السؤال : لماذا لم يشهر الأمام علي (عليه السلام) سيفه في مواجهة من اغتصب الخلافة وآذى الزهراء (عليها السلام) ؟
الجواب : إنّ الحكومة في نظر أهل البيت (عليهم السلام) ليست هدفاً ، بل هي وسيلة لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل ... .
أهل البيت لم يريدوا الدنيا للدنيا ، وإنّما أرادوا الدنيا لتكون وسيلة إلى الآخرة ، ليس لأهل البيت (عليهم السلام) همّ سوى رضى الله تعالى ، فتحمّلوا ـ كجدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) ـ أنواع الأذى لأجل بقاء الدين ، واستمرار شريعة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) .
فكان الناس في بداية إسلامهم ، فتحمّل الإمام علي (عليه السلام) كلّ الأذى لأجل الحفاظ على أصل الإسلام ، وذلك بوصية النبيّ (صلى الله عليه وآله) له بالصبر .
قال الإمام علي (عليه السلام) : " فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا " (1) .
ومع أنّه لم يشهر سيفاً ، ولم يتّخذ الحرب للمعارضة ، فإنّه (عليه السلام) اتخذ طريقة إيصال المفاهيم الحقّة وبيان أحقّيته بالخلافة ، اتخذ هذا طريقاً للمعارضة ، لئلا يلتبس الحقّ ، فقال (عليه السلام) : " أما والله ، لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ... " (2) .
____________
1- شرح نهج البلاغة 1 / 151 .
2- نفس المصدر السابق .
|
الصفحة 24 |
|
وقال (عليه السلام): " بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع الناس عمر ، وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ... " (1) .
( أبو ميثم . الكويت . 24 سنة . طالب جامعة )