عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

حال مبغضي عليّ(عليه السلام) في الآخرة

 
 
 
 

عن جماعة قالوا: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، ثنا الحسن بن عرفة، ثني سعيد بن محمد الورّاق، عن عليّ بن حَزَوّر، قال: سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمّار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: (يا عليّ، طوبى لمن أحبّك و صدّق فيك، وويل لمن أبغضك و كذّب فيك).
وأخرجه ابن عساكر من طُرِقٍ، عن حسن بن عرفة، عن سعيد بن محمد الورّاق. وأخرجه الكنجي من طريق إسماعيل بن محمّد، عن حسن ابن عرفة، ثمّ قال: هذا حديث عال حسن، رويناه عن الجمّ الغفير. وأخرجه الحموئي من طريق ابن مخلد البزّاز، عن الصفّار، عن ابن عرفة، عن سعيد بن محمّد الورّاق، عن عليّ بن حزوّر، عن أبي مريم الثقفي، عن عمّار بن ياسر. وأخرجه الحاكم وكذا الخطيب في تاريخه من طريق أحمد بن حنبل. ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقّب الذهبي قائلاً: بل سعيد وعلي متروكان([1]).
أبو مريم الثقفي هو قيس المدائني، وثّقه النسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وترجم له البخاري في الكبير، ولم يتعرض لجرح في حقّه، وقال الدارقطني: مجهول، وتابعه العسقلاني في التقريب، روى له البخاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة وأبوداود والنسائي في الخصائص([2]).
ثمّ إنّ بعض علماء أهل السنّة ضعّفوا هذا الحديث بسعيد بن محمد الورّاق، مع أنّه لم ينفرد به، بل تابعه على ذلك محمّد بن كثير الكوفي عند الطبراني ويحيى بن هاشم الغسّاني ومخول بن إبراهيم عند ابن عساكر بلفظ أتمّ وأكمل، فلاحظ:
[الطبراني: ثنا أحمد، ثنا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم البصري، ثنا محمّد بن كثير الكوفي، ثنا عليّ بن الحزوّر، عن أصبغ بن نباتة. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس - إملاء - نا أحمد بن عليّ الرّقّي، نا القاسم بن علي بن أبان الرّقّي، نا سهل بن صقر، نا يحيى ابن هاشم الغسّاني عن علي بن حزوّر، قال: سمعت أبا مريم السلولي، وهو مالك بن ربيعة له صحبة. (ح) و[أيضا: أخبرناه عالياً أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: قرأت على عمّي الشريف الأمير عماد الدولة أبي البركات عقيل بن العبّاس، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي - قراءة عليه بدمشق - أنا خيثمة بن سليمان القرشي، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة النهمي، نا مخول بن إبراهيم، نا عليّ بن الحزوّر، عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم الخولاني، قالا: سمعنا عمّار بن ياسر - واللفظ للطبراني - قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: » إنّ الله تبارك وتعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة مثلها ؛ إنّ الله تعالى حبّب إليك المساكين والدنوّ منهم، وجعلك لهم إماماً ترضى بهم، وجعلهم لك أتباعاً يرضون بك، فطوبى لمن أحبّك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأمّا من أحبّك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك من جنّتك، وأمّا من أبغضك وكذب عليك، فإنّه حقّ على الله عزّوجلّ أن يوقفهم مواقف الكذّابين «.
وأخرجه أبو نعيم من طريق مخول بن إبراهيم، عن علي بن الحزوّر عن الأصبغ بن نباتة عن عمّار بن ياسر مختصراً([3]).
[ابن المغازلي: أنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهّاب الطحّان - إجازة - عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ، ثنا إبراهيم بن أحمد، ثنا محمّد بن الفضل، ثنا إسحاق بن بشر، ثنا مهاجر بن كثير الأسدي - أبو عامر - عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ: » إنّ الله جعلك تحبّ المساكين، وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن تبعك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك«([4]) .
[الخطيب: أنا علي بن أبي علي المعدِّل، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الكاتب، ثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الواسطي، ثنا فضل بن عبد الله الواسطي، ثنا عمرو بن سليم البجلي، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيّب، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » من أحبّ عليّاً حياتي وبعد موتي كتب الله له الأمن والإيمان، ما طلعت عليه الشّمس وما غربت، ومن أبغض عليّاً حياتي وبعد موتي، مات ميتة جاهلية«([5]) .
[الطبراني: ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جندل بن والق، ثنا محمّد ابن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ ابن حسين، عن فاطمة الصغرى، عن حسين بن عليّ، عن أُمّه فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قالت: خرج علينا رسول الله عشيّة عرفة، فقال: » إنّ الله (عليه السلام) باهى بكم وغفر لكم عامّةً، ولعليّ خاصّةً، وإنّي رسول الله إليكم، غير محابّ لقرابتي، هذا جبريل يخبرني: أنّ السعيد حقّ السّعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من أبغض عليّاً في حياته وبعد موته«.
وأورده المتّقي في الكنز، وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي في الواهيات. وأخرج ابن الجزري صدر الحديث من طريق ابن مندة عن فاطمةJ([6]) .
[الفسوي: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، ثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش. (ح) و[ابن عديّ: ثنا محمّد بن الحسين المحاربي، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش. (ح) و[العقيلي: ثنا علي بن العبّاس، ثنا حسين بن نصر بن مزاحم، ثنا أبي، عن سفيان بن إبراهيم بن الجريري، عن الأعمش. (ح) و[الخطيب: أنا محمّد بن أبي نصر النرسي، أنا أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي، ثنا سهل ابن يحيى بن سفيان، ثنا حسين بن هارون الصايغ، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيباني، نا عمر بن الحسين بن عليّ بن مالك القاضي، أحمد بن الحسن الخزّاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن الأعمش وعبد الواحد بن حسّان وهارون بن سعيد، عن موسى بن طريف، عن عباية بن ربعي الأسدي، عن عليّ بن أبي طالب، قال: ( أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: خذي ذا، وذري ذا ). هذا لفظ الخطيب.
ولفظ ابن عساكر عن الثلاثة، وكذا لفظ ابن الجوزي من طريق سفيان بن إبراهيم، عن الأعمش: (أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: هذا لي وهذا لك).
وأخرجه ابن عساكر أيضاً ؛ من طريق الفسوي وابن عديّ والعقيلي وغيرهم، عن الأعمش وغيره، عن موسى بن طريف، به([7]).
[العقيلي: ثنا إسحاق بن يحيى الدهقان، ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، ثنا مخول، عن سلام الخيّاط، عن موسى بن طريف، عن عباية الأسدي، قال: سمعت عليّاً يقول: ( أنا قسيم النار ؛ هذا لك وهذا لي ). وأخرجه ابن الجوزي في العلل من طريق أذنة، عن إسحاق بن يحيى، وابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([8]).
ثمّ إنّ هذا الحديث أوجد فيما بين علماء أهل السنّة هزّة عظيمة، فعاتبوا الأعمش وألحّوا عليه كي يتركه، فلاحظ:
[العقيلي: ثنا الحسن بن عليّ الحلواني، ثنا محمّد بن داود الحُداني، قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: ما رأيت الأعمش خضع إلاّ مرّة واحدة، فإنّه حدّثنا بهذا الحديث ؛ قال عليّ: (أنا قسيم النار)، فبلغ ذلك أهل السنّة، فجاءوا إليه، فقالوا: أتحدّث بأحاديث تقوّي بها الرافضة والزيدية والشيعة ؟! فقال: سمعته فحدّثت به، فقالوا: فكلّ شيء سمعته تحدّث به ؟! قال: فرأيته خضع ذلك اليوم.
ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([9]).
وقد يتعجّب المرء - حينما يواجه أمثال هذه القضية - من شدّة العصبيّة ؛ كيف تصل إلى درجة مما يحمل أمثال هؤلاء الأعلام على الرضا بكتمان الوحي، والأمر بذلك، كي لا يتقوّى مذهب مخالفيهم.
وقد يدلّ هذا على أنّ الحملة على الأعمش وصلت إلى مرحلتها النهائية ؛ ممّا حمّله على الخضوع لهم، كما في هذه الرواية، وعلى الإنكارِ، كما في رواية ورقاء الآتية، وعلى المداراة، كما في رواية أبي بكر بن عيّاش عند ابن عديّ والعقيلي وغيرهما ؛ حيث جاء فيها: أنّ الأعمش قال له: ما رويته إلاّ على جهة الاستهزاء بعباية.
وروى العقيلي - ومن طريقه ابن عساكر - عن ورقاء: أنّه انطلق ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه ؛ قول عليّ: » أنا قسيم النار«، وحديث آخر: » فلان كذا وكذا على الصراط«. ثمّ زعم ورقاء أنّ الأعمش أنكر التحديث بذلك([10]).
[الفسوي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: قال أبو معاوية: قلنا للأعمش: لا تحدّث بهذه الأحاديث، قال: يسألوني، فما أصنع ؟ ربّما سهوتُ، فإذا سألوني عن شيء من هذا فسهوتُ فذَكِّروني. قال: فكنّا يوماً عنده فجاء رجل ؛ فسأله عن حديث (أنا قسيم النار)، قال: فتَنَحْنَحْتُ،
قال: فقال الأعمش: هؤلاء المرجئة لا يدعوني أُحدّث بفضائل عليّ، أخرجوهم من المسجد حتى أُحدّثكم([11]).
هذا ما حصل للأعمش بسبب روايته لهذا الحديث، ولا شكّ أنّ عظمته وجلالة قدره عند الجمهور وسِعة علمه وعمله هي الّتي صانت منزلتَه من الإزاحة وماءَ وجهه من الإراقة، ورغم كلّ ذلك لم يمتنع من إظهار الحديث، بل بذل قصارى جهده لأن يوصله إلى النسل الّذي يأتي من بعده ولو بمظهر المتعجّب المستنكر، كما يدلّ على ذلك الرواية التالية للخُريبي:
قال: كنّا عند الأعمش فجاءنا يوماً وهو مغضب، فقال: ألا تعجبون ! موسى بن طريف يحدّث عن عباية عن عليّ: (أنا قسيم النار) ([12]).
وأمّا عليّ(عليه السلام) ؛ فقد أدركه عنوان الصحبة وأنجاه من التهمة. وأمّا اللّذان كانا بينه وبين الأعمش - عباية بن ربعي وموسى بن طريف - فقد خسرا خسراناً مبيناً، ولم ينفعهما حديث »خير القرون«، فذاقا حظّهما من وبال هذا الحديث وعواقبه بشدّة ؛ فإذا لاحظت ترجمتهما في كتب القوم فستصادف أنّ بعض المترجمين لم يستطيعوا أن ينتظروا ويستمرّوا في الكلام، ثمّ يحكموا عليهما - وفق عادتهم بالنسبة لغيرهما - بل أصدروا حكمهم عليهما بالزيغ والإلحاد والغلوّ بمحض التعرّض لذكر اسميهما في العنوان، ثمّ شرعوا في ذكر حديثهما الّذي صارا بسببه ملحدَيْن وزائغَيْن وغاليين: (عليّ قسيم النار).
وقال الفسوي: وقرأت في كتاب عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، عن الأعمش، قال: قلت لموسى: ما كان عباية عندكم؟ فذكر من فضله وصلاته وصيامه وصدقه.
ثمّ قال الفسوي: وموسى ضعيف، يحتاج إلى من يعدِّله، وليس هو بثقة، وعباية أقلّ منه، ليس حديثه بشيء([13]).
نعم، إنّ عباية بن ربعي كان من شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، بل من خواص أصحابه، وترجم له البخاري في الكبير من دون أن يتعرض لطعن في حقّه، وذكره ابن حبّان في الثقات([14]).
وأمّا موسى بن طريف، فلم أقف له على ترجمة في كتب الشيعة، سوى الرواية الآتية عن الأعمش. والظاهر أنّ حكم الفسوي عليه بالضعف وعدم الوثاقة ناشئ من حديثه، كعادة أبناء قومه. وسؤال الأعمش عنه واستفساره لحال ربعي ظاهر في كونه مقبولاً وموثوقاً عنده، وقد جاء هذا مصرّحا به في كتب الشيعة، فلاحظ:
روى الشيخ الطوسي في الأمالي، عن شريك بن عبد الله... - فذكر دخول ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبي حنيفة على الأعمش في مرضه الّذي مات فيه إلى قول أبي حنيفة له -: وقد كنتَ تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك، قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: (أنا قسيم النار)، قال: أولمثلي تقول يا يهودي ؟! اقعدوني سنّدوني، حدّثني - والّذي إليه مصيري - موسى بن طريف، ولم أر أسديّاً خيراً منه، قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ...ثم ذكر حديثه وحديث الآتي لأبي المتوكّل عن أبي سعيد.
وأورده المازندراني في المناقب بطولـه عن شريك وعبد الله بن حمّاد الأنصاري، وجاء فيه: حدّثني - والّذي إليه مصيري - موسى بن طريف إمام بني أسد... ([15])
[ابن أبي يعلى: نا أبو الحسين بن الأنبوسي، نا عمر بن إبراهيم الكتّاني، ثنا أبو الحسين بن عمر بن الحسن القاضي الأشناني، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول: كنّا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، ما تقول في هذا الحديث الّذي يُروى: أنّ عليّاً قال: (أنا قسيم النار) ؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث ؟! أليس روينا: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ: » لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق« ؟ قلنا: بلى، قال: فأين المؤمن ؟ قلنا: في الجنّة، قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار، قال: فعليّ قسيم النار.
وذكره ابن مفلّح في المقصد الأرشد، والكنجي في الكفاية، وتقدّمت رواية ابن عساكر في ذلك، عن أحمد ([16]).
ومن الأشعار المنسوبة للإمام الشافعي قوله:
عـلـيّ حـبـّه جُـنـّة قسـيم النار والجـَنّـة
وصيّ المصطفى حقّا إمام الإنس والجِنّة([17])
ولا أدري أيّ شيء وجدوه في هذا الحديث، حتى كان سبباً لانزعاجهم واهتزازهم ؟! ولو فكّروا يسيراً في قول النبيّ(صلى الله عليه وآله) لعليّ: » لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق« لفهموا منه ما فهمه أحمد بن حنبل، ولعلموا أنّ عليّاً(عليه السلام) قسيم النار، حتى مع غضّ النظر عن حديث عباية.
هذا، ولم ينفرد عباية برواية الحديث عن عليّ(عليه السلام)، ولن تنحصر روايته بطريق عليّ(عليه السلام)، بل وافقه غيره من الصحابة، فلاحظ:
قال ابن حجر الهيتمي: وأخرج الدارقطني أنّ عليّاً قال للستّة الّذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً، من جملته: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): » يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنار يوم القيامة « غيري ؟ قالوا: اللّهمّ، لا.
وإسناد الدارقطني للحديث على ما في تاريخ دمشق هكذا:
[الدارقطني: نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا يحيى بن زكريّا بن شيبان، نا يعقوب بن معبد، ثني مثنّى أبو عبد الله، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة وهبيرة. وعن العلاء بن صالح، عن منهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد الله الأسدي، وعن عامر بن واثلة، قالوا: قال عليّ يوم الشورى: والله لأحتجّنّ عليهم بما لا يستطيع قرشيّهم ولا عربيّهم ولا عجميّهم ردّه، ثمّ قال...
ولكنّ هذه الفقرة الّتي ذكرها الهيتمي في صواعقه سرقت من حديث المناشدة عند ابن عساكر من طريق الدارقطني.
ثمّ قال ابن حجر: ومعناه ما رواه غيره عن عليّ الرضا أنّه(صلى الله عليه وآله) قال له: » أنت قسيم الجنّة والنار في يوم القيامة ؛ تقول للنار: هذا لي وهذا لك«([18]).
ورواه ابن المغازلي بسنده عن الإمام عليّ الرضا(عليه السلام)، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام)، أنّه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إنّك قسيم النار، وإنّك تقرع باب الجنّة، وتدخلها بغير حساب«([19]) .
وسئل الدارقطني عن حديث يزيد بن شريك، عن أبي ذرّ ؛ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » عليّ قسيم النار ؛ يُدخِل أولياءَه الجنّةَ وأعداءَه النارَ«، فقال: ثنا الشافعي أبو بكر، ثنا محمّد بن عمر القبلي، ثنا محمّد بن هاشم الثقفي، ثنا عبيد الله، ذلك.
قال الشيخ: وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد، ومن دون عبيد الله ضعفاء، والقبلي ضعيف جدّاً، وإنّما روى هذا الحديث الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية، عن عليّ([20]).
ورواه الديلمي في الفردوس، عن حذيفة بلفظ: » عليّ قسيم النار«([21]).
[ابن أخي تبوك: ثنا أبو الأغرّ أحمد بن جعفر الملطي - قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة - ثنا محمد بن الليث الجوهري، ثنا محمّد بن الطفيل. (ح) و[الحسكاني من طريقه عن محمّد بن الطّفيل. (ح) و[أيضاً: أنا أبو الفضل جمهور بن حيدر القرشي، أنا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس العصمي، أنا علي بن محمّد بن يزك الطوسي ببغداد، أنا إسحاق بن محمّد البصري، أنا محمّد بن الطّفيل، ثنا شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش، وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى، فقالوا له: يا أبا محمّد، إنّك في آخر يوم من أيّام الدّنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث، فتب إلى الله منها.
قال: أسندوني أسندوني، فأُسنِد، فقال: حدّثنا أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعليّ: ألقيا في النّار من أبغضكما، وأدخلا في الجنّة من أحبّكما. فذلك قوله تعالى: ] أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ[ ([22]).
فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا، لا يجئ بشيء أشدّ من هذا.
ثمّ قال الحسكاني: دخل لفظ أحدها في الآخر، والمعنى واحد. ورواه الحمّاني عن شريك([23]).
وقد يتعجّب المرء عند سماع هذا الكلام، وتعتريه الدهشة حين الوقوف على أمثال هذه المواقف من أبي حنيفة ونظرائه تجاه فضائل عليّ(عليه السلام)! فبدل أن يقوم هؤلاء القوم بشكر الأعمش، ويثنوا عليه لموقفه البطولي ؛ حيث أظهر الحقّ في وقت كان أغلب الناس يكتمونه خوفاً على أنفسهم، تراهم كيف يستتيبون الأعمش الّذي كان مِن أكثر الناس علماً وعبادةً وأفضلهم حلماً وزهداً وديانة.
[الحسكاني: ثني أبو الحسن المصباحي، ثنا أبو القاسم بن علي بن أحمد بن واصل، ثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، ثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عَبّاد بن العوام، ثنا يحيى بن عبد الحميد. (ح) و[ابن الجوزي: نا عبد الرحمن بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن عليّ الخيّاط، نا أحمد بن محمّد بن درست، نا عمر بن الحسن بن عليّ الأشناني، أني إسحاق بن محمّد بن أبان النخعي، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، ثنا - حس: عن - شريك بن عبد الله، عن الأعمش، قال: ثني أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، [فيجلس علي على شفير جهنّم، فيقول لها: هذا لي وهذا لك، وذلك، حس وهو قوله: ] أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ[.
هذا، لفظ الحسكاني، وأمّا ابن الجوزي ؛ فذكر قصّة دخول أبي حنيفة وصاحبيه على الأعمش بنحو ما تقدم عند ابن أخي تبوك والحسكاني، ثمّ قال: هذا حديث موضوع وكذب على الأعمش، والواضع له إسحاق النخعي، والحمّاني أيضاً كذّاب([24]).
أمّا الحمّاني ؛ فقد قال الذهبي: الحافظ الإمام الكبير أبو زكريّا ابن المحدّث الثقة أبي يحيى الحمّاني الكوفي صاحب المسند الكبير... الخ.
وقد روى عنه جماعة من الأعلام، منهم: أبو حاتم الرازي وابن أبي الدنيا والبغوي ومطيّن ويحيى بن الضُرَيس والدروقي وغيرهم.
ووثّقه يحيى بن معين وابن نمير في رواية، والبوشنجي ومحمّد بن عبد الله بن نمير. وضعّفه أحمد بن حنبل وابن المديني وعبد الله بن نمير في رواية أُخرى والنسائي.
وقال أبوحاتم: لم أر من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد ؛ لا يغيّره سوى قبيصية...ويحيى الحمّاني في حديث شريك.
وقال الذهبي: وقد تواتر توثيقه عن يحيى بن معين، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد.
قال عبد الملك: سألت يحيى بن معين عن الحمّاني، فقال: ثقة، فقلت: يعني يقولون فيه، فقال: يحسدونه، هو والله الذي لا إله إلاّ هو ثقة، وأبوه ثقة. وروى الدارمي وابن خيثمة عن ابن معين نحو ذلك. وقال الرّماديّ: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يقولون فيه إلاّ من الحسد. وعن أحمد أيضاً: أكثر الناس فيه، وما أدري ذلك إلاّ من سلامة صدره.
وأمّا حديث إسحاق الأزرق الّذي أنكره أحمد، وكذّبه لأجله، وقلّده أمثال ابن الجوزي ؛ فلابن نمير حوله مقال. والحديث أخرجه أحمد في المسند عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة، قال: كنّا نصلّي مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) صلاة الظهر بالهاجرة، فقال لنا رسول الله(صلى الله عليه وآله): » أبردوا بالصلاة ؛ فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم«([25]). ورواه الحمّاني عن أحمد بهذا اللفظ والإسناد، مدّعياً أن أحمد حدّثه، وأنكره أحمد، فإمّا أن نصدّق أحمد، أو الحمّاني، ولا شكّ أنّ ترجيح أحمد عليه بلا مرجّح، فلولا أنّ أحمد أخرجه بنفس السند والمتن لرجّحنا إنكاره، نعم، لا يبعد أن يكون أحمد حدّثه، ثمّ نسي ذلك فأنكره، ويظهر من كلام أحمد في جواب حنبل بن إسحاق أنّه لم يكن متيقّناً بذلك ؛ حيث قال: ما أعلم أنّي حدّثتُه به، ولا أدري، لعلّه على المذاكرة حفظه.
الحاصل: أنّ الحمّاني كان أوثق وأصدق من ابن الجوزي بكثير، بل وأوسع علماً ومعرفةً من كثير من المشهورين من أئمّة ابن الجوزي، إلاّ أنّ هناك ما صار سبباً لخمول ذكره فيما بين قومه كأقرانه، ألا وهو بغضه لسلاطين بني أميّة، وقوله: مات معاوية على غير ملّة الإسلام([26]).
هذا، وقد رأيت ورود الحديث من طريق محمّد بن الطفيل، عن شريك، عن الأعمش، وليس فيه إسحاق النخعي ولا الحمّاني. ورُوِي عن عليّ(عليه السلام) أيضاً، فلاحظ:
[الحسكاني: فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مروان، ثني أبي، ثنا عبيدة بن يحيى بن مهران الثوري، عن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ في قوله تعالى: ] أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ[، قال: قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، فيقول الله لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذّبكما في النار«([27]) .
[الحاكم: ثنا عطيّة بن سعيد، عن عبد الله الأندلسي، ثنا القاسم بن علقمة الأبهري، ثنا عثمان بن جعفر الدينوري، ثنا إبراهيم بن عبد الله الصاعدي، ثنا ذو النون المصري، ثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجزه أحد، إلاّ من كان معه براءة بولاية عليّ«.
وقال السيوطي: وله طريق آخر ؛ قال أبو عليّ الحدّاد في معجمه: ثنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن محمّد بن علي بن متوية القمّي، ثنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري، ثنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد المزكي، ثنا أبو سهل إسماعيل بن عبد الوهّاب، ثنا عبد الله بن عبد الرّحمن المديني القزويني، ثنا داود بن سليمان بن جعفر، ثنا ابن موسى الرّضى، ثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه [جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ ابن أبي طالب، مرفوعاً([28]).
[ابن المغازلي: أنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي، أنا أبو محمّد ابن السقاء، قال: قرأت على محمّد بن الحسين، وهو يسمع: حدثكم إسماعيل بن موسى السدّي، ثنا محمّد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد عن، ابن عبّاس، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرئيل أن يجلس على باب الجنّة ؛ فلا يدخلها، إلاّ من معه براءة من عليّ بن أبي طالب «([29]) .
[ابن عديّ: ثنا يحيى بن البختري، ثنا عثمان بن عبد الله القرشي الشامي. (ح) و[أيضاً: ثنا الحنائي وعلي بن إسحاق بن زاطيا، قالا: ثنا عثمان بن عبد الله الشامي [ابن المغازلي: أنا أحمد بن المظفّر العطّار، أنا عبد الله بن محمّد الملقّب بابن السقاء الحافظ، ثنا أحمد بن محمّد بن زنجوية المخزومي ببغداد، ثنا عثمان بن عبد الله العثماني، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير - واللفظ لابن المغازلي - قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعرفات وعليّ تجاهه، فأومأ إليَّ وإلى عليّ فأقبلنا نحوه، وهو يقول: » ادن مني يا عليّ«، فدنا منه، فقال: » ضع خمسك في خمسي«، فجعل كفّه في كفّه، فقال: » يا عليّ، خلقت أنا وأنت من شجرة; أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة. يا عليّ، لو أنّ أُمّتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلّوا حتى يكونوا كالأوتار وأبغضوك، لأكبّهم الله في النار«.
ولفظ ابن عديّ من طريق ابن البختري: » يا عليّ، لو أنّ أُمّتي أبغضوك لأكّبهم الله على مناخرهم في النّار«([30]) .
[العقيلي: ثنا عبد الله بن هارون الشعبي، ثنا علي بن قرين، ثنا الجارود ابن يزيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » من مات وفي قلبه بغض لعليّ فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً«.
ثمّ قال العقيلي: ولا يعرف من حديث جارود إلاّ عن عليّ بن قرين، وجارود متروك الحديث، وعليّ وضعه على جارود.
وقال ابن عراق: قال السيوطي الشافعي: وله طريق آخر عند الديلمي. قلت: فيه أحمد بن عبد الله المؤدب، والله أعلم([31]).
[ابن المغازلي: أنا أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي، ثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي، ثني محمّد بن عليّ بن هاشم الموصلي، ثنا محمّد بن عبد الله بن محمد المؤدّب، ثنا محمّد بن الحارث المصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا بهز ابن حكيم، عن أبيه عن جدّه - وجدّه معاوية بن حيدة القشيري - قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: » يا عليّ، لا يبالي من مات وهو يبغضك مات يهوديّاً أو نصرانيّاً«.
قال يزيد بن زريع: فقلت لبهز بن حكيم: أحدّثك أبوك، عن جدّك، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ؟ قال: الله ! حدّثني أبي، عن جدّي، وإلاّ فأصمّ الله أُذنيّ بصمام من النار.
ولفظ الديلمي: عن ابن حيدة: » يا عليّ، ما كنت أُبالي من مات من أُمّتي وهو يبغضك مات يهوديّاً أو نصرانيّاً«([32]) .
[أبو يعلى: ثنا سويد بن سعيد، ثنا زكريّا بن عبد الله بن يزيد الصهباني، عن عبد المؤمن، عن أبي المغيرة، عن عليّ، قال: طلبني رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوجدني في جدول نائماً، فقال: » قم، ما ألوم الناس يسمّونك أبا تراب« ! قال: فرآني كأنّي وجدت في نفسي عن ذلك، فقال: » قم والله لأرضينّك، أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنّتي، وتبرئ ذمّتي، من مات يحبّك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهليّة، وحوسب بما عمل في الإسلام«.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي يعلى. وأورده البوصيري في الإتحاف، وقال: رواه أبو يعلى بسندٍ رواتُه ثقاتٌ. وأورده السراوي في [مسند الإمام عليّ، وصحّحه([33]).
[القطيعي: حدثني من سمع ابن أبي عوف، ثنا سويد بن سعيد، ثنا زكريّا بن عبد الله الصهباني، عن عبد المؤمن، عن أبي المغيرة، عن عليّ ابن أبي طالب، قال: ثمّ طلبني رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوجدني [في حائط نائماً، فضربني برجله، وقال: » قم، فو الله لأرضينّك ؛ أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنّتي، من مات على عهدي فهو في كنز الله، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبّك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت«.
وذكره محبّ الدّين الطبري في الرياض، وابن حجر في الصواعق، وعزياه لأحمد في المناقب([34]).
[الطبراني: ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمّد بن يزيد - هو أبو هشام الرفاعي - ثنا عبد الله بن محمّد الطهوي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: بينما أنا مع النّبيّ(صلى الله عليه وآله) في ظلّ بالمدينة، وهو يطلب عليّاً، إذ انتهينا إلى حائط، فنظرنا فيه، فنظر إلى عليّ، وهو نائم في الأرض، وقد اغبرّ، فقال: » لا ألوم الناس يُكَنّونك أبا تراب«، فلقد رأيت عليّاً تغيّر وجهه، واشتدّ ذلك عليه. فقال: » ألا أرضيك، ياعليّ« ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: » أنت أخي ووزيري، تقضي دَيْني، وتُنْجز موعدي، وتبرئ ذمّتي، فمن أحبّك في حياة منّي فقد قضى نحبه، ومن أحبّك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان، وأمنه يوم الفزع الأكبر، ومن مات وهو يبغضك - يا عليّ - مات ميتة جاهليّة، يحاسبه الله بما عمل في الإسلام«.
وأورده المتقي في الكنز، والهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه([35]).
[ابن عساكر: أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن الخلال، أنا محمّد بن عثمان النفري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن محمّد بن سوادة، نا عمرو بن عبد الغفّار نا نصير ابن عبد الأشعث، ثني كثير النواء، عن أبي مريم الخولاني، عن عاصم بن ضمرة، قال: سمعت عليّاً يقول: إنّ محمّداً(صلى الله عليه وآله) أخذ بيدي ذات يوم، فقال: » من مات وهو يبغضك ففي ميتة جاهليّة، يحاسب بما عمل في الإسلام، ومن عاش بعدك وهو يحبّك ختم الله له بالأمن والإيمان، كلّما طلعت شمس وغربت، حتى يرد عليّ الحوض«([36]) .

 

 

مئة عشر منقبة (4)

في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه

شهيد المحراب

الإمام علي مجمع الفضائل

في مولد أميرالمؤمنين


____________________________________
([1]) فضائل الصحابة لأحمد : 2 / 680 ح : 1162 ، مسند أبي يعلى : 3 / 178 - 179 ح : 1602 ، المقصد العلى : 3 / 178 ح : 1318 ، تاريخ بغداد : 9 / 71 - 72 م : 4656 ، الجمع والتفريق للخطيب : 2 / 303 - 304 م : 350 ، المستدرك : 3 / 135 ، تاريخ دمشق : 42 / 280 - 281 ، فرائد السمطين : 1 / 129 ح : 91 ب 22 ، البداية والنهاية : 7 / 391 ، كفاية الطالب : 18 - 19 ب 2 ، الإتحاف للبوصيري : 9 / 271 ح : 8965 .
([2]) الثقات لابن حبّان : 5 / 314 ، التاريخ الكبير للبخاري : 7 / 151 م : 670 ، تهذيب الكمال : 22 / 31 - 32 م : 8214 ، تهذيب التهذيب : 12 / 208 م : 8701 ، تقريب التهذيب : 592 م : 8359 .
([3]) المعجم الأوسط : 2 / 403 ح : 2178 ، مجمع الزوائد : 9 / 132 ، مجمع البحرين : 6 / 283 ح : 3715 ، تاريخ دمشق : 42 / 281 - 182 ، مختصره : 17 / 369 ، حلية الأولياء : 1 / 71 ، أبو مريم السلولي هو مالك بن ربيعة من بني مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، يُعرَفُون بأمّهم سلول ، ولا بأس بالحديث من جهته ، إلاّ أن في إسناد عليّ بن حزور إليه من الاضطراب ما لا يخفى. راجع ترجمة أبي مريم في الاستيعاب : 4 / 317 - 318 م : 3203 ، والإصابة : 5 / 536 - 537 م : 7647 ، أسد الغابة : 4 / 279 - 280 .
([4]) المناقب لابن المغازلي / 121 ح : 159 .
([5]) المتّفق والمفترق : 3 / 1699 ح : 1215 م : 1074 ، هكذا كان لفظ الحديث في المصدر ولعل لفظه [في] سقطت قبل كلمة حياتي في الموظعين .
([6]) المعجم الكبير : 22 / 415 ح : 1026 ، كنز العمّال : 13 / 145 - 146 ح : 36458 ، مناقب الأسد الغالب : 28 ح : 27 .
([7]) المعرفة والتاريخ : 3 / 192 ، الكامل لابن عديّ : 8 / 53 - 54 م : 1818 ، الضعفاء الكبير : 3 / 415 - 416 م : 1457 ، تاريخ دمشق : 42 / 298 - 300 ، البداية والنهاية : 7 / 392 ، كفاية الطالب : 21 ب 3 ، العلل المتناهية : 2 / 945 ح : 1575 .
([8]) الضعفاء الكبير : 3 / 416 ، و 4 / 158 م : 1729 ، تاريخ دمشق : 42 / 300 ، ميزان الاعتدال : 4 / 208 م : 8884 ، العلل المتناهية : 2 / 945 ح : 1576 .
([9]) الضعفاء الكبير : 3 / 416 م : 1457 ، تاريخ دمشق : 42 / 299 .
([10]) الضعفاء الكبير : 3 / 415 .
([11]) المعرفة والتاريخ : 2/ 764 ، تاريخ دمشق : 42 / 299 ، البداية والنهاية : 7/ 392 .
([12]) الضعفاء الكبير : 3 / 415 - 416 ، ميزان الاعتدال : 2 / 387 م : 4188 ، الكامل لابن عديّ :
8 / 53 - 54 م : 1818 ، لسان الميزان : 3 / 700 - 701 م : 4484 .
([13]) المعرفة والتاريخ : 3 / 192 ، تاريخ دمشق : 42 / 299 .
([14]) التاريخ الكبير : 7 / 72 م : 333 ، الثقات لابن حبّان : 5 / 281 .
([15]) الأمالي للطوسي : 628 - 629 ح : 1294 ، بحار الأنوار : 39 / 196 - 197 ، 203 - 204 / 7 ، 23 ، و 47 / 412 ح : 19 ، مناقب آل أبي طالب : 2 / 157 - 158 وفي طبع : 2 / 180 - 181 ، منتهى المقال : 3 / 405 - 406 م : 1383 .
([16])طبقات الحنابلة : 1 / 295 م : 448 ، كفاية الطالب : 21 - 22 ب 3 وفي طبع : 68 - 70 ، تاريخ دمشق : 42 / 301 ، المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد : 2 / 493 - 494 م : 1048 .
([17]) ينابيع المودة : 83 ب 16 .
([18]) تاريخ دمشق : 42 / 431 - 433 ، الصواعق المحرقة : 2 / 369 .
([19]) مناقب عليّ(عليه السلام) : 67 ح : 97 .
([20]) العلل للدارقطني : 6 / 273 س 1132 .
([21]) فردوس الأخبار : 3 / 90 ح : 3999 .
([22]) سورة ق : 24 .
([23]) المناقب لابن أخي تبوك : 427 ح : 3 ، شواهد التنزيل : 2 / 189 - 191 ح : 895 ، 896 .
([24]) شواهد التنزيل : 2 / 189 - 191 ح : 895 ، 896 ، الموضوعات : 1 / 400 ح : 56 ، اللآلي المصنوعة : 1 / 348 .
([25]) مسند أحمد : 4 / 250 .
([26]) تهذيب الكمال : 20 / 146 - 157 م : 7462 ، الكامل لابن عديّ : 9 / 95 - 98 م : 2138 ، سير أعلام النبلاء: 10 / 526 - 540 م : 170 ، تهذيب التهذيب : 11 / 212 - 216 م : 7912 .
([27]) شواهد التنزيل : 2 / 191 ح : 897
([28]) الموضوعات لابن الجوزي : 1 / 399 ح : 53 ، اللآلي المصنوعة : 1 / 347 ، تنزيه الشريعة :
1 / 366 - 367 ح : 76 .
([29]) المناقب لابن المغازلي : 131 ح : 172 .
([30]) المناقب لابن المغازلي : 297 ح : 340 ، الكامل لابن عديّ : 6 / 303 - 304 م : 1336 ، ميزان الاعتدال : 3 / 41 م : 5523 ، لسان الميزان : 4 / 613 م : 5576 ، تنزيه الشريعة : 1 / 400 ح : 159 ، 160 .
([31]) الضعفاء الكبير : 3 / 250 م : 1248 ، تنزيه الشريعة : 1 / 360 ح : 58 .
([32]) المناقب لابن المغازلي : 50 - 51 ح : 74 ، فردوس الأخبار : 5 / 408 ح : 8312 ، تنزيه الشريعة : 1 / 360 .
([33]) مسند أبي يعلى : 1 / 402 - 403 ح : 528 ، مجمع الزوائد : 9 / 121 - 122 ، المقصد العلى : 3 / 177 - 178 ح : 1317 ، تاريخ دمشق : 42 / 54 - 55 ، الإتحاف للبوصيري : 9 / 267 - 268 ح : 8957 ، المطالب العالية : 64 ح : 3969 ، كنز العمّال : 13 / 159 ح : 36491 ، مسند الإمام عليّ بن أبي طالب : 544 ح : 935 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 314 .
([34]) فضائل الصحابة : 2 / 656 ح : 1118 ، الصواعق المحرقة : 2 / 369 ، الرياض النضرة : 3 / 107 ح : 1328 ، ولفظة [في حائط] أخذنا منه .
([35]) المعجم الكبير : 12 / 321 ح : 13549 ، مجمع الزوائد : 9 / 121 ، كنز العمّال : 11 / 610 - 611 ح : 32955 .
([36]) تاريخ دمشق : 42 / 292
.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامويون والحسين عليه السلام
حاجة نظام الخلق إلى خليفة الله‏
لا يضحي الإمام بالعدالة للمصلحة
ملامح عقيلة الهاشميّين السيّدة زينب الكبرى *
يوم الخروج وكيفيته
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الدفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم
أهل البيت النور المطلق
حديث الغدير ودلالته على ولاية أمير المؤمنين (ع)
عوامل نشوء اليقين بولادة الامام المهدي (عليه ...

 
user comment