قوله تعالى: (إن الله على كل شيء قدير) هذا مضمون الآيات التي تكلمت وأثبتت القدرة اللامتناهية للحق سبحانه وتعالى.
لو التفت هؤلاء ولكنه واقعاً أنا لا أتوقع من الشيخ ابن تيمية فضلاً عن هؤلاء الذين يتبعونه هؤلاء عندما ليس له باع وليس له تحقيق في المسائل العقلية والحقائق العقدية والإيمانية انتهوا إلى مثل هذه النتائج البائسة وهو أنهم التزموا أن الله محدود والتزموا بأن علمه محدود، لا يقول لي قائل: أين قالوا ذلك. لا يا أخي محال عقلاً أن يكون الموصوف محدوداً والصفة غير محدودة. إذن لابد أن يلتزموا بأن علمه وقدرته محدودة وأن باقي صفاته القائمة بذاته سبحانه وتعالى محدودة، ولا أتصور أن عاقل يمكنه أن يلتزم بهذا.
وكذلك في مسألة الجسمية، أخواني الأعزاء في كل العالم الإسلام في شمال افريقيا في الخليج وفي العراق وفي مناطق أخرى للذين يتابعون هذا البرنامج، أعزائي أس مباني ابن تيمية إنما يقع في مسألة التجسيم، يعني فيما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات لابد أن نقف على هذا الأس الأصيل في نظرية ونهج ابن تيمية ومن تبعه من الوهابية.
إذن حديثنا الليلة يقع في هذين المحورين بإذن الله تعالى.
المُقدَّم: هل يعتقد أتباع الشيخ ابن تيمية أنهم على نهج أهل السنة والجماعة، يعني أن نهجهم يطابق نهج أهل السنة والجماعة أم لا، أن لكل نهج مختلف؟
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا البحث الذي قلنا أنه المحور الأول، هذا البحث أثرناه في الحلقة السابقة، وبودي أن المشاهد الكريم يقف عند هذه النقطة بشكل جيد حتى تتضح تلك الادعاءات الفارغة وغير العلمية والتي ليس لها أي أساس علمي بل ليس لها أي أمانة علمية عندما يخرج بعضهم من أتباع ابن تيمية ويقول نحن نمثل أهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي ونحن ونحن. نريد أن نقف قليلاً عند هذه القضية.
أخواني الأعزاء هناك عدة نقاط بودي أن أثيرها للمشاهد الكريم:
النقطة الأولى: إن معرفة أهل السنة لابد أن نقف على معرفتهم، من خلال بعدين: البعد الفقهي، والبعد العقائدي والإيماني.
أما البعد الفقهي فمن المعلوم أنه المدارس المعروفة المشهورة في العالم الإسلامي غير أتباع مدرسة أهل البيت هي هذه المدارس الأربعة وهي: المالكية، والحنفية والشافعية والحنبلية. هذه هي المدارس، طبعاً هذا ليس معناه عدم وجود مدارس فقهية أخرى. نعم، الزيدية توجد والأباظية توجد ومدارس أخرى، كما توجد مدرسة الإمامية وإلى غير ذلك، ولكن أنا أتكلم عن أهل السنة فهم في بعدهم الفقهي ينقسمون على هذه المدارس الأربعة المعروفة، هذا في البعد الفقهي.
أما في البعد العقائدي، التفتوا إلى هذه النقطة لأني وجدت أن بعض المتكلمين لا يميز، يعني يجعل الأشاعرة في قبال هذه المدارس الأربعة، مع أنه لا، هذه المدارس الأربعة من حيث الاعتقاد تنقسم إلى أشاعرة وماتريدية وإلى غير ذلك. لا أن الأشاعرة والماتريدية يقعون في قبال المالكية والحنبلية، كما يحاول البعض من مدعي العلم والمتطفلين على العلم يقولون أن الأئمة الأربعة قالوا كذا وأن الأشاعرة قالوا كذا. ليس الأمر كذلك لأن الأئمة الأربعة يتكلمون في الأبحاث الفقهية ولكن أتباع الأئمة الأربعة والمدارس الأربع هذه يتكلمون في البعد العقائدي أما أشاعرة وأما ماتريدية ولعل بعضهم معتزلة والآن منهم ... وأنتم الآن تجدون الوهابية أتباع ابن تيمية تجدون أنهم في الفقه حنابلة ولكنهم في العقائد أتباع ابن تيمية، ويحاولون أن يسوقوا أنفسهم بأنهم أهل السنة وفي الواقع أن أهل السنة منهم براء كما سيتضح بعد ذلك.
المُقدَّم: يعني أصول الدين يأخذونها من الأشاعرة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أصطلح هكذا، الأمور العقائدية والإيمانية شيء والأمور الفرعية والعلمية شيء آخر. ومن هنا أنتم تجدون بأنه أساساً كل من كتب وكان ملتفت إلى هذه النكتة يقول بأن عموم المسلمين من المذاهب الثلاث أو الاثنين أو الباقي هؤلاء من الأشاعرة، يعني قد يكونوا من المالكية وأشعرية وحنفية وأشعرية، لا مانع، لأن الاختلاف فقط في البعد الفقهي شيء والاختلاف في البعد العقدي والإيماني شيء آخر.
في كتاب (نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية، ص5) تأليف الغامدي، دار أطلس الخضراء، هناك قلنا أنه يتكلم عن الأشاعرة، قال: (فهذا مصنف عظيم النفع إن شاء الله وأعده لمسيس الحاجة لمثله وموضوعه بيان عقيدة الأشاعرة أتباع الأشعري والماتريدية أتباع الماتريدي ومذهبهم في أركان الإيمان وأصول الدين وأبواب الاعتقاد ومسائل التوحيد والعقيدة ومنهجهم في ذلك وموقفهم من التوحيد والشهادتين) إذن الأشاعرة والماتريدية لا يتكلمون في الأمور الفقهية، كما أن المدارس الأربعة لا يتكلمون في القضايا العقائدية والإيمانية. ثم يقول: (انتشار هذا المذهب حتى عمّ) مذهب الأشاعرة (حتى عمّ أكثر بلاد المسلمين حتى لا تكاد ترى حنفياً إلا ماتريدياً ولا شافعياً ومالكياً إلا وأشعرياً) إذن يوجد اختلاف فقهي ولكنه في العقيدة إما أشاعرة وأما ماتريدية، من حيث الفقه إما شافعي وإما مالكي، وأما من حيث العقيدة فهما متفقان أشعريان. (وأصبح مذهب أهل السنة) الذي يحاول أن يعبر عن مذهب ابن تيمية أنه مذهب أهل السنة وكأن هذه المذاهب الأخرى كلها خارجة عن السنة (وأصبح مذهب أهل السنة والسلف مقصوراً عند كثير من هؤلاء في الحنابلة بل يرمى المذهب الحق بالتجسيم والحشوية لغربته وقلة أتباعه) إذن هذا إقرار أن أتباع ابن تيمية هم أقلية في قبال الحنفية والشافعية والمالكية، وبعبارة أدق أتباع ابن تيمية هم أقلية في قبال الأشاعرة. وهذه نقطة مهمة لابد من الالتفات لها.
وكذلك ما في كتاب (الانحرافات العقائدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر وآثارهما في حياة الأمة، ج1، ص68) تأليف علي بن بخيت الزهراني، دار طيبة، مكة المكرمة، دار آل عمار، الشارقة، الطبعة الثانية 1418هـ، يقول: (وتعتبر فرقتا الأشاعرة والماتريدية من أكبر الفرق الإسلامية، ومن أعظم طوائف المتكلمة والتي لا تزال اليوم تمثل نسبة كبيرة بين المسلمين) أكثر المسلمين من غير أتباع أهل البيت هم أشاعرة وماتريدية، هذه حقيقة.
إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أن أكثر المسلمين من أتباع المدارس الأربع وهم المالكية والشافعية والحنفية هؤلاء هم أشاعرة وماتريدية.
سؤال: هل هؤلاء أهل السنة أو لا؟
الجواب: نعم، جملة من أعلام المسلمين قالوا حقيقة أهل السنة إنما هي عند الأشاعرة والماتريدية. ومنهم الإمام العلامة الفقيه المحقق شهاب الدين بن حجر الهيتمي الشافعي المتوفى سنة 974هـ، في (المنح المكية في شرح الهمزية، ص664) قال: (الذين هم أهل السنة والجماعة وهم أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وذلك) إذن من هم أهل السنة والجماعة؟ الأشاعرة والماتريدية، لا أريد أن أقول هؤلاء فقط، ولكنهم يقيناً يشكلون العمود الفقهي وجمهور المسلمين من أهل السنة هم أشاعرة وماتريدية، أما غيرهم فهم أقلية كما صرحوا بذلك.
الآن ماذا يعتقد أتباع ابن تيمية يعني الوهابية ماذا تعتقد في جمهور المسلمين من أهل السنة، الذي هم يمثلون الأكثرية العظمى في أهل السنة، ماذا يعتقدون هل أنهم على حق هل أنهم ينجون أم أنهم أهل وعيد أم أنهم من الفسقة المبتدعة؟ أنا أعتذر عن تعبيري بهذا التعبير لجمهور المسلمين، هذا التعبير أنا لا أوافق عليه لأن ذاك أيضاً له رأيه وإن كنت اختلف معه، ولكن ينبغي أن نؤسس لهذا الأصل وهو أننا إذا اختلفنا في المسائل الإيمانية والعقدية لا ينبغي اتهام الآخر بأنهم أهل فسق، نعم، نختلف معهم عقدياً كما نختلف مع الأشاعرة ولكن اختلافنا ليس معناه أن نقول أن هؤلاء أهل فسق، ماذا يقول الوهابية أو أتباع ابن تيمية في جمهور المسلمين من أهل السنة، في جمهور علماء المسلمين من أهل السنة؟
بودي أن المشاهد الكريم يقف معي في هذه القضية ويصبر معي.
في كتاب (الانحرافات العقدية والعلمية، ج1، ص68) للزهراني، قال: (وقد وصل الأمر بالأشاعرة) الذين هم جمهور المسلمين يعني أتباع المدارس الإسلامية (في بعض الأحيان إلى محاربة عقيدة السلف) مقصوده من عقيدة السلف يعني ابن تيمية وسيصرح بعد ذلك (إلى محاربة عقيدة السلف والنيل من علمائها واستعداء السلطة عليهم كما فُعل بالحافظ عبد الغني المقدسي حين طردوه من البلد ومن قبله بأبي إسماعيل الهروي) وهو أحد المعروفين بموافقة نهج ابن تيمية (والذي) محل الشاهد (والذي جرى منهم لشيخ الإسلام ابن تيمية أمر مشهور).
إذن جمهور المسلمين كانوا مخالفين لنهج ابن تيمية، إذن لا يأتي الآن بعض عوامهم وبعض مدعي العلم فيهم ويقولون أن المعركة بين ابن تيمية والوهابية وشيعة أهل البيت، أبداً ليس الأمر كذلك، ليس المعركة الفكرية والعقدية بين شيعة أهل البيت وبين ابن تيمية حتى تجعلون معكم مع المسلمين أنتم، لا، المعركة الأصلية بين المسلمين بمختلف اتجاهاتهم من الأشاعرة والماتريدية وأتباع المذاهب الإسلامية والشيعة والزيدية والأباظية والصوفية وبين هذه الأقلية القليلة التي هي أتباع ابن تيمية.
قال: (والذي جرى منهم لشيخ الإسلام ابن تيمية أمر مشهور حيث تسببوا في نفيه وسجنه وحرق كتبه وآذوه وأتباعه أشد الإيذاء حتى صار كثير منهم) من أتباع ابن تيمية (يخفي عقيدته) يعني يستعمل التقية، ثم يتهمون الشيعة بأنهم أهل تقية، هذا تصريح من أحد علماء الوهابية وهو علي بن بخيت الزهراني، يقول بأنه يخفي عقيدته (يخفي عقيدته حتى لا تطوله أيدي هؤلاء المبتدعة من الأشاعرة وغيرهم). والأشاعرة من هم؟! جمهور المسلمين، إذن جمهور المسلمين هم من المتبدعة (واستمر هؤلاء المتكلمة) الذين هم جمهور المسلمين (في نشر عقائدهم الكلامية ومحاربة العقيدة الصحيحة) يعني عقيدة ابن تيمية يعني عقيدة التجسيم التي ستتضح (ومنع القراءة في كتب هذه العقيدة وعلمائها كابن تيمية) إذن كل القضية قضية ابن تيمية (ومما يؤسف له) الآن انظروا إلى الشاهد الذي يذكره الزهراني، يقول: (ومما يؤسف له إن كان للأزهر من هذه العداوة أوفر الحظ والنصيب). يعني أول من رفع لواء محاربة فكر ابن تيمية كان الأزهر الشريف وعلماء الأزهر وهؤلاء هم الذين يمثلون أهل السنة، أو لا أقل يمثلون جملة كبيرة من أهل السنة. ومن هنا نحن دعونا مراراً وتكراراً وقلنا بأنه ينبغي لعلماء الأزهر أن يتكلموا ويقولوا بأن الوهابية وابن تيمية وأتباع ابن تيمية لا يمثلون أهل السنة. نعم، هم أتباع عقيدة التجسيم لابن تيمية، وهم أحرار في أن يجسموا أو يشبهوا ... (ومما يؤسف له) إذن من رفع الراية ليس شيعة أهل البيت أمام الوهابية. نعم، نرفع الراية عقدياً وفكرياً أما هذه الفئة التي نعتقد بضلالها في مسألة التوحيد وأنها من المجسمة وأنها ... ولكنه هذه الراية ليست مختصة بأتباع مدرسة أهل البيت.
(ومما يؤسف له كان للأزهر من هذه العداوة أوفر الحظ والنصيب حيث لم يكن لحاملي هذه العقيدة) عقيدة ابن تيمية (من العلماء فيه مكان يذكر) يعني أن علماء الأزهر وقفوا سداً منيعاً أمام الحركة الوهابية وأتباع ابن تيمية. (ولم ترتفع راية هذه العقيدة) عقيدة ابن تيمية (فوق منبرهم يوماً من الأيام) يعني إلى الآن لم يسمحوا وجزاهم الله خيراً، ونحن من هنا نشد على أيديهم ونقول ينبغي أن تقفوا أمام هذا الفكر الضال في مسألة التوحيد (ولم ترتفع راية هذه العقيدة فوق منبرهم يوماً من الأيام) هذا علم من أعلامهم المعاصرين الذين يقول بأنه أساساً كذا وكذا.
وممن أشار إلى هذه الحقيقة أيضاً في (الهداية الربانية في شرح العقيدة الطحاوية، ج1، ص 202 و203) تأليف عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، ج1، دار التوحيد للنشر، الرياض، الطبعة الأولى سنة 1430هـ، قال: (فهذه المسألة مسألة الكلام) أن الله يتكلم أو لا، إلى أن يقول: (وأن يتأمل حينما) يقول أهل العلم يجب أن يتأملوا (حينما يقرءوا في الكتب حتى لا يلتبس عليه معتقد أهل السنة والجماعة المأخوذ من نصوص الكتاب والسنة بخلاف مذهب المعتزلة والأشاعرة المبني على الآراء والأهواء والشبهات). يعني أكثر عقيدة المسلمين مبنية على الآراء والأهواء، ومع ذلك يخرجون على الفضائيات جهلاً أو تدليساً ويقولوا بأنهم يمثلون عموم المسلمين، الآن هل يمثلون عموم المسلمين أو لا يمثلون، العبارة واضحة بأنهم لا يمثلون شيئاً من هذا القبيل.
وكذلك ما ورد في كتاب (الرد على المبتدعة، ص12، المقدمة) تصنيف ابن بداء الحنبلي، المتوفى 471هـ تحقيق أبي عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، دار الأمر الأول، قال: (قلت: وآل مندة فيهم حرص على أتباع السنة والسلف الصالح وشدة الانكار على من خالف السنة أو مال إلى الأشاعرة أو غيرهم من أهل البدع). إذن عموم المسلمين من أهل البدعة. لماذا؟ لأنه كما صرحوا أن أكثر المسلمين يتبعون عقائدياً الأشاعرة.
ويا ليت أنهم كانوا يكتفون بهذا الأمر.
القضية أنهم لم يكتفوا بالقول أنهم ليسوا من أهل السنة، بل قالوا أنهم كلهم فسقة. طبعاً هم يعتقدون أهل البدعة فوق أن يكون فاسقاً، ولكن الفسق يسقطه عن كل شيء.
تقول: أين قالوا؟
هذا أحد أعلامهم في كتاب (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ج2، المجلد الأول، ص298، مسألة رقم 685 إمامة الأشاعرة بالسنيين) جمع وترتيب وتحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة بمكة المكرمة 1399هـ تصوير طبق الأصل على الطبعة الأولى. هل تجوز هذه الإمامة أو لا تجوز. السائل يسأل بأنه توجد هناك وقفية وهكذا، ولكن الإمام أقل أحوالهم أنهم أشاعرة.
قال: ولكن أقل أحوالهم أشاعرة فهل تجوز إمامتهم وهل تجوز الصلاة خلفهم أو لا؟ (الجواب: لا يجوز تقديم مبتدع إماماً في الصلاة) يعني كل هؤلاء الأئمة الأشاعرة الذين يقيمون الصلاة جمعة وجماعة هم من أهل البدعة (وإن كان نص الوقف وشرطه كما ذكرته) حتى لو كان في الوقف أنه يصلي هذا الأشعري (وغير خافٍ عليك حكم إمامة الفاسق فكيف بالمبتدع). فهو أشد من الفاسق، ومعنى هذا ماذا؟ هذه هي الثقافة التي تعطونها للمسلمين، هذا معناه أنه أيها المسلمون في كل العالم الذين تتبعون الأشاعرة صلاتكم خلف الإمام الأشعري صلاة خلف مبتدع وخلف فاسق، وأنتم الوهابية إذا دخلتم في مسجد وأردتم أن تصلوا خلف أحد، هذا أحد أئمتكم اسألوه إذا كان الإمام أشعري هل تجوز الصلاة خلفه أو لا تجوز؟ لا تجوز.
هؤلاء صرحوا أن الروايات التي قالت ستفترق أمتي على 73 وفرقة واحدة ناجية، هل تشمل الأشاعرة والماتريدية أو لا؟ قالوا، أبداً، أن هؤلاء داخلون في الوعيد الإلهي لا في الوعد الإلهي، أن هؤلاء ينجون يوم القيامة أو أنهم من أهل النار؟ من أهل النار. والغريب أنهم يخرجون على الفضائيات ويقولون أن الشيعة يقولون أن كل المسلمين يذهبون إلى النار، وهم يصرحون أن عموم المسلمين يذهبون إلى النار، هذا كتاب (اللئالئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص661) لشيخ الإسلام ابن تيمية، الشرح لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز محمد إبراهيم آل الشيخ، تحقيق وعناية عادل بن محمد مرسي رفاعي، الجزء الثاني، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 1430هـ قال: (وقد غلط طائفة من أهل العلم من الحنابلة وغيرهم فقالوا الفرقة الناجية) التي هي من 73 فرقة (عبارة عن ثلاث فئات) كلهم ناجون (الأولى أهل الحديث والثانية الأشاعرة والثالثة الماتريدية كما قال ذلك السفاريني في لوامع الأنوار البهية وغيره من المتأخرين) ماذا قال السفاريني؟ قال: (اعلم أن أهل السنة والجماعة ثلاث طوائف أهل الحديث والأثر والأشاعرة والماتريدية، وهذا قول باطل وغلط كبير) يعني الأشاعرة والماتريدية من الفئة والفرقة الناجية أو من الفرقة غير الناجية، (لأن الأشاعرة والماتريدية من الفئات التي عليها الوعيد) والوعيد إلى النار لأنهم أصحاب بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. إذن عموم المسلمين في النار (لمخالفتهم أهل السنة) يعني لمخالفتهم ابن تيمية (في منهج التلقي وفي تقديم النصوص على العقل لأنهم يقدمون العقل على النصوص وكذلك في الصفات وفي الإيمان وفي القدر وفي مسائل آخر خالفوا أهل السنة) يعني خالفوا ابن تيمية وأتباعه (فليسوا من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بل هم من المبتدعة الضلال).
ومع ذلك يخرجون على الفضائيات ويقولون نحن نمثل عموم المسلمين.
المُقدَّم: سماحة السيد في الكتاب الذي قرأتموه أول مرة كتاب الرد على الأشاعرة يصفون أنفسهم بأنهم غربة. يقول لقول رسول الله ولد الإسلام غريباً وسيعود غريباً.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا العدد القليل بين مليار وسبعمئة مليون مسلم فقط هؤلاء مسلمون، وهذه هي الفرقة الناجية وهؤلاء أهل الإيمان والتقوى والصلاح، أما الباقي، أما الشيعة فواضح رأيهم فيهم، أما الأباظية فكذلك رأيهم فيهم واضح، أما الزيدية فواضح رأيهم فيهم، أما الصوفية فواضح رأيهم فيهم، أما الأشاعرة فاتضح رأيهم فيهم.
إذن ما الذي بقي. لم يبقى من هذا المليار إلا واحد من المليون، لم يبق شيء، كلهم أيضاً في البدعة والضلالة. ولذا أنا أتصور أن علامة زمانهم من أتباع ابن تيمية يعني علامة الوهابية في هذا الزمان الشيخ العثيمين كان شجاعاً وجريئاً عندما بين هذه الحقيقة التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة وهي أنه قال في (مجموعة فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ عبد الله بن صالح العثيمين، ج1، ص115) عندما سُئل قال السائل: (وهل تقسيم أهل السنة إلى قسمين: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه ومدرسة الأشاعرة والماتريدية تقسيم صحيح، وما موقف المسلم من العلماء المؤولين. قال: فمن المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيّناً في المنهاج وهذان المنهاجان متغايران تماماً ... وعلى هذا الأساس فالجمع بينهما أنهم من أهل السنة الحكم بمشاركتهم إياهم جور وجمع بين الضدين). هذا المثال الذي اشار إليه يشير إلى نكتة، ما هما الضدان، اللذان بينهما غاية الخلاف، يعني عندما نأتي إلى علم المنطق ونسأل ما هما المتضادان؟ يقول المناطقة: أمران وجوديان يعتوران على موضوع واحد بينهما غاية الاختلاف.
ومع ذلك تجد أن بعض هؤلاء الذين يدعون العلم فيهم يخرجون على الفضائيات ويقولون الوهابية ونحن نمثل أهل السنة.
وبهذا أنا يتضح لي، لأني كنت في جملة من الأحيان استغرب أن هذه التفجيرات التي تحدث في البلاد الإسلامية في كثير من الأحيان يقتل فيها أهل السنة، فكنت أقول هؤلاء هدفهم قتل الشيعة فلماذا يقتلون أهل السنة، في بعض الأحيان لا يوجد الشيعة! تبين أنهم يعتقدون أن كل أهل السنة مبتدعة، وأنهم كلهم من أهل النار، لا ينجوا أحد منهم، إذن لا يفرّقون بينهم في الواقع العقدي وفي الواقع العملي.
ومن هنا دعوتي لكل أتباع الوهابية لمن يدافع عن ابن تيمية إذا كانوا شجعاناً ولا يستعملون التقية أن يخرجوا على الفضائيات ويقولون أن لنا منهج يختلف عن منهج عموم المسلمين كما يختلف عن الشيعة وعن الزيدية وعن الصوفية كذلك يختلف عن الأشاعرة والماتريدية وليبينوا للناس أن الأكثرية العظمى للمسلمين هم الأشاعرة والماتريدية، لا أن يختفون وراء عنوان أهل السنة ليخدعوا المسلمين أنهم يمثلونهم، هذه قضية بودي أن يلتفت لها. هذه الثانية.
والقضية الثالثة وهي ملاحظة مهمة، نحن نقرأ من أمثال العلامة العثيمين ونقرأ من أمثال محمد بن صالح الفوزان، ونقرأ من محمد إبراهيم آل الشيخ، نحن إذا أراد أحد أن يجيب تساؤلاتنا لابد أن يكون على مستوى هؤلاء الأعلام، وإلا بعض متطفلي أهل العلم أو مدعي أهل العلم ويجيب ليست له قيمة علمية، هؤلاء لابد أن يخرجوا على الفضائيات، وأنا لا أريد أن أقول حوار، لأنكم تعرفون أن ليس من منهجي الحوار الثاني، إذا أراد أحد منهم أن يجيب فلابد هذه الطبقة، يعني أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لابد أن يجيبوا، يعني هيئة كبار علماء السعودية لابد أن يجيبوا، لا أنه كل من يدعي العلم يخرج على الفضائية ويقول كلمة هو لا يعرف معناها. نحن ننقل كلمات الأعلام أمثال الألباني وأمثال الأرنؤوط فمن يريد أن يجيب لابد أن يكون على مستوى هؤلاء الأعلام.
إذن أعزائي الكرام هذه القضية أتصور من الواضحات أن أتباع الشيخ ابن تيمية وهم الوهابية ليس بينهم أي علاقة قربى في العقيدة فيما بينهم وبين أهل السنة، هذه قضية أساسية ومركزية لابد من الالتفات لها.
المُقدَّم: هل هناك شواهد أخرى تثبت أن من اتهم الشيخ ابن تيمية بالتجسيم كان محقاً أم لا توجد شواهد أخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أنا في المقدمة قبل أن أجيب على هذا التساؤل بودي أن يعرف المشاهد والمستمع الكريم أن اتهام الشيخ ابن تيمية بدء من زمانه من علماء زمانه، وأنا لا أتصور أن كل علماء المسلمين كانوا قد اجتمعوا على ظلم هذا الإنسان، واقعاً اجتمعوا جميعاً واتهموه بالتجسيم، والآن بعض أتباع ابن تيمية يعني الوهابية يحاولوا أن يصوروا أن تهمة التجسيم جاءت من الشيعة، والآن أنا أقرأ لكم بعض الكلمات وبعض العبارات الواضحة التي تبين أن الأمر ليس كذلك، هذا أحد الأئمة الإمام ابن حجر الهيتمي في (الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، ص58) يقول: (هذا وما وقع من ابن تيمية مما ذكر ... حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس المنزه عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس فنسب إليه العظائم والكبائر وخرق سجاف عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم). الآن بعد ذلك سأقرأ العبارة، هذا الرجل هل يعتقد بالجهة لله وهل يعتقد بالتحيز وأن الله له حيز، هل يعتقد بالجسمية أو لا يعتقد. (من دعوى الجهة والتجسيم وتضليل من لم يعتقد ذلك) أصلاً يقبول مخبول من لم يعتقد بأن الله له حيز وله جهة. أصلاً يتهمه في عقله وفي دينه. يقول إلا أن تقول بالتحيز والجهة، وإلا إن لم تقل بالتحيز والجهة فأنت مجروح العقل والشرع، هذه عبارات الشيخ ابن تيمية، يعني بعبارة أخرى 99% من المسلمين مجروح العقل والشرع، يقول: (وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين حتى قام عليه علماء عصره) من مختلف الاتجاهات والمدارس ومن مختلف العقائد (وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره فحبسه إلى أن مات وخمدت تلك البدع). إذن صاحب البدعة ابن تيمية وهذا هو رأي علماء المسلمين ومع ذلك يخرج بعضهم ويقول من قال ... (وزالت تلك الظلمات ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأساً) ولكن الآن لهم دولة وعندهم مليارات يستطيعوا بها أن يبشروا (ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة) ولذا أنا أتصور أنهم الآن هم يقولون نحن أتباع ابن تيمية وأننا نختلف مع جمهور المسلمين والله تضرب عليهم الذلة والمسكنة، ولكنهم حاولوا أن يتستروا باسم أهل السنة، أرادوا أن يبينوا عقيدتهم باسم أهل السنة (بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) لا يقول لي قائل أن ابن حجر مخالف لابن تيمية.
هذا كتاب مؤيد للشيخ ابن تيمية وهو كتاب (دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد، ص139) تأليف الدكتور عبد الغصن، دار ابن الجوزي، (دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه ومناقشتها) مناقشة الدعوى، يقول: (فمنها رميه بأنه مجسم كما قال الحصني وكما قال ابن حجر الهيتمي وكما قال آخرون ...).
إذن قضية اتهام ابن تيمية بالتجسيم ليست قضية مفتعلة أو مدعاة من قبل علماء مدرسة أهل البيت، وإنما جمهور علماء المسلمين فهموا بأن هذا الرجل قائل بالتجسيم. ومن حق المشاهد الكريم أن يسأل هذا السؤال، وهو أنه واقعاً هل أن هذا الاتهام كان في حق ابن تيمية ثابت أو ليس بثابت.
بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة، هذا كتاب (تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج3، ص14 و 15) تحقيق الدكتور أحمد معاذ حقي، وهو أحد محققيهم، انظروا ماذا يقول في بيان المراد من الجهة وماذا يراد من التحيز؟
يقول: (الجهة في الأصل هي الجانب والموضع الذي تتوجه إليه وتقصده) هذا هو معنى الجهة. ما معنى التحيز والحيز؟ يقول: (هو الحصول في الحيز) الحيز ما هو؟ (هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيءٌ ممتد كالجسم). الجسم يشغل حيزاً، يعني إذا لم يكن جسماً فليس له تحيز إذا لم يكن الإنسان قائلاً بأن الله جسم، إذن ليس له حيز، إذا لم يكن الإنسان قائلاً بأن الله جسم له جهة أو ليس له جهة؟ ليس له جهة. إذن الالتزام بأن الله له جهة وله حيز يعني التزام بالجسم. ولذا يقول المحقق: (والجهة والحيز متلازمان في الوجود). كل ما ثبت له جهة فله حيز، وكل ما ثبت له حيز فله جهة وكل ما ثبت له جهة وحيز فله جسم.
هذا هو كلام محقق كتاب بيان تلبيس الجهمية.
سؤالي واضح وصريح: أن الشيخ ابن تيمية هل هو قائل بأن الله له جهة وله تحيز أو لم يقل ذلك؟
أنا أتصور أن هذه من أوضح الواضحات ومن أوضح المتلازمات وهو أنه إذا قلنا اثنين بالإضافة إلى اثنين يساوي أربعة، أن الأربعة هي لازم اثنين بالإضافة إلى اثنين، لا يمكن أن يقول الإنسان أن موجوداً له جهة وله حيز ومع ذلك نقول أنه لا يقول بالجسمية. هذا غير معقول، إذن الآن لابد أن نسأل هذا السؤال، شيخ الأمويين وشيخ الإسلام الأموي الشيخ ابن تيمية نسأله هذا السؤال، هل تعتقد أن الله له جهة ومتحيز أم لا؟
هذا كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ص59) تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، المتوفى 728هـ، قال: (قال الرازي فنقول الذي يدل على أن هذه المقدمات ليست بديهية وجوه، الوجه الأول) هذا كلام الرازي (الوجه الأول: أن جمهور العقلاء المعتبرين) مراده من الجمهور يعني جمهور علماء المسلمين، لأنه ليس كل من يدعي العلم فهو عالم، يقول العقلاء المعتبرين (اتفقوا) يعني يدعي إجماع علماء المسلمين (اتفقوا على أنه تعالى ليس بمتحيز ولا مختص بشيء من الجهات) إذن اتفاق علماء المسلمين كما يقول الإمام الرازي أن الله ليس له حيز، هل هو في جهة من الجهات الستة الفوق التحت الأعلى الأسفل الشمال الجنوب؟
(أن جمهور العقلاء المعتبرين اتفقوا على أنه تعالى ليس بمتحيز ولا مختص بشيء من الجهات) بعد ذلك يأتي الشيخ ابن تيمية في (ص67) عنده هناك كلام مفصل، يقول: (فيقال له) رداً على الرازي (قولك أن جمهور العقلاء اتفقوا على أنه ليس بمتحيز ولا مختص بشيء من الجهات أن هذا القول لا يعرف عن أحد من أنبياء الله ورسله) يعني لا يوجد أحد من آدم إلى خاتم إلا وهو قائل بأن الله له حيز وله جهة. لا أنه فقط يريد أن يصير مجسم وأتباعه وإنما يريد أن يجعل كل الأنبياء السابقين مجسمة.
يقول: (لا يعرف عن أحد من أنبياء الله ورسله وهم أكمل الخلق وأفضلهم عقلاً وعلماً) أنا مضطر لقراءة كل العبارة (فلا يوجد في كتب الله المنزلة عليهم ولا في شيء من الآثار المأثورة عنهم لا عن خاتمهم) سيد الأنبياء والمرسلين (ولا عن أنبياء بني إسرائيل ولا عن غيرهم) يا شيخ ابن تيمية إذن ماذا يوجد؟ يقول كل ما يوجد فيه فهو إثبات التحيز والجهة، إما نصاً وإما ظاهراً (بل الموجود عن جميع الأنبياء ما يخالف هذا القول) يعني نفي الجسمية، تقول لم يقل جسم، يقول نعم قرأنا لكم من أثبت التحيز وأثبت الجهة لازمه الذي لا ينفك عنه الجسمية. (وهو في ذلك إما نص وإما ظاهر ... وهذا القول أيضاً لا يؤثر) إذن كل الأنبياء قائلون بالتحيز والجهة (وهذا القول أيضاً لا يؤثر) يعني القول بالتحيز والجهة (لا يؤثر عن أحد من أئمة الإسلام في القرون الفاضلة) إذن ينسب إلى كل علماء المسلمين مع أن الإمام الفخر الرازي قال أنهم اتفقوا على نفي التحيز والجهة.
(ولا قاله أحد من أئمة المسلمين الذين لهم لسان صدق في أصناف الأمة الذين اتخذوهم أئمة في العلم والدين، لا من أئمة العلم والمقال ولا من مشايخ العبادة والحال) يعني الصوفية (ولا هو قول عوام المؤمنين) حتى عوام المؤمنين لا يؤمنون بهذا فما بالك العلماء (ولا هو قول عوام المؤمنين الباقين على فطرتهم ولا يعرف هذا القول) نفي الجهة والتحيز (ولا يعرف هذا القول إلا عمن هو مجروح بنقص العقل والدين). يعني يا علماء المسلمين في كل البلاد الإسلامية ابن تيمية يتهم الذين يقولون بأن الله لا جهة له ولا تحيز، لا اريد أن أقول جسم، في هذين الجهتين إذا لم تقولوا بأن الله له جهة وفي حيز فأنت مجروح في عقلك ودينك، وهذا هو منطق الوهابية، أنه بمجرد أن تختلف فأنت في النار وأنت مبتدع وأنت في النار وأنت فاسق وأنت مشرك ونفجرك ونقتلك.
قال: (ولا يعرف هذا القول إلا عمن هو مجروح بنقص العقل والدين معروف بكثرة التناقض والتهافت).
مورد آخر وهو أن هذا الرجل المحقق في الكتاب يقول (أن من أهم خواص الجسم الثقل) إذا وجدتم أن شيء له ثقل أعلموا أنه جسم، تقول: أين يقول؟ هذا كتاب (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص15) قال المحقق: (الجسم) تعريف الجسم (هو كل جوهر مادي قابل للأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل) يعني من خواص الجسمية الثقل، فإذا ثبت أن لموجود ثقل إذن هو جسم، أنا لا أتصور بأنه لا أحد ينكر إذا ثبت اللازم ثبت الملزوم. ولا يوجد عاقل إلا من فقد عقله كما بعض هؤلاء. يقول: (يتميز) يعني الجسم (بالثقل والامتداد) حتى يحتاج إلى جهة وإلى حجم.
سؤال: أن الشيخ ابن تيمية يعتقد، لا أقل هو ومن يتبعه من تلامذته، يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى له ثقل أو لا يعتقدون بذلك؟
هذا (بيان تلبيس الجهمية، ص268) هذه الرواية نحن قرأناها فيما سبق والآن أعيدها للمشاهد مرة أخرى، الرواية قال عثمان بن سعيد، وأنا أتذك قرأتها عن عثمان بن سعيد فيما سبق. قال عثمان بن سعيد في رده على الجهمية حدثنا ... قال: أتى رجل كعباً) يعني كعب الأحبار (وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله، فقال كعب: دعوا الرجل فإن كان جاهلاً تعلم وإن كان عالماً ازداد علماً ثم قال كعب: اخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك وجعل ما بين كل أرضين كما بين السماء والدنيا والأرض، ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلا في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن). إذن كعب الأحبار يعتقد أن الله جسم. لماذا؟ لأنه أثبت له الثقل. قد يقول لي قائل: هذه الرواية الشيخ ابن تيمية نقلها ولكن من أين تقول أنه يؤيدها ويوافق عليها.
هذه الرواية اتضح بأن كعب الأحبار يؤمن بأن الله له ثقل، وقد قرأنا بأن الثقل من خواص ولوازم الجسمية.
سؤال: ما هو تعليق الشيخ ابن تيمية؟
أنا أترك التعليق للمشاهد أن الشيخ ابن تيمية هل يؤيد أو لا يعارض؟ أنتم تعلمون أن القضية مرتبطة بالتوحيد، إذا كان مخالفاً لابد أن يبين وجه المخالفة ويفصل فيه تفصيلاً كاملاً بحيث لا يوجد فيه شبهة، وإذا كان مؤيداً لابد أن يبين التأييد.
يقول في (ج3، ص268): (وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة) إذن يعطي 50% صحة و 50% علوم أهل الكتاب، الآن أريد أن أنقل هذه العبارة، هي إلى الآن 50% لكل جهة. (ورواية أهل الكتاب) بدأ يرجح، حتى لو كانت من رواية أهل الكتاب (ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو) ذلك الشاهد (لا يصدقها ولا يكذبها) إذا لم يوجد عندنا شاهد يدفعها لا نصدق بها ولا نكذبها (فهؤلاء) الآن بدأ يميل إلى تأييد مضمون الرواية، كيف؟ التفت إلى الطريقة، ومع الأسف أن البعض عندما يقرأ الرواية لابد أن يقرأ النص إلى الآخر لا أنه يقطع النص (فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده) في إسناد هذه الرواية وفي إسناد هذا النص (هم من أجل الأئمة) إذن يريد أن يصحح السند، يريد أن يقول بأنه لا يعقل أن السند، نعم لم يصرح بأنه صحيح ولكن من أجل الأئمة (وقد حدثوا به هم وغيرهم) هذا من حيث السند. تعالوا إلى المضمون (ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن). إذن يقول الذين نقلوا هذه الرواية هم من أجل الأئمة، وقبلوا المضمون أو لم يقبلوه، بينكم وبين الله هذا الشخص ممن يعارض السند والمضمون أو أنه يريد أن يؤيد السند والمضمون؟!
لا أريد أن أقول أنه يوجد تصريح، ولكن واضح أنه بصدد تأييد الرواية سنداً ومضموناً، (فلو كان هذا القول) يعني أن الحق له ثقل (فلو كان هذا القول منكراً في دين الإسلام عندهم) عند الأئمة (لم يحدثوا به على هذا الوجه). هذا قياس استثنائي. وحيث أنهم حدثوا به إذن هو على دين الإسلام.
إذا كان البعض لا يفهم المنطق ولا يعرف حتى يكون بمستوى فهم عبارات شيخه ابن تيمية بعد هذه ليست مشكلتي، ولذا أنصحهم بأن يتعلموا ويقرأوا ويتعبوا أنفسهم، هؤلاء لا يعرفون معنى العلم، أقسم أنهم لا يعرفون معنى العلم، العلم يحتاج إلى دقة وعمق وفهم وتدبر، إذا أردت أن تتدبر في عبارات الشيخ واضح، أولاً قوى السند، لا أقول صحح حتى يقال غداً من أين قلت هذا. قال: (فهؤلاء الأئمة المذكورين في إسناده من أجل الأئمة ... وقد حدثوا هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله) إذن المضمون ليس بمنكر. ثم قال (فلو كان) قياس استثنائي، لو كان إثبات الثقل للجبار منكراً لم يحدثوا به، وحيث أنهم، والتالي باطل كما قالوا في المنطق، وحيث أنهم حدثوا به إذن المضمون على دين الإسلام.
سؤال: من حق السائل أن يسأل هذا السؤال، نحن نريد تصريحاً بالتصحيح لهذه الرواية من أتباع ابن تيمية، أتباع ابن تيمية يصححونها أو لا؟
الجواب: هذا أمامكم كتاب (آثار الإمام ابن قيم الجوزية، رقم 21، اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية، ص400) تأليف الإمام ابن قيم الجوزية، الذي هو من أعلام نهج ابن تيمية، تحقيق زائد بن أحمد النشيري، وفق المنهج المعتمد من الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد، وهذه الدار من أهم دور النشر والتحقيق. الطبعة الأولى سنة 1431هـ، قال: (قول كعب الأحبار) الرواية التي قرأناها (روى أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة عنه) عن كعب الأحبار (باسناد صحيح).
نحن لا نقول شيئاً لا يوجد في كتبهم. الأمانة العلمية هي هذه، وأتحدى هنا أن يخرج لي شخص واحد أن ما قلته خلاف ما موجود في كتبهم. (أنه أتاه رجل يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله، فقال كعب: دعوا الرجل فإن كان جاهلاً تعلم وإن كان عالماً ازداد علماً ثم قال كعب: اخبرك أن الله خلق سبع سموات ... فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن).
إذن بإسناد صحيح، وهنا أنا لا أعرف أين الأمانة العلمية، يعني أنتم عندما تنقلون الرواية وهذا الرجل يحقق الكتاب، لماذا ينقل في الرواية رواه الدارمي وهذا الأثر ضعيف، لا أقل قل أيها المحقق رأيي أن هذا الخبر ضعيف وإن صححه أحد أئمة أتباع ابن تيمية وهو ابن القيم الجوزية، هذه هي الأمانة العلمية. يقول: (وهذا الأثر ضعيف لأنه عن كعب الأحبار وفي سنده ...).
هذا نظرك، نظر المحقق وهو الدكتور أحمد معاذ حقي، ولكن لا تقل نصف الحقيقة بل قلها كاملة، أحفظ الأمانة العلمية، قل إن الإمام ابن القيم الجوزية صحح هذا الأثر.
فتحصل إلى هنا أن الشيخ ابن تيمية بشكل واضح وصريح أثبت لله الجهة وأثبت لله التحيز وقبل وأيد أن الله له ثقل، أيها المسلمون أنا أترك التعليق لكم، من كان في جهة وفي حيز وله ثقل هل هو جسم أو ليس بجسم.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو يوسف من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو يوسف: السلام عليكم.
المُقدَّم:/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو يوسف: بخصوص الكتب الموجودة عندكم نحن أخوتكم ومنهجنا واحد وهو التحاكم إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) نبدأ نتكلم في الذات الإلهية ونقول أن الله سبحانه وتعالى كذا، أو ان التوحيد لله عز وجل أن نوحد الله كما أمرنا سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وكما ورد عن رسول الله صلى الله بلا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف، موضوع حلقة الليلة أراكم بدأتم، الشيخ كان متحمساً ... لكن لماذا لا نجعل نقاشنا على أوامر ونواهي الله، الذات الإلهية والتدخل فيها الله سبحانه وتعالى هو أعلم بها، لكن أوامر ونواهي الله عز وجل المفروض ان نتناقش فيها وهي ما تسمى الفقه.
المُقدَّم: يعني لا يجوز التدخل في ذات الله.
الأخ أبو يوسف: لا، يجوز، نحن منهجنا أن ندعوه بأسمائه وصفاته كما وردت لنا منه سبحانه وتعالى أو كما وردت من رسول الله صلى الله عليه وآله من غير تعطيل ولا تكييف ولا تأويل.
المُقدَّم: ماذا فهمتم من كتاب الله وسنة رسول الله، يعني تؤيدون ما ورد في كتب الشيخ ابن تيمية وابن القيم الجوزية أنه متحيز وله جسم وله أطيط وله جهة وثقل ويصعد وينزل والملائكة تخبره في اليوم الثاني من أعمال العباد فيزداد ثقله لغضبه فتعلم الملائكة بأن الله غاضب فيستغفرون لمن في الأرض، هذه المنظومة هل توافقون عليها.
الأخ أبو يوسف: الرسول صلى الله عليه وآله، قال أطت السماء وحق له أن تأط، ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك ساجد وملك راكع ...
المُقدَّم: من أي شيء تأط.
سماحة السيد كمال الحيدري: يريد أن يدور حول البحث، ولا يوجد شيء جديد.
في النتيجة (ليس كمثله شيء) إذا كان هكذا، فلماذا الشيخ ابن تيمية أثبت له مثل وقال له ثقل حيز وجهة والموجودات المادية لها ثقل وحيز وجهة ...
المُقدَّم: الأخ أبو عبد الملك من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الملك: السلام عليكم.
المُقدَّم:/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الملك: أنا لا أشك في أن أي مسلم لا يمكن أن يفعل شيئاً أو أن يعتقد اعتقاداً إلا لحرصه أن يتقرب إلى الله... أنا لا ألومكم في مسألة التشديد على ابن تيمية والتعريض به في كل شاردة وواردة فقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية شديد مع المخالفين ونحن نعتقد أن الله عز وجل حفظ بالشيخ ابن تيمية المعتقد الصحيح وأن الله عز وجل بعثه مجدداً لهذا الدين ...
المُقدَّم: بأي صفة بعثه الله.
الأخ أبو عبد الملك: الله يبعث العلماء كمصلحين، نذكر الأخ المقدم الله عز وجل في كتابه العزيز يقول (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) أنت الآن ترد على الأخ أبي يوسف فتقول أن الله ابن تيمية يقول أن الله لا يعلم إلا في اليوم الثاني، إذا ثبت ذلك على ابن تيمية ... إذا ثبت على ابن تيمية أنه يقول أن الله لا يعلم شيئاً إلا اليوم الثاني فهو زنديق وكافر.
المُقدَّم: قال أن الملائكة في اليوم الثاني تخبره.
سماحة السيد كمال الحيدري: المقدمة التي بدأت بها بيني وبين الله يا ليت أن الذين هم أتباع ابن تيمية وأتباع محمد عبد الوهاب عندما يخرجون على الفضائيات بإمكانك أن تنظر نظرة خاطفة على الفضائيات وترى بأنه واقعاً إذا اختلف معهم أحد في الرأي هذا الرأي الذي تقوله أنك لا تشك أن الجميع طالب للحقيقة وأن الجميع مسلم وأن الجميع يريد وجه الله، هكذا يتعاملون مع من اختلف مع ابن تيمية، هذا نفس منطق ابن تيمية، أخي العزيز اخرجوا على الفضائيات وقولوا أننا لا نوافق على هذا المنطق. كما في (بيان تلبيس الجهمية، ج1) قال: (ولا يعرف هذا القول) قول من نفى التحيز والجهة عن الله (إلا عمن مجروح بنقص العقل والدين) لماذا نحن مجروحون في الدين، ولماذا نحن ناقصي الدين.
لماذا أنه إذا اختلفنا، عالم يصيب ويخطأ، ألستم تقولون أن الجميع يؤخذ منه ولا يؤخذ إلا صاحب هذا القبر، هذا أيضاً رجل عالم يؤخذ منه ويرد عليه، لماذا أنه لابد إذا من رد على الشيخ ابن تيمية أنتم تعتبرونه ابتعثه الله بالحق عقيدة، أهو معصوم، إنسان عالم، والعجيب أن علماء عصره ومن زمانه إلى يومنا هذا، منذ 700 عام وعشرات الكتب بينت ضلاله وبينت انحرافه وبينت أنه أهل بدعة وبينت أنه أهل تجسيم وبينت أنه أهل تنقيص لرسول الله ولأهل بيته وبينت أنه مبغض لعلي ولأهل بيته وهذا بيناه في الأحاديث السابقة.
المُقدَّم: وإذا قلنا أن الله بعثهم الله تنقلب الدنيا. ليتك تقول في أهل البيت كما قلت في ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أي والله، ليتك تقول هذا في أهل البيت كما قلته في ابن تيمية الذي أجمعت الأئمة على بدعته وضلالته إلا أنتم الذين تتابعونه وهذا لاسباب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وإلا قد أجمعت الأمة على ضلاله وعلى بدعته وعلى أنه محكوم بالكفر ... أنا لا أريد ان أدخل في قضية التكفير ولكنهم أمروا بقتله وحبسه وكانوا علماء المسلمين فلم يكونوا بقالين.
المُقدَّم: الأخ محمد من موريتانيا، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم:/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: أنا من موريتانيا أشعري، نحن نتابع برامج الشيخ، يخلط الأمور ويبتر النصوص كثيراً.
المُقدَّم: في أي نص بتر.
سماحة السيد كمال الحيدري: رجائي أين بترت، اذكر لي المصدر.
الأخ محمد: في تلبيس الجهمية، يبتر النص ويرد عليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: أي؟ رجائي منك أن تذكر المورد الذي قرأت فيه الإشكال ولم أذكر الرد.
المُقدَّم: أخي العزيز لكي يكون للكلام ثمرة أذكر لنا المورد الذي بتر فيه السيد النص. في أي موضع، حتى ينتفع المشاهد من كلامكم، أما من غير بينة فهذا بلا فائدة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا ما يناقض كلامه حيث قال أنه ليس وهابي، يظهر أنك وهابي وإلا ما معنى هذا الدفاع.
المُقدَّم: أرجو من الأخوة المتصلين أن يذكروا مورداً لما يذكروه من أن السيد قد بتر النص، حتى يكون لكلامهم فائدة.
الأخ إبراهيم من السودان، تفضلوا.
الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم:/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ إبراهيم: الوهابية في السودان يصفوننا بالكفر.
سماحة السيد كمال الحيدري: هم لا فقط يتهمونكم أنتم أصحاب هذه الطريقة بالتكفير بل كل من لا يوافقهم يكون مجروح وناقص العقل والدين.
المُقدَّم: الأخ أبو قصي من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو قصي: السلام عليكم.
المُقدَّم:/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو قصي: أنت تكلمت وبينت رأي أتباع ابن تيمية في الأشاعرة والماتريدية هل يمكن أن تطرح لها رأي الأزهر في الوهابية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنا قرأت قبل قليل رأي الأزهر في الوهابية، وقرأت لكم العبارة في كتاب (الانحرافات العقدية والعلمية) لعلي بن بخيت الزهراني، قال: (ومما يؤسف له أن كان للأزهر من هذه العداوة) يعني عداوة ابن تيمية وأتباعه (من هذه العداوة أوفر الحظ والنصيب) هو يتكلم في هذا الزمان (حيث لم يكن لحاملي هذه العقيدة) يعني عقيدة ابن تيمية (ومن العلماء فيه) أي في الأزهر (مكان يذكر ولم ترتفع راية هذه العقيدة فوق منبره يوماً من الأيام) هذا رأي الأزهر في ابن تيمية وأتباع ابن تيمية.
المُقدَّم: يعني ما مكانة لابن تيمية وأتباع في علم الأزهر أو في جامع الأزهر أو في دراسة الأزهريين.
شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.