المأمون يعترف . . . ! !
ذكرنا احتمال أن يكون وفاة السيدة المعصومة ( عليه السلام ) بسبب سم دس إليها في « ساوة » ، إما من أهلها المتعصبين ، وإما من أتباع وشرطة المأمون بأمر منه ، وكان من قبل قد قتل إخوتها في « ساوة » و « شيراز » ، ثم قتل الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيما بعد .
وللمأمون إعتراف بجناياته وظلمه لأهل البيت ( عليهم السلام ) وأولادهم ومواليهم ، نسجله للتأريخ والأجيال بياناً لحقيقة المأمون .
يقول المأمون في كتاب له في الجواب عن بني هاشم :
« . . . حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم ، وضيقنا عليهم ، وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم .
ويحكم ! إن بني أميّة إنّما قتلوا منهم من سل سيفاً ، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملاً .
فلتسالن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ؟ !
ولتسألن نفوس اُلقيت في « دجلة » و « الفرات » .
ونفوس دفنت بـ « بغداد » و « الكوفة » أحياء .
هيهات إنّه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثال ذرة شراً يره . . . » (1) .
فهل كانت الغلبة لبني العبّاس والمأمون بقتلهم هذه النفوس الزكيّة . . ؟
إنٌ الحقيقة تأبى إلا أن تسفر عن وجهها . .
فهذا قبر السيدة المعصومة وقبر أخيها الإمام الرضا محجة ومزار . .
. . . اعدالهم لا تعرف ، لا تزل
بل تصب عليهم اللعائن مدى الأيام والأعصار . .
____________
(1) بحار الأنوار : ج49 ص 210 ، عن صاحب الطرائف عن ابن مسكوية .
source : sibtayn