طلب معاوية بن أبي سفيان من الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يخطب ، فصعد ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع ( عليه السلام ) رجلاً ، يقول : من هذا الذي يخطب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تعالى الذي فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقائقه .
فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، أن كانت بطاعة الله مقرونة ، قال الله تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) .
وقال تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) .
وأُحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ، فإنّه لكم عدوٌّ مبين ، فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ ) .
فتلقون للسيوف ضرباً ، وللرماح ورداً ، وللعمد حطماً ، وللسهام غرضاً ، ثمّ لا يقبل من نفس إيمانها خيراً ) .
فقال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله ، قد بلغت .
source : tebyan