عربي
Wednesday 8th of January 2025
0
نفر 0

التشيع في طبرستان

وجـد الـسـادة ارضية مناسبة للهجرة الى شمال ايران على امتداد تلك السنين فكان يتقاطر عليها من مـصـر, و الشام , و سواد العرب ما بين الفين الى ثلاثة آلاف علوي باستمرار ((1484)) و عرف الحكام هناك بميولهم الشيعية , فكانوا يساعدونهم حتى حدث مرة ان احدهم اخرج من الخزانة ثلاثة و عشرين الف دينار آملي ليتزوج بهاالعلويون الفقرا في طبرستان , والري ((1485)) .
ان حـضـور السادة في طبرستان , و هم الذين كانوا يتولون القيادة الدينية للناس عادة ,ادى الى نشؤ الميول الشيعية عند الحكومات التي ظهرت هناك .
و اسـتطاع حسام الدولة شهريار من آل باوند ان يخرج طبرستان من قبضة آل وشمگير, و ينقذها من غارات التركمان السلاجقة عام 466 ه , و يوحدها تحت سلطته .
و عـنـدمـا مـات ملكشاه السلجوقي سنة 487 ه , نشب صراع بين نجليه : السلطان بركياروق , و الـسـلـطـان مـحمد و تمخض بعد مدة عن قيام الحكومة وفقا لمراد السلطان محمد و كان السلطان سنجر اخو السلطان محمد يدير دفة الحكم في شمال شرق ايران آنذاك و ارسل السلطان محمد الى حـسـام الدولة ان يسلم نفسه الى السلاجقة , بيد ا نه ابى , فبعث اليه اميرا يدعى سنقر بخارى و جا هـذا الـى آمل فحضر عنده على ما نقل المرعشي ((التكاكلة ((1486)) برؤوس حاسرة و اقدام حافية , و قالوا له : قدمنا الى ساري لنقطع دابر الروافض لكن سنقر هزم في الاشتباكات التي جرت بـين حسام الدولة والقوات السلجوقية و قتل بعض افراد جيشه , و القي القبض على البعض الاخر ثـم جـا دورتـكـاكـلة آمل فامر حسام الدولة بجلبهم الى المدينة و كي جباههم بمكواة عليها اسم محمدو علي ((1487)) )).
و تسلم مقاليد الامور بعد حسام الدولة نجله الاكبر نجم الدولة الذي كانت سيرته سيئة فلم يطل به الـعـهد حتى جا بعده اخوه علا الدولة فاستقامت له الامور بمؤازرة السلطان محمد و بعد مضي مدة احـتـدم صـراع بـيـنـه و بين اخيه الصغير بهرام وكان علاالدولة مساعدا للسلطان محمود نجل السلطان محمد لكنه بعث ولده رستم الى سنجربعد مقتل السلطان محمود على يد الشخص المذكور و مـع هـذا, فـقـد انـدلعت حرب بين علاالدولة و سنجر وكان بهرام يتلقى الدعم والتعزيزات من سنجر, بيد ا نه هزم في تلك الحرب , ثم قتل بمكيدة دبرها علاالدولة .
و فـي هذا العصر ذاته , حصل وفاق سياسي بين السلطان سنجر و الاسماعيليين , فكانوايسارعون الـى امـداده و اعـانـته بين الحين و الاخر و كان السلطان سنجر يعتزم مناواتهم في البداية , لكنه صالحهم عندما علم بقدرتهم على قتله ((1488)) و ادت هذه القضية الى ان تنسب الاغتيالات التي قـام بـها الاسماعيليون ضد آل باوند, لاسيما رستم بن علي ونجله , الى سلطان سنجر الذي سموه : ملحدا ((1489)) .
و فـي اعـقاب هذا الموضوع , توجه آل باوند الى الاسماعيليين , ثم ظهر بينهم العداو كان تشدد آل باوند على الاسماعيليين بحد لم يجرا احد منهم ان يخرج من الموت ((1490)) .
ثـم قـتـل نجل رستم بن علي الذي كان معاهدا له على يد الاسماعيليين فيمابعد, و اسمه كردبازو فدفعه هذا العمل الى شن غاراته المتكررة ضد قلاع الاسماعيلية ((1491)) .
و اشار الرازي الى اجراات رستم بن علي هذا, في حديثه عن دور الشيعة في الكفاح ضد الملاحدة ـ و هـو اسـم آخـر لـلاسماعيليين ـ و قال : ((و اي سني على وجه البسيطة و في حدود العالم الاسـلامـي فـعـل بـالـملاحدة كما فعل ملك الملوك الب رستم بن علي بن شهريار الشيعي ؟ اذ فتح قلاعهم , و قبض عليهم , و قتل , و نهب , و فعل ما فعل و ذلك اظهر من الشمس ((1492)) )).
و حـسـبـنا هذا التوضيح عما صرح به بعضهم قائلا: ((انما حدث تطور سياسي في موقف الشيعة الامـامـيـة من الاسماعيلية عندما عزم المغول على ابادة الاسماعيلية فحسب ((1493)) ))و كان هاتين الفرقتين كانتا جنبا الى جنب , او كانتا منسجمتين حتى تلك الفترة و تمتع العلويون بنفوذ كبير في عهد رستم بن علي الى درجة ا نه امر ذات مرة بتنفيذما اراده احد العلويين , و اسمه مرتضى , دون الحاجة الى توقيعه كما امر بصرف اموال طائلة لتشييد مدرسة لهم فـي الـري و كـانت هذه المدرسة في حي زاد مهران الذي كان في عداد الاحيا الشيعية في المدينة المذكورة و نقل لنا ابن اسفنديار معلومات عن هذه المدرسة و اساتذتها ((1494)) .
و كـان لـلزيديين امتداد كبير في المناطق الشمالية من ايران و هم الذين ركنوا فيما بعدالى مذهب الامامية على مر القرون و كان عدد كبير من الزيديين يقطن في شمال ايران ايام الرازي مؤلف كتاب الـنقض , اي : في القرن السادس و قال المؤلف المشار اليه عن مساكنهم : (( و هذا المذهب ظاهر و مـعـروف في اقاليم العالم كجبال جيلان , و الديلم , و اليمن , والطائف , والكوفة , و مكة حرم اللّه و اتـبـاعـه لا يـعـمـلـون بـالـتـقـيـة و يـعـتنق هذا المذهب سادة كثيرون من النقبا و الرؤسا في الـري ((1495)) )) و قـال فـي مـوضـع آخـر: ((يكثر الزيديون في اليمن , والطائف , و مكة , والـكـوفـة , و اكـثـر مـنـاطق جيلان , والديلم , و بعض مناطق المغرب و كانت الخطبة و السكة باسمهم ((1496)) )).
و كان حاكم مازندران ايام الناصر لدين اللّه ذا ميول شيعية امامية ((1497)) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الـتـشيع , او قل : مذهب اهل البيت : سنة نبوية اي : ان ...
العراق ودوره في عصر الظهور:
الاتجاه الأموي ومشروعية قتل الحسين عليه السلام
عبيدُ اللّه بن عبّاس
حجر بن عدي يصف الامام (عليه السلام)
ظهور الإسلام وانطلاق الحضارة العربية الإسلامية
وجه الشبه بين الحسين عليه السلام و بين نبي الله ...
الإمام عليّ يصف العهد الجاهليّ
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
مواقف الامام علي(عليه السلام)في حنين

 
user comment